‏إظهار الرسائل ذات التسميات ادبي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ادبي. إظهار كافة الرسائل

السبت، 27 ديسمبر 2014

إعداد البحث الأدبي / عبد الرحمن الشامخ / Pdf

إعداد 
البحث الأدبي

إعداد
د. محمد عبد الرحمن الشامخ



التحميل


بطاقة الكتاب:

العنوان: إعداد البحث الأدبي.
إعداد: د. محمد عبد الرحمن الشامخ.
دار النشر: دار العلوم. 


نبذة عن الرسالة:

الرسالة عبارة عن قسمين:

الأول: إعداد البحوث الفصلية وهي من إعداد المؤلف واحتى على البحث عن المصادر والمراجع وثبت المراجع وتدوين المعلومات ومن ثم كتابة البحث.
الآخر: إعداد الرسائل الجامعية وهي دراسة من تأليف: ج . واطسون قام المعد بترجمتها واشتملت على مهنة التدريس الجتمعي ومؤهلات المدرس الجامعي وموضوعات الأطروحة وأشار أن هناك مجالات علمية مهملة ، وكيفيو استخدام التفكير في طرح موضوع البحث ومصادره والتأليف فيه وتحدث في الأخيسر علن الناش والأسلوب والإشراف.

السبت، 25 أكتوبر 2014

المشهدية فى أعمال دان براون الأدبية بقلم/ مروان محمد

هذه القراءة الانطباعة أقدمها لكل محبى أعمال الكاتب دان بروان و أعتقد أن أول شىء أفتتح بهذه القراءة الانطباعية هو ذكر ملامح سريعة عن حياة دان براون فلقد ولد فى العام 1964 في ايكسيتير،نيوهامشير، الولايات المتحدة الأمريكية, كان والد بروان يعمل أستاذاً لعلم الرياضيات أما والدته فكانت عازفة للموسيقى الدينية، وهكذا نشأ دان في بيئة تجمع بين العلم والدين. تزوج دان من بلايث وهي أستاذة في علم تاريخ الفن ورسامة وكثيراً ما ترافقه في رحلاته الاستكشافية.

تخرج دان من جامعة آمهيرست وأكاديمية فيلبس اكستير حيث عمل لبعض الوقت كمدرس للغة الإنجليزية قبل أن يتجه بعد ذلك إلى الكتابة. و استخدم حبه لفك الشفرات وأسرار المنظمات الحكومية فى تأليف أول رواية له بعنوان الحصن الرقمي والتي سرعان ما أصبحت رقم 1 في أكثر الكتب الإلكترونية مبيعاً على المستوى المحلي.

اعتبرته مجلة التايم بعد أن أصدر روايته الشهيرة شيفرة دا فينشي أنه واحداً من أكثر مائة شخص أثروا في العالم. ظهر دان براون على قناة سي إن إن وبرنامج توداي شو وراديو ناشونال وصوت أمريكا وتصدرت صوره صفحات الجرائد والمجلات, تم ترجمة رواياته ونشرها لأكثر من 40 لغة حول العالم.

و بسبب روايته شيفرة دافنشى ثار جدل فى الوسط المسيحى حول مدى ارتباط دان بروان بالمسيحية من عدمه و عندما سُئل عن كونه مسيحياً، أجاب : "نعم. فإذا سألت ثلاث أشخاص عن معنى كون المرء مسيحياً فستحصل على إجابة من ثلاث: بعضهم يعتقد أن المعمودية تكفي لأن يكون الشخص مسيحياً، والبعض يعتقد بحتمية قبول الكتاب المقدس على أنه حق مُسلم به، بينما يعتقد البعض الآخر بوجوب قبول المسيح كمخلص شخصي للحصول على الخلاص وإلا ذهبت إلى الجحيم. أنا أعتبر نفسي دارساً لعدد من الأديان وكلما تعلمت المزيد، زادت أسئلتي ", و كما هو واضح من إجابته فأنه لم يعطى إجابة شافية حول هذا الأمر و راوغ فى الإجابة و ذلك لأنه فى راويته شيفرة دافنشى أعلن صراحة أن المسيحية كذبة استمرت لألفين سنة.

يتميز أسلوب دان براون الروائى بأنه يعتنى جدا بالمشهدية, بشكل أكثر وضوحا يعطى للتفاصيل أهمية قصوى فى وصف المشاهد الموجودة بالرواية للدرجة أنه يهتم بوصف تفاصيل المكان الذى تدور فيه الأحداث سواء كان مبنى أو غرفة أو أى شىء من هذا القبيل, أسلوب كتابته أقرب إلى الأفلام السينمائية فهو يهتم بشكل خاص بكل حركات الأشخاص الانفعالية سواء فى نبرات الصوت أو لغة الجسد و التأكيد على نبرة الصوت و ارتباطها بالموقف أو الحدث الذى تعيشه الشخصية.

كذلك لغة الجسد تأخذ حيز مهم جدا فى أعمال دان بروان الروائية كما أنه لديه ولع شديد بالأغراق فى المعلومات التاريخية و خاصة الرموز الدينية و الإسهاب فى وصف نظريات المؤامرة سواء كانت دينية كما يظهر ذلك جليا فى روايتى ملائكة و شياطين و شيفرة دافنشى أو نظرية مؤامرة حكومية كما يظهر جليا فى روايته حقيقة الخديعة.

و أرى أن إسهابه المفرط فى ذكر المعلومات التاريخية داخل النص الأدبى قد يفقد متعة القارىء للنص الأدبى و تتحول الكثير من صفحات الرواية إلى ورقة بحثية بحتة و ذلك قد يخرج القارىء من الجو الأدبى الذى يحاول أن يصنعه الكاتب داخل عمله, أيضا إغراقه المفرط فى ذكر تفاصيل كثيرة و دقيقة للغاية تجعل روايته فى بعض أجزائها تجنح إلى الملل و تفقد القارىء قدرته على التواصل مع أحداث الرواية الشيقة و لكن كل ذلك لم يقف عائقا أمام إبداع أدبى واضح فى أعماله الأدبية.

بالإضافة إلى إتسام عمله الأدبى بالضخامة من حيث عدد الصحفات نتيجة لكمية المعلومات التى ترد فى عمله الأدبى و إغراقه فى التفاصيل و لكن كل ذلك لا يفقد القارىء متعته فى متابعة أحداث الرواية الشيقة و لا تسيطر على القارىء حالة ممل تؤثر فى رغبته لمواصلة القراءة , فمهارات دان بروان فى صياغة الأحداث و تلاحقها و غرز عناصر التشويق فيها تجعل القارىء يتغاضى عن كل هذه الشكليات لمواصلة قراءة العمل الأدبى بدون ملل و استمتاع.

من يجب هذا اللون الأدبى أتصور أنه إذا أقدم على قراءة رواية لدان براون لن يتوقف عن قراءتها حتى ينهيها بالكامل فى غضون يومين أو ثلاثة على الأكثر على الرغم من ضخامة العمل الأدبى.

كما أن دان بروان يهتم جيدا بالمعلومات التاريخية المثيرة للغاية و التى تكاد تكون حقيقة أغرب من الخيال و يدلل على مصداقية المعلومات التاريخية أو العلمية التى يثيرها فى عمله بحيث لا يتطرق الشك إلى القارىء فى مصداقية هذه المعلومات على الرغم من غرابتها الواضحة التى قد تصور للقارىء أنها من صنع خيال المؤلف و لا تمت للواقع بصلة و لكن براعته و قدرته على إذهال القارىء تتلخص فى أنه يدفع إليك بحقائق مثيرة قد تكون مستنكرة و لا تتصور أنها حدثت بالفعل و يبرهن على مصداقيته التامة و قد تجلى ذلك واضحا فى عمله الأكثر شهرة " شيفرة دافنشى" خاصة فى الأماكن التى أرتداها بطل القصة بصحبة المفتشة الفرنسية و التى قد يتصور القارىء للوهلة أنها أماكن متخيلة و لكن يعترى القارىء الشعور بالدهشة عندما يعلم أن الوثائق و الأماكن التى يعرض لها كاتب العمل الأدبى حقيقية بالفعل و موجودة على أرض الواقع.

نحن أمام ظاهرة فريدة فى العالم الأدبى قادرة على أن تدخل كل عناصر المفاجأة على القارىء بمعلومات حقيقية تماماً و أن قدرة الكاتب على أدهاش القارىء بمعلومات واقعية أقوى و أكبر بكثير من إبهاره بخياله البحت. 

فضلا عن قدرته عن توظيف هذه المعلومات المثيرة فى قالب أدبى جيد, لأنى أتصور أنه من الصعب جدا و المرهق أن تحاول أن تضفر بحث تاريخى قائم على معلومات معقدة فى قالب أدبى و لا يخرج مملاً, فربما حاول أدباء غيره أن يفعلوا المثل و لكنهم تورطوا فى مأزق الملل الذى يسيطر على القارىء لدى قراءته للعمل و المباشرة الواضحة فى عرض المعلومات و التى لا تجد صدى لدى هذه العوامل السلبية فى الأعمال الأدبية لدان بروان.

مثلا روايته حقيقة الخديعة و هى تتناول موضوع مذنب من المريخ اكتشتفته وكالة ناسا فى العام 1994 فى ثلوج الألسكا و قدر عمره بملايين السنين و تدور أحداث الرواية حول مبارزة علمية بين علماء من خارج وكالة ناسا مع علماء من داخل وكالة ناسا حول إثبات تزويير علماء ناسا فى نسب هذا المذنب إلى المريخ و قد أعلنوا أنهم وجدوا مستحثات على هذا المذنب تشير إلى مظاهر حياة أولية على المريخ و أن الفريق العلمى الأوربى يحاول أن يكشف زيف هذه المعلومات و أن هذا المذنب تم صناعته فى وكالة ناسا فى محاولة لتلميع ناسا علمياً و تبرير حصولها على دعم مادى يقدر بمليارات الدولارات سنويا من ضرائب المواطنين الأمريكيين.

و اعتمد فى هذه المبارزة العلمية بين إثبات مصداقية المعلومات التى أوردتها ناسا حول المذنب من عدمه على معلومات علمية معقدة جداً و تجلت براعة المؤلف دان بروان فى عرض هذه الحقائق العلمية المعقدة جدا كأنها حلوى تقدم فى طبق شهية للغاية و سهلة الهضم.

و هو أعتمد فى صنع روايته على قصة حقيقية أعلنت فيها وكالة ناسا عن الكشف عن مذنب سقط من المريخ على كوكب الأرض منذ ملايين السنين و وجد عليها مستحثات تشير إلى مظاهر حياة أولية على سطح المريخ و قدم رواية رائعة للأسف لم تنال نفس شهرة الروايتين اللتين تتناولان أحداث تاريخية و هى شيفرة دافنشى و ملائكة و شياطين, ربما لأن المعلومات العلمية ليست قادرة على إبهار القارىء بأكثر من المعلومات التاريخية المثيرة للجدل حول مسلمات استمرت لعقود طويلة من الزمن.

هذه لمحة بسيطة عن الإبداع الأدبى الذى قدمه لنا دان بروان من خلال خمس روايات و هم كالتالى: الحصن الرقمى – حقيقة الخديعة – ملائكة و شياطين – دافنشى كود – الرمز المفقود.

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

روايات طفولتنا الهندية/ نعيم عبد مهلهل





روايات طفولتنا الهندية..........!
نعيم عبد مهلهل

ليس للمبدع في تذكر موهبته سوى أن يعود الى احساس طفولته الأولى ، إذا افترضنا ان ما ينتجه بعد ذلك يشكل بوابة مفتوحة الى طفولته الثانية ، وهناك طفولة ثالثة في حياة البشر هي تلك الكهولة الهادئة والثقيلة الحركة والتي يسكنها شتات التذكر لما كان يجري على شكل رواية غير واضحة المعالم ، لكنها تُستعاد في التصرف الطفولي وتلك الخربشات العبثية والتصرف الذي يعيشه الكهول وهم يطلبون حلوى ( البوم بومب / المصاصة ) كما يطلبها طفل بعمر اربع سنوات.
تلك الازمنة لا توثق جيدا إلا من خلال المرويات التي وحدها من جعلت التاريخ شاهد العيان الاقرب توثيقا للحياة الحضارية للارض وما عليها. ومن بعضها تلك الأزمنة التي تلاصق تماما نشوء ذاكرتنا المجتمعية ويوثقها الحدث المرتهن بحواس البشر ورغبتهم في المحاكاة والتقليد والنبوغ ، وكل تلك الهواجس لاتمنو فينا وتتوثق وتبدع إلا من خلال التأمل والمتابعة والأعجاب والمحاكاة للجديد الذي نراه ونسمعهُ ونحسهُ ونعيشهُ على مستوى الواقع والحلم .
وأعتقد أن الفن السينمائي وفرَ لنا الكثير من هذه الاشتغالات التي تطور فينا لغة التعامل والارتباط والمُحاكاة لهذا العالم ، ومن بعضها الافلام الهندية التي كانت تقدمها سينما مدينتنا لروادها الذين أغلبهم من الفقراء والعشاق.
وقبل فترة توفي الممثل الهندي المعروف ( راجيش كنا ) صاحب الفيلم الرومانسي الشهير ( إنداز ) الذي شاركه فيه البطولة الفيس بريسلي السينما الهندية شامي كابور والذي توفي قبل فترة أيضا وكانت بطلة الفيلم ملكة جمال الهند وقتها هيما ميلاني.
الممثل ( راجيش كنا ) الذي ملأ طفولتنا بالأحلام وشجن الفقر والانشداد الى شاشة السينما كان يمثل لنا اقصى ما تتمناه طفولتنا الرومانسية من غرام وموسيقى والابحار الى الخيال المدهش في عوالم الموسيقى الهندية الساهرة وقصص الافلام التي كانت تبكينا وتضحكنا وتجعلنا نعوم في الأمل والعشق والدموع وهي وحدها من ملأت خيال الكثير من المبدعين رغبة البدء بنسج حكاياتهم وقصائدهم على منوال تلك الرومانسية الجميلة التي ملئت الأفلام السينمائية وموسيقى اغانيها وسيناريوهاتها التي في اغلبها تبدأ حزينة وتنتهي بالصدفة السعيدة .
مات راجيش كنا الذي كنا نعتبره ساحراً بحركاته الراقصة وأبتساماته واغانيه ليعيش معنا وسائد النوم في الليل الذي لا تضيء سماءه سوى الفوانيس وتخيل امتلاك نساء بجمال الممثلات هيما ميلاني وآشا باريخ وممتاز وفيجانتي مالا والراقصة هيلين..
هذا الموت لواحد من مؤسسي دافع صناعة لمعان الحروف على ورق دفاترنا المدرسية الأصفر أعاد الي طيفا عريضا من مشاهد الذكريات ، لحظة كان يسكننا الليل في متعة تذكر ما شاهدناه في الفيلم الهندي لتقودنا متعة التذكر الى المحاكاة ومن ثم نبدأ لنسطر أول محاولات ربط نبض قلوبنا مع هذا العالم من خلال حكاية.
حكاية تروي آمالنا الفقيرة وجرأة الشهوة فينا عندما نطابق في افتراض الروي أن كل الذي شاهدناه في الفيلم الهندي هو يقارب تماما وقائع حياتنا بذلك الفقر والجنوب الملتهب كما مناخ الهند بلهيب حرارة الصيف ورياح الشرقي الرطبة ، فيصبح هذا القرين فعالا في دافع صنع الرغبة فيما كان يتوهج داخلنا لنحوله الى شجنٍ محكي يغرق في رومانسية لاحدود لصورها ومشاعرها وفصولها من الحصول على قصر في وديان وجبال الهملايا وكشمير الساحرة الى جمع دموع اليتيم في فيلم أم الهند بأنية اجفاننا ونحن نسجل نبضات قلوبنا المتسارعة على شكل حكاية تجمع بين الحلم والغرام وتعلم كتابة الاغاني والأماني التي يود فيها كل واحد منا ان يتحول الى مهراجا.
مات راجيش كنا الذي كان من بعض ذكريات السبعينيات وجمال ايامها في جعل السينما متعة الروح والغرق في فنتازيا اخيلة زرقاء وبيضاء ومعطرة باللقطات الملونة التي تسرقنا من بيوت الطين الى شوارع دلهي وبومباي وحدائق تاج محل .
لقد كان ( راجيش كنا ) بفتنته الساحرة ورقصه المتقن وصوته الحنون يأخذنا الى اقصى ما نتمناه ونشتهيه بالرغم من الجوع الذي كان يسكن بطوننا .
هذا الهندي المبدع يبقى في خيال الأجيال التي سرحت مع عذوبة صوته ورومانسية مشاهده السينمائية صورة مستعادة في سطر حكاية أو البوم صور لصانع الحلم في اجفان طفولتنا الفقيرة التي كانت الموسيقى الهندية تغذيها بآمال لاتنتهي من أحلام السفر ومجالسة الأميرات والسكن في بيوت من الرخام وليس من الطين الذي ظل يلاصق قدريتنا منذ خليقة سومر وحتى اليوم...!
كان ثمن بطاقة السينما 40 فلسا ، وكان ذلك المبلغ كبيرا على ابائنا وحتى نحصل على متعة مشاهدة الفيلم الهندي ولم يمكن بمقدورنا أن نحصل جميعنا على ثمن البطاقة كنا نجتمع ستة اطفال ونجمع مصروفنا اليومي ليكون اربعين فلسا ونعمل قرعة فيما بيننا والذي يفوز ويذهب ليشاهد الفيلم عليه ان يعود ليقص لنا حكاية الفيلم لاكثر من عشرة مرات وهذا ما حدث لنا نحن أطفال شارع اسديناوية في المحلة الشرقية بمدينة الناصرية ( 360 كم ــ جنوب بغداد ) عندما تم عرض الفيلم الهندي الشهير ( سنكام ) بداية سبعينيات القرن الماضي وكان من بطولة الممثل والمخرج راج كابور والممثل راجندر كومار والممثلة فيجنتي مالا . وكنا نتفاعل من نال الحظ وفاز بمشاهدة الفيلم نيابة عنا وكنا نضحك حين يضحك في المواقف المضحكة ونبكي حين يبكي في المواقف المبكية وأعتقد أن هذه الحكايات وتخيلنا لمشاهدنا دون أن نرى ممثليها هي من منحتنا القدرة مستقبلا لنطالع ونكتب بحرفة بين أن يكون أحدنا شاعراً أو روائياً أو رساماً او كاتباً مسرحياً.
راجيش كنا ، وفيروز خان ، وراج كابور ، شامي كابور ، دليب كومار ، راجندر كومار ، مانوج كومار ، وآشا باريخ ، وهيما ميلاني ، ودارا مندر ، وفاجينتي مالا ..وغيرهم كانوا يمثلون أسطرة لطفولة الجنوب الذي جعلنا نعتقد أن السينما تغذي في أرواحنا الحلم والأمل مثلما يغذي الخبز في ارواحنا الصحة والحياة والأنتصار على الجوع .
مات راجيش كنا ، ومات معه اليأس من عودة ذلك العصر الذهبي لمتعة القراءة ومشاهدة الافلام السينما ، فقد كان ذلك الزمن موشوما ببراءة العيش والبساطة والقناعة .
هو زمن طفولتنا الهندية الذي رسم تحت اجفاننا اول تفاصيل لدراما الجوع والفقر والبحث عن الجمال والغنى من خلال اغنية ورقصة وقصة معذبين ينتتهي قدرهما بالنهاية السعيدة ولكن بعد أكثر من ساعتين من البكاء.
مات راجيش كنا . وسنموت نحن .ويموت الذين يأتون من بعدنا ، لكن العلامات الفارقة في ذاكرة العصور لن تموت .فهي وحدها من تؤرخ للأجيال القادمة الحياة التي كنا نعيشها نحن وسيعيشها غيرنا وحتما سيكون المؤرخ وشاهد العيان تلك الروايات التي كتبت بفطرة وحرفية وبعضها نشر والبعض بقي في ادراج الدفاتر الشخصية ، وفي المحصلة كانت تلك الأفلام من بعض تلك الشهوات التي صنعتها تلك الرومانسية المصحوبة بعطر القصور المغولية والابخرة الهندوسية والتأملات البوذية والكنارات التي تطلق الاصوات العذبة لتمرر دهشة التامل المتسمر امام شاشات السينما ونحن مأخوذين بكل التفاصيل التي كتبت لتجعل الفقير يعيش على امل الحصول على الكنز والمراة الساحرة..! 

المصدر    الحوار  المتمدن