مقتطفات من الكتاب
مقدمةالديناصور , ها هي كلمة تطلق ولا يقصد بها بأي حال امتداح رجل سياسة أفل نجمه أو صناعة راح زمنها وتراجعت أسهمها فالديناصورات غالبا ما ترتبط في الذهن بصورة الفشل والاخفاق ليس فقط لأنها انقرضت بل لأن الذهن يتجه أول ما يتجه عند الحديث عنها الى فصيلة من " العاجزين " عن مجاراة التطور وغالبا ما نصف الديناصورات بضخامة الجثة والغباء الى حد لا يطاق وبامتلاك احتياجات مغرقة في خصوصيتها وبغرابة لا توصف مما عرضها للانقراض لكن أين الحقيقة في كل ذلك ؟
كيف ينظر علماء المستحثات الى الديناصورات ومكانتها داخل العالم الحي ؟
يجدر بنا أولا أن نحدد موضوع حديثنا فالديناصورات لا يعني أي " زاحف عاش في عصور ما قبل التاريخ " .
وحسب تعريف الديناصورات العلمي فالأمر يتعلق بقئة من الحيوانات يتصف هيكلها العظمي بخصائص تميزها عن الزواحف الأخرى .
وهذا ما جعل علماء الحيوان يلاحظون أن لفظ الزواحف اكتسب معنى فضفاضا يشمل حيوانات متباينة لا توجد بينها بالضرورة علاقة ما .
وما يميز الديناصورات عن غالبية " أبناء عمومتها " ولتكن التماسيح التي مازالت موجودة على وجه الأرض الى يومنا هذا , هو جهازها الحركي فالزواحف الحالية تتحرك عن طريق الزحف ومن هنا الاسم الذي يطلق عليها .
ويعني الزحف التحرك الى الأمام والبطن ملتصق بالأرض والساقان منفصلان عن الجذع صحيح أن التماسيح وبعض السحالي بل والسلاحف نفسها قد تنتصب واقفة بأطرافها في بعض المناسبات فيرتفع جسمها عن الأرض ولكن هذه الوضعية ليست هي الغالبة عليها .
وعلى العكس من ذلك الزواحف التي تتميز بأطراف عمودية الى حد ما وهي تتحرك وجسمها مرتفع عن الأرض مما يجعلها مختلفة عن الزواحف المعروفة لدينا قريبة من بعض أنواع الثدييات أو الطيور .
ويبدو أن القدرات التي كانت تتوفر عليها الزواحف للتحرك بتلك الطريقة تشكل أحد أسباب نجاحها في التطور وهي طريقة أفضل من الزحف بالنسبة الى حيوانات ذات حجم معين .
وليلاحظ القارئ أننا لا نتردد في الحديث عن النجاح ونحن نثير قضية الديناصورات بعيدا عن منطق الفشل والعجز الذي يصر الباحثون على اعتماده كلما تحدثوا عن هذه الحيوانات .
وتتجلى هذه القدرات الحركية بوضوح في الهيكل العظمي , أي الجزء الذي لدينا معرفة أكبر عنه مقارنة بباقي أجزاء جسم الديناصور وخاصة في شكل العظام والحوض وأيضا المفاصل الرابطة بين مختلف هذه الأجزاء .
ويعتمد علماء المستحثات على هذه الخصائص التي قد لا تكون أحيانا جلية للعيان ولكن مع ذلك يمكن تمييزها عد فحص العظام الأحفورية للجزم ان كان الأمر يتعلق حقا بالديناصورات أو بغيرها من الزواحف .
كانت الزواحف أساسا حيوانات برية ولا شيء يدل على أنها تكيفت يوما ما مع الحياة في البحار أما الزواحف البحرية التي عايشتها في نفس الحقبة من قبيل السمكسحليات والبليسيوساور والموساساور فليست ديناصورات .
والأمر نفسه يصدق على الزواحف الطائرة التي وجدت بكثرة في تلك الحقبة فهي أيضا ليست ديناصورات .
لا يفهمن مع ذلك من كلامنا أن الديناصورات لم تعمد الى غزو السماء .
بيانات الكتاب
تأليف : إيريك بوفتو
الترجمة : رشيد برهون
الناشر : هئية ابوظبى
عدد الصفحات : 88 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب الديناصور