‏إظهار الرسائل ذات التسميات حسين قدري. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حسين قدري. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 8 يونيو 2014

مذكرات سائح مصري في مصر لــ حسين قدرى

من أكثر الناس سخرية وقدرة على الإضحاك في حياته الخاصة وفي كتاباته الصحفية والأدبية. وهو معروف برحلاته إلى جميع أنحاء العالم وأكثر الأدباء المصريين إنتاجا في أدب الرحلات، بل يكاد يكون متفرغا لهذا النوع من الأدب. يتميز بأسلوبه الرشيق المرح المشاكس. وهو هنا لا يخرج عن أسلوبه إذ اختار أن يقوم برحلة في بلده لكي يشكف النظرة الحقيقية للمصريين إلى السائح الأجنبي: هل يعتبرونه مجرد محفظة دولارات و"صيدة" يجب استفراغها إلى أخر بنس؟

مقتطف من الكتاب



في بيتنا مارجريت

كانت السياحة دائما من بين اهتماماتي .. قمت برحلات عديدة نشرت معظمها في مجلات عربية و انجليزية و فرنسية .. و كنت أنا السائح دائما بطبيعة الحال .. اكتب عما أراه و يثير انتباهي و يلفت نظري في البلاد الأجنبية التي أزورها .. اكتب كمصري لان الذي أراه بعين مصرية يختلف عن الذي يراه غيري بعين أخرى .. و لو ذهبنا صديقين مصري و ألماني – مثلا – كسائحين إلى دولة ثالثة مذكرات سائح مصري و لنقل فرنسا مثلا .. فإن الذي يلفت نظري و يشد انتباهي سوف يختلف قطعا – و بشدة – عما يلفت نظر زميلي الألماني و يشد انتباهه .. ما أراه أنا غريبا و عجيبا قد يراه هو عاديا جدا لا يتوقف عنده و لا يلفت نظره على الإطلاق و ما قد يراه و عجيبا قد أراه أنا شيئا عاديا جدا .. و لنأخذ مثلا وحدا فو رأينا فتى و فتاة في حضن بعض يتبادلان قبلة طويلة في الشارع فلن لفت ذلك نظر صديقي الألماني لأنه يراه في وطنه كل يوم و كل دقيقة أما أنا فسوف يلفت ذلك نظري جدا لأنه لا يحدث في بلدي لبس فقط لأنه غير مسموح به بحكم القانون لكن أيضا بحكم التقاليد و التربية و بحكم نظرتنا الشرقية إلى الحب و العواطف على أنها أمور خاصة جدا لا تحدث إلا بين 4 جدران مغلقة .
و في الوقت نفسه لو شاهدنا صديقي الألماني و أنا في احد شوارع باريس فتاة منقبة أو حتى محجبة فلن أكلف نفسي عناء النظر إليها نظرة ثانية لأنه منظر معتاد و مألوف و غير غريب على عيني المصرية أو الشرقية و أراه كثيرا في مصر فهو شيء غير جديد علي .. بينما سوف يشهر صديقي الألماني كاميراته و يلتقط لها عدة صور لكي يريها لأصدقائه الألمان عند عودته لوطنه باعتبار انه قد رأى شيء غريبا لا يراه في بلده .
و هذه هي الفكرة الأساسية من السياحة : أن نري أشياء مختلفة عن التي نراها في وطننا .
و في الوقت نفسه فقد كان يشغلني كثيرا شيئان (( سياحيان )) الشيء الأول هو : كيف يرى السياح بلدنا مصر ؟ ما الذي يعجبهم أو يثيرهم أو يدهشهم – أو يضايقهم – فيها ؟ ما الذي يلفت نظرهم في مصر فيحكونه لأصدقائهم بعد عودتهم إلى بلادهم ؟
الشيء الثاني هو كيف نعامل نحن – الشعب المصري – السياح الأجانب في بلدنا ؟! هل تعاملهم على أنهم (( صيده )) و محفظة دولارات و إسترليني و ماركت ينبغي أن يفرغا إلى أخر بنس إسترليني أو سنت أمريكي أو مارك ألماني أو (( ين )) إذا كان السائح ياباني ؟ هل نحاول أن (( نستكردهم )) و نغشهم و (( نخمهم )) باعتبار أنهم مايعرفوش أو اضعف الإيمان (( أهم راجعين بلدهم و هايطولونا فين بعد كده )) !! كيف تعاملهم الفنادق و المطاعم و الكازينوهات و التاكسيات و محلات خان الخليلي ؟ هل يقول لهم موظفوا الاستقبال في الفنادق إن كل غرف الفندق مشغولة حتى يبتزوا منهم اللي فيه النصيب و في حين أن الفندق لم ينزل فيه نزيل واحد من شهور ؟؟ هل ننشلهم أو نسرقهم أو نسيء معاملتهم ؟!


فهرس


الفصل الأول : في بيتنا مارجريت
الفصل الثاني : مارجريت في قسم البوليس
الفصل الثالث : نابليون بونابرت .. أجازة يوم الجمعة
الفصل الرابع : مارجريت تكتشف سماح أنور
الفصل الخامس : جريمة في الحمام
الفصل السادس : حين كان إيجار البيت في مصر .. شلن
الفصل السابع : ضابطات بوليس مستوردات
الفصل الثامن : أطول لسان في إفريقيا
الفصل التاسع : راقصات الحكومة

بيانات الكتاب



الاسم: مذكرات سائح مصري في مصر
تأليف: حسين قدرى
الناشر: دار المعارف
عدد الصفحات: 148 صفحة
الحجم: 3 ميجا بايت

تحميل كتاب مذكرات سائح مصري في مصر