‏إظهار الرسائل ذات التسميات ابو عبدو البغل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ابو عبدو البغل. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 16 أبريل 2015

كتاب دبي الثقافية أدونيس - فضاء لغبار الطلع pdf




فضاء لغبار الطلع..كتاب شعري جديد لأدونيس
دمشق : سانا - رابط المصدر : الاقتصادية .

صدر مؤخرا كتاب شعري جديد للشاعر السوري أدونيس تحت عنوان "فضاء لغبار الطلع" يتعرض الشاعر من خلاله لكتابة شعرية في أدب المكان حيث يفتتح ديوانه بمقطعٍ عنونه "أسئلة لامرئ القيس من شرفةٍ تطل على بحر العرب" يتساءل فيها أدونيس عبر دفقٍ زمني خالص عن الشاعر العربي المقتول بالسم مذكراً إياه بأمه فاطمة قائلا: أسألك أنت أيها الشاعر العربي هل رأيت قصيدةً أجمل من سرير فاطمة.. أنا جار لكَ أيها الشاعر في الجهة الثانية التي ينورها بحر العرب.

ويدمج أدونيس بين فضاءين شعريين عبر مكانين متباعدين زمنيا هما زمن امرئ القيس وزمن الحداثة المدنية في الخليج وشبه الجزيرة العربيين حيث يخاطب الشاعر شاعره العربي الملقب بذي القروح من برج العرب بمدينة دبي قائلا: "أضم صوتي إلى صوتكَ يا امرأ القيس مقسماً أن الحكمة وردة ذابلة.. والعطر نفسه يشجعني على هذا القسم.

ويذهب صاحب أغاني مهيار الدمشقي إلى استرجاع زمن الشاعر العربي قبل مايقارب 1500 عام عبر مخاطبة أثيرية للرياح والرمال الجاهلية وفق تورية فنية يعوض من خلالها أدونيس عن فقدان الهوية في المدنية العربية المعاصرة فيقول: "تحت وسادتي..أخبىء هذه الرسالة التي كتبها امرؤ القيس..قبيل موته إلى أحد أصدقائه..ينبغي عليكَ أن تحارب الأفق ذاته.. إن كنتَ لا تقدر أن تبتكر فيه..أثيركَ الخاص".

ويلمح الشاعر في قصيدةٍ أخرى إلى ضرورة اللغة العربية من أجل التواصل بين البلاد العربية معبرا عن أهميتها الثقافية والفنية والتاريخية فيقول: "لابد أن نبتكر لغةً تقوم على توازن المجتمع.. لغةً تكون لها أجنحة.. ويكون لها فضاء.. دون ذلك سيكون كل بلدٍ عربي يعيش ويفكر كأنه مجرد وظيفةٍ في سوق التاريخ".

وينضوي كتاب أدونيس على رحلات لانهائية في المكان واصلاً إلى أرض العراق ووفق أسلوب الشعراء الرحالة إلى مقهى عراقي للمثقفين في مدينة السليمانية يدعى مقهى الشعب حيث تتحول لغة النثر إلى تقريرية صريحة تغيب منها الصور لتقف على تجاور الأشياء يقول الشاعر: "يستقبلكَ صاحب المقهى مرحباً كأنه يفتح صدره لاستقبال أحبائه.. النرد.. الدومينو.. مثقفون.. كتاب.. شعراء.. فنانون.. صحفيون.. إعلاميون.. قراء.. أوركسترا واحدة وإن اختلفت اللغات..قيثار بأصواتٍ متعددة تتموج بين المقاعد وفناجين الشاي".

ويتنقل الشاعر في ترحله المطول من بلاد الرافدين إلى بحر مدينة فينيسيا الإيطالية وفق لغة تستقرئ المكان جاعلةً إياه في خدمة طموحات الشاعر المتنوعة للتعبير عن مكنوناته الذاتية حيث يخاطب المدينة البحرية على ساحل إيطاليا في قصيدة بعنوان "مويجات إلكترومغناطيسية" على النحو التالي..أعمل دائماً في البندقية مع الصورة.. المؤسف هنا في البندقية أن الحبر لا يميز هنا بين الجمال والقبح.. منذ فترةٍ لم أر البندقية هكذا..عندما التقيتها أمس في فراشي خبأت جسدها في جسدها.

كما يروي صاحب "الكتاب" مذكراته اليومية في مدينة شنغهاي الصينية عبر قصيدة بعنوان "غيوم تمطر حبرا صينيا" حيث تلتقي شخوص عدة من الحضارة الغربية بالحضارة الشرقية التي يمثل لها الشاعر بشخصيتي هاملت بطل مسرحية شكسبير الشهيرة وبين الفيلسوف الصيني العظيم كونفوشيوس فيقول: مهلاً أيها الرفيق كونفوشيوس.. لماذا تذكرني بهاملت هذه اللحظة.. حقا لابد من ان ننقب جدران السماء.. تأخذني أحلام اليقظة.. هل سيكون العصر المقبل عصراً صينياً.

ويبارك الكاتب الثقافة الصينية ولاسيما في قصيدةٍ مطولة بعنوان "شنغهاي" يصف فيها الشاعر السوري المقيم بباريس الحداثة الصينية الثرية في غناها وتعلقها بشخصيتها القومية فيقول مخاطباً المدينة الصينية.. إنها شانغهاي.. موسيقا هندسات وأضواء تلعبها أوركسترا الأبراج..والعصر يدندن اللازمة..إنها شانغهاي الرأسمال في كل مكان..واضعا على رأسه قبعة الإخفاء.

ويصل الشاعر في ترحله الهوميري إلى مدينة غرناطة الإسبانية مخاطباً إياها هي الأخرى بقصيدة تحت عنوان "خلايا نافرة في جسد الوقت.. حيث يتطرق الشاعر إلى لوركا الشاعر الإسباني الذي كان يعشق غرناطة ويكتب لها في كل الأوقات يقول الشاعر.. قبل أن أقرأ لوركا وقبل أن أزور بيته في غرناطة.. كنت أقول عنها أنها لغة لا تشبع الأيام..وعندما قرأته لم أكن أعرف أنني أغرز كوكبا غريبا في رأسي.. الآن بعد أن سمح لي الغيم في غرناطة أن أكون أخاً للمطر..هل سيسمح لي المطر أن أكون أخاً له.

ويخاطب أدونيس عصر الرقميات والآلة بمناجاة وجدانية أقرب إلى أسئلة مطولة حيث يميل النص للاستغناء عن تسجيل المذكرات لشاعر لا يتعب من الترحل الدائم فيقول.. كان ينبغي أن يموت في نهايات القرن العشرين..أو هكذا كان يأمل..ألهذا يشعر اليوم أنه ليس مقيماً في القرن الواحد والعشرين..وأنه ليس موجوداً فيه إلا بوصفه مهاجرا.. الطفل الذي في مأخوذ بالتمرد على الشيخ الذي هو أنا.

ويختتم الشاعر رحلاته الشعرية في مدينة بعلبك اللبنانية حيث يلتقي الزمان بالمكان في نص تحت عنوان.. بعلبك نهر العاصي.. فيض الجسد.. ليفاجئنا أدونيس بخطابه للأوابد الأثرية في بعلبك قائلا.. أحسستُ أن كلا منا كان يخاطب أعمدتها..لي فيكِ ماض لا أجد فيه إلا المستقبل.. أطوف بعلبك في حضوركِ.. لكي أتعلم كيف أزداد قرباً إلى الغيب.

يذكر أن كتاب "غبار لفضاء الطلع" صادر عن دار الصدى للصحافة والتوزيع "كتاب مجلة دبي المجاني" ويقع في مئة وواحد وثلاثين صفحة من القطع المتوسط.

التحميل عبر مختلف الروابط 
رفع ابو عبدو .

http://www.mediafire.com/view/qh4lxj19s87dcw4/أدونيس_-_فضاء_لغبار_الطلع.pdf
or
https://www.4shared.com/office/ynkVsvmcce/_-___.html
or
https://drive.google.com/file/d/0Bxu9nt7A-tWSVzhZcG55ZjJ1djQ/view?

الأحد، 1 مارس 2015

مارجريت أتوود** مفاوضات مع الموتى * pdf

مارجريت أتوود - مفاوضات مع الموتى

المشروع القومي للترجمة, القاهرة 2005 | سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 226 صفحة | PDF | 5.64 Mb



تحميل 





"تأملات كاتب حول الكتابة"


هذا هو العنوان الفرعى لكتاب مفاوضات مع الموتى لمارجريت آتوود ، والكتاب عبارة عن مجموعة محاضرات ألقتها آتوود فى جامعة كمبريدج ، والكتاب يصعب تصنيفه وحتى الكاتبة نفسها فى مقدمتها لم تتمكن من تصنيف الكتاب ، فهو عن الكتابة وهذا هو الشيء اليقينى الوحيد فى الأمر ، ولكنه ليس عن كيفية الكتابة ولا عن كتابات مارجريت آتوود أو عن رأيها فى كتابة أشخاص بعينهم ، لذلك فقد كان العنوان الفرعى موفقاً ، فالكتاب مجرد تأملات وهو أيضاً عبارة عن تساؤلات تطرحها الكاتبة وتجيب عليها إجابات واهية ، فالإجابة على هذه التساؤلات هى التى يقدمها القارئ وغالباً فهو مهتم بالكتابة
بدأت الأسئلة فى مقدمة الكتاب نفسه ، المقدمة التى كانت تبحث فيه المؤلفة عن ماهية كتابها ، سألت المؤلفة السؤال التقليدى عن الدافع للكتابة ، وقامت بجمع كل الإجابات الممكنة عن هذا السؤال
أن نسجل العالم كما هو -
الكتابة أو الموت -
لإضفاء النظام على الفوضى -
لأعبر عن نفسى فى جمال -
لأتشبه بالله -
كى أزعزع المؤسسات الراسخة -
ولم تخل القائمة من إجابات طريفة :
لكى أبرر فشلى الدراسى -
لكى أحظى بحب امرأة جميلة -
لكى أحظى بحب أى امرأة على الإطلاق
لكى أخيّب أمل والدىّ -
لكى أمضى الوقت ، مع أنه كان سيمضى فى كل الأحوال -
لم تصل الكاتبة لفائدة من تعداد الدوافع ، ففى الكتابة " يعجز المرء عن رؤية الطريق أمامه ، ولكن ينتابه شعور بأن أمامه طريق"
ومن خلال سردها لأحداث صباها رأت آتوود أن حياتها قبل الكتابة لا تختلف كثيراً عن حياة أولئك الذين لم يصبحوا كتاباً
فى الفصل الثانى تحدثت آتوود عن إزدواجية الكاتب ، عن كلاً من دكتور جيكل ومستر هايد داخله ، إنه شيء يشبه الفارق بين شخصية سوبر مان وبين حقيقتها ، فسوبر مان هو كلاك كنت ذى النظارات السميكة ، فهناك شخصية شبحية غامضة فى الكاتب ، تشاركه الجسد وفى غفلة من الآخرين تسيطر عليه وتستخدمه لإنجاز الكتابة .
وعن هذا الفارق تؤكد الكاتبة فى اقتباس طريف :
" أن ترغب فى مقابلة مؤلف لأنك تحب أعماله كأن ترغب فى مقابلة بطة لأنك تحب لحمها المفروم المتبل "
" فهم دائماً أقصر وأكبر سناً وأكثر ابتذالاً مما نتوقع "
فى الفصل الثالث تتحدث آتوود عن الكاتب بين عبادة أبوللو ومامون (إله الأموال) وهنا أصدرت حكماً " فإذا أردت أن تكون كاتباً جاداً فلتفعل ذلك من أجل الفن ، فلا أمل من أن تقعله من أجل المال "
ثم تكتب آتوود عن الفجوة بين صورة الكاتب المعاصر وصورة الكاتب بالمفهوم الرومانسى ، وترى أن هذه الفجوة أقل حدة بالنسبة للكاتبات النساء ، فلا يحتشد خلف الكاتبة عدد من الأسماء الرنانة كما هو الحال عند الرجال
وعن المسئولية الأخلاقية والاجتماعية تتساءل آتوود ، هل الكاتب فوق القانون الأخلاقى ، هل من حقه استخدام كل الأشياء وكل الأشخاص ، وأن ينظر لكل ذلك كموضوع لعمله الفنى ، وأن يكذب فى سرده ، وعلى ذلك يستحق عقاب أفلاطون الذى رغب فى طرد الشعراء من المدينة الفاضلة لأنهم يكذبون
ثم تحدثت عن ضرورة المعاناة ليصبح المرء كاتباً وقالت فى ذلك للكتاب الشبان :
" لا تدع المعاناة تؤرقك ، فهى قائمة سواء رغبت فيها أو لم ترغب "
وفى الفصل الأخير تتحدث آتوود عن الكتب على أنها المرشد المعرفى لرحلة الإنسان إلى القبر ، ولكنها أيضاً تدافع عن الكتب الممتعة :
" إننا جميعاً على متن رحلة القطار نفسها ، نحمل تذكرة بلا عودة ، ومن ثم فلابد من شيء ممتع نقرأه "
ستة فصول ممتعة من كتاب مارجريت آتوود ، هى كما تقول : فصول عن الكتابة ، لكنها كثيراً ما تقتبس من هذا الكتاب أو من هذه الأسطورة ، أو تتذكر حدثاً من طفولتها أو من حياتها ، قد تخرج من السياق المحدد الذى تعنوّن به فصلها ولكن هذا الخروج يعنى إضافة ممتعة من رصيد الكاتبة ، ليخرج لنا كتاب رائع بحق"Waiting for Godot"





إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

أدلبرت شتيفتر - بريجيتا / pdf

أدلبرت شتيفتر - بريجيتا

شتيفتر (أدلبرت ـ)

(1805 ـ 1868)

أدلبرت شتيفتر Adalbert Stifter كاتب نمساوي، ولد في أوبربلان Oberplan (اسمها اليوم هورني بلانا Horni Plana في مقاطعة بوهيميا)، وتوفي في لينتس Linz. كان بكر والده الذي كان يعمل في نسج الكتان، وتوفي والصبي في الرابعة عشرة من عمره، فتولت رعايته مؤسسة خيرية تابعة لجمعية البندِكتيين Benediktiner، وتلقى هناك تعليمه المدرسي. انتسب إلى جامعة ڤيينا حيث درس الحقوق ثم الرياضيات والعلوم الطبيعية وتاريخ الفن. كان واسع الثقافة والمعرفة، الأمر الذي ساعده على الحصول على وظيفة كبير أمناء القصر الإمبراطوري، فاختلط بأوساط طبقة النبلاء، وصار يعطي دروساً خاصة لأبناء هذه الطبقة.

بدأ شتيفتر حياته الأدبية شاعراً، ونشر أولى قصائده باسم مستعار، وكتب الرواية والقصة والحكاية والدراسات والمقالات الصحفية، وكان إضافة إلى ذلك رساماً يحب أن يرسم أحياءً من مدينة ڤيينا القديمة ومناظر طبيعية متأثراً بالمذهب الانطباعي impressionism في الفن. نشرت لوحاته الفنية في مجلة «الفن والأدب والمسرح والموضة»، ومن أشهر لوحاته الفنية لوحة «أزهار الحقل» Feldblumen التي نشرت في تقويم «إيريس» Iris عام 1841. كانت دروسه الخاصة ولوحاته التي يبيعها مصدر رزقه وعماد حياته في البداية. وحين دخل، عام 1850، سلك الوظيفة كانت له آراؤه في الارتقاء بمستوى التعليم، إذ رأى فيه الإمكانية الوحيدة لإحداث تغيير جذري في العلاقات الاجتماعية، ثم تسلم مناصب عليا، منها المسؤول الأول عن شؤون التعليم في منطقة النمسا العليا، ثم صار مفتشاً. أصيب في أواخر حياته بمرض في الكبد، وعندما اشتدت عليه الأوجاع وأصبحت لا تطاق، فضّل أن يضع حداًَ لحياته للتخلص من هذه الآلام، فانتحر.

عاش شتيفتر حياة أدبية حافلة بالعطاء، وتأثر بأدباء وكتّاب مرموقين، مثل جان باول Jean Paul وكوبرز Coopers، خاصة في الأجزاء الأولى من مجموعاته القصصية الست التي صدرت بعنوان «دراسات» Studien ت(1844ـ 1850)، ويتجلى فيها الفن الحر في وصف الطبيعة. وقد حوّل بعض هذه القصص فيما بعد إلى شعر قصصي مثل «هايدِدورف»Heidedorf و«الغابة العليا» Hochwald و«قلعة المجانين» Narrenburg و«أبدياس» Abdias، كما احتل كتابه «محفظة جدي الأول» Die Mappe meines Urgrossvaters الذي يسمى «محفظة الدراسات» مركزاً خاصاً، فوصِف بشاعر الهدوء والنظام. صدرت لـه مجموعة قصصية أخرى بعنوان «أحجار ملونة» Bunte Steine في جزأين، وضمت قصة بعنوان «كريستال الجبل»Bergkristall. ثم صدرت لـه مجموعة أخرى بعد وفاته بعنوان «أقاصيص» Erzählungen تتضمن قصصاً، منها «بروكوبوس»Prokopus وأخرى بعنوان «ينبوع الغابة» Waldburnnen، وثالثة بعنوان «القول الورع» Frommer Spruch.

يعد شتيفتر من عمالقة الأدب النمساوي، وترجمت أعماله إلى لغات عالمية كثيرة، وقد صار منزل ولادته متحفاً، والبيت الذي توفي فيه معهداً للآداب في منطقة النمسا العليا.

كامل إسماعيل



or
or

جاك بريفير - خمسون قصيدة

جاك بريفير - خمسون قصيدة
سحب وتعديل جمال حتمل



جاك بريفير (بالفرنسية: Jacques Prevert) شاعر وكاتب فرنسي شهير، ولد في 4 فبراير 1900 في نويي سور سين، وتوفي في 11 أبريل1977 في أومونفيل. أشتهر في فرنسا والعالم الفرنكفوني ببساطة كلماته وسلاسة قصائده مما جعلها تدرس بكثافة في المناهج الدراسية لتلك الدول كما اشتهر بكتابته للقصص القصيرة وسيناريوهات الأفلام، وترجمت أعماله إلى عشرات اللغات.

or
or

الاثنين، 13 أكتوبر 2014

باتريك موديانو/ شارع الحوانيت المعتمة/ pdf

باتريك موديانو - شارع الحوانيت المعتمة




or
or



الخبر الصحفي :

تمكن الروائي الفرنسي باتريك موديانو اول امس، من افتكاك جائزة نوبل للآداب في دورتها 15 ليكون بذلك الفائز الخامس عشر الذي يكرم بها من طرف الاكاديمية السويدية. وقالت الأكاديمية السويدية في بيان لها إن موديانو كُرِّم بفضل "فن الذاكرة الذي عالج من خلاله المصائر الإنسانية الأكثر عصيانا على الفهم، وكشف عالم الاحتلال"، وتمحورت أعمال موديانو على باريس خلال الحرب العالمية الثانية، مع وصف تداعيات أحداث مأسوية على مصائر أشخاص عاديين، وكشف الأمين الدائم للأكاديمية السويدية، بيتر إنغلوند، لمحطة التلفزيون الرسمية في السويد "أس في تي"، أنه تعذر الاتصال بصاحب اللقب قبل الإعلان عن فوزه بالجائزة، وفي عام 2013، مُنحت جائزة نوبل للآداب للروائية الكندية أليس مونرو، ويسند مبلغ قدره ثمانية ملايين كرونة سويدية 1. 1 مليون دولار للفائز بهذه الجائزة، وجائزة نوبل للآداب هي رابع جوائز نوبل التي يتم منحها كل عام، والتي تشمل جوائز عن الإنجازات في مجالات العلوم والآداب والسلام، وقد منحت أول مرة عام 1901 وفقا لوصية مخترع الديناميت ألفريد نوبل، ويعتبر باتريك موديانو روائي كبير حقاً، في التاسعة والستين من عمره، عالمه أقرب إلى ان يكون نسج الذات المألومة والخيال الظليل، عماده البحث المستمر عن سيرتين: سيرة شخصية شبه قاتمة، لا تخلو من الاضطراب لا سيما في الطفولة والمراهقة، وسيرة أخرى للمكان الذي هو باريس، باريس الستينات تحديداً، المكفهرة سياسياً وأمنياً. وقد وسم طيف والده، الغامض والمطارد وشبه المجهول، سيرته وشخصيته في آن. فهو نادراً ما رآه وجلس معه، ولم تكن لقاءاتهما الا خطفاً في مقاهٍ ومحطات قطار. كان والده مشتبهاً به في قضية اضطهاد اليهود في فترة الاحتلال النازي، وكان عليه جرّاء هذه التهمة ان يعيش في حال من الاختفاء والهروب المستمر. في السابعة عشرة قرر باتريك الفتى قطع علاقته بأبيه نهائياً بعد لقاء غريب به كان مفعماً بالقسوة والألم. ولم تمضِ بضعة اعوام حتى تناهى اليه نبأ رحيل ابيه في طريقة غامضة ولم يعلم بتاتاً أين دُفن. وغياب الاب كان يعني غياب الام، لكنّ عزاءه الوحيد كان في ملازمته الدائمة لشقيقه الذي لم يلبث ان مات في العاشرة من عمره، هذه الملامح المأسوية صنعت قدر باتريك موديانو، إنساناً وكاتباً. وعطفاً على هاجس البحث عن الهوية برز في رواياته وفي طبائع شخصياته هاجس السعي إلى فهم العالم بفوضاه وعنفه وحركاته المتقلبة، وكان غالباً ما يصطدم هذا السعي بجدار العجز عن الفهم والاستيعاب. وهذا ما جعل الراوي لديه اشبه بمراقب قلق، مفتوح العينين يبحث عن أجوبة للاسئلة التي تطرحها الاحداث والوقائع الملتبسة غالباً، وكان هذا الراوي يؤدي في احيان دور المؤرخ والمحقق والمنقب. وليس مستغرباً ان تنتمي شخصيات موديانو، جوّاب الاماكن والساحات، التاريخية والحاضرة، إلى عالم المفقودين والهاربين والمتوارين والمنسيين الذين فقدوا هويتهم. 

قال موديانو مرة: «الحياة عبارة عن باقة من الصور القديمة في صندوق الذاكرة». ولم يكن عليه إلا ان ينبش هذه الصور ليعاود تركيبها في مشروع عبثي يهدف إلى معاودة رسم الحياة، ويذكر ان باتريك موديانو كتب أكثر من ثلاثين رواية، ونالت «شارع المتاجر المعتمة» جائزة غونكور عام 1978 ومنح عام 1996 جائزة الاكاديمية الفرنسية تكريماً لمساره الروائي. تُرجمت روايات له إلى لغات عدة ومنها العربية، وأول رواية له بالعربية ترجمتها الصحافية اللبنانية رنا حايك واصدرتها دار ميريت في القاهرة عام 2006. ثم تلتها عام 2008 رواية «مقهى الشباب الضائع» التي اختارتها الملحقية الثقافية السعودية في باريس ضمن لائحتها وترجمها الكاتب المغربي محمد المزديوي وصدرت عن الدار العربية للعلوم - ناشرون، وتلتها «شارع الحوانيت المعتمة» التي نشرتها دار الهلال المصرية عام 2009 بترجمة عبدالمنعم جلال ثم رواية «الافق» التي ترجمها توفيق سخان وصدرت في 2010 عن منشورات ضفاف-بيروت والاختلاف-الجزائر. غير ان تبعثر هذه الترجمات لم يوفر للكاتب الفرنسي حضوراً قوياً في المكتبة العربية، فلم يُقرأ ولم يكتب عنه ويرحب به مثلما يستحق.

ليلى. ع  / عن موقع الرائد. 2014


الجمعة، 22 أغسطس 2014

عاصم الباشا - الشامي الأخير في غرناطة





 فاز التشكيلي السوري عاصم الباشا بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها الجديدة والتي يمنحها المركز العربي للأدب الجغرافي..ارتياد الآفاق وذلك عن كتابه الشامي الأخير في غرناطة.. دفتر يوميات.
وقال الباشا في اتصال هاتفي  حول الجائزة إن كتابه يأتي في إطار مشاغل النحت والحياة والأحداث التي عايشها عموما.
وأضاف: يمكن أن يهم الكتاب في جزئه الأول المعنيين بالفنون التشكيلية كما يمكن أن يساهم في فهم تجربته النحتية أما القسم الثاني فهو مجموعة مقالات نشرها في الصحف حول الفنون التشكيلية وعن أشخاص مبدعين كانت تربطه بهم وبإبداعاتهم علاقة خاصة مثل الكاتب الراحل سعد الله ونوس والمسرحي الراحل فواز الساجر.
ورأى الباشا أن اليوميات تكشف علاقته مع الأماكن التي عاش فيها في اسبانيا وكوبا ودول أخرى وقال إن القارئ يتلمس رغم غيابي عن سورية أنها موجودة معي وفي وجداني من خلال الأفكار والخواطر التي تراودني.
وللفنان الباشا المقيم في غرناطة عدة مؤلفات صادرة عن وزارة الثقافة في القصة القصيرة وحول الفن التشكيلي إضافة إلى الكتب المترجمة.
وذكر بيان صادر عن المركز العربي للأدب الجغرافي أن الباشا فاز بجائزة اليوميات التي تمنح لكتاب وباحثين في موضوعات أخرى.
وأضاف البيان أن الأعمال الفائزة جاءت من بين 130 مخطوطا من 14 بلدا عربيا بعد دمج مسابقتي 2008و2009 معا حيث فازت بجائزة تحقيق الرحلة أربعة أعمال هي أنس الساري والسارب من أقطار المغارب إلى منتهى الآمال والمآرب وسيد الأعاجم والأعارب 1040 هجرية ل أبي عبد الله محمد بن أحمد القيسي الشهير ب السراج وحققها المغربي عبد القادر سعود و حلة الناصرية ل أبي العباس أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي وحققها المغربي عبد الحفيظ ملوكي و مسلية الغريب..رحلة إلى أميركا الجنوبية.. 1864 ل عبد الرحمن البغدادي وحققها الجزائري عبد الناصر خلاف و من مصر إلى صنعاء.. رحلة في بلاد اليمن العربية السعيدة.. 1927 ل نزيه مؤيد العظم وحققها اليمني عبد الله السريحي .
وفازت بجائزة ابن بطوطة للدراسات ستة أعمال هي الرحلة السفارية.. من الائتلاف إلى الاختلاف.. مساهمة في التأسيس الدبلوماسي المغربي للمغربية نزيهة الجابري و الرحلات الجزائرية إلى المشرق.. دراسة في النشأة والتطور والبنية للجزائرية سميرة انساعد و مصر والعمران في كتابات الرحالة والموروث الشعبي خلال القرنين السادس والسابع الهجريين للمصري عمرو عبد العزيز منير و ابن بطوطة وجهوده اللغوية الجغرافية..ألفاظ الأطعمة والأشربة نموذجا للسعودي عبد العزيز بن حميد الحميد و مدينة قسنطينة في أدب الرحلات للجزائري بورايو عبد الحفيظ و العجائبية في أدب الرحلات.. رحلة ابن فضلان نموذجا للجزائرية الخامسة علاوي.
وجائزة الرحلة المعاصرة التي تمنح لأفضل كتاب في أدب الرحلة يضعه كاتب معاصر فاز بها كتاب سبع سماوات.. رحلات في مصر والجزائر والعراق والمغرب وهولندا والهند للمصري سعد القرش وكتاب الهندوس يطرقون باب السماء.. رحلة إلى جبال الهمالايا الهندية للعراقي وارد بدر السالم.
وجائزة الرحلة الصحفية التي تمنح لعمل عن رحلة تقصد قراءة مكان أو ظاهرة أو أحوال في منطقة أو بلد في العالم ذهبت إلى كتاب الخروج من ليوا..رحلة في ماضي أبو ظبي وحاضرها وديار الشحوح للشاعر الأردني أمجد ناصر.
وقال البيان إن الأعمال الفائزة ستنشر بالتزامن مع توزيع الجوائز في افتتاح ندوة الرحالة العرب والمسلمين أواسط العام القادم وسيعلن عن مكان عقدها في وقت لاحق وهناك دعوة مفتوحة من الأخوة السودانيين لعقد الندوة في الخرطوم وتكريس جانب أساسي منها للعلاقة بين الثقافة العربية والثقافات الإفريقية.
ويمنح المركز ومقره أبو ظبي ولندن جوائز ابن بطوطة سنويا منذ عام 2003 في خمسة فروع هي تحقيق الرحلات و الدراسات في أدب الرحلة و الرحلة المعاصرة و الرحلة الصحفية و اليوميات.
وقال الشاعر السوري نوري الجراح المشرف على المركز وجائزته إن الجائزة التي تهدف إلى تشجيع أعمال التحقيق والتأليف والبحث في أدب السفر والرحلات تمكنت في الأعوام السابقة من الكشف عن نصوص باهرة تنتمي إلى أدب الرحلة وتشجيع المحققين والدارسين العرب على الانخراط في مشروع ريادي عربي دعا الثقافة العربية ونخبها المثقفة إلى المشاركة في مشروع علمي لقراءة الذات العربية المعاصرة من خلال البحث في علاقتها بالآخر عبر عصور من السفر والتفاعل مع الغريب والمدهش والمفاجئ وإضاءة زوايا مجهولة في الثقافة العربية عبر علاقتها بالمكان والحضارة والوجود الإنساني والكشف عن نظرة العربي إلى المشترك الإنساني من خلال أدب الرحلة.
وقال راعي المركز وجائزته الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي في البيان إن الندوة القادمة ستحتفي بالمنجز الذي قدمه المركز العربي للأدب الجغرافي .. ارتياد الآفاق خلال عشر سنوات على تأسيسه وأن العام القادم سيشهد الصدور الرسمي لمجلة الرحلة كمجلة شهرية عربية تعنى بأدب السفر وبالعلاقة مع الآخر.
التحميل : 

السبت، 2 أغسطس 2014

راضي د. شحادة - الجراد يحب البطيخ, تغريبة فلسطينية

راضي د. شحادة - الجراد يحب البطيخ, تغريبة فلسطينية

 

or
http://www.mediafire.com/view/gqb7pupigx0ai4c/راضي_د._شحادة_-_الجراد_يحب_البطيخ,_تغريبة_فلسطينية.pdf
 

or
https://drive.google.com/file/d/0Bxu9nt7A-tWSSkRRNFRTRlJqNVU/edit?usp=sharing
 


راضي د. شحادة
يروي لكم
سيرة: الجراد يحب البطيخ
وينتهي هذا العنوان بكلمتين وُضعتا بين قوسين:
" تغريبة فلسطينية"
هذه السيرة التغريبة صدرت عام 1989، في مصر وحصلت على الجائزة الأولى من مركز ابن خلدون، وبيعت في مكتبات الوطن العربي، ما عدا الأردن، حيث مُنعت الرواية بأمر من لجنة المراقبة الأردنية "لأسباب اخلاقية"، وهذا هو المُعلن، غير ان الكاتب استعمل بعض الألفاظ والمشاهد القاسية التي يستعملها خلال التحقيق "ابو عنتر" و "ابو زعتر" و "ابو الهول" وما هم سوى محققين لدى الإحتلال باسمائهم الحركية، ، ناقِلاً للقارئ المشهد بالتمام والكمال، يُبلغنا بالأحداث كما هي وما على الرسول إلا البلاغُ المبينُ، والأرجح انها منعت لأسباب سياسية باللجوء الى الذريعة الأخلاقية.
صدرت رواية "الجراد يُحب البطيخ"، قبل بثّ مسلسل "التغريبة الفلسطينية" التي كتبها الأديب د. وليد سيف وأخرجها الأستاذ السّوري المبدع حاتم علي، التي عُرضت قبل عام على شاشات التلفاز خلال شهر رمضان. وممكن وجائز ان تكون تغريبة د. وليد سيف مستوحاة من تغريبة الكاتب المسرحي الفلسطيني راضي شحادة إسماً واحداثاً.
تُحدّثنا رواية الجراد عن شعب انتـُكِبَ وتغرّب ونزح وهُجّرَ من اسدود، من وطنه عام 1948،الى مخيم رفح، الشابورا، وتنتهي مع بداية الانتفاضة الأولى، في اواخر الثمانينات،
حيث تنبأ بها حين استشهد بطلا الرواية جلال وبركات، أو خُيّل الي انهما استشهدا مع اني لاحظت ان الكاتب لا يريد لهما الموت، آملاً لهما رؤية النصر. تلك الانتفاضة التي قامت على اكتاف النازحين من سكان مخيمات اللجوء وابناء القرى المحرومين، تاركاً هذه الجملة في نهاية التغريبة " السّيرة لم تتم بعد وللشّعب القرار الأخير في شكل ومضمون نهايتها" ( ص 489 ). فهي سيرة سردية وتاريخية، يومية ومعيشية، عاشها ويعيشها شعبنا، في الشابورا، بينما تغريبة د. وليد سيف هي سرد لسيرة شعبنا من فترة الإنتداب البريطاني حتى الشتات مروراً بالنكبة والحروب المتعاقبة لاحقاً. تختلف "السيرة" هنا عن السيرة الهلالية، وسيرة الزير سالم ، وسيرة عنترة، وسيرة ذات الهمّة التي سرَدَت تاريخا بعيدا يُعيد للذاكرة وبشكل اسطوري مبالغ فيه قصص ابطال عاشوا وماتوا، بينما هذا التاريخ في هذه السيرة ما زلنا نحياه ونحسّه على جلودنا.
الأجيال.
تعرفنا هذه السيرة على ثلاثة او اربعة اجيال مناضلة، الأول عجاج وزوجته والبرجاوي، الجيل الثاني يتمثل ب: بركات، جلال ونصور ونصرة، الجيل الثالث يتمثل ب: الفتى عروة، الطفل الذي وُلِدَ وعاش الإنتفاضة. اما الجيل الرابع فهو جيل الأهل وتربيتهم لأولادهم.
حين سافر عُروة (الجيل الثالث المقاوم للإحتلال) واهله الى مخيم الوحدات، في الأردن سأله الأطفال عن الإنتفاضة فبدأ يلعب معهم لعبة مخيم عسكر، الى ان جاء جيش البادية، حاملاً معه أمرا فوريا بمغادرة الأردن، ووجد عُروة نفسه مع اهله مطرودين وعائدين الى الشابورا حيث طردوا اليها اصلا . ( ص 329 ).
عجاج، ابو بركات والبرجاوي يحدثوننا عن ايام خوالي ، عن نضالهم المشترك مع اليهود، كل لغاية في نفسه، مع بعض وكل لوحده في الحرب ضد الإستعمار البريطاني لفلسطين.
أبو بركات في الجزائر.
شارك ابو بركات في الثورة الجزائرية ضد الإستعمار الفرنساوي، حين كان مرشحاً لرتبة ملازم،وحين تم جلاء المستعمر وتحررت الجزائر، بلد المليون شهيد،عاد الى فلسطين احتجاجاً ويقص لنا الكاتب راضي شحادة السبب:
"كلفت قيادة الثورة الجزائرية ابا بركات ان يجمع للثوار الدعم المادي وارسلوه الى مُقْتَدرٍ علّه يجد منه دعماً مادياً. وكان جواب ذلك المقتدر: " اسمع يا اخ، المجتمع في نظري يُقسم الى اربعة اصناف، الأول فهمان وقدير يستلم القيادة، الصنف الثاني شجاع ويحب القتال والنضال وحمل السلاح، الصنف الثالث جبان وخائن يحب دائماً احترام العدو وخدمته لأنه يفكر ان الإستعمار هو الأقوى، وأنّ اسـْلم طريقة لتلافي الشر هي خدمة المستعمر، واما الصنف الرابع فهو الذي يبقى دائماً في الظل، فإذا ما نجحت الثورة ينطلق لجني مجهود الصنفين، الأول والثاني، وبالطبع لا هو خائن ولا هو مع الصنف الأول او الثاني. وانا شخصياً من الصنف الرابع، لا اسبب ضرراً للثورة ولا للفرنسيين" ( ص 274 ).
وبعد التحرير استلم جابر ابو بركات وظيفة في مصنع لتكرير البترول. وفي احد الأيام دُعيَ ابو بركات لاستقبال وتهنئة المدير العام الجديد للمصنع، وما ان دخل غرفة المدير حتى وجد الصنف الرابع اياه، المقتدر، الفيلسوف جالساً على مقعد المدير فخطّ جابر رسالة خطية يعلن فيها عن استقالته عائداً بعدها الى فلسطين، ولا يُخفي لاحقاً تأكيده ان الأصناف اياها موجودة هنا ايضاً. "ابو الزقم" يُغتال من قبل الثوار بعد ان اوقع العديد من الشباب والشابات في شبك الشاباك، حتى ان والدته تبرّأت منه قائلة: "خلّصوني منه".
دراسة بركات.
يُنهي بركات دراسته الجامعية في بغداد، حاصلاً على شهادة الهندسة الزراعية تخصص "جراد"، ويعود لخدمة وطنه ووجد نفسه ملتحقاً بالثورة. يتذكر بركات دائماً زملاءه على مقعد الدراسة محمد العراقي، بلال السوري، شديد الليبي وبكر المصري حيث داوم على الاتصال بهم مهما كانت الحدود مراقبة، اشارةً من الكاتب على ان طابع الانتفاضة هو قومي تحرري.
استشهاد نصّور والتناويح التراثية.
نصور، اخ بركات،طالب جامعي، في جامعة بير زيت استشهد في مواجهات الطّلاب مع قوات الاحتلال ،في يوم تخرجه ،و عندما علمت امه بالشّهادة ابت الا ان تذهب الى الجامعة ، متحدية منع التجول، و تركت الشابورا الى بير زيت لترى اين وكيف سقط ابنها ، شهيداً، وللتحدث مع من رآه لحظة استشهاده، رصاصة في الصدر ام من الخلف، مواجهاً ام هارباً. وحين عاينت المكان كانت لا تزال هناك قطرات دمه تعطر تراب الوطن في بير زيت، فأخذت تراب المكان مع دمه معها ليكون حاضراً دائماً. اطمأنت لبطولة ابنها وقامت بخطفه ( كان الاحتلال يحرص على تسليم الجثث ليلاً حتى لا تكون للشهيد جنازة شعبية عارمة ) من المستشفى بمساعدة رفاقه من بير زيت الى الشابورا متنقلة ً بالعريس عبر كل الحواجز التي اجتازتها بنجاح ليُدفن في مقبرة المخيم. ومن اسماء المقبرة التربة أو الصحرا أو البرية. ولا ينسى الكاتب ان يُشاركنا في عزاء الشهيد ليُعظـّم اجورنا وينقل لنا تناويح ام الشهيد التي تملأ الفضاء الصحراوي، حيث كنّ يشذ ّبن ويقلمن الأشجار والأزهار حول القبور، ويكون حوار يجرح القلب بين اهل الأرض وشهداء الأرض الراقدين تحت التراب والأرض تجمعهم ، تنوح أم الشهيد:
زعق طير الحمام وقال همّي
ومين من الخلق من غير همِّ
دخيل الله ودخيلك هيه يا عمّي
تشيل الظيم عني والتعب ( ص 250 )
صباح الخير صبّحتو ولا ردّ
وعاتبتو على فراقي ولا ردّ
ايد ضربتك يا زين ترتدّ
وعين صابتك تِبلى بعمى
ويجيئها صوتٌ من البرية من جوقةٍ غير مرئية وبصوت الشهيد نصّور ابنها:
سيّجتي قبري برموش عيونك
لو كان بإيدي والله لاصونك
واجعل اظافري مكحل لعيونك
واجعل عظامي علم لبلادي ( ص 253 )
العلم الهوية لِنَصُنـْهُ.
الشعب يتكاثر تكاثر جراد الشرق، الخيّر، فجراد الغرب لا يسر القلب، والجراد يحب البطيخ لأن الوان البطيخ تشبه اربعة الوان العلم، حين كان يُمنع رفع العلم. الشعب يحب العلم والوطن.
ويبقى العلم ذو الألوان الأربعة هو الهوية. ان كان هذا في المظاهرات والمواجهات او في الطائرات الورقية التي يصنعها الاطفال تحديا لجيش الاحتلال الذي يقوم بدوره بقنص الطائرات لان الوانه تزعجه. هذا العلم يبقى مرفوعاً في كل الظروف و ينتقل من رفيق الى رفيق مهما بلغت التضحيات، فمنهم من لاقى نحبه خلال رفع العلم على عمود الكهرباء اثر ضربة تيار كهربائي او نتيجة قنصه من بارودة المحتل،وما بدلوا تبديلا ، او حتى زجه في السجن. واحد انجازات الانتفاضة الاولى كان الاعتراف بالعلم الفلسطيني باعتباره علم الشعب والارض والعرض والانسان.
وما يهزّني هذه الأيام انه في كل مسيرة او تظاهرة او جنازة شهيد ترى ان الفصائل ترفع الأعلام الخضراء والسوداء والصفراء وكأن كل شهيد، هذا الشهيد او ذاك، استشهد من اجل فصيله او فئته، وتطفو الفئوية المقيتة وتكون سيدة الحدث، وننسى الوطن ورمز الوطن. وذكرني الكاتب بما حصل بعد الاانتخابات الأخيرة للمجلس التشريعي الفلسطيني وحسمت النتيجة ديموقراطياً لحماس، قامت فئة بإنزال العلم، الذي بيعت له الأرواح يوم المحن بلا ثمن، من على بناية المجلس، ليرفع مكانه علم حماس. هل هذه دولة حماس ام دولة فلسطين بكل اطيافها السياسية والدينية؟ هل هذه بداية الفوضى؟ ارجو ان يكون تقديري خاطئاً.
المخيم يُدار كوحدة واحدة متكاملة من كل الأجيال شيباً وشباباً، نساءً رجالاً، وكل الأخلاء بعضهم مع بعض من اجل الهدف المنشود.
عملية استرجاع الكنز، الحق، بالسياسة والحكمة والتروي.
يتذكر جلال حكايات الأهل، الذين نزحوا من اسدود الى الشابورا، ويفتش في صندوق العائلة فيجد حجاباً على شكل قلب، فيه ورقة رُسم عليها خريطة بيتهم في اسدود وموقع ثلاث جرّات ملأى ذهباً، محدداً المكان بين شجرة جوافة وصبرة وصخرة كبيرة. خريطة البيت في محفظة صغيرة على شكل قلب، البيت دائما في القلب، والكنز بقرب صخرة كبيرة، الوحدة. توجهوا الى اسدود ليفتشوا عن بيتهم حيث وجدوا عائلة يهودية تسكنه، فطلبوا منهم ان يقبلوهم للعمل في صيانة البيت والحديقة، وهذا الأهم، والتنظيف ... وجدوا الكنز كما حددت لهم الخريطة وعادوا غانمين بخيرهم الى المخيم، يعرفون حقهم كمعرفتهم بأكف ايديهم، وتركوا رسالة اعتذار للخواجة تمنوا فيها ان تتغير الأحوال ويظفرا بالقِسم الأهم من الكنز، الأصل، ألا وهو يوم العودة.
مكانة المرأة.
حين ارادت ام بركات زيارة عجاج، ابو صلاح، وزوجته ذهيبة في وقت المنع،حظر التجول، طلبت من ابنها مرافقتها فقال لها مازحاً: "يعني لازم تورّطيني معك؟". فأجابته: "تخفش انا معك، يقطعوني شقف ولا بخليهم يصيبوا منك أظفر". مؤكدةً له: "احنا النسوان في حظر التجول رجال، وانتو الرجال نسوان، انا تاج راسكو يا رجال". وكانت كلما ارادت فحص المنع، أي التأكد من وجود الجيش تخرج للشارع مصطنعةً شطف باب الدار، وبعدها تأتي حالة الطقس الذي رصدته، الجو بارد اذا كان الجيش غائبا أو حار جداً اذا كان الجيش حاضرا.
ذهيبة، أم صلاح، تعاني من شلل نصفي وعجاج مقطوع اليد، أي لكليهما يدان وثلاثة ارجل، هذا يدلّ على تاريخهما الأسطوري، يتعاونان على كل شيء، ويصوّر لنا كيف يقسّمان حبة البندورة، فبدونه أو بدونها لا يقدران على انجاز أي غرض. المرأة والرجل نصفان الواحد منهما يكمل الآخر، الإثنان وِحدة واحدة لا تنفصم.
فكاهة وتلطيف أجواء.
حين ذهب الراوي يسأل والده الذي كان يعمل حلاقاً: "يابا انت حلاق والا حَجَّام؟"
والحَجّام هو الحلاق الذي كان يضع (علقة) فاسوقة في إناء زجاجي، ويتابع بالعامية:
" يظل مجوّعها على بين ما يجي زبون موجوع، وجع راس، وجع ظهر، عصبي...كل الأوجاع. لما مثلاً يكون الوجع في الراس يلزق الفسوقة في عِرق دم على طرف جبين الزبون والفاسوقة تظل معلقة في صباحو تمص الدم تاتنتلي دم، وتسقط لوحدها. مثل كاسات الهوا". قال ابوي: "انا مش حَجّام يابا، انا فلاح. يعني الحَجّام حلاق واخصّائي فاسوق". فقال الراوي (الأبن): "سمعت الناس في المظاهرة بيقولوا يعيش الحَجّامين، يعني تعيش طبقة الحلاقين". قال الأب: "لا يابا هذول عم يهتفو للحج امين الحسيني، وهذا غلط". (ص 272)، ولم افهم اذا كان الأبن فهم الهتاف خطأً او ان الهتاف للحج امين هو الخطأ. الإمكانية الأولى تجوز اكثر.
فصول الكتاب.
قبل كل فصل من فصول السيرة يقتبس الكاتب آية من كتاب مقدس للأديان السماوية الثلاثة. مثالاً لا حصرا،ً يقتبس من سفر التكوين مضيفاً للاقتباس شيئاً من سفر السيرة:
" يا يعقوب، لا يُدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل اسمك اسرائيل، والأرض التي اُعطيت لإبراهيم واسحاق لك اُعطيها، وان اغاظك ابراهيم فعليك بالجولان، وان اغاظك الجليل والخليل فعليك بمصر والأردن ولبنان وان اغاظوك جميعاً فعليك بأرضهم من النيل الى الفرات (ص 89).
المخابرات.
" ابو الهول" و "ابو عنتر" و "ابو زعتر" يعتقلون بركات وجلال بتهمة الانتماء الى تنظيم
( والقصد هنا عن كل تنظيم )، وهنا يبدأ مشوار العذاب بشتى وسائل التعذيب النفسية والجسدية، الى درجة احضار الأم والأخت لكسرهما، لكن هيهات منهما الذلّ.
يجوز ان الحياة قد فارقتهما لحمايتهما من استمرار العذاب والتعذيب والشـّبْح، أو انها ابقتهما ليَرَوا موسم النصر أو ساعة النصر. سؤال بقي مفتوحاً للقارئ. يريد الكاتب للثوار رؤية النصر. وبعدها قام المخيم عن بكرة ابيه معلناً انتفاضته على الطغيان. شعر الكاتب المسرحي راضي شحادة ان الانتفاضة آتية لا مُحالَ.
الحوار.
الحوار يدور بالعامية، وقد حاول الكاتب ناجحاً، تقريب العامية الى الفصحى حتى يتمكن القارئ في الوطن العربي فهمه، مرفقا تفسير الكلمات العامية الصعبة في اسفل كل صفحة. كذلك الأمر لبعض الحوارات بالعبرية مع جنود الإحتلال والتي تم تفسيرها ايضا .
بقي ان نقول ان الشعب الفلسطيني مع امتداده الواسع مع امته العربية الشاسعة بتكاثرهما كالجراد خيرا وعددا سيزداد حبهما للبطيخ الحامل معه الوان العلم الأربعة. الشعب والأمة سيستمران في حب فلسطين وعلمها، كأنهما( الشعب والأمّة)، عشرون مستحيل، ينجب جيلاً ثائراً وراء جيل، اجيالاً وراء أجيال الى تحقيق المُحال.
هذه السيرة ،التغريبة، الملحمة، جديرة بان تتبناها مؤسسة ثقافية أو دار نشر وتسعى لإعادة نشرها، او تحويلها الى فيلم او مسلسل يوثق اياماً خلت عشناها ونعيشها ويمكن ان نتعلم منها ونستخلص منها الدروس والعبر. الرواية كبيرة وضخمة في 500 صفحة، مكتوبة بخط نوعاً ما صغير للقراءة، لكن احداث السيرة واسلوب الكتابة يسرق منك التعب ويُنسيك ايّاه.
لست ناقداً ولا محللاً لكني محب للقراءة ووجدت ان اشارك قراء الصحيفة قراءتي لهذه السيرة، وقمت بانتقاء بعض احداث مؤثرة من جوها العام، لأفطن بما هو مسكوت عليه. اود ان اعرفكم بالكاتب:
ألاسم: راضي د. شحادة
مسرحي فلسطيني من مواليد قرية المغار في الجليل
  اسس مسرح البلد سنة 1973 وقدم من خلاله :مسرحية "السلام المفقود" والتي اصدرت محكمة العدل الاسرائيلية ومجلس الرقابة على الافلام والمسرح امرا بمنع عرضها. *مسرحية البيت القديم، مسرحية ابو خريوش، سقف المكسور، انا استاذ، وسندريلا.
  احد مؤسسي مسرح الحكواتي الفلسطيني في القدس.
شارك في التأليف الجماعي والتمثيل في مسرحيات فرقة الحكواتي الفلسطينية: مسرحية جليلي يا علي، قصة العين والسن، الف ليلة وليلة من ليالي رامي الحجارة، تغريب العبيد.
  مؤسس مسرح السيرة وألف واخرج ومثل فيه في الأعمال التالية:
  مسرحية شرشوح، يويا، ، عنتر في الساحة خيّال، زريف، الساحر والحكواتي، عنتر وعبلة، عجلون ،دادي، أصيلة، مسرحية البهلول.
  اصدر كتبا وابحاثا عن المسرح منها: مسرح وحرامية، هواجس مسرحية، المسرح الفلسطيني في فلسطين ال48، مسرحية مستر ايغو، مسرحية ماما ميلادة، الجسد والجسد المسرحي، السلام المفقود، المخلوق المسرحي، يحيا العظم.
  اخرج اعمالا لبعض الفرق مثل: مرحية هيصة لجوقة البعث الشفاعمرية، برنامج "موّال" لفرقة الرقص النصراوين، برنامج "جبينة" لفرقة سرية رام الله الأولى، مسرحية "شرشر وجرجر" لمسرح بيت الكرمة.


اتمنى للكاتب المسرحي الأستاذ راضي شحادة المزيد من العطاء والإبداع والله يعطيك الف عافية.

خالد تركي - حيفا