‏إظهار الرسائل ذات التسميات محمد مروان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات محمد مروان. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 17 أغسطس 2014

مما قرأت بقلم/ مروان محمد

فى الفترة الأخيرة قرأت عدد من الروايات و القصص القصيرة و الأشعار و كتب المقالات لمختلف الكتاب, و يمكن أن أقول أن من جملة ما قرأت فى الفترة الأخيرة أن أغلب أختيارات القراءة كانت سيئة أو غير موفقة.

فكان مما قرأت ديوان شعر بعنوان أصداء عبثية للشاعرة هبة عبد الوهاب يقع الديوان فى 39 قصيدة تفعيلة تقريبا و فى بعض القصائد و كأن الشاعرة عمدت إلى كتابة الشعر العامودى و لكنها وضعته فى نهاية الأمر فى قالب شعر التفعيلة و لا أفهم لماذا مع أن بنيان القصيدة العمودية شديد الوضوح, ربما لأنها تخشى الوقوع فى اخطاء بحور الشعر و ما إلى ذلك, الحق أن الشاعرة متمكنة من اللغة العربية و لكن جاءت الكثير من الصور الجمالية مقولبة و مكررة و لكن مع قليل من الاختلاف, تورطت أغلب القصائد فى الشعر الرومانسى المطعم دائما و أبدا بويلات الحب و عذابه مما أوقعه فى مشكلة الرومانسية الكلاسيكية التى نرفض التخلى عنها إلى يومنا هذا.

الديوان صادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة كلمات و يوزع من خلال جريدة الأخبار بسعر جنيه واحد فقط, التقطه من على رصيف بائع جرائد ضمن مجموعة كتب أخرى تتبع مطبوعات الهيئة العامة لقصور الثقافة, لا يمكن أن أقول أنه ديوان شعر لمبتدئة فى صياغة التعابير الشعرية المختلفة و لكن الديوان فى مجمله لم يخرج عن التصاوير المقولبة إلى حد كبير و التى قرأها الكثير منا فى دواوين أخرى.

و مما قرأت أيضا ديوان شعر العاصفير و الوطن لمحمد الشربينى الذى لا أعرف ماذا أقول عنه صراحة فأن كان ديوان الشاعرة هبة عبد الوهاب تورط بشكل ملحوظ فى استعارة صور جمالية مقولبة فيمكنى أن أقول و أنا مطمئن البال أن كل هذا الديوان ما ألا أبيات مستنسخة من قصائد شتى قرأناها مرارا و تكرارا و كون بها الشاعر ديوان شعر جديد!, لا أجد تعبير أقل خشونة أو أكثر لطفا مما ذكرت, و ديوان الشاعر يضم نحو عشر قصايد تقريبا و صدر أيضا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة كلمات, ديوان إن قرأته الحق أنك لن تخرج بشىء يوحى بأن للشاعر أسلوب شعرى يخصه, أقصد بأنك بمجرد أن تقرأه تستطيع أن تنسبه إليه و لكنه مجموعة من الأبيات الشعرية المستعارة كما ذكرت من قبل, حتى المواضيع التى يتناولها فى قصائده سبق و أن تم تداولها كثيرا و ليس هذا عيبا أن يخوض الشاعر فى موضوعات تم تداولها من قبل و لكن كل العيب أن يستدعى مع نفس الموضوع نفس أسلوب الطرح الذى سبق و أن قرأناه عشرات المرات.

أما عن دار ميريت فقد قرأت لبعض الكتاب الغير معروفين بالنسبة لى أنا على الأقل فقرأت رواية عشاق خائبون لإيهاب عبد الحميد و لنفس الروائى قرأت مجموعة قصصية بعنوان قميص هاواى و أيضا رواية لصوص متقاعدون لحمدى أبو جليل و أخيرا رواية بازل لحسين عبد العليم, لو قررت أن أخفف من حدة هجوماتى الأنطباعية حول ما قرأت, فيمكنى أن أثنى على الكاتب إيهاب عبد الحميد فى أنه يمتلك أسلوب خاص به فى الكتابة, متمكن بشكل احترافى من أدواته الكتابية و أن لم يكن يستخدمها بدافع الفزلكة أو الأستعراض, أبدا, و لكنها تخرج منه طبيعية سهلة و سلسلة و أيضا تنبه القارىء إلى أن هذا رجل يتمكن من أدواته و لكن لو أطلعنا سريعا على روايته الضخمة عشاق خائبون و التى تقع فيما يزيد عن 600 صفحة تقريبا, يمكنك أن تجمل الأحداث فى أقل من ربع الكتاب!, و الباقى هى هلوسات بطل القصة خالد !, رجل أسير للخمرة و المخدرات و العلاقات الجنسية المتعددة و الخيال المريض , و الكوابيس و العلاقات الغرامية الفاشلة و طرح فكرة الرغبة فى الانتحار على طول خط القصة حتى الشخصيات الأخرى فى الرواية كلها بدرجات متفاوتة أو متقاربة جدا تسير على نفس الدرب و المنوال, لا يمكن أن تخرج من هذه الرواية و أنت متذكر لأحداث معينة لأنها غابت و تاهت و طمست ملامحها فى وسط سرد مطول مكثف عن هلوسات الشخصية المحورية للرواية خالد و أما المجموعة القصصية قميص هاواى لنفس الكاتب فهى تتنوع بين القصص الواقعية و الفاتنازية و الخلط بين الواقع و الأجواء الفانتازية, بعضها بالنسبة لى بدى مملا جدا و البعض الآخر بدى ممتعا و لكنها ليست على الأقل من المجموعات القصصية التى تستهوينى قراءتها على الإطلاق.

رواية لصوص متقاعدون, ليست بالرواية الجديدة على الرغم من أن القارىء قد يخدع فى عنوانها الذى قد يدفعه فورا إلى شراء الرواية لأن الأسم ينبىء بأنها تشى بأحداث غير اعتيادية و لكن الحقيقة أن الرواية كانت عادية جدا و مألوفة , يمكنك أن تتذكر الكثير من أحداثها و لكن كلها بلا طائل, سرد بحت, أو سرد لمجرد السرد, لا أقصد رسالة و قيم أخلاقية المفروض أن تبثها الرواية أبدا و لكنها من نوع الروايات التى لا تبعث على الملل أو حتى السعادة لدى قراءتها و أيضا تزخر بجو الأدمان و المخدرات و العلاقات الجنسية المتعددة و أن كل أبطال القصة و البيئة المحيطة بهم على نمط واحد من الحياة المضطربة الغير متزنة, شىء غريب و غير واقعى بالمرة, الكل فى الرواية نصابون و محتالون و مخادعون, لا يوجد شريف بالرواية و لا تبرر ذلك بأن الرواية أسمها لصوص متقاعدون لأن أسم الرواية أبعد ما يكون عما تحتويه.

و أما رواية بازل لحسين عبد العليم فهى من أسخف ما قرأت فى حياتى لرجل لا يمتلك الحد الأدنى من موهبة الكتابة, ليس العيب من وجهة نظرى أنه كتبها كلها بالعامية و لكن لافتقاره لأى شرط من شروط الكاتب ليس المحترف و لكن حتى الموهوب بالفطرة, يكرر حكايات أيضا على نفس المنوال من السكر و الخمر و العلاقات الغير مشروعة و لكن بدون أن يضفى عليها شخصيته ككاتب, بدون أن يبرزها هو و لكنه يقصها عليك مثل أى سائق تاكسى أو حشاش من الممكن أن يقص عليك قصة مماثلة !, لم يقدم أى رؤية مختلفة , و أقول أيضا العيب ليس فى الأحداث بقدر الأسلوب الذى أعتمده الكاتب للسرد و هو عندما تنتهى من الرواية حتما ستسأل سؤال معين, ما الفرق بينك و بين أى بلطجى ممكن أن يقص على أحداث مماثلة أو أكثر إثارة, لا فرق, فلا أجد هذا أدبا و لا فنا أنما هو أنحدار فى مستوى الكتابة و فشل إبداعى نعانى منه كما نعانى من أغانى المهرجانات و شعبان عبد الرحيم بالنسبة لى كلاهما وجهان لعملة واحدة.

و أخيرا أحب أن أختم مقالى هذا بالمجموعة القصصية الفائزة بدورة نجيب محفوظ! و ستفهمون لماذا وضعت علامة تعجب بعد قليل؟, للقاصة هبة الشريف تحت عنوان مشاعر تحت الميكروسكوب, الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة, يمكنك أن تطلق صفير طويل لتعبر عن إعجابك بإنتقاء القاصة لعنوان مجموعتها القصصية ثم أتحداك أن تنهى هذه المجموعة القصصية التى أأسف أن أقول أننى أنهيتها بصعوبة شديدة.

تشترك القاصة هبة الشريف مع الشاعر محمد الشربينى فى استخدام نفس الأسلوب الأنتقائى لعبارات مقولبة التى نعرفها كلنا على غرار: و لم ينبث ببنت شفة , و سرت رجفة فى أوصاله, و أقشعر بدنه" تعرفون هذا النوع من العبارات المقولبة, يكفى أن تعلم أن القصص كلها على هذا النسق فى أغلب عبارات القصة و ذلك يدفعك للتساؤل كيف أتعرف على أسلوب القاصة هبة الشريف مما تكتب, لن تعرف, فهى خليط من الترجمات العربية و العبارات المقولبة للأدب الكلاسيكى العربى!

حتى الخط الدرامى المستخدم فى القصص لا يمكن أن تفرق بينه و بين دراما المسلسلات التركى , المبالغة التى لا يمكن أن يتقبلها أى عقل, فكل الدنيا تتآمر على أبطال القصص و كل الأحداث تسير فى سياق الإبتلاءات المتكررة بلا توقف و لا كلل و لا ملل لأبطال القصة!

لا أعرف كيف فازت هذه المجموعة القصصية بجائزة دورة نجيب محفوظ, أريد أن أتعرف على القائمون على هذه المسابقة و هل لازالت مستمرة؟!, كيف قرروا أن تفوز هذه المجموعة القصصية بمثل هذه الجائزة.

حتى أننى أرتبكت فى بعض الأحيان, هل هذه قصة أم مجموعة من الخواطر؟, أم أنها انقلبت فجأة إلى قصيدة نثرية سخيفة؟!

ختاما, القارىء لهذا المقال سيظن أنى أهاجم فقط كل ما يكتب و لا أثنى على أى عمل و لكن الحقيقة أننى قرأت مؤخرا رواية نادى السيارات لعلاء الأسوانى و حتى لا يأخذ القارىء الكريم أنطباع سىء عنى فأنى أحب أن أوجه الشكر للكاتب علاء الأسوانى على هذه الرواية الرائعة و المعلومات التاريخية الدقيقة جدا حتى فى ملابس خدم النادى و أسلوب العمل فى نادى السيارات فى العهد الملكى كيف كان, لقد بذل مجهود يستحق الإعجاب الشديد, ليس فقط لبراعته فى صياغة الأحداث و الأسلوب المشهدى فى سرد الأحداث و الذى أحبذه و أحبه كثيرا و لكن للزخم الممتع من المعلومات التاريخية التى تذكرنى إلى حد كبير بأعمال الرائع يوسف زيدان و ألوم عليه أنه تجنى كثيرا على الملك و أنه صوره على أنه أبليس من الأبالسة و أعتقد أنه جانبه الصواب فى هذا الأمر إلى حد كبير.

انفصال الكاتب عن القارىء بقلم / مروان محمد

كاتب القصة أو الرواية عندما يشرع فى كتابة عمله الأدبى هل يضع فى حساباته القارىء؟, سؤال مهم يحتاج إلى أن نبحث عن إجابة واضحة عنه, هل شعار مثل الفن من أجل الفن شعار واقعى أم هو مثالية مبتذلة؟, إلى من يتوجه الكاتب بكتاباته؟, هل يخاطب جمهور القراء أم هو يكتب لنفسه؟, هل يقدح فى قيمة العمل الأدبى أن يتجاوب الكاتب مع طموحات و رغبات القارىء؟, إليس هناك خلط واضح بين العمل الفنى التجارى و العمل الفنى الذى يخاطب الجمهور الواقعى و ليس الجمهور المتخيل فى ذهن الكاتب؟

ما أطرحه فى هذا المقال ليس جديداً, و كثر الكلام حول هذه الأسئلة و أكثر منها و لازالت هذه الأسئلة مطروحة و الكثيرون ملوا من محاولة الإجابة عليها و البعض يبحث عن مناطق رمادية للوصول إلى أفضل الإجابات التوفيقية.

هناك أمثلة كثيرة من الروايات التى تصدر فى هذه السنوات الأخيرة و هذه الأيام و القصص القصيرة تعبر عن فكرة أنفصال الكاتب عن عالم الواقع و أنه يجنح إلى أن يخاطب نفسه فى أعماله الأدبية و لا يهتم بجمهور القراء.

الوقت الراهن و العصر الذى نحياه اليوم يتطلب أى نوع من الكتابات, بمعنى أكثر وضوحاً, هل يكفى أن يسبح الكاتب فى خيالاته و ينزلها على الورق ليقرأها الناس أم أن الكاتب اليوم عليه أن يحدث من أدواته ليقدم رواية أو قصة بذل فيها الكثير من البحث و المعلوماتية لأن هذا النوع من الروايات هو الأقرب الأن إلى رغبات القارىء. 

لنكن واضحين أكثر فى محاولة الإجابة عن هذه الجزئية تحديداً, فى رأى لم يعد كافياً أبداً أن يكتفى الكاتب بإفراغ خيالاته على الورق و حسبه ذلك, و لكن فن صناعة الرواية أو القصة هذه الأيام يتطلب منه أن يملاء روايته أو عمله الأدبى بالكثير من المعلومات المثيرة و المدققة, أن يصنع عمل أدبى كامل قائم على بحث علمى منهجى.

على سبيل المثال رواية النبطى ليوسف زيدان, ما الذى جعل هذه الرواية مميزة إلى حد كبير؟, هل طبيعة الأحداث التى يسردها الكاتب أم البيئة المعلوماتية الغنية لعصر من العصور لا نعرف عنه الكثير و قد ضخ من خلال عمله الأدبى الكثير من المعلومات التاريخية المثيرة المتعطش إليها القارىء و ذلك الذى وضعها فى هذه المكانة المميزة.

روايات أحمد مراد على الرغم من فقرها الأدبى من وجهة نظرى ألا أنها غنية بمناطق مثيرة للجدل و لشغف القارىء و أكثر ما يميزها أنها تعتمد على البحث و دقة المعلومات التى لا تحاول أن تخدع القارىء بخيالات الكاتب و لكنها تصوغ له صور حياتية غريبة عن القارىء و فى نفس الوقت حقيقية جداً و غير مخادعة, أليست هذه براعة تحتسب لصاحب العمل الأدبى و هذا ما يتطلبه سوق الأدب الأن؟!

هل يجوز أن ننظر إلى الأدب باعتباره منتج استهلاكى يجب أن يدعمه الكاتب بجودة من نوع مميز حتى تلقى الرواج فى السوق الاستهلاكى بشكل عام؟, هل من العيب النظر إلى الأدب من هذا المنظور؟

لا أتصور أن كل ذلك من الممكن أن يسىء للأدب و أن الذين ينفرون مما أقوله الأن و ذلك لأنهم يخلطون بين الاستهلاك التجارى القمىء و بين الاستهلاك التجارى الاحترافى, و يجعلون الأدب الاحترافى مرادف للتجارة المبتذلة لقيمة فنية فتفسد هذه القيمة الفنية.

إذن الإشكالية الحقيقية ليست فى الوصف الذى نحن بصدده و لكن فى بعض الأراء التى تصور هذه الأوصاف على أنها قيم سلبية يجب على أى مشتغل بالعمل الأدبى أن يتخلص منها و ألا ستتلوث قدسية عمله الأدبى.

هذه التابوهات و الإشكاليات الخزعبلاية التى وضعها هؤلاء هى التى افترضت ذلك الصراع الوهمى الذى لا أساس له من الصحة و فسرت الكثير من الأمور على نحو سلبى.

فبالتالى النظر إلى المنتج الأدبى باعتباره سلعة استهلاكية ليس عيباً فى ذاته و لكن العيب فى المحتوى الأدبى الذى قد لا يحمل أى مضمون أو قيمة فنية حقيقية تجعل شروط العمل الأدبى الجيد تنطبق عليه.

إذن مثل تلك الشروط و القيود السخيفة التى يضعها البعض هى التى أوقعتنا فى هذه الإشكالية الوهمية, علينا أن نتخلص من هذه القوانين الهزلية التى وضعها البعض و أصبحت مثل عقيدة راسخة لا يجب أن نحيد عنها.

فكر كهنوتى بحت سلطوى استطاع أن يحصر الأدب فى شكل معين لا يجوز الخروج عليه و ألا لاحقت اللعنات من خرج عن هذه القوانين ضيقة الأفق, أن الأدب صناعة احترافية و هى لا تنبع من داخل الكاتب لترتد إلى داخله مرة أخرى, لم يكن الأدب يوما ليخاطب الأديب نفسه فقط و لكنها لمخاطبة الطرف الآخر المنتظر على الرصيف المقابل يطلب منك منتجات أدبية تشبع رغباته الأدبية الملحة.

قرأت مؤخراً العديد من الأعمال الأدبية التى أرى فيها انفصال جذرى بين الكاتب و بين القارىء, و كأن كاتب هذا العمل قصد أن يكتب هذا العمل من أجل استمتاعه الشخصى فقط بصرف النظر عن البيئة المحيطة به و إن حاول من هم على شاكلتى الاعتراض على هذا النوع من الفكر المبتذل يتم قذفه بقوائم اتهام مجهزة مسبقا تخرجك من جنة الأدب التى افترضوها لأنفسهم.

انصراف القارىء عن قراءة الأعمال الأدبية ليست فقط لغلو سعر الكتاب أو ندرته أو غياب ثقافة القراءة فى مجتمعنا العربى و لكن أيضا لانصراف الكاتب عن معالجة الحياة اليومية للقارىء أو على أقل تقدير طرحها على أوراقه الخاصة ليعلن تضامنه مع القارىء و أنه يشاركه نفس مشاكل الحياة اليومية و أنه يرسل له رسالة أننى أعى ما تمر به لأنى أمر به مثلك و أشاطرك نفس الهموم و الأحزان الجمعية.

فبالتالى يجد القارىء نفسه متورطا مع كاتب يخاطب نفسه فقط و يترفع عن أن يناقش الهموم اليومية للقارىء العادى لأنها من الممكن أن تبعد الأدب عن قدسيته التى صنعوها بقوانينهم الهزلية فبالتالى يكون عقاب القارىء حاضراً و هو أنصرافه عن أعمال هذا الأديب أو إعلان ثورته على الجنس الأدبى كله بشكل عام, إعلان صريح من القارىء أمام كل الكتاب أن أعمالكم الأدبية لا تعبر عنا.

هناك من يربط بين من يحاول أن يتناول الوقائع اليومية لحياة المواطن أو الهموم العامة للوطن فى عمله الأدبى و بين أن ذلك مؤشر على فقره الأدبى و وقتية عمله الأدبى و أنه حجم عمله الأدبى زمنياً فى حقبة معينة بمجرد تجاوز هذه الحقبة الزمنية سيحترق هذا العمل الأدبى فبالتالى يجب أن يرتقى العمل الأدبى عن تناول هذه الأمور التافهة من شئون الحياة و يرتفع إلى مناقشة أفكار سامية كما يحبوا أن يطلقوا عليها ليعيش هذا العمل إلى الأبد و تقرأه الأجيال الحالية و القادمة.

هذه أفكار هزلية كلاسيكية من المخجل أن يتم تداولها إلى اليوم فى الصالونات الأدبية, و لكن للأسف يتم تناولها بكثرة و ينظر إلى من يخالفها بالكثير من الاستهجان و التكبر.

أما أن يعيد الكاتب و الأديب ربط نفسه بالعالم الواقعى للقارىء و أن يقدم له عمل أدبى يتم التخديم عليه معلوماتياً و يقوم على البحث المنهجى كأنه يقدم ورقة بحث علمية و ليس فقط عمل أدبى ليستطيع استقطاب القارىء مرة أخرى أو ينزوى بأدبه فى بركة النسيان و لا يتساءل بعد ذلك أين جمهور القراء؟, فأنت من صرفت جمهور القراء عنك بغرورك الأدبى و ترفعك عن أن تتشارك مع القارىء أحلامه البسيطة و همومه اليومية.