‏إظهار الرسائل ذات التسميات إيريك بوفتو. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات إيريك بوفتو. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 23 يوليو 2014

الديناصور لــ إيريك بوفتو


مقتطفات من الكتاب

مقدمة
الديناصور , ها هي كلمة تطلق ولا يقصد بها بأي حال امتداح رجل سياسة أفل نجمه أو صناعة راح زمنها وتراجعت أسهمها فالديناصورات غالبا ما ترتبط في الذهن بصورة الفشل والاخفاق ليس فقط لأنها انقرضت بل لأن الذهن يتجه أول ما يتجه عند الحديث عنها الى فصيلة من " العاجزين " عن مجاراة التطور وغالبا ما نصف الديناصورات بضخامة الجثة والغباء الى حد لا يطاق وبامتلاك احتياجات مغرقة في خصوصيتها وبغرابة لا توصف مما عرضها للانقراض لكن أين الحقيقة في كل ذلك ؟
كيف ينظر علماء المستحثات الى الديناصورات ومكانتها داخل العالم الحي ؟


أما زال بامكاننا أن نعدها مظهرا من مظاهر " فشل " تطور الكائنات الحية ؟
يجدر بنا أولا أن نحدد موضوع حديثنا فالديناصورات لا يعني أي " زاحف عاش في عصور ما قبل التاريخ " .
وحسب تعريف الديناصورات العلمي فالأمر يتعلق بقئة من الحيوانات يتصف هيكلها العظمي بخصائص تميزها عن الزواحف الأخرى .
وهذا ما جعل علماء الحيوان يلاحظون أن لفظ الزواحف اكتسب معنى فضفاضا يشمل حيوانات متباينة لا توجد بينها بالضرورة علاقة ما .
وما يميز الديناصورات عن غالبية " أبناء عمومتها " ولتكن التماسيح التي مازالت موجودة على وجه الأرض الى يومنا هذا , هو جهازها الحركي فالزواحف الحالية تتحرك عن طريق الزحف ومن هنا الاسم الذي يطلق عليها .
ويعني الزحف التحرك الى الأمام والبطن ملتصق بالأرض والساقان منفصلان عن الجذع صحيح أن التماسيح وبعض السحالي بل والسلاحف نفسها قد تنتصب واقفة بأطرافها في بعض المناسبات فيرتفع جسمها عن الأرض ولكن هذه الوضعية ليست هي الغالبة عليها .
وعلى العكس من ذلك الزواحف التي تتميز بأطراف عمودية الى حد ما وهي تتحرك وجسمها مرتفع عن الأرض مما يجعلها مختلفة عن الزواحف المعروفة لدينا قريبة من بعض أنواع الثدييات أو الطيور .
ويبدو أن القدرات التي كانت تتوفر عليها الزواحف للتحرك بتلك الطريقة تشكل أحد أسباب نجاحها في التطور وهي طريقة أفضل من الزحف بالنسبة الى حيوانات ذات حجم معين .
وليلاحظ القارئ أننا لا نتردد في الحديث عن النجاح ونحن نثير قضية الديناصورات بعيدا عن منطق الفشل والعجز الذي يصر الباحثون على اعتماده كلما تحدثوا عن هذه الحيوانات .
وتتجلى هذه القدرات الحركية بوضوح في الهيكل العظمي , أي الجزء الذي لدينا معرفة أكبر عنه مقارنة بباقي أجزاء جسم الديناصور وخاصة في شكل العظام والحوض وأيضا المفاصل الرابطة بين مختلف هذه الأجزاء .
ويعتمد علماء المستحثات على هذه الخصائص التي قد لا تكون أحيانا جلية للعيان ولكن مع ذلك يمكن تمييزها عد فحص العظام الأحفورية للجزم ان كان الأمر يتعلق حقا بالديناصورات أو بغيرها من الزواحف .
كانت الزواحف أساسا حيوانات برية ولا شيء يدل على أنها تكيفت يوما ما مع الحياة في البحار أما الزواحف البحرية التي عايشتها في نفس الحقبة من قبيل السمكسحليات والبليسيوساور والموساساور فليست ديناصورات .
والأمر نفسه يصدق على الزواحف الطائرة التي وجدت بكثرة في تلك الحقبة فهي أيضا ليست ديناصورات .
لا يفهمن مع ذلك من كلامنا أن الديناصورات لم تعمد الى غزو السماء .

بيانات الكتاب



الاسم : الديناصور
تأليف : إيريك بوفتو
الترجمة : رشيد برهون
الناشر : هئية ابوظبى
عدد الصفحات : 88 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب الديناصور

ما الذي تحكيه لنا الأحافير؟ لــ إيريك بوفتو

ما الذي يمكن أن تقوله لنا الأحافير، هذه البقايا الحيوانية والنباتية التي احتفظتْ بها صخورُ القشرة الأرضية؟
للوقوف على ذلك، كان لزاماً أن يعيَ الدارسون أولاً أن هذه الكائنات المستحاثة ليست مجرد «طرائف من صلب الطبيعة» اجترحَتْها قوى غامضة. وما إن عُرِفت حقيقتها حتى تبيَّن أنها قادرة على أن تحكي تاريخ الكائنات الحية على سطح كوكبنا.

مقتطفات من الكتاب



مقدمة
لقد بدأ بنو الانسان يولون الأحافير اهتمامهم منذ ردح من الزمن فقد وجد أندري لوروا – غورهان الباحث المتخصص في عصور ما قبل التاريخ في احدى مغارات أرسي – سور – كير في منطقة بورغوني بفرنسا في مستوى ينتمي الى العصر الحجري القديم يعود تاريخه الى أكثر من خمسين ألف عام وجد مدخة وحيوانا من متعددات الأرجل مستحاثين وكان قد أتى بهما الى هناك أقوام من الحقبة النياندرتالية ولنا أن نتسائل حول الكيفية التي كانت تؤول بها هذه الأشياء من قبل هؤلاء الأقوام الذين يبدون لنا اليوم عبارة عن أحافير هم أيضا أغلب الظن أننا لن نجد أبدا الى الجواب على هذا السؤال سبيلا .
ما الذي تحكيه لنا الأحافير؟ ان التاريخ يبين لنا أن الأجسام المندثرة التي ظلت بقاياها راسخة في الصخور ما فتئت تشكل موضوعا للعديد من التفسيرات والتأويلات المتباينة قبل أن يتوصل الباحثون الى فهم حقيقتها ويهتدوا الى قراءة تاريخ من خلالها .
كان لزاما في البدء حصر مدلول لفظة " أحفور " المنحدرة من الكلمة اللاتينية التي تفيد الحفر وهي لفظة لطالما أطلقت على كل ما يعثر عليه من أشياء عند القيام بحفر الأرض بما في ذلك جميع أنواع المعادن والتشكلات والترسبات وغيرها من الأجسام غير العضوية ولم يقتصر مدلولها على الأشياء الموسومة ب " الأحافير " أي بقايا الكائنات الحية ولم يحمل هذا المصطلح معناه المتعارف حاليا الا في القرن الثامن عشر .
كنا ندرك أن الأحافير هي بقايا لكائنات حية عاشت في غابر الأزمان فهذا ليس سوى مرحلة أولى تعقبها مراحل أخرى فمن شأن هذه الأحافير أن تقول لنا أكثر من هذا متى عرفنا كيف نؤولها ونفك شفرتها فهي قد ظلت تحكي لنا على مر العصور قصصا مختلفة أيما اختلاف الى أن انتهى بها الأمر الى تلك القصة التي ترويها لنا اليوم والتي تكتسي بعدا جوهريا يتيح لنا فهم مكانتنا داخل الكون اذ ان مدار الأمر فيها تطور العالم الحي وانه لمسعى لا يخلو من جدوى أن نكتشف كيف وصلنا الى ما نحن عليه .
الأحافير تحكي لنا قصة الطوفان حسب الكتاب المقدس حسب الكتاب المقدس
في قديم الزمان كانت العظام المتحجرة المتبقية من بعض الحيوانات الضخمة تعد في معظم الأحيان بقايا لأبطال الأسطورة وخلال فترة استمرت طويلا ساد الاعتقاد في أوروبا كما في الصين بأنها عظام لكائنات خارقة من عمالقة أو تنينات أما المحار الذي عثر عليه في الصخور في باطن الأرض والذي هو أصغر حجما فقد رأى فيه بعض المفكرين مؤشرا على أن البحر كان يغمر تلك المناطق في السابق ثم انحسر عنها والملاحظ في الحالتين أن ثمة اقرارا بان الأحافير هي بالفعل بقايا لكائنات حية .
بيد أنه كان من اللازم أن يمر وقت طويل قبل أن ينعقد الاجماع حول هذا الموضوع فحتى في القرن الثامن كان لا يزال هناك من الدارسين من يتصور أن الأحافير هي عبارة عن " طرائف من صلب الطبيعة " نشأت داخل الأحجار على يد قوى غامضة .
لكن بدأ يتراءى للناس منذ العصور الوسطى أن الأحافير قد تكون شواهد على تاريخ العالم على أنه تاريخ معروف سلفا في رأى مسيحيي تلك الحقبة أي تاريخ يجد تجسيده بأحرف بارزة في القصة الواردة في الكتاب المقدس قصة الطوفان بوصفه أهم ما حدث على وجه الأرض منذ خلق الكون .

بيانات الكتاب



الاسم : ما الذي تحكيه لنا الأحافير؟
تأليف :  إيريك بوفتو
الترجمة : محمد سعيد الخلادي
الناشر :
عدد الصفحات : 88 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب ما الذي تحكيه لنا الأحافير؟