‏إظهار الرسائل ذات التسميات طه عبد الرحمن. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات طه عبد الرحمن. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 29 يوليو 2014

الحق الإسلامي في الاختلاف الفلسفي لــ طه عبد الرحمن

نحن - العرب - نريد ان نكون احرارا في فلسفتنا، وليس من سبيل الى هذه الحرية الا بأن نجتهد في انشاء فلسفة خاصة بنا تختلف عن فلسفة اولئك الذين يسعون بشتى الدعاوى الى ان يحولوا بيننا وبين ممارستنا لحريتنا الفكرية، ولا ريب ان اقرب الطرق التي توصل الى ايداع هذه الفلسفة هو النظر في هذه الدعاوى نفسها التي يرسلونها ارسالا ويبثونها فينا بثا كما لو كانت حقائق لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ويأتي في مطلع هذه الدعاوى القول بأن الفلسفة معرفة عقلية تشمل الجميع،
مقتطفات من الكتاب
لا يخفى أن لكل زمان أسئلته التي تخصه ! كما لا يخفى أن واجب كل أمة , كائنة ما كانت , أن تجيب عن هذه الأسئلة ! لكن ما قد يغيب عن أذهان البعض هو أن الأمة ليس لها الى امتلاك ناصية هذا الزمان من سبيل إلا هذا الجواب المستقل , وإلا صار ملكه الى أمة سواها , فتضطر الى أن تجيب بما تجيب به هذه , مسلمة , وهي راغمة , قيادها إليها ؛ فلنسأل إذن : " هل للأمة المسلمة جوابها الخاص عن أسئلة زمانها ؟ " ؛ ويزداد هذا السؤال إلحاحا متى علم أن زمان هذه الأمة ليس كمثله زمان , إذ لا ينحصر في زمن البعثة النبوية , ولا في الفترة التي استغرقتها حضارتها , وإنما يمتد الى زماننا هذا بل الى كل زمان يأتي من بعده ؛ فالمعروف أن الدين الذي أنشأ هذه الأمة وسواها هو الدين الخاتم , وكل دين يبقى الزمان زمانه الى أن ينسخ بدين غيره , والإسلام دين ناسخ غير منسوخ !
الحق الإسلامي في الاختلاف الفكري
1. كيف تجيب الأمة المسلمة عن أسئلة هذا الزمان ؟
الحق الإسلامي في الاختلاف الفلسفي لــ طه عبد الرحمن قد يبعث هذا السؤال على استغراب البعض , بل على استنكار غيرهم , وذلك لأسباب عدة نذكر أهمها ؛ أحدها , أن مفهوم الأمة " الأمة المسلمة " , متى نظرنا الى حال المسلمين , يبدو الى الوهم أقرب منه الى الحقيقة , وأن الكلام فيه يبدو الى اللغو أقرب منه الى الفائدة ؛ والثاني , أن الأمة المسلمة , ولو أنها أصلا مسؤولة عن هذا الزمان ومؤتمنة عليه بموجب نسبتها الى الدين الخاتم , فإنها عاجزة عن أداء هذه المسؤولية وحمل هذه الأمانة ؛ والثالث , أنها كانت ومازالت تتعرض لعمليتي سلب منسق : إحداهما نهب خيراتها المادية بالاستيلاء على مواردها ؛ والأخرى محو قيمها الروحية بنشر الفساد بين أبنائها ؛ وقد دخل هذا السلب الثاني طورا خطيرا لم يسبق له نظير , وتمثل في حرمان هذه الأمة من حقها في أن تختص بأصول اعتقادية من لدن أولئك الذين نصبوا أنفسهم , ظلما وزورا , أوصياء على الحقوق والحريات في العالم .
بيد أن هذا الاستغراب , بل هذا الاستنكار , قد تخف وطأته لو أننا ننظر الى الأمة المسلمة , لا على أنها واقع متحقق , وإنما على أنها واجب ينبغي القيام به في ظروف الواقع المتحقق ؛ أو بعبارة أخرى , لو أننا ننظر إليها , لا على أنها مجموعة أحداث نشهدها متحيزة ومتحينة , وإنما على أنها مجموعة قيم تسعى الى أن تساهم في توجيه الأحداث المشهودة ؛ وهذه النظرة الى الأمة المسلمة لا تقتصر على تأمل واجبات
المدخل العام في الجواب الإسلامي
الأمة وقيمها في استقلال عن الواقع , وإنما تتطلع الى التنبيه على كيفية تغيير هذا الواقع على قدر الطاقة , حتى ينهض بهذه الواجبات ويأخذ بهذه القيم .
وعلاوة على هذا ,

بيانات الكتاب


الاسم : الحق الإسلامي في الاختلاف الفلسفي
تأليف : طه عبد الرحمن
الناشر : المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات : 323 صفحة
الحجم : 6 ميجا بايت
تحميل كتاب الحق الإسلامي في الاختلاف الفلسفي

السبت، 26 يوليو 2014

الحق العربي في الاختلاف الفلسفي لــ طه عبد الرحمن


نحن - العرب - نريد ان نكون احرارا في فلسفتنا، وليس من سبيل الى هذه الحرية الا بأن نجتهد في انشاء فلسفة خاصة بنا تختلف عن فلسفة اولئك الذين يسعون بشتى الدعاوى الى ان يحولوا بيننا وبين ممارستنا لحريتنا الفكرية، ولا ريب ان اقرب الطرق التي توصل الى ايداع هذه الفلسفة هو النظر في هذه الدعاوى نفسها التي يرسلونها ارسالا ويبثونها فينا بثا كما لو كانت حقائق لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ويأتي في مطلع هذه الدعاوى القول بأن الفلسفة معرفة عقلية تشمل الجميع، افرادا كانوا او اقواما، اي ان الفلسفة معرفة كونية.

مقتطفات من الكتاب

مقدمة
الطور الثالث من السؤال الفلسفي : " السؤال المسؤول "
لم تشتهر الفلسفة بشيء اشتهارها بممارسة السؤال ولم يطبق المشتغلون بها على شيء اطباقهم على هذا الوصف , لكن ما أن نتأمل هذه الحقيقة قليلا حتى نتبين أن السؤال الفلسفي لم يكن شكلا واحدا وانما كان أشكالا اختلفت باختلاف أطوار هذه الممارسة , ولا يخفى أن أبرز هذه الأشكال شكلان اثنان : السؤال القديم الذي اختص به الطور " اليوناني " والسؤال الحديث الذي ميز الطور " الأوروبي " .
أما السؤال الفلسفي اليوناني القديم فقد كان عبارة عن فحص ومقتضى الفحص هو أن يختبر السائل دعوى محاوره بأن يلقي عليه أسئلة تضطره الى أجوبة تؤول في الغالب الى ابطال دعواه وخير شاهد على هذا الفحص الفلسفي ممارسة " سقراط " للسؤال , فقد كان دأبه أن يبادر أحد " بفتح الدال " مواطنيه بسؤال عام عن مفهوم مأخوذ من مجال الأخلاق على الخصوص حتى اذا تلقى منه جوابا معينا ألقى عليه مزيدا من الأسئلة الواضحة التي لا يجد المحاور بدا من الرد عليها بالايجاب معتقدا أن هذا الرد لا يضر في شيء الحق العربي لــ طه عبد الرحمن جوابه الأول فاذا فرغ " سقراط " من أسئلته التي قد تطول وتتشعب مضى الى الجمع بين أجوبة هذا المحاور المختلفة مبرزا التناقص الصريح بين جوابه الأول وأجوبته الاضطرارية اللاحقة .
وأما السؤال الفلسفي الأوروبي الحديث فهو عبارة عن نقد ومقتضى النقد هو أن لا يسلم الناظر بأية قضية كائنة ما كانت حتى يقلبها على وجوهها المختلفة ويتحقق من تمام صدقها متوسلا في ذلك بمعايير العقل وحدها والفرق بين " النقد " و " الفحص " هو أن الأول يوجب النظر في المعرفة ويقصد الوقوف على حدود العقل في حين أن الثاني يوجب الدخول في الحوار ويقصد افحام المحاور وخير مثال على هذا النقد فلسفة " كانط " حيث انه ذهب به الى أقصى مداه , فلم يقف عند حد التساؤل عن موضوعات المعرفة , بل تعداه الى التساؤل عن شرائط المعرفة جاعلا العقل نفسه موضع تساؤل – لا المعارف التي يوصل اليها فحسب حتى سمي قرنه بقرن النقد وأخذ الفلاسفة من بعده يحتذون الى يومنا هذا حذوه في كل ما يخوضون فيه من الموضوعات ويشتغلون به من المشكلات الى أن أضحت هذه الممارسة النقدية تشمل كل شيء ولا تستثني الا نفسها , وأضحينا معها لا نكاد نحصي الأعمال التي تحمل في عنوانها لفظ " النقد " .
لكن يبدو أنه آن الأوان لكي نتجاوز شكل النقد من أشكال السؤال الفلسفي كما تجاوزنا من قبل شكل الفحص منها ونطلب شكلا جديدا من السؤال يناسب ما يلوح في الأفق من مآلات الحداثة أي شكلا أحدث وهذا الشكل الأحدث هو الذي نسميه ب " السؤال المسؤول " فالسؤال الفلسفي الأحدث ليس سؤالا فاحصا لموضوعه متوسلا بوضعه كسؤال كما نجد عند " سقراط " ولا سؤالا ناقدا لموضوعه مسلما بوضعه كسؤال كما نجد عند " كانط " وانما سؤال يسأل عن وضعه كسؤال بقدر ما يسأل عن موضوعه .
وبيان ذلك أن الفيلسوف اذا كان يسأل ولا يفتأ يسأل فليس لأنه يملك زمام السؤال ويملك بالتالي زمام ايقاع المسؤولية على غيره – أي يضع سؤاله عما شاء ولمن شاء ومتى شاء وحيثما شاء فيكون هو وحده السائل والمجيب غيه وانما لأنه مسؤول عن كل أفعاله جليلها ودقيقها بما فيها سؤاله نفسه ولأنه مطالب بتفريغ ذمته من هذه المسؤولية فشعوره بهذه المسؤولية هو الباعث له على دوام المساءلة عسى أن يظفر بما يجيب به عن الأسئلة التي تحيط بوجوده وتهجم عليه من كل جانب وتجعله مسؤولا قبل أن يكون سائلا ابتداء من حق السؤال وواجب نفسهما نحو : لم تسأل ؟ وعم تسأل ؟ ومن تسأل ؟ ولم ينبغي أن تجيب ؟ وعم ينبغي أن تجيب ؟ ومن ينبغي أن تجيب ؟
وهكذا يتبين أن الفيلسوف يسأل " بفتح الياء " لأنه يسأل " بضم الياء " فيلزمه أن يجيب عما سئل فوجود سؤاله اذن من وجود مسؤوليته فاذن الأصل في الفلسفة ليس – كما اشتهر – " السؤالية " وانما " المسؤولية " وأول ما توجبه هذه المسؤولية الأصلية هو بالذات أن يصغي الفيلسوف الى الأسئلة التي يلقي بها اليه , وأن يتعرف على مصدرها وأن يعمل على الجواب عنها , فلولا هذه المسؤولية الأولى التي تناط به لما كانت لسؤاله المتواصل خصوصيته وفائدته ذلك أن هذا السؤال يكتسب بفضل المسؤولية بعدا أخلاقيا صريحا ومعلوم أنه لا تفلسف بغير تخلق .

بيانات الكتاب

الاسم : الحق العربي في الاختلاف الفلسفي
تأليف : طه عبد الرحمن
الناشر : المركز الثقافي
عدد الصفحات : 221 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت

تحميل كتاب الحق العربي في الاختلاف الفلسفي

روح الدين: من ضيق العلمانية إلى سعة الائتمانية لــ طه عبد الرحمن

" لقد عودنا الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن أن نظفر بالطريف في كل كتاب يخطه وفي كل موضوع يطرقه؛ وهاهو ذا، في الكتاب الذي بين يديك، يأتينا بما كنا نظن أن العقل ينكره، بل أن يحيله، في معضلة لطالما شغلت " إنسان هذا الزمان"، وحيّرت العقول ولا تزال، ألا وهي " العلاقة بين الدين والسياسة"! فقد تحدى فيلسوفنا المسلمات المقررة والاعتقادات المرسخة، مقتحماً عقبات العقل وحدود العلم، وجاءنا بمقاربة لهذه المشكلة ليست من جنس المقاربات المعهودة، لأنها لا تخاطب العقل المجرد في الإنسان، وإنما تخاطب عقله المؤيد بالروح؛ إذ تقرر أن الإنسان أشبه بالكائن الطائر منه بالكائن الزاحف.
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
كلما تأملت أحوال الانسان في هذا الزمان واستغرقت في هذا التأمل لم أزدد الا يقينا بأنه لا كائن أنسى منه حتى اني لو خيرت في وضع تعريفه فما كنت لأعرفه بغير كونه " الموجود الذي ينسى أنه ينسى " ولو خيرت في اشتقاق اسمه فما كنت لأقول غير أنه اشتق من لفظ " النسيان " بدل لفظ " الأنس " وحتى لو صح أن اسمه مشتق من " الأنس " فما كنت لأعتقد الا أنه أنس بما يجعله ينسى ما لا ينبغي نسيانه , لحرصه على بقاء نسيانه , انه ينسى كل شيء يذكره بأنه لا يملك من أمره شيئا لا خلقا ولا رزقا ينسى أنه كان في ظلمات بعضها فوق بعض بدءا بظلمة العدم وانتهاء بظلمة الحس , ينسى أنه لم يخلق ذرة من ذرات بدنه ولا نسمة من نسمات روحه كما ينسى أنه كان في فاقات بعضها أشد من بعض بدءا بفاقة النور وانتهاء بفاقة العلم ينسى أنه لم يرزق عينه بصرا ولا أذنه روح الدين لــ طه عبد الرحمن سمعا ولا لسانه نطقا ينسى هذا وما دونه وما فوقه حتى كان له النسيان ذكرا وهل في النسيان أشد من أن ينسى من لا ينساه ولا يغيب عنه أبدا ومن هو أقرب اليه من نفسه , ومن يحول بينه وبين قلبه !
لما كان النسيان أول بلاء ابتلي به الانسان , وكان " انسان هذا الزمان " لا ينتهي عن النسيان مصرا عليه أيما اصرار كان لا بد أن تجري الأمور بين يديه بضد مقتضياتها لأن مقتضياتها توجب التذكر وهو لا يبرح ينسى وهكذا فما حقه أن ينزل في أعلى الرتب من الموجودات أو المعقولات , صار يراه في أسفلها وما حقه أن ينزل في أسفل الرتب من الموجودات أو المعقولات صار يراه في أعلاها حتى بلغ من قوة نسيانه أن أضحى يقلب الحق باطلا والباطل حقا ويقلب الخير شرا والشر خيرا .
ثم أخذ ينظر للباطل الذي جعله حقا وللشر الذي جعله خيرا مبتدعا مقولات هائلة وواضعا مسلمات قاطعة ومستنبطا قضايا كبيرة ومثبتا دعاوى عريضة حتى أنشأ عالما خادعا قانون الوجود فيه النسيان : عليك أن تنسى من أين أتيت والى أين تذهب , وأن تنسى أنك الحي الذي يموت وأنك كما بدأت تعود , عليك أن تنسى من حقه أن تذكره أول ما تذكر وأن تذكره كلما نسيت أن تنسى من لو شاء لما نسيت ولهلكت متى نسيت , عليك أن تنسى يوم تلاقيه ويسألك عن نسيانه حتى ان من لا ينسى فأجدر به أن ينسى اذ ما هو الا غريب يريد الشذوذ لنفسه أو عليل يريد البقاء لعلته كأن هذا العالم لا يؤوي الا الانسان الأفقي الذي لا يذكر الا ما يراه بصره ولا قبل له بالانسان العمودي الذي يذكر ما لا يراه بصره وتراه بصيرته .
ومهما يكن الأمر فان حضور الذكر خير من ذهول النسيان لأن نور الوجود خير من ظلمة العدم والذكر وجود والنسيان عدم وان الانسان العمودي أوسع وجودا من الانسان الأفقي لأن مجال الفضاء أفسح من مدى المكان والانسان العمودي في فضاء والانسان الأفقي في مكان فهل من سبيل الى الخروج من هذا العالم الناسي , وقد أشربت قلوب أهله بمقولاته ومسلماته وقضاياه ودعاويه حتى لا تكاد تتصور بديلا له , ساكنة تحت مجاريه راضية بمراضيه كأنما هو القدر المحتوم الذي لا يخطئ أحدا ؟ فكما أن هذا العالم الأفقي هو نفسه جاء بديلا لعالم لم يكن ينسى ما صار ينساه مغترا بسلطانه فكذلك في الامكان انشاء بديل لهذا العالم لا ينسى ما ينساه أي عالم ذاكر يؤوي انسانا عموديا فلكل عالم ناس عالم بديل يدفع نسيانه .
ولا يخفى أن النسيان الأكبر الذي أصاب هذا العالم والذي أرخ لحداثته نسيان مزدوج جعل الانسان الأفقي لا يقدر خالقه حق قدره اذ نسي كيف كان " التدبير " و " العبادة " يأتلفان في حياة الانسان ائتلافا حيا حتى اذا دبر كان عابدا واذا عبد كان مدبرا .
بيانات الكتاب
الاسم : روح الدين: من ضيق العلمانية إلى سعة الائتمانية
تأليف : طه عبد الرحمن
الناشر : المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات : 530 صفحة
الحجم : 10 ميجا بايت

تحميل كتاب روح الدين: من ضيق العلمانية إلى سعة الائتمانية

السبت، 12 أكتوبر 2013

في أصول الحوار وتجديد علم الكلام ... لــ طه عبد الرحمن

في أصول الحوار وتجديد علم الكلام ... لــ طه عبد الرحمن

تجتمع في ظاهرة التخاطب الإنساني وظائف ثلاث هي: "التبليغ" و"التدليل" و"التوجيه"، واتخذت هذه الوظائف أحلى مظهرها في الصيغة الإسلامية العربية لهذا التخاطب، هذه الصيغة التي عرفت باسم "المناظرة"، فكان أن اتجه المؤلف الدكتور طه عبد الرحمن إلى وضع نموذج للسلوك التخاطبي للإنسان، فجعل هذا السلوك مراتب ثلاث هي: "الحوار" و"المحاورة" و"التحاور"، مراتب تتناسب تصنيفاً ثلاثياً للنظريات المتداولة في مجال التحليل الخطابي والتي سماها على التوالي: "النظرية العرضية" و"النظرية الاعتراضية" و"النظرية التعارضية".

وقام بتحقيق جانب من هذا النموذج بدراسة مفصلة لأصول المنهج الكلامي في ممارسة الحوار، متعاطياً تقويم هذا المنهج من زاوية نظرية الحجاج والمنطق الحواري الحديث، كما بسط القول في الاستدلال القياسي واستخرج بعض عناصره الأساسية نحو "الشاهد" و"المشابهة" وأنشأ منطقية لنظريات المماثلة عند المتكلمين.

وختم بحثه باستنباط بعض قوانين الاشتغال العقلي عند النظار المسلمين، مبطلاً بذلك دعاوي بشأن التراث الإسلامي العربي شاعت بين الباحثين مثل دعوى "بيانية" هذا التراث ودعوى "شرعانيته"

المقدمة :

فن اصول الحوارلقد كان ومازال بعض الباحثين فى محيطنا الجامعي يدعو إما إلى قطع الصلة بالتراث الإسلامي العربي – لاعتقاده أن هذا القطع هو وحده الذى يكفل للعرب الالتحاق بالحداثة – وإما إلى إبقاء الصلة بالقسم الفلسفي من هذا التراث – لاعتقاده أن هذا القسم هو وحده الذي يستوفي مقتضيات الوصل بالحداثة - , وهذان الموقفان , وإن كانا في ظاهرهما متفاوتين , فإنهما على الحقيقة يفيضان إلى نتيجة واحدة , وهي : إخراج المتلقي العربي من التعلق بالتراث الذى صنعته أمته إلى التعلق بتراث من صنع أمة سواها , ذلك أن الذي يقول بالقطع الكلي للصلة بالتراث الإسلامي , لا يخفي ألبتة دعوته ألي استبدال تراث اجنبي مكانه , كما أن الذي يقول بالقطع الجزئي لهذه الصلة , لا يبقيها إلا مع القسم الذي اشتهر نقله من التراث الأجنبي , إذ من المعلوم أن المعرفة الفلسفية معرفة مأخوذة عن اليونان , وعلى هذا , تكون حقيقة هذا الموقف الثاني أنه يدعو إلي قطع الصلة بكل ما هو مأصول غير منقول , فيكون هو الآخر قطعاً كلياً لا جزئياً .

في حين كنا وما زلنا من جانبنا ندعو , على عكس هذين الموقفين الظاهر تفاوتهما , إلى التعامل مع التراث كحقيقة تاريخية لا يمكن الانفصال عنها ولا تقسيمها , فصرنا , بسبب ذلك , ننعت بالدعوة إلى القديم , بينما صار أصحاب هذين الموقفين ينعتون بالدعوة إلى الجديد , مع أننا كنا نتوسل في دعوتنا هذه بوسائل –مفاهيم وطرائق – تضاهي في قوتها المنهجية وسائل هؤلاء إن لم تتعدها جدة ودقة , لأن مستندنا فيها لم يكن قط مستنبطات النظر التقليدي العتيق , وإنما كانت مستجدات البحث المنهجي الصريح.

 

 

المحتويات :

v الفصل الأول : الخطاب ومراتب " الحواريه " : " الحوار " و " المحاورة " و " التحاور "

Ø اولا – في الشروط العامة للحوارية

§ شروط النص الاستدلالي

§ شروط التداول اللغوي

Ø فى مراتب الحوارية ونظريات الخطاب

§ مرتبة الحوار والنظرية الغرضية للحوارية

§ مرتبة الحوارية والنظرية الاعتراضية للحوارية

§ مرتبة التحاور والنظرية التعارضية للحوارية

v الفصل الثاني : المنهج الكلامي : المناظرة

Ø أولا – من الفلسفة البرهانية إلى الفلسفة التداولية

§ دعوى برهانية المقال الفلسفي

§ إبطال دعوي برهانية المقال الفلسفي

Ø ثانيا – علم الكلام ومنهج المناظره

§ تجديد الاعتبار لعلم الكلام

§ أصول منهج المناظرة

Ø ثالثا – المنطق الحواري الحديث والمناظرة

§ الأصول العامة للمنطق الحواري

§ الصوغ الصوري للمناظرة

§ حدود المنطق الحواري

v الفصل الثالث : الاستدلال الكلامي : القياس والمماثلة

Ø اولا – الخصائث الخطابية للاستدلال القياسي

§ مسلمات القياس الخطابية

§ عمليات القياس الخطابية

§ خصائص البنية القياسية

§ الصفة العملية للاستدلال القياسي

§ قياسية الخطاب الطبيعي

Ø ثانيا – الخصائص المنطقية للماثلة الكلامية

§ التنسيق المنطقي للمماثلو الكلامية

§ المماثلة والخرق الكلامي لمبإ الثالث المرفوع وكبدأ عدم التناقض

§ المماثلة ونظرية العولم الممكنة

v الفصل الرابع : العقلانية الكلامية : " المعاقلة"

Ø اولا – إبطال دعاوي عن ط العقل " العربي والإسلامي

§ دعوي " بيانية العقل العربي

§ دعوي شرعانية العقل الإسلامي

§ الاعتراض على المسلمات المشتركة بين الادعائين

Ø ثانيا – أصول الاشتغال العقلي عند المتكلمين

§ خصائص العقلية الكلامية

§ خصائص المعاقلة الكلامية

§ الآفاق المستقبلية للمارسة الكلامية

بيانات الكتاب :

الأسم : في أصول الحوار وتجديد علم الكلام

تأليف : طه عبد الرحمن

الناشر : المركز الثقافي العربي

سنة النشر : 2000