‏إظهار الرسائل ذات التسميات فرانز كافكا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فرانز كافكا. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 8 مايو 2015

الأعمال الكاملة لفرانتز كافكا / 3 الأجزاء الأولى / pdf

الأجزاء الثلاثة الأولى من الأعمال الكاملة لفرانز كافكا 




فرانس كافكا (3 يوليو 1883 - 3 يونيو 1924) (بالألمانية: Franz Kafka) كاتب تشيكي يهودي كتب بالألمانية، رائد الكتابة الكابوسية. يعد أحد أفضل أدباء الألمان في فن الرواية والقصة القصيرة.
تعلم كافكا الكيمياء والحقوق والأدب في الجامعة الألمانية في براغ (1901). ولد لعائلة يهودية متحررة، وخلال حياته تقرب من اليهودية. تعلم العبرية لدى معلمة خصوصية. عمل موظفا في شركة تأمين حوادث العمل. امضى وقت فراغه في الكتابة الأدبية التي راى بها هدف وجوهر حياته. القليل من كتاباته نشرت خلال حياته، معظمها - يشمل رواياته العظمى (الحكم) و(الغائب) التي لم ينهها- نشرت بعد موته، على يد صديقه المقرب ماكس برود، الذي لم يستجب لطلب كافكا بإبادة كل كتاباته.




الاثنين، 10 سبتمبر 2012

كل الأحكام هي أحكام بالموت


الوقوف أمام المحكمة كمتهم يعني أن تكون مضطرا لتبرير نفسك أمام كل الحاضرين، غالبا أنت تحاول تبرئة نفسك من جريمة أو خطيئة، وأنت مضطر أيضا لأن تكشف نفسك وتقريبا تاريخك أمام أناس ربما لم تكن لتسمح لهم بأن يدخلوا إلى عالمك.

ميرسو بطل رواية كامو "الغريب"يتصور أمر المحاكمة (التي تمت في الفصلين الثالث والرابع من الكتاب) كله كتمثيلية، الشرطي الذي يرافق ميرسو يقول له إن كثرة القضايا تشعره بالملل، وربما الأمر كذلك بالفعل، فالقضية متكررة ربما على كل البشرية إلى جانب ميرسو، أنت محكوم عليك بالموت، الحكم جاهز ومعروف، والخطيئة/ الجريمة التي قمت بها لا تجد نفسك مسئولا تماما عنها، "كونك ولدت" كما يقول كالديرون، أو كونك قتلت عربيا فقط لأن الشمس/ الطبيعة ضغطت عليك، هذا التبرير الذي يثير الضحك عندما يقوله ميرسو في المحكمة، فهذا ليس سببا معقولا، وهو تبرير لن يمنع حكم الإعدام. في قاعة المحكمة يجد ميرسو تفاصيل حياته التافهة كأشياء تؤخذ ضده؛ بروده – الذي يمكن أن يوصف بأنه برودا عاديا – وشربه القهوة باللبن وتدخينه السجائر في مواجهة موت أمه، عدم رغبته في رؤية جثتها، مشاهدته فيلما في السينما مع صديقته بعد ذلك وممارسته الجنس معها، هذا كله أداء يومي عادي، لا يستحق لأول وهلة أن تعتقد أنه سيتخذ كدليل ضدك، وأن هؤلاء المعارف والعابرين في حياتك سيكونون شهودا عليك. يكتشف ميرسو أيضا كم هو مكروه من قبل الحاضرين، وفي لحظة يتصور أن الحاضرين يتحدثون عن شخص غيره. من الناحية الفنية يبدو كامو متأثرا بدوستويفسكي – الذي أثبت في "الأخوة كارامازوف" أنه الكاتب الخبير بمشاهد المحاكمات – فمن الممكن أن يصرح الشاهد برأي ونقيضه كما فعل حارس دار المسنين التي كانت تعيش فيها أم ميرسو فهو لم ير ميرسو يبكي في مواجهة جثمان أمه ولكنه أيضا لم يره غير باكيا، مثلما نصبح في شك من شهادة شخصية "جريجوري" في رواية "الأخوة كارامازوف" عن أحداث قتل الأب في ليلة شرب فيها قدح ونصف من شراب مخلوط بالكحول. أحد الصحفيين في "الغريب" يذكر أن أهم قصص الحوادث هذا الصيف كانت قصة ميرسو وقصة الرجل الذي قتل أبيه، هذه القضية التي تماثل قضية ديمتري المتهم بقتل أبيه.

مرة أخرى في "الأخوة كارامازوف" لدوستويفسكي يتكرر أن يبدو المتهم  خارج عملية الصراع - وذلك في مشاهد المحاكمة التي خصص لها دوستويفسكي 14 فصلا من الرواية، هذا بالإضافة إلى اعتذار الكاتب أنه لن يستطيع أن يذكر لنا كل الأحداث - فالمنافسة بين المحامي فيتوكوفيتش ووكيل النيابة كيريلوفيتش مثلا في المحاكمة كانت تبدو بمعزل عن حرج مصير ديمتري، فيبدو أن المنافسة تأتي على حساب حياة هذا الشخص، ولكن رغم ذلك لم يكرر ديمتري انفعال ميرسو النفسي القائل: "ما هذا؟ من هو المتهم هنا؟ إن المتهم شخص مهم في القضية، ثم إن لديّ شيئا أريد أن أقوله". باستعادة حياة ديمتري كلها تقريبا في جلسات المحكمة نكتشف أن الحكم هنا هو حكم يقيم تجربة ديمتري الحياتية، رغم أن القاريء يعلم أنه مظلوم في هذه القضية ولم يقتل أبيه، في بعض الأحيان يتخيل ديمتري أنه سيحمل صليب أخطاءه الأخرى بالحكم عليه بغض النظر عن مدى تورطه في هذه الجريمة. تتلخص فلسفة العمل كله في مشهد المحاكمة؛ تحب جروشنكا ديمتري أكثر وقتها، يتضح تردد كاترينا إيفانوفنا بين ديمتري وإيفان، يلخص إيفان فلسفته عن قتل الأب، كل هذه العلاقات تتكشف أمام الجميع في قاعة المحكمة.

عند كافكا كانت "المحاكمة" هي الرواية كلها، كان المطلوب من  "جوزيف ك" أن يبرر نفسه أمام الجميع في مواجهة التهمة التي لا يعرفها محاولا أن يتخلص من هذا الاعتقال الشاذ. في حين أن المشهد الذي اعتدنا أنه يتكثف في الروايتين السابقتين أصبح أكثر عبثية هنا (مشهد المحكمة في الرواية كان أقرب إلى جلسة استماع لا محاكمة)؛ جوزيف ك يحاول أن يبريء نفسه أمام الجمهور، يحاول أن يكسبهم بتصريحاته وينتزع منهم صيحات الإعجاب وكأنه أمام جمهور مباراة رياضية، حتى يكتشف أن كل هذا ليس لصالحه، الحاضرون كلهم يعبثون به، وقد يتجاهلونه لينظروا بشغف لرجل يحتضن المرأة الغسالة في قاعة المحكمة. في لحظات في الرواية يعتقد ك أنه ذو أهمية كبيرة سواء بسبب المؤامرة التي تحاك ضده أو بسبب الاهتمام الغريب به من بعض الشخصيات ومنها الشخصيات النسائية، وفي لحظة أخرى يقول له قس السجن ببساطة: "المحكمة لا تريد منك شيئا، إنها تستقبلك عندما تأتي وتصرفك حينما تذهب".

عند نجيب محفوظ سطور قليلة كونت مشهد محاكمة بارز لعاشور الناجي في رواية "الحرافيش"، كان عليه فيه أن يبرر استيلائه على دار البنان. المشهد كان نقطة تحول أخرى في شخصية عاشور، فبعد الحكم عليه يخرج من السجن ليصبح فتوة الحارة ويرسى تقليد الفتونة الذي ستصبح معيار بقية الملحمة. صورة أخرى لمحاكمة ظهرت عند نجيب محفوظ كانت تمزج بين السريالية والرمز، وهي أحد "أحلام فترة النقاهة" في الكتاب الذي صدر في نهاية حياة محفوظ، وهو الحلم رقم 100 الذي ضم عدة زعماء في قفص المحكمة ينتظرون الحكم عليهم، فيحكم القاضي على السارد الجالس في قاعة المحكمة رغم أنه يعتقد أنه خارج القضية. يختلط الوضع هنا بين كون الجدل يتم بعيدا عن الشخصية المحكوم عليها مثلما الحال مع ميرسو وديمتري، وعدم معرفة التهمة كما الحال عند جوزيف ك، ولكن على أي حال فهناك رمزية واضحة في الحلم في كون أن الشعب المصري هو من يتعرض للعقاب رغم أنه لا يعتقد أنه موضع الاتهام من الأصل، هذا التفسير المباشر الذي يجعل الحلم أكثر أحلام نقاهة محفوظ استخداما إلى درجة الابتذال.

شخصية أدبية أخرى تصبح محاكمتها معلما بارزا في عالم الأدب؛ هنا الأديب نفسه يقف أمام المحكمة وليس فقط شخصية من شخصياته، كانت محاكمة أوسكار وايلد بتهمة "الأفعال غير اللائقة" تمثل ذروة انحداره هذا الذي اتجه إليه بنفسه، كان من الممكن لوايلد أن يتجنب كل ما حدث له لو لم يرفع قضية تشهير على ماركيز كوينزبري (والد رفيقه ألفرد دوجلاس)، الذي بدوره استطاع أن يثبت تهمة الشذوذ عليه. بدا وايلد يتحدث بمصطلحاته هو في مقابل القضاة والخصوم الذين لا يستوعبون مشاعره الخاصة، هو "أعظم متحدث في عصره" كما يقول ييتس عنه، يوضح وايلد لهم أن خطاباته لألفريد دوجلاس مجرد أعمال فنية، إن مشاعره تجاه الشباب تشبه أفكار أفلاطون وأعمال ميكيلانجلو، وأن صداقته بهم تشبه صداقة داود بيوناثان، قطع أدبية يقولها وايلد أثناء المحاكمة تثير الاستحسان والضحكات. مرة أخرى هنا يصبح ماضي وايلد كله شاهدا عليه - كما كان ماضي ميرسو وديمتري - حياته في العالم السفلي الإنجليزي وإيحاءته اللا أخلاقية في "صورة دوريان جراي"، لم يكن صعبا أن يسقط وايلد، ليعتبر بعد ذلك في كتابه "من الأعماق" أن أعظم نقطتي تحول في حياته هي حينما بعثه أبوه ليتعلم في أوكسفورد، وعندما أرسله المجتمع إلى السجن. وينتهي وايلد في "من الأعماق" لكتابة ما يعتبر صدى لكل المحاكمات السابقة، ولكل المحاكمات التي نمر بها جميعا:
"كل المحاكمات هي محاكمات لحياة المرء، وكل الأحكام هي أحكام بالموت".

أمير زكي
سبتمبر 2012

***

مصادر:

- ألبير كامو، الغريب، ت: محمد غطاس، الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الأولي 1997
- فيودور دوستويفسكي، الأخوة كارامازوف، ت: سامي الدروبي، مكتبة الأسرة، 2009
- Franz Kafka, The Trial, T: Mike Mitchell, Oxford World’s Classics, First Edition 2009
- نجيب محفوظ، الحرافيش، مكتبة مصر
- نجيب محفوظ، أحلام فترة النقاهة، دار الشروق، الطبعة الأولى 2005

الأربعاء، 22 فبراير 2012

الخطابات القذرة لكبار الكتاب


إميلي تمبل
14 فبراير 2012

ت: أمير زكي
فبراير 2012

هذه أجزاء من بعض الخطابات الرومانسية القذرة لكبار الكتاب التي اختارتها إميلي تمبل بمناسبة يوم الفالنتين.

***

من جوستاف فلوبير إلى لويز كوليه، 1846

حب العمر



"سأمطرك في المرة القادمة التي سأراك فيها بالحب، بالأحضان، بالنشوة. أريد أن ألتهمك مع كل مباهج الجسد، حتى تتهافتي وتموتي. أريدك أن تنبهري بي، وأن تعترفي لنفسك بأنك لم تحلمي أبدا بمثل هذه الأفعال... عندما تكبرين، أريدك أن تستعيدي تلك الساعات القليلة، أريد أن ترتعش عظامك الواهنة من البهجة عندما تفكري فيها".

***

من تشارلز بوكوفسكي إلى ليندا كينج، 1972

هذا يمتد ليكون رسالة حب إلى ثلاجة كينج – ولسبب واضح كما يبدو



"أحببت طريقتك في تحريك يديك؛ هذا جعلني أسخن من الجحيم... كل شيء تفعلينه يجعلني أسخن من الجحيم... أقذف اللبن تجاه السقف... أيتها العاهرة، الصعبة، شديدة السخونة، أيتها المرأة شديدة الجمال... لقد جلبت أشعارا جديدة وآمال جديدة ومباهج جديدة وحيل جديدة للكلب العجوز، أحبك، شعر كُسّك الذي تلمسته بأصابعي، داخل كُسّك، المبتل، الساخن، الذي تلمسته بأصابعي؛ وأنت، هناك فوق الثلاجة، لديك ثلاجة رائعة، شعرك يتدلى إلى أسفل، متوحش، وأنت هناك، كطائر مفترس أنت، كشيء مفترس أنت، ساخنة، شهوانية، مُعجزة... أشتبك برأسك، أحاول أن أصل للسانك بفمي، بلساني... كنا في بوربانك وأنا كنت أحبك، حبا لازروديا، يا إلهتي الجميلة الملعونة، يا مهمازي، يا شرموطة الفردوس القاسية المثيرة ذات الشعر الرفيع، أحبك... وأحب ثلاجتك، والتي أثناء تقابلنا وتصارعنا تشاهدنا برأسها البديع وبابتسامتها المحبة الشاعرية الساخرة وهي تسخن...
أريدك أنت
أريدك أنت
أريدك أنت
أنت أنت أنت أنت أنت أنت".

***

من جيمس جويس إلى نورا بارنكل، 1909:

ملك خطابات الحب القذرة، هذه هي واحدة من رسائل جويس الوصفية العديدة لزوجته. ما الذي نستطيع قوله، الرجل كان مدعيا جدا.



"صغيرتي المحببة الداعرة نورا، لقد فعلت كما أخبرتيني أيتها الفتاة الصغيرة القذرة، واستمنيت مرتين وأنا أقرأ خطابك. أنا سعيد لأعرف أنك تحبين أن تُناكي من الخلف. نعم، الآن أذكر هذه الليلة عندما نكتك لمدة طويلة من الخلف. لقد كانت أقذر نيكة نكتها لك يا عزيزتي. قضيبي كان بداخلك لساعات، أدخله وأخرجه من ردفيك المنقلبين. شعرت بمؤخرتك السمينة المتعرقة تحت بطني ورأيت وجهك المتورد وعينيك المجنونتين. مع كل نيكة أنيكها لك يندفع لسانك الجريء من خلال شفتيك، وإن قسوت في نيكك عن المعتاد تخرج ضرطات من مؤخرتك. كان لديك مؤخرة ممتلئة بالضرطات في تلك الليلة، يا عزيزتي، وقد أخرجتهم منك، كبار وضخمين، رياح طويلة، فرقعات قصيرة والعديد من الضرطات الشقية التي انتهت بدفعة طويلة من داخلك. إنه من الرائع أن تنيك امرأة عندما تخرج منها ضرطة مع كل نيكة. أعتقد أنه بإمكاني معرفة ضرطة نورا في أي مكان. أعتقد أنني أستطيع أن ألتقطها في حجرة ممتلئة بالنساء الضرّاطات. إنها أقرب لضوضاء طفولية، لا تقارن بالضرطة الفواحة الرطبة التي كنت أتخيل أنها لدي الزوجات البدينات. إنها مفاجئة وجافة وقذرة كما لفتاة جريئة تدعها تنطلق في مخدع المدرسة الداخلية ليلا. أرجو من نورا أن تدع ضرطاتها تنطلق بلا نهاية في وجهي حتي أستطيع تشمم رائحتها أيضا.

تقولين إنني عندما سأعود ستمصيني وتريدين أن ألعق كسك أيتها المنحرفة القذرة. أتمنى أن تفاجئيني في مرة وأنا نائم بملابسي، تتسللي إليّ باللمعة الداعرة لعينيكِ الناعستين، وتفكين بلطف أزرار بنطلوني وتأخذين بلطف قضيب حبيبك السمين، تلقميه فمك المبلل وتمصينه حتى يصبح سمينا وصلبا ويقذف في فمك. في أحد المرات أيضا سأفاجئك وأنت نائمة، أرفع تنورتك وأفتح سروالك بلطف، ثم أنام بلطف بجانبك وأبدأ في لعق شعر عانتك ببطء. ستبدأين في التحرك بقلق لألعق شفري كس حبيبتي. ستبدأين في الشخر والأنين والتنهيد والضرط من الشهوة وأنت نائمة. وبعد ذلك سألعق أسرع وأسرع كالكلب النهم حتى يتبلل كسك تماما ويهتز جسدك بعنف.

تصبحين على خير، صغيرتي الضراطة نورا، عصفورة النيك الصغيرة القذرة! كلمة حب واحدة يا عزيزتي، وضعتيها لتجعليني أستمني بشكل أفضل. أكتبي لي المزيد عن ذلك وعن نفسك، أيتها اللطيفة القذرة، القذرة".


***


من فرانز كافكا إلى ميلينا جيسينكا، 1921:

قذارة كافكا أقرب إلى الاستعارة، ولكن مع ذلك...



"لا يا ميلينا، أنا أطلب منك مرة أخرى أن تبتكري إمكانية أخرى لكتابتي إليك. ليس عليك الذهاب إلى مكتب البريد بلا جدوى، ولا حتي ساعي البريد خاصتك – من هو؟ - عليه ان يفعل ذلك، ولا حتى موظفة البريد لتسأليها بلا ضرورة.

إن لم يكن باستطاعتك إيجاد إمكانية أخرى، بالتالي فالمرء عليه أن يتحمل ذلك، ولكن على الأقل ابذلي جهدا قليلا لتجدي واحدة.

الليلة الماضية حلمت بك، الذي حدث بالتفصيل أتذكره بصعوبة، كل ما أذكره هو أننا امتزجنا معا. كنت أنتِ، وكنتِ أنا. في النهاية تلبستكِ النار بطريقة ما.

تذكرت شخصا يطفيء الحريق بالملابس، أخذت معطفا قديما وأخذت أطفيء به.

ولكن الانمساخ بدأ مرة أخرى وظل حتى لم تعودي موجودة، وبدلا من ذلك أصبحت أنا متلبسا النار، وأنا أيضا الذي أطفيء الحريق بالمعطف.

ولكن المعطف لم يطفيء النار وفقط أكد شكي القديم بأن هذه الأشياء لا تطفيء الحريق.

في هذا الوقت حضر فريق المطافيء وتم إنقاذنا بطريقة ما.

ولكنك كنت مختلفة عما قبل، وكأنك رُسمت بالطباشير على الظلام، وسقطت بلا حياة أو ربما تهافتِّ - من البهجة لكونك أُنقذت – بين ذراعيّ.

ولكن هنا أيضا عاد الانمساخ غير اليقيني، وربما اكون أن الذي سقطت بين ذراعي أحدهم".

***

من أوسكار وايلد إلى لورد ألفريد دوجلاس، 1893:

خاضع للتقاليد الحديثة (وإن كان جميل شعريا)، هذا واحد من الخطابات التي استخدمت في محاكمة وايلد بتهمة الأفعال غير اللائقة.



"صبيي
سونيتتك جميلة جدا، ومن العجيب أن شفتيك الحمراوين الورديتين يمكنهما أن تُوهبا لجنون الموسيقى والأغاني مثلما هما لجنون القُبل. روحك اللطيفة الذهبية تتحرك بين الشهوة والشعر. أعرف أن هياكينثوس الذي أحبه أبوللو بجنون كان أنت في أيام اليونان. لم أنت وحيد في لندن، ومتى ستذهب إلى ساليزبري؟ إذهب إلى هناك لتقضي الوقت تحت الشفق الرمادي للأشياء القوطية، وتعال عندما تحب. هنا مكان جميل ولا يعوز غيرك؛ ولكن إذهب إلى ساليزبري أولا.
دائما، وبحب لا يموت،
المخلص، أوسكار"

***

من إديث وارتون إلى و. مورتون فولرتون، 1908:

إنها تستطيع أن تغازل أكثر مما تعتقد، إن كانت تستطيع أن ترسم بحذق هذا المشهد الساحر.



"هناك صياغة لمغازلة ناجحة بداخلي، لأن بصيرتي تظهر لي كل خطوة في اللعبة – ولكن هناك، في نفس اللحظة، فعل ازدراء يجعلني أزيح كل القطع من على لوح اللعبة وأصرخ: "خذهم كلهم – أنا لا أريد الفوز – أريد أن أخسر كل شيء لصالحك!".

***

من فيرجينيا وولف إلى فيتا ساكفيل – ويست، 1927:

هذا الخطاب ليس بهذه القذارة – إلا إن اتخذت خطوة أخرى وتخيلت "الآلاف، الملايين" كأشياء في ذهنها "لن تُستحث في النهار"، وبدون ذكر وجود معنى مبطن أو معنيين – ولكنه أحد مفضلاتنا على الإطلاق، لذلك دعنا نتخيل.

"اسمعي يا فيتا – اهجري رجلك، وسنذهب إلى هامبتون لنتغدى على النهر معا ونتنزه في الحديقة تحت ضوء القمر ونعود المنزل متأخرين وثملين، وسأخبرك بكل شيء في رأسي، آلاف، ملايين – إنهم لن يُستحثوا في النهار، ولكن بواسطة الليل على النهر. فكري في ذلك. اهجرى رجلك كما أقول وتعالي".

***

من بنيامين فرانكلين إلى مدام بريو، 1779
 
بنيامين فرانكلين الرجل كان وغدا جادا. هذا الخطاب يقول أساسا أنه يحب كل شيء في صديقته السيدة عدا أنها لا تريده أن يخدعها – ولكنه يكره أيضا أنها لن تستسلم جنسيا. هذا يبدو قذرا جدا بالنسبة لنا، ولكن ليس بالشكل الجنسي.

"مدام بريو،

ما الاختلاف يا صديقتي العزيزة بينك وبيني! أنت تجدين أخطاء لا تعد فيّ، في حين أننى لا أرى سوى خطأ واحد فيكِ (ولكن ربما يكون هذا خطأ نظارتي) أنا أقصد هذا النوع من الجشع الذي يقودك لاحتكار كل عواطفي، وعدم السماح لي للوصول لأي من سيدات بلدك اللطيفات.

هل تتخيلين أنه من المستحيل بالنسبة لعواطفي (أو لطفي) أن يتعدد بدون أن يتضاءل؟ أنت تخدعين نفسك، وأنت تنسين الصفات اللاهية التي تمنعيني عنها. أنت تنبذين وتحصرين تماما كل ما يمكن أن يكون جسدي لعواطفنا، ولا تسمحين لي سوى ببعض القبل المهذبة والمخلصة مثل تلك التي يمكن أن تقدميها لقريباتك. ما الحميمي الذي آخذه ليمنعني من إعطاء المماثل له للأخريات، بدون أن أجني على ما يخصك؟

الأصوات الجميلة التي تصدرينها من البيانو بيديك البارعتين يمكنها أن تمتع عشرين شخصا في نفس الوقت بدون أن يقلص هذا اللذة على الإطلاق، أنت مفرطة الخبث تجاهي، وباستطاعتي وبمنطق محدود أن أطلب من عطفك ألا يسمح لأذنين سواي بأن تُسحران بهاته الأصوات الجميلة".

***

من إرنست همنجواي إلى ماري ويلش (التي ستصبح زوجته الرابعة)، 16 أبريل، 1945

من الذي يمكنه توقع حب بلا أمل بالنسبة لبابا[i]؟ هو يبدو يحب بجنون كبير هنا – يدعوها باسم التدليل المحبب "بيكل"[ii]– هذا الذي يجعلنا نشعر بنوع جيد من القذارة.



"بيكل العزيزة، 

أنا ذاهب خارجا إلى القارب مع باس ودون أندريه وجريجوري وسأظل بالخارج طوال اليوم ثم سأعود وسأكون متأكدا من وجود عدة خطابات أو خطاب. ربما ستوجد الخطابات، ولكن إن لم أجدها سأصير ابن شرموطة حزينا. ولكنك تعرفين كيف تتعاملين مع ذلك بالطبع؟ أنت تنتظرين حتى النهار التالي. أعتقد أنه من الأفضل ألا أنتظر شيئا حتى غدا مساء وبالتالي لن تكون الليلة سيئة جدا.

أرجوك اكتبي لي يا بيكل، إن كان هذا عمل عليك أن تفعليه فافعليه. بدونك الأمور شديدة الصعوبة، أنا أمارس حياتي ولكني أفتقدك لدرجة الموت. لو حدث أي شيء لك سأموت بنفس طريقة الحيوان الذي سيموت في الحديقة لو حدث شيء لرفيقته.

الكثير من الحب إليك أيتها العزيزة ماري، وأعرفي أننى لست متعجلا، ولكني فقط يائس.

إرنست"


[i]  لقب أطلقه همنجواي على نفسه (أ.ز)
[ii]  Pickle قد تحيل الكلمة إلى الشخص اللعوب أو العضو الذكري أو ثمرة الخيار. (أ.ز)