راضي د. شحادة - الجراد يحب البطيخ, تغريبة فلسطينية
or
http://www.mediafire.com/
or
https://drive.google.com/
راضي د. شحادة
يروي لكم
سيرة: الجراد يحب البطيخ
وينتهي هذا العنوان بكلمتين وُضعتا بين قوسين:
" تغريبة فلسطينية"
هذه السيرة التغريبة صدرت عام 1989، في مصر وحصلت على الجائزة الأولى من مركز ابن خلدون، وبيعت في مكتبات الوطن العربي، ما عدا الأردن، حيث مُنعت الرواية بأمر من لجنة المراقبة الأردنية "لأسباب اخلاقية"، وهذا هو المُعلن، غير ان الكاتب استعمل بعض الألفاظ والمشاهد القاسية التي يستعملها خلال التحقيق "ابو عنتر" و "ابو زعتر" و "ابو الهول" وما هم سوى محققين لدى الإحتلال باسمائهم الحركية، ، ناقِلاً للقارئ المشهد بالتمام والكمال، يُبلغنا بالأحداث كما هي وما على الرسول إلا البلاغُ المبينُ، والأرجح انها منعت لأسباب سياسية باللجوء الى الذريعة الأخلاقية.
صدرت رواية "الجراد يُحب البطيخ"، قبل بثّ مسلسل "التغريبة الفلسطينية" التي كتبها الأديب د. وليد سيف وأخرجها الأستاذ السّوري المبدع حاتم علي، التي عُرضت قبل عام على شاشات التلفاز خلال شهر رمضان. وممكن وجائز ان تكون تغريبة د. وليد سيف مستوحاة من تغريبة الكاتب المسرحي الفلسطيني راضي شحادة إسماً واحداثاً.
تُحدّثنا رواية الجراد عن شعب انتـُكِبَ وتغرّب ونزح وهُجّرَ من اسدود، من وطنه عام 1948،الى مخيم رفح، الشابورا، وتنتهي مع بداية الانتفاضة الأولى، في اواخر الثمانينات،
حيث تنبأ بها حين استشهد بطلا الرواية جلال وبركات، أو خُيّل الي انهما استشهدا مع اني لاحظت ان الكاتب لا يريد لهما الموت، آملاً لهما رؤية النصر. تلك الانتفاضة التي قامت على اكتاف النازحين من سكان مخيمات اللجوء وابناء القرى المحرومين، تاركاً هذه الجملة في نهاية التغريبة " السّيرة لم تتم بعد وللشّعب القرار الأخير في شكل ومضمون نهايتها" ( ص 489 ). فهي سيرة سردية وتاريخية، يومية ومعيشية، عاشها ويعيشها شعبنا، في الشابورا، بينما تغريبة د. وليد سيف هي سرد لسيرة شعبنا من فترة الإنتداب البريطاني حتى الشتات مروراً بالنكبة والحروب المتعاقبة لاحقاً. تختلف "السيرة" هنا عن السيرة الهلالية، وسيرة الزير سالم ، وسيرة عنترة، وسيرة ذات الهمّة التي سرَدَت تاريخا بعيدا يُعيد للذاكرة وبشكل اسطوري مبالغ فيه قصص ابطال عاشوا وماتوا، بينما هذا التاريخ في هذه السيرة ما زلنا نحياه ونحسّه على جلودنا.
الأجيال.
تعرفنا هذه السيرة على ثلاثة او اربعة اجيال مناضلة، الأول عجاج وزوجته والبرجاوي، الجيل الثاني يتمثل ب: بركات، جلال ونصور ونصرة، الجيل الثالث يتمثل ب: الفتى عروة، الطفل الذي وُلِدَ وعاش الإنتفاضة. اما الجيل الرابع فهو جيل الأهل وتربيتهم لأولادهم.
حين سافر عُروة (الجيل الثالث المقاوم للإحتلال) واهله الى مخيم الوحدات، في الأردن سأله الأطفال عن الإنتفاضة فبدأ يلعب معهم لعبة مخيم عسكر، الى ان جاء جيش البادية، حاملاً معه أمرا فوريا بمغادرة الأردن، ووجد عُروة نفسه مع اهله مطرودين وعائدين الى الشابورا حيث طردوا اليها اصلا . ( ص 329 ).
عجاج، ابو بركات والبرجاوي يحدثوننا عن ايام خوالي ، عن نضالهم المشترك مع اليهود، كل لغاية في نفسه، مع بعض وكل لوحده في الحرب ضد الإستعمار البريطاني لفلسطين.
أبو بركات في الجزائر.
شارك ابو بركات في الثورة الجزائرية ضد الإستعمار الفرنساوي، حين كان مرشحاً لرتبة ملازم،وحين تم جلاء المستعمر وتحررت الجزائر، بلد المليون شهيد،عاد الى فلسطين احتجاجاً ويقص لنا الكاتب راضي شحادة السبب:
"كلفت قيادة الثورة الجزائرية ابا بركات ان يجمع للثوار الدعم المادي وارسلوه الى مُقْتَدرٍ علّه يجد منه دعماً مادياً. وكان جواب ذلك المقتدر: " اسمع يا اخ، المجتمع في نظري يُقسم الى اربعة اصناف، الأول فهمان وقدير يستلم القيادة، الصنف الثاني شجاع ويحب القتال والنضال وحمل السلاح، الصنف الثالث جبان وخائن يحب دائماً احترام العدو وخدمته لأنه يفكر ان الإستعمار هو الأقوى، وأنّ اسـْلم طريقة لتلافي الشر هي خدمة المستعمر، واما الصنف الرابع فهو الذي يبقى دائماً في الظل، فإذا ما نجحت الثورة ينطلق لجني مجهود الصنفين، الأول والثاني، وبالطبع لا هو خائن ولا هو مع الصنف الأول او الثاني. وانا شخصياً من الصنف الرابع، لا اسبب ضرراً للثورة ولا للفرنسيين" ( ص 274 ).
وبعد التحرير استلم جابر ابو بركات وظيفة في مصنع لتكرير البترول. وفي احد الأيام دُعيَ ابو بركات لاستقبال وتهنئة المدير العام الجديد للمصنع، وما ان دخل غرفة المدير حتى وجد الصنف الرابع اياه، المقتدر، الفيلسوف جالساً على مقعد المدير فخطّ جابر رسالة خطية يعلن فيها عن استقالته عائداً بعدها الى فلسطين، ولا يُخفي لاحقاً تأكيده ان الأصناف اياها موجودة هنا ايضاً. "ابو الزقم" يُغتال من قبل الثوار بعد ان اوقع العديد من الشباب والشابات في شبك الشاباك، حتى ان والدته تبرّأت منه قائلة: "خلّصوني منه".
دراسة بركات.
يُنهي بركات دراسته الجامعية في بغداد، حاصلاً على شهادة الهندسة الزراعية تخصص "جراد"، ويعود لخدمة وطنه ووجد نفسه ملتحقاً بالثورة. يتذكر بركات دائماً زملاءه على مقعد الدراسة محمد العراقي، بلال السوري، شديد الليبي وبكر المصري حيث داوم على الاتصال بهم مهما كانت الحدود مراقبة، اشارةً من الكاتب على ان طابع الانتفاضة هو قومي تحرري.
استشهاد نصّور والتناويح التراثية.
نصور، اخ بركات،طالب جامعي، في جامعة بير زيت استشهد في مواجهات الطّلاب مع قوات الاحتلال ،في يوم تخرجه ،و عندما علمت امه بالشّهادة ابت الا ان تذهب الى الجامعة ، متحدية منع التجول، و تركت الشابورا الى بير زيت لترى اين وكيف سقط ابنها ، شهيداً، وللتحدث مع من رآه لحظة استشهاده، رصاصة في الصدر ام من الخلف، مواجهاً ام هارباً. وحين عاينت المكان كانت لا تزال هناك قطرات دمه تعطر تراب الوطن في بير زيت، فأخذت تراب المكان مع دمه معها ليكون حاضراً دائماً. اطمأنت لبطولة ابنها وقامت بخطفه ( كان الاحتلال يحرص على تسليم الجثث ليلاً حتى لا تكون للشهيد جنازة شعبية عارمة ) من المستشفى بمساعدة رفاقه من بير زيت الى الشابورا متنقلة ً بالعريس عبر كل الحواجز التي اجتازتها بنجاح ليُدفن في مقبرة المخيم. ومن اسماء المقبرة التربة أو الصحرا أو البرية. ولا ينسى الكاتب ان يُشاركنا في عزاء الشهيد ليُعظـّم اجورنا وينقل لنا تناويح ام الشهيد التي تملأ الفضاء الصحراوي، حيث كنّ يشذ ّبن ويقلمن الأشجار والأزهار حول القبور، ويكون حوار يجرح القلب بين اهل الأرض وشهداء الأرض الراقدين تحت التراب والأرض تجمعهم ، تنوح أم الشهيد:
زعق طير الحمام وقال همّي
ومين من الخلق من غير همِّ
دخيل الله ودخيلك هيه يا عمّي
تشيل الظيم عني والتعب ( ص 250 )
صباح الخير صبّحتو ولا ردّ
وعاتبتو على فراقي ولا ردّ
ايد ضربتك يا زين ترتدّ
وعين صابتك تِبلى بعمى
ويجيئها صوتٌ من البرية من جوقةٍ غير مرئية وبصوت الشهيد نصّور ابنها:
سيّجتي قبري برموش عيونك
لو كان بإيدي والله لاصونك
واجعل اظافري مكحل لعيونك
واجعل عظامي علم لبلادي ( ص 253 )
العلم الهوية لِنَصُنـْهُ.
الشعب يتكاثر تكاثر جراد الشرق، الخيّر، فجراد الغرب لا يسر القلب، والجراد يحب البطيخ لأن الوان البطيخ تشبه اربعة الوان العلم، حين كان يُمنع رفع العلم. الشعب يحب العلم والوطن.
ويبقى العلم ذو الألوان الأربعة هو الهوية. ان كان هذا في المظاهرات والمواجهات او في الطائرات الورقية التي يصنعها الاطفال تحديا لجيش الاحتلال الذي يقوم بدوره بقنص الطائرات لان الوانه تزعجه. هذا العلم يبقى مرفوعاً في كل الظروف و ينتقل من رفيق الى رفيق مهما بلغت التضحيات، فمنهم من لاقى نحبه خلال رفع العلم على عمود الكهرباء اثر ضربة تيار كهربائي او نتيجة قنصه من بارودة المحتل،وما بدلوا تبديلا ، او حتى زجه في السجن. واحد انجازات الانتفاضة الاولى كان الاعتراف بالعلم الفلسطيني باعتباره علم الشعب والارض والعرض والانسان.
وما يهزّني هذه الأيام انه في كل مسيرة او تظاهرة او جنازة شهيد ترى ان الفصائل ترفع الأعلام الخضراء والسوداء والصفراء وكأن كل شهيد، هذا الشهيد او ذاك، استشهد من اجل فصيله او فئته، وتطفو الفئوية المقيتة وتكون سيدة الحدث، وننسى الوطن ورمز الوطن. وذكرني الكاتب بما حصل بعد الاانتخابات الأخيرة للمجلس التشريعي الفلسطيني وحسمت النتيجة ديموقراطياً لحماس، قامت فئة بإنزال العلم، الذي بيعت له الأرواح يوم المحن بلا ثمن، من على بناية المجلس، ليرفع مكانه علم حماس. هل هذه دولة حماس ام دولة فلسطين بكل اطيافها السياسية والدينية؟ هل هذه بداية الفوضى؟ ارجو ان يكون تقديري خاطئاً.
المخيم يُدار كوحدة واحدة متكاملة من كل الأجيال شيباً وشباباً، نساءً رجالاً، وكل الأخلاء بعضهم مع بعض من اجل الهدف المنشود.
عملية استرجاع الكنز، الحق، بالسياسة والحكمة والتروي.
يتذكر جلال حكايات الأهل، الذين نزحوا من اسدود الى الشابورا، ويفتش في صندوق العائلة فيجد حجاباً على شكل قلب، فيه ورقة رُسم عليها خريطة بيتهم في اسدود وموقع ثلاث جرّات ملأى ذهباً، محدداً المكان بين شجرة جوافة وصبرة وصخرة كبيرة. خريطة البيت في محفظة صغيرة على شكل قلب، البيت دائما في القلب، والكنز بقرب صخرة كبيرة، الوحدة. توجهوا الى اسدود ليفتشوا عن بيتهم حيث وجدوا عائلة يهودية تسكنه، فطلبوا منهم ان يقبلوهم للعمل في صيانة البيت والحديقة، وهذا الأهم، والتنظيف ... وجدوا الكنز كما حددت لهم الخريطة وعادوا غانمين بخيرهم الى المخيم، يعرفون حقهم كمعرفتهم بأكف ايديهم، وتركوا رسالة اعتذار للخواجة تمنوا فيها ان تتغير الأحوال ويظفرا بالقِسم الأهم من الكنز، الأصل، ألا وهو يوم العودة.
مكانة المرأة.
حين ارادت ام بركات زيارة عجاج، ابو صلاح، وزوجته ذهيبة في وقت المنع،حظر التجول، طلبت من ابنها مرافقتها فقال لها مازحاً: "يعني لازم تورّطيني معك؟". فأجابته: "تخفش انا معك، يقطعوني شقف ولا بخليهم يصيبوا منك أظفر". مؤكدةً له: "احنا النسوان في حظر التجول رجال، وانتو الرجال نسوان، انا تاج راسكو يا رجال". وكانت كلما ارادت فحص المنع، أي التأكد من وجود الجيش تخرج للشارع مصطنعةً شطف باب الدار، وبعدها تأتي حالة الطقس الذي رصدته، الجو بارد اذا كان الجيش غائبا أو حار جداً اذا كان الجيش حاضرا.
ذهيبة، أم صلاح، تعاني من شلل نصفي وعجاج مقطوع اليد، أي لكليهما يدان وثلاثة ارجل، هذا يدلّ على تاريخهما الأسطوري، يتعاونان على كل شيء، ويصوّر لنا كيف يقسّمان حبة البندورة، فبدونه أو بدونها لا يقدران على انجاز أي غرض. المرأة والرجل نصفان الواحد منهما يكمل الآخر، الإثنان وِحدة واحدة لا تنفصم.
فكاهة وتلطيف أجواء.
حين ذهب الراوي يسأل والده الذي كان يعمل حلاقاً: "يابا انت حلاق والا حَجَّام؟"
والحَجّام هو الحلاق الذي كان يضع (علقة) فاسوقة في إناء زجاجي، ويتابع بالعامية:
" يظل مجوّعها على بين ما يجي زبون موجوع، وجع راس، وجع ظهر، عصبي...كل الأوجاع. لما مثلاً يكون الوجع في الراس يلزق الفسوقة في عِرق دم على طرف جبين الزبون والفاسوقة تظل معلقة في صباحو تمص الدم تاتنتلي دم، وتسقط لوحدها. مثل كاسات الهوا". قال ابوي: "انا مش حَجّام يابا، انا فلاح. يعني الحَجّام حلاق واخصّائي فاسوق". فقال الراوي (الأبن): "سمعت الناس في المظاهرة بيقولوا يعيش الحَجّامين، يعني تعيش طبقة الحلاقين". قال الأب: "لا يابا هذول عم يهتفو للحج امين الحسيني، وهذا غلط". (ص 272)، ولم افهم اذا كان الأبن فهم الهتاف خطأً او ان الهتاف للحج امين هو الخطأ. الإمكانية الأولى تجوز اكثر.
فصول الكتاب.
قبل كل فصل من فصول السيرة يقتبس الكاتب آية من كتاب مقدس للأديان السماوية الثلاثة. مثالاً لا حصرا،ً يقتبس من سفر التكوين مضيفاً للاقتباس شيئاً من سفر السيرة:
" يا يعقوب، لا يُدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل اسمك اسرائيل، والأرض التي اُعطيت لإبراهيم واسحاق لك اُعطيها، وان اغاظك ابراهيم فعليك بالجولان، وان اغاظك الجليل والخليل فعليك بمصر والأردن ولبنان وان اغاظوك جميعاً فعليك بأرضهم من النيل الى الفرات (ص 89).
المخابرات.
" ابو الهول" و "ابو عنتر" و "ابو زعتر" يعتقلون بركات وجلال بتهمة الانتماء الى تنظيم
( والقصد هنا عن كل تنظيم )، وهنا يبدأ مشوار العذاب بشتى وسائل التعذيب النفسية والجسدية، الى درجة احضار الأم والأخت لكسرهما، لكن هيهات منهما الذلّ.
يجوز ان الحياة قد فارقتهما لحمايتهما من استمرار العذاب والتعذيب والشـّبْح، أو انها ابقتهما ليَرَوا موسم النصر أو ساعة النصر. سؤال بقي مفتوحاً للقارئ. يريد الكاتب للثوار رؤية النصر. وبعدها قام المخيم عن بكرة ابيه معلناً انتفاضته على الطغيان. شعر الكاتب المسرحي راضي شحادة ان الانتفاضة آتية لا مُحالَ.
الحوار.
الحوار يدور بالعامية، وقد حاول الكاتب ناجحاً، تقريب العامية الى الفصحى حتى يتمكن القارئ في الوطن العربي فهمه، مرفقا تفسير الكلمات العامية الصعبة في اسفل كل صفحة. كذلك الأمر لبعض الحوارات بالعبرية مع جنود الإحتلال والتي تم تفسيرها ايضا .
بقي ان نقول ان الشعب الفلسطيني مع امتداده الواسع مع امته العربية الشاسعة بتكاثرهما كالجراد خيرا وعددا سيزداد حبهما للبطيخ الحامل معه الوان العلم الأربعة. الشعب والأمة سيستمران في حب فلسطين وعلمها، كأنهما( الشعب والأمّة)، عشرون مستحيل، ينجب جيلاً ثائراً وراء جيل، اجيالاً وراء أجيال الى تحقيق المُحال.
هذه السيرة ،التغريبة، الملحمة، جديرة بان تتبناها مؤسسة ثقافية أو دار نشر وتسعى لإعادة نشرها، او تحويلها الى فيلم او مسلسل يوثق اياماً خلت عشناها ونعيشها ويمكن ان نتعلم منها ونستخلص منها الدروس والعبر. الرواية كبيرة وضخمة في 500 صفحة، مكتوبة بخط نوعاً ما صغير للقراءة، لكن احداث السيرة واسلوب الكتابة يسرق منك التعب ويُنسيك ايّاه.
لست ناقداً ولا محللاً لكني محب للقراءة ووجدت ان اشارك قراء الصحيفة قراءتي لهذه السيرة، وقمت بانتقاء بعض احداث مؤثرة من جوها العام، لأفطن بما هو مسكوت عليه. اود ان اعرفكم بالكاتب:
يروي لكم
سيرة: الجراد يحب البطيخ
وينتهي هذا العنوان بكلمتين وُضعتا بين قوسين:
" تغريبة فلسطينية"
هذه السيرة التغريبة صدرت عام 1989، في مصر وحصلت على الجائزة الأولى من مركز ابن خلدون، وبيعت في مكتبات الوطن العربي، ما عدا الأردن، حيث مُنعت الرواية بأمر من لجنة المراقبة الأردنية "لأسباب اخلاقية"، وهذا هو المُعلن، غير ان الكاتب استعمل بعض الألفاظ والمشاهد القاسية التي يستعملها خلال التحقيق "ابو عنتر" و "ابو زعتر" و "ابو الهول" وما هم سوى محققين لدى الإحتلال باسمائهم الحركية، ، ناقِلاً للقارئ المشهد بالتمام والكمال، يُبلغنا بالأحداث كما هي وما على الرسول إلا البلاغُ المبينُ، والأرجح انها منعت لأسباب سياسية باللجوء الى الذريعة الأخلاقية.
صدرت رواية "الجراد يُحب البطيخ"، قبل بثّ مسلسل "التغريبة الفلسطينية" التي كتبها الأديب د. وليد سيف وأخرجها الأستاذ السّوري المبدع حاتم علي، التي عُرضت قبل عام على شاشات التلفاز خلال شهر رمضان. وممكن وجائز ان تكون تغريبة د. وليد سيف مستوحاة من تغريبة الكاتب المسرحي الفلسطيني راضي شحادة إسماً واحداثاً.
تُحدّثنا رواية الجراد عن شعب انتـُكِبَ وتغرّب ونزح وهُجّرَ من اسدود، من وطنه عام 1948،الى مخيم رفح، الشابورا، وتنتهي مع بداية الانتفاضة الأولى، في اواخر الثمانينات،
حيث تنبأ بها حين استشهد بطلا الرواية جلال وبركات، أو خُيّل الي انهما استشهدا مع اني لاحظت ان الكاتب لا يريد لهما الموت، آملاً لهما رؤية النصر. تلك الانتفاضة التي قامت على اكتاف النازحين من سكان مخيمات اللجوء وابناء القرى المحرومين، تاركاً هذه الجملة في نهاية التغريبة " السّيرة لم تتم بعد وللشّعب القرار الأخير في شكل ومضمون نهايتها" ( ص 489 ). فهي سيرة سردية وتاريخية، يومية ومعيشية، عاشها ويعيشها شعبنا، في الشابورا، بينما تغريبة د. وليد سيف هي سرد لسيرة شعبنا من فترة الإنتداب البريطاني حتى الشتات مروراً بالنكبة والحروب المتعاقبة لاحقاً. تختلف "السيرة" هنا عن السيرة الهلالية، وسيرة الزير سالم ، وسيرة عنترة، وسيرة ذات الهمّة التي سرَدَت تاريخا بعيدا يُعيد للذاكرة وبشكل اسطوري مبالغ فيه قصص ابطال عاشوا وماتوا، بينما هذا التاريخ في هذه السيرة ما زلنا نحياه ونحسّه على جلودنا.
الأجيال.
تعرفنا هذه السيرة على ثلاثة او اربعة اجيال مناضلة، الأول عجاج وزوجته والبرجاوي، الجيل الثاني يتمثل ب: بركات، جلال ونصور ونصرة، الجيل الثالث يتمثل ب: الفتى عروة، الطفل الذي وُلِدَ وعاش الإنتفاضة. اما الجيل الرابع فهو جيل الأهل وتربيتهم لأولادهم.
حين سافر عُروة (الجيل الثالث المقاوم للإحتلال) واهله الى مخيم الوحدات، في الأردن سأله الأطفال عن الإنتفاضة فبدأ يلعب معهم لعبة مخيم عسكر، الى ان جاء جيش البادية، حاملاً معه أمرا فوريا بمغادرة الأردن، ووجد عُروة نفسه مع اهله مطرودين وعائدين الى الشابورا حيث طردوا اليها اصلا . ( ص 329 ).
عجاج، ابو بركات والبرجاوي يحدثوننا عن ايام خوالي ، عن نضالهم المشترك مع اليهود، كل لغاية في نفسه، مع بعض وكل لوحده في الحرب ضد الإستعمار البريطاني لفلسطين.
أبو بركات في الجزائر.
شارك ابو بركات في الثورة الجزائرية ضد الإستعمار الفرنساوي، حين كان مرشحاً لرتبة ملازم،وحين تم جلاء المستعمر وتحررت الجزائر، بلد المليون شهيد،عاد الى فلسطين احتجاجاً ويقص لنا الكاتب راضي شحادة السبب:
"كلفت قيادة الثورة الجزائرية ابا بركات ان يجمع للثوار الدعم المادي وارسلوه الى مُقْتَدرٍ علّه يجد منه دعماً مادياً. وكان جواب ذلك المقتدر: " اسمع يا اخ، المجتمع في نظري يُقسم الى اربعة اصناف، الأول فهمان وقدير يستلم القيادة، الصنف الثاني شجاع ويحب القتال والنضال وحمل السلاح، الصنف الثالث جبان وخائن يحب دائماً احترام العدو وخدمته لأنه يفكر ان الإستعمار هو الأقوى، وأنّ اسـْلم طريقة لتلافي الشر هي خدمة المستعمر، واما الصنف الرابع فهو الذي يبقى دائماً في الظل، فإذا ما نجحت الثورة ينطلق لجني مجهود الصنفين، الأول والثاني، وبالطبع لا هو خائن ولا هو مع الصنف الأول او الثاني. وانا شخصياً من الصنف الرابع، لا اسبب ضرراً للثورة ولا للفرنسيين" ( ص 274 ).
وبعد التحرير استلم جابر ابو بركات وظيفة في مصنع لتكرير البترول. وفي احد الأيام دُعيَ ابو بركات لاستقبال وتهنئة المدير العام الجديد للمصنع، وما ان دخل غرفة المدير حتى وجد الصنف الرابع اياه، المقتدر، الفيلسوف جالساً على مقعد المدير فخطّ جابر رسالة خطية يعلن فيها عن استقالته عائداً بعدها الى فلسطين، ولا يُخفي لاحقاً تأكيده ان الأصناف اياها موجودة هنا ايضاً. "ابو الزقم" يُغتال من قبل الثوار بعد ان اوقع العديد من الشباب والشابات في شبك الشاباك، حتى ان والدته تبرّأت منه قائلة: "خلّصوني منه".
دراسة بركات.
يُنهي بركات دراسته الجامعية في بغداد، حاصلاً على شهادة الهندسة الزراعية تخصص "جراد"، ويعود لخدمة وطنه ووجد نفسه ملتحقاً بالثورة. يتذكر بركات دائماً زملاءه على مقعد الدراسة محمد العراقي، بلال السوري، شديد الليبي وبكر المصري حيث داوم على الاتصال بهم مهما كانت الحدود مراقبة، اشارةً من الكاتب على ان طابع الانتفاضة هو قومي تحرري.
استشهاد نصّور والتناويح التراثية.
نصور، اخ بركات،طالب جامعي، في جامعة بير زيت استشهد في مواجهات الطّلاب مع قوات الاحتلال ،في يوم تخرجه ،و عندما علمت امه بالشّهادة ابت الا ان تذهب الى الجامعة ، متحدية منع التجول، و تركت الشابورا الى بير زيت لترى اين وكيف سقط ابنها ، شهيداً، وللتحدث مع من رآه لحظة استشهاده، رصاصة في الصدر ام من الخلف، مواجهاً ام هارباً. وحين عاينت المكان كانت لا تزال هناك قطرات دمه تعطر تراب الوطن في بير زيت، فأخذت تراب المكان مع دمه معها ليكون حاضراً دائماً. اطمأنت لبطولة ابنها وقامت بخطفه ( كان الاحتلال يحرص على تسليم الجثث ليلاً حتى لا تكون للشهيد جنازة شعبية عارمة ) من المستشفى بمساعدة رفاقه من بير زيت الى الشابورا متنقلة ً بالعريس عبر كل الحواجز التي اجتازتها بنجاح ليُدفن في مقبرة المخيم. ومن اسماء المقبرة التربة أو الصحرا أو البرية. ولا ينسى الكاتب ان يُشاركنا في عزاء الشهيد ليُعظـّم اجورنا وينقل لنا تناويح ام الشهيد التي تملأ الفضاء الصحراوي، حيث كنّ يشذ ّبن ويقلمن الأشجار والأزهار حول القبور، ويكون حوار يجرح القلب بين اهل الأرض وشهداء الأرض الراقدين تحت التراب والأرض تجمعهم ، تنوح أم الشهيد:
زعق طير الحمام وقال همّي
ومين من الخلق من غير همِّ
دخيل الله ودخيلك هيه يا عمّي
تشيل الظيم عني والتعب ( ص 250 )
صباح الخير صبّحتو ولا ردّ
وعاتبتو على فراقي ولا ردّ
ايد ضربتك يا زين ترتدّ
وعين صابتك تِبلى بعمى
ويجيئها صوتٌ من البرية من جوقةٍ غير مرئية وبصوت الشهيد نصّور ابنها:
سيّجتي قبري برموش عيونك
لو كان بإيدي والله لاصونك
واجعل اظافري مكحل لعيونك
واجعل عظامي علم لبلادي ( ص 253 )
العلم الهوية لِنَصُنـْهُ.
الشعب يتكاثر تكاثر جراد الشرق، الخيّر، فجراد الغرب لا يسر القلب، والجراد يحب البطيخ لأن الوان البطيخ تشبه اربعة الوان العلم، حين كان يُمنع رفع العلم. الشعب يحب العلم والوطن.
ويبقى العلم ذو الألوان الأربعة هو الهوية. ان كان هذا في المظاهرات والمواجهات او في الطائرات الورقية التي يصنعها الاطفال تحديا لجيش الاحتلال الذي يقوم بدوره بقنص الطائرات لان الوانه تزعجه. هذا العلم يبقى مرفوعاً في كل الظروف و ينتقل من رفيق الى رفيق مهما بلغت التضحيات، فمنهم من لاقى نحبه خلال رفع العلم على عمود الكهرباء اثر ضربة تيار كهربائي او نتيجة قنصه من بارودة المحتل،وما بدلوا تبديلا ، او حتى زجه في السجن. واحد انجازات الانتفاضة الاولى كان الاعتراف بالعلم الفلسطيني باعتباره علم الشعب والارض والعرض والانسان.
وما يهزّني هذه الأيام انه في كل مسيرة او تظاهرة او جنازة شهيد ترى ان الفصائل ترفع الأعلام الخضراء والسوداء والصفراء وكأن كل شهيد، هذا الشهيد او ذاك، استشهد من اجل فصيله او فئته، وتطفو الفئوية المقيتة وتكون سيدة الحدث، وننسى الوطن ورمز الوطن. وذكرني الكاتب بما حصل بعد الاانتخابات الأخيرة للمجلس التشريعي الفلسطيني وحسمت النتيجة ديموقراطياً لحماس، قامت فئة بإنزال العلم، الذي بيعت له الأرواح يوم المحن بلا ثمن، من على بناية المجلس، ليرفع مكانه علم حماس. هل هذه دولة حماس ام دولة فلسطين بكل اطيافها السياسية والدينية؟ هل هذه بداية الفوضى؟ ارجو ان يكون تقديري خاطئاً.
المخيم يُدار كوحدة واحدة متكاملة من كل الأجيال شيباً وشباباً، نساءً رجالاً، وكل الأخلاء بعضهم مع بعض من اجل الهدف المنشود.
عملية استرجاع الكنز، الحق، بالسياسة والحكمة والتروي.
يتذكر جلال حكايات الأهل، الذين نزحوا من اسدود الى الشابورا، ويفتش في صندوق العائلة فيجد حجاباً على شكل قلب، فيه ورقة رُسم عليها خريطة بيتهم في اسدود وموقع ثلاث جرّات ملأى ذهباً، محدداً المكان بين شجرة جوافة وصبرة وصخرة كبيرة. خريطة البيت في محفظة صغيرة على شكل قلب، البيت دائما في القلب، والكنز بقرب صخرة كبيرة، الوحدة. توجهوا الى اسدود ليفتشوا عن بيتهم حيث وجدوا عائلة يهودية تسكنه، فطلبوا منهم ان يقبلوهم للعمل في صيانة البيت والحديقة، وهذا الأهم، والتنظيف ... وجدوا الكنز كما حددت لهم الخريطة وعادوا غانمين بخيرهم الى المخيم، يعرفون حقهم كمعرفتهم بأكف ايديهم، وتركوا رسالة اعتذار للخواجة تمنوا فيها ان تتغير الأحوال ويظفرا بالقِسم الأهم من الكنز، الأصل، ألا وهو يوم العودة.
مكانة المرأة.
حين ارادت ام بركات زيارة عجاج، ابو صلاح، وزوجته ذهيبة في وقت المنع،حظر التجول، طلبت من ابنها مرافقتها فقال لها مازحاً: "يعني لازم تورّطيني معك؟". فأجابته: "تخفش انا معك، يقطعوني شقف ولا بخليهم يصيبوا منك أظفر". مؤكدةً له: "احنا النسوان في حظر التجول رجال، وانتو الرجال نسوان، انا تاج راسكو يا رجال". وكانت كلما ارادت فحص المنع، أي التأكد من وجود الجيش تخرج للشارع مصطنعةً شطف باب الدار، وبعدها تأتي حالة الطقس الذي رصدته، الجو بارد اذا كان الجيش غائبا أو حار جداً اذا كان الجيش حاضرا.
ذهيبة، أم صلاح، تعاني من شلل نصفي وعجاج مقطوع اليد، أي لكليهما يدان وثلاثة ارجل، هذا يدلّ على تاريخهما الأسطوري، يتعاونان على كل شيء، ويصوّر لنا كيف يقسّمان حبة البندورة، فبدونه أو بدونها لا يقدران على انجاز أي غرض. المرأة والرجل نصفان الواحد منهما يكمل الآخر، الإثنان وِحدة واحدة لا تنفصم.
فكاهة وتلطيف أجواء.
حين ذهب الراوي يسأل والده الذي كان يعمل حلاقاً: "يابا انت حلاق والا حَجَّام؟"
والحَجّام هو الحلاق الذي كان يضع (علقة) فاسوقة في إناء زجاجي، ويتابع بالعامية:
" يظل مجوّعها على بين ما يجي زبون موجوع، وجع راس، وجع ظهر، عصبي...كل الأوجاع. لما مثلاً يكون الوجع في الراس يلزق الفسوقة في عِرق دم على طرف جبين الزبون والفاسوقة تظل معلقة في صباحو تمص الدم تاتنتلي دم، وتسقط لوحدها. مثل كاسات الهوا". قال ابوي: "انا مش حَجّام يابا، انا فلاح. يعني الحَجّام حلاق واخصّائي فاسوق". فقال الراوي (الأبن): "سمعت الناس في المظاهرة بيقولوا يعيش الحَجّامين، يعني تعيش طبقة الحلاقين". قال الأب: "لا يابا هذول عم يهتفو للحج امين الحسيني، وهذا غلط". (ص 272)، ولم افهم اذا كان الأبن فهم الهتاف خطأً او ان الهتاف للحج امين هو الخطأ. الإمكانية الأولى تجوز اكثر.
فصول الكتاب.
قبل كل فصل من فصول السيرة يقتبس الكاتب آية من كتاب مقدس للأديان السماوية الثلاثة. مثالاً لا حصرا،ً يقتبس من سفر التكوين مضيفاً للاقتباس شيئاً من سفر السيرة:
" يا يعقوب، لا يُدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل اسمك اسرائيل، والأرض التي اُعطيت لإبراهيم واسحاق لك اُعطيها، وان اغاظك ابراهيم فعليك بالجولان، وان اغاظك الجليل والخليل فعليك بمصر والأردن ولبنان وان اغاظوك جميعاً فعليك بأرضهم من النيل الى الفرات (ص 89).
المخابرات.
" ابو الهول" و "ابو عنتر" و "ابو زعتر" يعتقلون بركات وجلال بتهمة الانتماء الى تنظيم
( والقصد هنا عن كل تنظيم )، وهنا يبدأ مشوار العذاب بشتى وسائل التعذيب النفسية والجسدية، الى درجة احضار الأم والأخت لكسرهما، لكن هيهات منهما الذلّ.
يجوز ان الحياة قد فارقتهما لحمايتهما من استمرار العذاب والتعذيب والشـّبْح، أو انها ابقتهما ليَرَوا موسم النصر أو ساعة النصر. سؤال بقي مفتوحاً للقارئ. يريد الكاتب للثوار رؤية النصر. وبعدها قام المخيم عن بكرة ابيه معلناً انتفاضته على الطغيان. شعر الكاتب المسرحي راضي شحادة ان الانتفاضة آتية لا مُحالَ.
الحوار.
الحوار يدور بالعامية، وقد حاول الكاتب ناجحاً، تقريب العامية الى الفصحى حتى يتمكن القارئ في الوطن العربي فهمه، مرفقا تفسير الكلمات العامية الصعبة في اسفل كل صفحة. كذلك الأمر لبعض الحوارات بالعبرية مع جنود الإحتلال والتي تم تفسيرها ايضا .
بقي ان نقول ان الشعب الفلسطيني مع امتداده الواسع مع امته العربية الشاسعة بتكاثرهما كالجراد خيرا وعددا سيزداد حبهما للبطيخ الحامل معه الوان العلم الأربعة. الشعب والأمة سيستمران في حب فلسطين وعلمها، كأنهما( الشعب والأمّة)، عشرون مستحيل، ينجب جيلاً ثائراً وراء جيل، اجيالاً وراء أجيال الى تحقيق المُحال.
هذه السيرة ،التغريبة، الملحمة، جديرة بان تتبناها مؤسسة ثقافية أو دار نشر وتسعى لإعادة نشرها، او تحويلها الى فيلم او مسلسل يوثق اياماً خلت عشناها ونعيشها ويمكن ان نتعلم منها ونستخلص منها الدروس والعبر. الرواية كبيرة وضخمة في 500 صفحة، مكتوبة بخط نوعاً ما صغير للقراءة، لكن احداث السيرة واسلوب الكتابة يسرق منك التعب ويُنسيك ايّاه.
لست ناقداً ولا محللاً لكني محب للقراءة ووجدت ان اشارك قراء الصحيفة قراءتي لهذه السيرة، وقمت بانتقاء بعض احداث مؤثرة من جوها العام، لأفطن بما هو مسكوت عليه. اود ان اعرفكم بالكاتب:
ألاسم: راضي د. شحادة
مسرحي فلسطيني من مواليد قرية المغار في الجليل
اسس مسرح البلد سنة 1973 وقدم من خلاله :مسرحية "السلام المفقود" والتي اصدرت محكمة العدل الاسرائيلية ومجلس الرقابة على الافلام والمسرح امرا بمنع عرضها. *مسرحية البيت القديم، مسرحية ابو خريوش، سقف المكسور، انا استاذ، وسندريلا.
احد مؤسسي مسرح الحكواتي الفلسطيني في القدس.
شارك في التأليف الجماعي والتمثيل في مسرحيات فرقة الحكواتي الفلسطينية: مسرحية جليلي يا علي، قصة العين والسن، الف ليلة وليلة من ليالي رامي الحجارة، تغريب العبيد.
مسرحي فلسطيني من مواليد قرية المغار في الجليل
اسس مسرح البلد سنة 1973 وقدم من خلاله :مسرحية "السلام المفقود" والتي اصدرت محكمة العدل الاسرائيلية ومجلس الرقابة على الافلام والمسرح امرا بمنع عرضها. *مسرحية البيت القديم، مسرحية ابو خريوش، سقف المكسور، انا استاذ، وسندريلا.
احد مؤسسي مسرح الحكواتي الفلسطيني في القدس.
شارك في التأليف الجماعي والتمثيل في مسرحيات فرقة الحكواتي الفلسطينية: مسرحية جليلي يا علي، قصة العين والسن، الف ليلة وليلة من ليالي رامي الحجارة، تغريب العبيد.
مؤسس مسرح السيرة وألف واخرج ومثل فيه في الأعمال التالية:
مسرحية شرشوح، يويا، ، عنتر في الساحة خيّال، زريف، الساحر والحكواتي، عنتر وعبلة، عجلون ،دادي، أصيلة، مسرحية البهلول.
اصدر كتبا وابحاثا عن المسرح منها: مسرح وحرامية، هواجس مسرحية، المسرح الفلسطيني في فلسطين ال48، مسرحية مستر ايغو، مسرحية ماما ميلادة، الجسد والجسد المسرحي، السلام المفقود، المخلوق المسرحي، يحيا العظم.
اخرج اعمالا لبعض الفرق مثل: مرحية هيصة لجوقة البعث الشفاعمرية، برنامج "موّال" لفرقة الرقص النصراوين، برنامج "جبينة" لفرقة سرية رام الله الأولى، مسرحية "شرشر وجرجر" لمسرح بيت الكرمة.
اتمنى للكاتب المسرحي الأستاذ راضي شحادة المزيد من العطاء والإبداع والله يعطيك الف عافية.
خالد تركي - حيفا
اخرج اعمالا لبعض الفرق مثل: مرحية هيصة لجوقة البعث الشفاعمرية، برنامج "موّال" لفرقة الرقص النصراوين، برنامج "جبينة" لفرقة سرية رام الله الأولى، مسرحية "شرشر وجرجر" لمسرح بيت الكرمة.
اتمنى للكاتب المسرحي الأستاذ راضي شحادة المزيد من العطاء والإبداع والله يعطيك الف عافية.
خالد تركي - حيفا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق