تحدث الكاتب عن المرأه ، المرأة الا مبالية ، والتى سكتت عن حقها فى الحياة وتركت للرجل حق التصرف بكل شىء ، نفسها ، جسدها ، رأيها ، سعادتها ، حتى متعتها ورغباتها .
أراد الكاتب أن يشعل ثورة بداخل المرأة العربية كى تثور هى على حقها الذى سلبه منها الرجل الشرقى كما ذكر الكاتب فى هذا الديوان الشعرى . وأخذ يذكر الأسباب التى جعلته يثير كرامة المرأة فى مقدمة الكتاب النثرية .
قسم الكاتب هذا الكتاب إلى قسمين ، قسم يحتوى على مقدمة نثرية يشرح بها وجهة نظره فى المرأة العربية وحالها الراهن ، و القسم الثانى يحتوى على قصائد شعرية متحدثاً بها عن المرأة أيضاً .
مقدمة الكتاب :
" يوميات امرأة لا مبالية " هو كتابكنّ . هو كتا كل امرأة حكم عليها هذا الشرق الغبى الجاهل المعقد بالإعدام ونفذ حكمه فيها قبل أن تفتح فمها . ولأن هذا الشرق غبى وجاهل ومعقد يضطر رجل مثلى أن يلبس ثياب امرأة ، ويستعير كحلها وأساورها ليكتب عنها , أليس من مفارقات القدر أن أصرخ أنا بلسان النساء ، ولا تستطيع النساء أن يصرخن بأصواتهم الطبيعية .
ثم أليس من المفارقات المضحكة ، أن آتى إلى قاعة الوست هول لأشرح لكن أيتها المباليات مشاكل هذه اللا مبالية النفسية والجسدية ..
لماذا تصمتن أيتها النساء ؟
لماذا أكل القط ألسنتكن ؟
لماذا تنتظرن من يأخذ بثأركن ولا تأخذن ثأركن بأنفسكن ؟
نحن الرجال لا نعطى شيئا ً . نأكل البيضة وقشرتها .ندّعى التحضر ونحن بأكثر بدائية من ضباع سيبيريا . ندرس فى جامعات أوروبا ونعود أكثر توحشاً من الماو ماو .
نقدم الورد لعشيقاتنا وننشر رقبة شقيقاتنا بالمنشار .
نحن الرجال، نضع فى فمنا السيجار ونتصرف بغريزة الجمل .
نتمشى مع صديقتنا فى حديقة عامة وفى أعماقنا تصرخ الغابة .
نتحدث عن الحرية وفى داخلنا تصطك أبواب الحريم وتخشخش مفاتيحه وأقفاله .
نحن الرجال ، خلاصة الأنانية وشهوة التملك والاقطاع .
نحن النفاق الذى يمشى على قدمين ، والوصولية التى تمشى على أربع .
فلماذا تسكتن علينا أيتها النساء . لماذا ؟ ..
أليس هناك واحدة منكن ، واحدة لوجه الله ، تستطيع أن ترد لنا الصفعة صفعتين ، والكرباج كرباجين ؟
منذ كان الرجل وهو يتحكم بكن ، بأقداركن ، بأجسادكن ، بعواطفكن ، بدموعكن ، بلذتكن ، بفراشكن ... منذ أن كان الرجل وهو يحتكر لنفسه كل شىء . يحكتر المعرفة والحكمة والذكاء والدولة والسياسة والتشريع والحب والشهوة . يحتكر حتى غطاء السرير ..
ومن هنا كان لا بد من العثور على امرأة من هذا الشرق تملك القدرة على الصراخ ، تملك الجرأة على التحدث عن نفسها وعن جسدها دون أن تلطخها عقدة الذنب وفؤوس العشيرة . كان لا بد من العثور على واحدة امرأة واحدة تنتزع القفل الصدىء الموضوع على فمها وترميه فى وجه سجّانها .
كان لا بد من امرأة فدائية تقبل بمحض إرادتها أن تمد جسدها وسمعتها جسراً تمر عليه بنات جنسها إلى الضفة الأخرى من النهر. إلى ضفة الحرية.
بحثت عنها طويلاً هذه المرأة الشجاعة.
في المدن بحثت عنها. في القرى بحثت عنها ، في الحقول بحثت عنها. في مدارس البنات، في الجامعات، في الجمعيات النسائية ، في حفلات عرض الأزياء حيث الحرية تتحرك على مدى عشرة سنتيمترات فوق الركبة ولا تتعداها إلى قلب لابسة الثوب وإنسانيتها.
ما أضيق الحرية التي طولها عشرة سنتيمترات فقط. ما أضيقها.
اكتشاف امرأة من هذا الطراز كان معجزة.
ووجه الإعجاز فيها أنها تتكلم وتكتب أيضاً. ليس قليلاً أبداً أن تمارس امرأة في شرقنا النطق والكتابة.
فالمسؤولون عن سجن النساء منعوا لسانها عن الحركة.
قطعوه وأكلوه. أنسوها غريزة النطق. وصادروا منها أدوات الكتابة.
والكتابة التي أقصدها ليست كتابة الفروض المدرسية، وإعداد الأبحاث والأطروحات الجامعية .
الجامعيات عندنا برغم كونهن يكتبن فإنهن لا يكتبن .
برغم كونهن ينطقن فإنهن لا ينطقن. برغم كون الخنجر مزروعاً في ظهورهن فإنهن لا يصرخن .
أنا لا أؤمن بحرية تنفصل عن النطق والسلوك .
حرية المرأة هي أن تسقط في الماء بكامل ملابسها لا أن تتنزه في حديقة الجامعة وهي تتأبط الكراريس المدرسية .
الحرية جواد أبيض لا يستطيع ركوبه إلا الشجعان .
قلعة لا تفتح أبوابها إلا للمقاتلين .
العبودية سهلة. إنها جسد مشلول يتعاطى الحبوب المنومة .
أما الحرية فوجع أبدى لا يريح ولا يستريح .
في شتاء عام 1958 عثرت على هذه المرأة الكنز. أرتني جروحها. أرتنى مكان المسامير على نهديها .
أرتنى آثار الكرباج على ظهرها. أرتني أوراقها. حكت لي كل شيء .
تحدثت بلا نظام ولا ترتيب. تحدثت بشفتيها وأهدابها ودموعها وأظافرها .