‏إظهار الرسائل ذات التسميات الكتابة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الكتابة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 27 مارس 2015

كتب مهمة لبدايتك ككاتب ( مجموعة مهمة رابط واحد مباشر )

كتب مهمة لبدايتك ككاتب  ( مجموعة مهمة رابط واحد مباشر ) 


يقول صمويل جونسون انه لا يريد ان يقرا لاي كاتب كتب اكثر مما قرأ  والقراءة مهمة جدا للكاتب كعملية التنفس بالنسبة للانسان وعليه جمعنا هذه العناوين التي نراها مهمة والتي تساعدنا على استكشاف دروبنا الخاصة في فن الكتابة .



الأربعاء، 7 يناير 2015

هل يوجد كتّاب عظماء لم يقراوا كثيرا ؟؟ سؤال جواب . كيورا بالعربي .مبادرة ترجمة

ونواصل ...





السؤال : 

المجيب : Lee Ballentine

الجواب : 1

لحوالي عشر سنوات من منتصف 1940 الى منتصف 1950 ، الكاتب ألكسندر سولجنيتسين كان مسجونا وانتقل في العديد من السجون الروسية ومعسكرات الاعتقال ، وخلال هذا الوقت كان من المفترض طبعا لا يملك اي وصول للكتب ، وخلال هذا الوقت كتب اجزاء كبيرة من عمله يوم واحد من حياة ايفان دينيزوفيتش ، وانقذ اصدقائه مكتوباته عبر قطع من الورق وفي المظاريف والرسائل ، طبعا هو قرأ وكتب كتابه الاولى ابان كونه طالبا في الجامعة وايضا بعد ان خرج من المعتقل ، لكن معظم اهم اعماله المعروف والمعترف بها .والكتاب الذي نال من اجله جائزة نوبل للادب للعام 1970 كان قد كتبه مع انعدام امكانية قرائته لكتابات الاخرين .

ملاحظة المترجم : هناك جواب اخر في الموقع . يقول انه لا يمكن لكاتب عظيم ان يكتب شيئا عظيما دون ان يقرأ .. الحقيقة ان هذه هي معجزة القرآن . ان السيد الامي المبجل سيدنا محمد كتب اعظم الكتب بلا خلفية عن قرائته الكتب الاخرى والسابقة وحي الهي . اما في حالة البشر فانا اوافق الجواب الثاني الذي لم نترجمه لضيق الوقت والذي قلنا ان ملخصه انه لا يمكن ذلك والشواهد التاريخية ما عدا القرآن وكتاب الابريز للامام عبد العزيز الدباغ الامي الذي كتبه عنه فقيه مغربي  كثيرة في ذلك  منها ان الشاعر محمد الماغوط قرأ في السجن اثنا عشر الف كتاب ، و ليسكانو الامريكو لاتيني ايضا ، وابن تيمية و دوستويفسكي . 

ونقتبس من الاخير كلامه الاتي في رسالة لاخيه ميشا يدعوه فيه بتوسل ان يرسل له الكتب وهو في الكولاغ : 






السبت، 15 نوفمبر 2014

كيف تكتشف كاتباً فيسبوكياً في 7 خطوات

كيف تكتشف كاتباً فيسبوكياً في 7 خطوات








في الآونة الأخيرة ظهر جيل من الكتاب الذي لم يكتب بعد، فقط بضع صفحة على فيسبوك ومجموعة من الجمل القصيرة التي تحاول أن تبدو عميقة، وبعض التدوينات التي غالباً ما يعاني صاحبها من عدم فهم المجتمع لإمكانياته وموهبته.

ويمكنك أن تكتشف هذا النوع في 7 علامات كالآتي:
1- صفحة للمعجبين والمتابعين

لا يهم حقيقة أن يكون قد أصدر كتابه الأول بعد، الأهم أن يملك صفحة للتواصل مع معجبيه ومتابعيه.
2- يكون ما بعد بعد الحداثة

ما يكتبه دائماً ليس قصيدة بالشكل المعروف لا الحديثة ولا غيرها، ولا رواية بالشكل المعروف، ولا هو نثر أو خلافه، لا وصف أقرب من حالة أو مجموعة من الصور، هو كاتب ما بعد بعد حداثي.
3- يدرك قيمته جيداً

حتى اذا كان يكتب تحديثاً لحالته على موقع فيس بوك، دائماً لا ينسى توقيعه، يتفنن في وضع اسمه وصورته عاة تصميمات فوتوشوب إلى جوار درر القول خاصته.
4- القامات لا تعني له شيئاً

نجيب محفوظ ومن في قامته لا يعنون له شيئاً، وحدهم البسطاء والسطحيون ينبهرون بهم وهو السبب نفسه طبعاً الذي يجعلهم لا يدركون قيمة ما يكتب.
5- ينام مثل المدن القديمة

جمهور يوسف زيدان سيفهمونها.
6- بحكمته يختال علينا

هو وحده يملك الحكمة ويحتكر الرأي الصواب، ولا يقبل أي شكل من أشكال الخلاف أو الاختلاف ولا توجد أي فرصة لمناقشته، إنه منحة الله للأرض كي تهبها الصواب.
7- القهوة وفيروز

تلعب المطربة فيروز وفنجان قهوتك دوراً كبيراً في حياته إما بكونهما مصدراً لإلهامه، أو بكونهما مبرراً لتهكمه وسخريته من الآخرين.

المصدر : كسرة .

الكتابة في مصر الفرعونية.. كيف نشأت؟ / رابط





كان للغة المصرية القديمة مفردات متنوعة ونحو دقيق. وكانت هذه اللغة تكتب بـ خطوط الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية. وقد حاول المصريون كتابة لغتهم باستخدام الحروف اليونانية، وهو ما عرف بالقبطية.

كان النظام الأساسي للكتابة في مصر القديمة بالعلامات الهيروغليفية التي بدأت تأخذ شكلها حوالي عام 3000 ق.م وبلغت المستوى المعياري المقبول في وقت مبكر من الأسرة الأولى. وهناك آلاف العلامات التي وصفها قدماء المصريين بأنها «كلمات مقدسة».

وجاءت كلمة «هيروغليفي» من اللغة اليونانية، وفيها: «هيروس» بمعنى مقدّس، و«جلوبتين» بمعنى نص مكتوب منقوش؛ حيث ظنها الإغريق تستخدم فقط للنقش على الآثار أو النـُّصب التي شيدت لكي تبقى إلى الأبد.

المقال كاملا : هنا 

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

ستيفن كينغ: الكتابة تنويم مغناطيسي ذاتي / محاورة

 ستيفن كينغ: الكتابة تنويم مغناطيسي ذاتي

عندما تظن أن أعمال ستيفن كينغ الحالكة التي تجعلك تنام والأنوار مضاءة قد بدأت تنضب، يتوصل هذا الكاتب الأميركي إلى طرق جديدة وأكثر ظلمة ليخيفنا. وتنتمي روايته الأخيرة Revival (وفق وصف كينغ نفسه) إلى عالم الروايات المخيفة عن الظواهر الخارقة التي حققت له شهرة كبيرة.
وهو صاحب أكثر من 50 رواية حققت أعلى المبيعات عالمياً (بما فيها Shining، Pet Sematary، وIt).

في تغريدة أخيرة عن كتابه على موقع تويتر، أخبر كينغ القراء: {إن كنتم ستشترونه، فعليكم أن تستعدوا لمواجهة الخوف}. وذكر ناشره نان غراهام بعد قراءته: {سألت ستيف عما إذا كان يجب أن يكون قاتماً إلى هذا الحد، مع أنني كنت أعرف سلفاً أن الجواب سيكون نعم}.

أهدى كينغ Revival بنفسه {إلى بعض مَن بنوا مخيلتي}، بمن فيهم ماري شيلي، برام ستوكر، وهـ.ب. لافكرافت. تتتبع هذه الرواية، التي تدور حول القدر والروك أند رول والدين والهوس والإدمان، قصة جيمي مورتون، ولد من ماين ترتبط حياته على نحو معقد بكاهن كان راعيه في الطفولة، علماً أنه شخصية مخيفة تؤدي جلسات {شفاء} كهربائية غامضة.
مع أن كينغ تعرض قبل نحو 15 سنة لحادث كاد يودي بحياته وفكر بعده في التقاعد...
كتب الخبر: كاثرين إلسورث

*ما الذي ألهمك لتأليف كتابك الجديد Revival؟ وهل هذه حقاً {الخاتمة الأكثر إثارة للخوف} التي كتبتها على الإطلاق؟

استمددت الإلهام من The Great God Pan لأرثر ماشن، وهي قصة مخيفة عن عالم قد يكون موجوداً في بعد آخر. وتشمل المؤثرات الأخرى لافكرافت، رواية فرانكنشتاين لماري شيلي، وتربيتي الدينية الخاصة. كذلك كنت أرغب في الكتابة عن جلسات الشفاء التي تُقام في الخيم منذ مدة.
رغبت في وضع رواية مخيفة عن الظواهر الطبيعية تتطور أحداثها بسرعة، علماً أنني لم أقم بذلك منذ زمن. كذلك وددت استخدام {كثولو ميثوس} للافكرافت إنما بطريقة مبتكرة، إذا استطعت، مزيلاً عبارات لافكرافت الكبيرة المعقدة.

يشمل هذا الكتاب ما تدعوه {الطابور الخامس} أو {عميل التبديل} أو {الند}، ذلك الشخص الذي يظهر في مراحل محددة من حياتك لهدف لم يتضح بعد. فهل كان في حياتك شخص مماثل؟ ومَن كان؟

أعتقد أننا قلما ندرك الطابور الخامس في حياتنا في الوقت الذي يعمل فيه هؤلاء الأشخاص على تبديلنا. ككاتب، أعتبر فيليب روث الذي تحدث إلي للمرة الأولى في الجامعة حين قرأت روايته لعام 1967 When She Was Good. ومنذ ذلك الحين، ظهر مراراً في حياتي مع فواصل زمنية تبلغ 10 إلى 20 سنة. وكان يقول لي دوماً من خلال أعماله {تقدم أكثر، قدّم أعمالاً أفضل}.

ما تأثير معاناتك الإدمان والعزف في فرقة روك أند رول في تصويرك البطل جيمي مورتون؟

ثمة قول شهير مفاده {أكتب ما تعرفه}. تشكل هذه الكلمات نصيحة سيئة إن اعتبرتها قاعدة لا يمكن انتهاكها، إلا أنها نصيحة جيدة إن استخدمتها كأساس. صحيح أنني كنت مدمناً لسنوات، لذلك أعرف ذلك العالم، مع أنني أتمنى لو لم أتعرف إليه مطلقاً. أما عن موسيقى الروك أند رول، فلست عازفاً ماهراً، بل أعزف كمبتدئ. أملك خبرة أوسع كمستمع. وقد أتاحت لي رواية Revival الكتابة عن الروك أند رول من دون وعظ أو عبارات مملة. فمن خلال جيمي خظيت بفرصة التحدث عن أهمية الروك بالنسبة إلي وكيف أسهمت في تحسين حياتي.

تبدو Revival أيضاً نوعاً من التأمل في الحياة والشيخوخة والحب والخسارة، بما أنها رواية غامضة مخيفة. فهل هذا ما خططت له مع استهلالك الكتابة؟

لا أضع مطلقاً محوراً محدداً منذ البداية، بل تحدد الرواية المحور بالنسبة إلي، لا العكس. ولكن يبدو أنك محق. فتدور هذه الرواية إلى حد ما حول التقدم في السن ومرور الحياة بسرعة. يقول جايمس ماكمورتري: {إنه فيلم قصير. كيف وصلنا إلى هنا؟}.

ترد في الصفحة الخامسة والعشرين عبارة «الكتابة جيدة وسيئة في آن، فهي تفتح آبار الذكريات العميقة التي كانت مقفلة». كم ينطبق هذا على أعمالك الخيالية؟

تشبه الكتابة العيش في حلم أو حالة من التنويم المغناطيسي الذاتي. فهي تولد حالة من التذكر مخيفة جداً، مع أنها ليست مثالية.

بأي من كتبك/قصصك أنت أكثر تعلقاً؟ ولماذا؟

Lisey’s Story لأنها عن العالم السري القائم داخل كل زواج طويل. بالإضافة إلى ذلك، ولست الشخص الأول الذي يقول أمراً مماثلاً، ما من كاتب يظن أن إنتاج الكتاب يأتي على قدرة توقعاته لهذا الكتاب. فالتنفيذ يقصر غالباً عن تحقيق النتيجة المرجوة. لكني اقتربت جداً من بلوغها مع Lisey’s Story.

في Doctor Sleep يذكر ستيفن كينغ تشارلي مانكس (الشرير من كتاب هيل). فهل ترى كتابات جو هيل (وربما أون كينغ أيضاً) امتداداً لعالم {البرج المظلم}؟ وهل يتابع ابنيك إرثك؟

أحب ابنيّ ويفرحني أنهما كاتبان. كذلك أحب ابنتي وهي كاهنة ومزارعة. لكني لا أرغب في إلقاء عبء Mid-World وDark Tower عليهما. إلا أني أستمتع بالعمل معهما لأننا ننسجم كثيراً. أعمل مع أون راهناً على مشروع ما، وسبق أن تعاونت مع جو في روايتين صغيرتين، Throttle وThe Tall Grass. ولكن عندما كنت أعمل أنا وجو على عدد من الكتب التي تبين لاحقاً أنها تضم العناصر ذاتها، مع أننا لم نقرأ أعمال أحدنا الآخر، فاقترح جو أن من الممتع أن نضيف إلى الحبكة قصة ثانوية تربط بين رواياتنا. وهذا ما قمنا به.
من بين الوحوش كافة التي كتبت عنها، أيها الأكثر رعباً ولماذا؟

ثمة تعادل: بينيوايز المهرج (It) لأن المهرجين يخيفونني منذ صغري، وراندال فلاغ (The Sand) لأننا نحمل كلنا جزءاً منه فينا.

بعد النجاح الكبير الذي وصلت إليه ككاتب وعازف، ما الذي تعتبر أنك لم تحققه بعد؟ ما الأمر الوحيد الذي لم تقم به، وتتحرق شوقاً لإنجازه؟

أود تعلم اللغة الفرنسية بإتقان كي أتمكن من الكتابة بها. كذلك أود القيام بجولة على الدراجة النارية في أوروبا أو حتى الصين. وأرغب بالتأكيد في أن أكون الوسيط في اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولكن من المهم أن يحدد المرء سقفاً لطموحاته، أليس كذلك؟
ماذا يشمل يوم عملك العادي؟ وهل تتبع أي عادات أو طقوس غريبة؟

أبدأ العمل نحو الثامنة صباحاً وأنتهي عادة عند الظهيرة. وإذا كنت مضطراً إلى القيام بأعمال إضافية، فأنجزها في ساعة متأخرة من بعد الظهر، مع أنني لا أعتبر هذا الوقت مناسباً للعمل. أما الطقس الوحيد الذي أمارسه، فهو إعداد الشاي. أستخدم أوراق شاي غير موضبة، وأتناول كميات كبيرة منه.

أي الكتب كانت الأكثر إلهاماً وتأثيراً بالنسبة إليك ككاتب؟

ثمة الكثير، أبرزها: Lord of the Flies (غولدينغ)،The Collector (فاولز)،The Postman Always Rings Twice (كاين)، Blood Meridian (ماكارثي)، أعمال جون د. ماكدونالد كلها، Watchers (كونتز)، One on One (كينغ)، The Poet (كونيلي)، أعمال هـ. ب. لافكرافت كلها، The Great God Pan (ماشن)، وهذا مجرد غيض من فيض.

ماذا تطالع راهناً؟

أقرأ رواية مميزة جديدة لهوارد فرانك موشر تُدعى God’s Kingdom ({ملكوت الله}، ستصدر عام 2015)، تدور أحداثها في ولاية فيرمونت الأميركية.

السبت، 13 سبتمبر 2014

الشعر كما القهوة: هي جيدة عندما تكون جيدة / نيلس هاو


الشاعر الدنماركي نيلس هاو :

الشعر كما القهوة: هي جيدة عندما تكون جيدة 


شاكر الأنباري ـ كوبنهاغن

نيلس هاو شاعر وكاتب قصص قصيرة دنماركي، سافر إلى عدد كبير من دول العالم عبر أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، وترجمت أعماله إلى العديد من لغات العالم كالإنكليزية والإسبانية والبرتغالية والتركية والإيطالية، ومؤخراً إلى العربية، صدرت له خمسة دواوين شعرية وثلاث مجموعات قصصية، وقد فاز بالعديد من الجوائز، ويعيش هاو في كوبنهاغن مع زوجته كريستينا عازفة البيانو الشهيرة في الدانمارك وإسكندنافيا. يستعير نيلس هاو من الواقع تفاصيله ليصل إلى الحكمة الكامنة خلفه، في دأب متواصل على رصد تفاعلات مجتمع، يعيش تغيرات بنيوية في العقود الأخيرة. يكرس نيلس هاو حياته كلها للشعر، ويمكن ملامسة جذوره الفلاحية في مكان ما بعيد من قصائده، الأمر الذي جعله قريبا من القلب ودافئا. في بيته المطل على بحيرات كوبنهاغن، الواقع وسط منطقة نوربرو، ذات الإختلاط الإثني المعروف في العاصمة، كان معه هذا الحوار. 

[هل يمكنك إعطاءنا فكرة عامة عن اتجاهات الشعر الدنماركي في اللحظة الراهنة؟

ـ إذا وضعنا الشعر الدنماركي تحت المجهر سنجده خليطا مختلفا من الأفكار والأساليب، إما لواقف على سطح القمر، فرؤية هذا البلد المسمى الدنمارك ستكون صعبة جداً. هو بلد صغير على الخارطة، وإذ كنت ترغب في الحصول على لمحة عامة عن الشعر الدنماركي من مسافة متوسطة، فمن الواضح أن الشعر الدنماركي المعاصر يواصل التورط مع مشاكل اليوم الحقيقية في السياسة ـ بينما لا يتم نسيان القضايا الوجودية الأبدية. يتم نشر الشعر في نسخ محدودة ، والشعر لا يأخذ مساحة كبيرة في مكتبات كوبنهاغن ـ يبدو أن الله قد اختار بضع مئات، أو على الأكثر بضعة آلاف، في كل دولة لأولئك الذين يشترون كتب الشعر، فمن النادر جدا أن تصبح مجموعة شعرية في قائمة أكثر الكتب مبيعا. بين شعراء الدنماركية اليوم إنغر كريستنسن، وكانت فريدة من نوعها. عندما توفيت قبل بضع سنوات وصفتها جريدة «الغارديان» بأنها واحدة من أهم الشعراء الأوروبيين في القرن العشرين«. وتقول الصحيفة في الوقت ذاته «إنها كانت دنماركية، ومن سوء حظ أي كاتب كبير أن يقتصر نتاجه على لغة لديها عدد قليل من القراء. وهذا قد يكون صحيحا، ولكن انغر كريستنسن عبرت حاجز اللغة مع ديوانها «وادي الفراشة». وهو قداس في شكل دورة من السوناتات، في غاية الجمال والرؤية الوجودية. بين الشعراء الأحياء هناك هنريك نوربرانت، وهو شاعر مهم أيضا. إنه يتحدى نفسه واللغة الدنماركية بطرق خارقة. سورين أولريك ثومبسون، ماريانا لارسن في عداد شعراء الدانماركية المتميزين، وأيضا بيا جول وشعرها المليء بالقسوة والسحر. 



[ في الشعر العربي هناك «شاعر الفلاسفة«، الذي أطلق على شاعر قديم اسمه أبو العلاء المعري، عاش في القرون الوسطى ، الملاحظ وجود رؤية فلسفية، خلف نصوصك، كيف تجد ذلك؟ 



ـ يسرني ذكرك لـ»أبو العلاء المعري«، تفكيره وشعره لا يزالان مثار جدل بعد ما يقرب من ألف سنة على وفاته. الجهاديون قطعوا رأس تمثال المعري خلال الصراع في سوريا. إنها فكرة مثيرة للإعجاب عندما تعرف مدى انشغال الأشخاص أنفسهم الذين يقتلون البشر الأحياء بهكذا أمور. هم يظهرون اهتماما مفاجئا بالشعر، تجريم التماثيل هو نوع من الاحترام الغريب للشعر، ولكن على الأقل هذا يدل على أن الشعر هو جزء خطير من المناقشات العامة. بهذه الطريقة، الفلسفة جزء من الشعر. القصيدة لا ينبغي أن تزدهر فقط باستعارات الشاعر ومشاعره الخاصة ومزاجيته، ولكنها حديث حميم حول أهم الأشياء في الحياة. أن تحب، أن تهجر، لتتحرى الساعة التي تحصي الثواني داخل الجسم. ما الذي ينبغي على المرء أن يفعله بحياته؟ هذه هي موضوعات الشعر ذات القواسم المشتركة مع الفلسفة، وأنا سعيد لأنك لاحظت هذه الجوانب في قصائدي.

[ هناك كم هائل من الأساطير الدنماركية والإسكندنافية ومغامرات الفايكنغ، هل استفاد نيلس هاو من ذلك الخزين ووظفه في شعره؟ 

ـ نحن محاطون بمخلفات الماضي، ومما لا شك فيه أننا حاملو جينات الفايكنغ البرية. الأساطير من إقليم الشمال القديم هي جزء من اللاوعي في العقلية الإسكندنافية. نمتلك خزينا من القصص المأسوية، التي تفسر الجانب المظلم من أرواحنا، وهي لا تظهر في شعري إلا نادرا، لكن يحدث الأمر بكل تأكيد ـ على سبيل المثال في هذه القصيدة: 

ببساطة إنها رائعة



من نواح كثيرة تختلف القصائد عن النقانق. 



على سبيل المثال، قصائد لديها ميزة على النقانق 



القصائد تختلف عن النقانق في كثير من النواحي؛



مثلاً القصائد تتفوق في مزاياها على النقانق 



يمكنك أن تأكلها،



وتظل موجودة.



يمكنك أن تأكلها مرةً تلو أخرى،



ومع ذلك تظل موجودة.



تماما مثل ذلك الخنزير في الميثولوجيا الإسكندنافية.



الملحق التجاري في السفارة



لم يستطع أن يفهم ذلك.



ببساطة تفاجأ.



رائعة، قال وهو يفرك يديه



كما لو كان جالساً في فالهالا يحتسي الخمر:



بكل بساطة إنها رائعة.



(القصيدة ترجمة نزار صرطاوي، والخنزير الأسطوري في المثيولوجيا هو خنزير يتجدد لحمه كلما استهلك، وفالهالا هي جنة الفايكنغ قبل اعتناق المسيحية).



[ نيلس هاو يعيش في كوبنهاغن، وتحديدا في نوربرو، المنطقة الأكثر اختلاطا في الأعراق واللغات والثقافات، التغييرات البنيويةِ في الحياة الدنماركية في الثلاثين سنة الأخيرة كيف استفاد منها نيلس، الشاعر والمثقف؟

ـ نعم، لقرون عدة، كانت الدنمارك أمة متجانسة صغيرة، ولكن في العقود الأخيرة استفدنا من الهجرة من جميع أنحاء العالم. جعل هذا كوبنهاغن ـ وخاصة نوربرو ـ مكانا أكثر حيوية وإثارة للإهتمام. ألسنة بابل كلها تتكلم هنا، والثقافات والتقاليد الأجنبية بدأت تحصل على جذور دنمركية جديدة، وهذا جميل. ثقافتنا القائمة على المزارع الصغيرة تحتاج إلى إلهام جديد من المناطق الحضرية القديمة في العالم. وطبخة كرات اللحم المفروم، الطبخة التقليدية في الدانمارك، هي الآن في منافسة قوية مع المطبخ الآسيوي، الأفريقي، والعربي. بعض المهاجرين وصلوا إلى هنا بسبب العنف والحروب التي تجتاح العالم، وهذا جانب محزن من الحكاية. 

[ للمرأة في الشعر العربي، قديما وحديثا، حضور كبير، هل تأخذ المرأة حيزاً من شعرك؟ 

الحب هو الدافع الممتع الذي يجعل عضلات القلب تستمر بضخ الدماء، المرأة، أو الأنثى، موضوع مثير جدا للإهتمام، والكهرباء بين الجنسين هي الطاقة التي تجعل الكون يدور. نساء كوبنهاغن في كل مكان، يمكن رؤيتهن في كل مرافق الحياة العامة، الآلاف من النساء يركبن الدراجات في الشوارع، يجلسن في المقاهي مع الأصدقاء، بعد العمل، حول فنجان من القهوة أو كأس من النبيذ. غالبا النساء الدانماركيات يجلسن في المقاهي أكثر من الرجال. الوقوع في الحب سهل جدا. وأنا أعلم أن التقاليد حول هذه الأمور مختلفة في المجتمعات العربية. الشعر يعكس الواقع. وعندما تكون المرأة بعيدة وغير قابلة للتحقق، ينطلق الخيال حرا، وغالبا ما تكون النتائج جميلة في الشعر. الكلمات الرئيسية هنا هي الحرية والاحترام. ينبغي أن يكون للمرأة والرجل الحرية ذاتها في الحركة، والحق ذاته في التصرف بالجسد. هذا واضح، ولكن هذه البديهية لا تحترم في كل مكان من العالم. ربما النضال من أجل حقوق المرأة على الصعيد العالمي يعتبر من أهم المعارك في هذا العصر. مبدئيا أود أن أقترح إعطاء النساء السلطة السياسية، دعنا نقول، لمدة 100 سنة. كتجربة. حكم الرجال هذا العالم لآلاف السنين دون نجاح كبير: الإرتباك، والفوضى، والحروب، والبلاهة التي يعاني منها العالم كانت هي النتائج. ليس كل النساء ملائكة، ولكن ربما ستنجح النساء في ترتيب عالم أكثر سلاما. لم لا، دعنا نتيح لهن الفرصة.

[ ديوان «حين أصير أعمى«، الذي ترجمه جمال جمعة إلى العربية، يذكرنا في بعض قصائده ببورخس وعوالمه، وإرنستو ساباتو الأرجنتيني أيضا، بخاصة في رواياته عن العميان، هل أن تمجيد العمى هو في الحقيقة بحث عن عالم آخر غير العالم المحسوس الذي نعيشه، بمعنى، هو توق الشاعر إلى المجهول، المطلق، الخلود..؟



ـ نعم، في الأدب العالمي منذ هوميروس ثمة تقليد للتفكير في العمى، ميلتون مهم جدا هنا، بورخيس وإرنستو ساباتو ـ ولكن ربما هناك في الأدب العربي وضعت فلسفة عميقة حول العلاقة بين العمى والبصيرة، أنت نفسك ذكرتها بمثال( أبو العلاء المعري)، يمكننا أن نذكر أيضا طه حسين. في كتابي أقوم بالتواصل مع هذا التقليد، مع عبارة «الحب يعمي» من أجل تأسيس اتصال بين الحب والبصيرة، أو الرؤية الداخلية. الحب يصنع العمى، ولكن معظم الناس لا يستخدمون حتى النظارات، وهذه هي المشكلة. من دون حب ليس هناك رؤية، وأعتقد أن هذا ينطبق على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك السياسة. الحب هو شرط لا بد منه لفهم أعمق. هذا هو سر الحياة. أنا ممتن أن الترجمة التي قام بها جمال جمعة لديواني (حين أصير أعمى)، وصدرت عن الدار العربية للعلوم في بيروت، نالت استحسانا جيدا، وجعلت من الممكن لقصائدي أن تحتك بالشعر العربي وتقيم شيئا من الحوار معه. العديد من الكتاب العرب لديهم ميزة على زملائهم الأوروبيين، فهم يجيدون اثنين من الأبجديات، العربية واللاتينية. أنا لا أعرف إذا كان العرب هم أكثر ذكاء، أو أنهم ولدوا فقط في ظل نجمة محظوظة. أنا سجين للأبجدية اللاتينية وأعتمد اعتمادا كليا على المترجمين. 



[ بعض قصائدك تكاد تقترب من القصة القصيرة، بسبب وجود حدث ما، هل جاء الأمر بسبب ولعك بقراءة وكتابة القصة القصيرة؟ وهل ثمة روح شعرية في قصصك أيضا؟ 

ـ صحيح ـ وكثير من قصائدي تحمل عناصر الملحمية والنفس القصصي. وأعتقد أنه من المهم بالنسبة لجميع أنواع الكتابة وضع إطار ومكان، أرضية محسوسة، لما يحدث في النص. أيضا في القصة القصيرة يجب أن يكون للغة طبقات عميقة من الرنين الصوتي، في اتصال مع الجوانب الميتافيزيقية للحياة. الشيء المهم بالنسبة لي ـ في النثر أو في الشعر ـ هو الطاقة اللغوية؛ فهي ما يبعث البريق، ويأسر الروح.

[ الناقد الكندي فرانك هوغوس وصفك في مجلة «مراجعات أدبية« بأنك الأكثر موهبة من بين شعراء الدنمارك الأحياء، هل هذا راجع إلى عدد المبيعات، الترجمة، الرواج الشعبي والإعلامي أم إلى شيء آخر؟

ـ شكرا لك على هذا السؤال وأظنه يحمل وميضا من روح الدعابة في عينيك. الشعر ليس رياضة أولمبية، لذلك دعنا فقط نأخذ هذه الكلمات مع جرعة كبيرة من الفكاهة. أنا أفهم أن فرانك هوغوس هو أستاذ الدراسات الإسكندنافية في جامعة ماساتشوستس، وآمل أنه يعرف عمّا يتحدث عنه. لا يمكن أن يكون بسبب أن كتبي هي الأكثر مبيعا في الدانمارك. الحال مع الشعر كما هو الحال مع القهوة: إنها جيدة عندما تكون جيدة. لا توجد معايير عالمية. لكن القصائد مثل الناس، لا يمكن التنبؤ بمصائرها. بعضها يسافر حول العالم ليولد ثانية في حروف هجائية أجنبية ـ كما البعض من البشر بالضبط، يقتلعون من بلدانهم ثم يزرعون في مناخ آخر، ويصنعون جذورا جديدة. إنها لسعادة عندما يحدث هذا في الشعر. ناشري في لبنان بسام شبارو، وهو شريك في الدار العربية للعلوم في بيروت، جاء إلى كوبنهاغن حاملا معه كتابي الذي ولد باللغة العربية، وكنت سعيدا لرؤيته هنا. آمل في يوم من الأيام مقابلته مرة أخرى في لبنان أو أماكن أخرى، حيث يجتمع الكتاب والقراء العرب حول الأدب. يجب علينا ألا ندع قتلة تمثال المعري المتعصبين يدمرون لنا هذه المتعة. 

http://www.almustaqbal

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

بلاد عجائب الكتب / محمد الضبع


سيلڤيا ويتمان
ترجمة: محمد الضبع


“سيلڤيا ويتمان: ابنة جورج ويتمان مؤسس متجر شكسبير آند كومباني لبيع الكتب والمالكة الحالية له بعد وفاة والدها، والتي تقوم بإدارته وتنظيم الأمسيات وورش الكتابة كل أسبوع داخل المتجر، والتي قمت بالحديث معها شخصيًا خلال زيارتي هذا الصيف للمكتبة الباريسية.”
كل الشخوص في متجر الكتب هذا خيالية، لذلك فضلًا، اترك ذاتك اليومية خارج الباب عندما تدخل هذا المكان الذي يسميه هنري ميلر: بلاد عجائب الكتب.
تاريخ مختصر لمتجر كتب باريسي:
إنه متاهة ملتوية، قابلة للتسلّق، مصنوعة من الكتب، إنه مجتمع أدبي، سقيفة لجميع كتّاب العالم وملاذ لمحبي الكتب.
بدأ والدي جورج متجره بسبب الكتب، بسبب القرّاء والكتّاب. خلال الستين عامًا الأخيرة مر العديد من الكتّاب المميزين من هذه الأبواب، ومن ضمنهم كتّاب مثل أناييس نن، هنري ميلر، راي برادبيري، لورنس فيرلنغيتي، وجيمس بالدوين. عندما سألت جورج هل قام بكتابة أي عمل خاص به، أخبرني عن بعض قصص الحب وثم عن هذا المتجر: “لقد خلقت متجر الكتب هذا كما يخلق الرجل روايته، صنعت كل غرفة فيه وكأنها فصل، أريد للزوّار أن يفتحوا بابه بالطريقة ذاتها التي يفتحون بها أي كتاب، الكتاب الذي سيوصلهم إلى عالم سحري داخل خيالهم.”
في عام 1945 وبعد أن انتهت الحرب، سافر جورج إلى أوروبا واستقر في باريس. ليقابل هناك تلميذًا شابًا في السوربورن يدعى لورنس فيرلنغيتي، والذي يعتبر أحد أكبر شعراء أمريكا في القرن الأخير.
يتذكر فيرلنغيتي،: “لقد تعرفت على جورج ويتمان قبل أن يملك هذا المتجر، عندما كنت في جامعة كولومبيا، كنت أرى أخته ماري، والتي كانت تدرس في قسم الفلسفة، جلست معها ذات مرة وأتذكر إخبارها لي عن أخيها جورج الذي وصل أخيرًا إلى باريس بعد رحلاته في الشرق وأمريكا الجنوبية. تخيلت أن يكون هذا الرحّالة الحالم شبيهًا بوالت ويتمان صعب المراس. ذهبت لزيارته في إحدى المرات بعد أن أخذت عنوانه من ماري، فاكتشفت أنه مهووس بالكتب. وجدته في ركن مهمل في فندق وحوله الكتب تحيط به وتتصاعد حتى السقف من جميع الجهات. لقد كان يبيع الكتب من غرفته في الفندق لطالب أمريكي. لقد كان أسيرًا لهوسه باقتناء الكتب وبيعها.
وفي عام 1951 جعل جورج كتبه متاحة للجميع، بوضعه لمتجره في مبنى يرجع للقرن السادس عشر وكان في الأساس مكانًا للعبادة. أعجبت جورج الفكرة وبدأ بالتظاهر بأنه آخر الرهبان الناجين، قائلًا: “في العصور الوسطى كان لكل دير راهب وعليه أن يشعل المصابيح عند حلول الظلام. أنا هذا الراهب هنا. إنه الدور المتواضع الذي ألعبه.”
رغم بداية الحرب الباردة، إلا أن جورج كان يخبر الجميع بفخر عن حمله للبطاقة الشيوعية في أمريكا وفرنسا وكان يشير إلى متجره بقوله: “إنه يوتوبيا إشتراكية متنكّرة على هيئة متجر كتب.” حتى لو جاء إليه شخص للمرة الأولى ليشتري كتابًا، بإمكانه أن يثق به. سأل جورج ذات مرة زبونًا جديدًا: “هل بإمكانك الجلوس هنا على المكتب حتى أعود؟ سأذهب لعدة دقائق وأرجع. هذا صندوق النقود.” الرجل لم يكن يعرف جورج. وجورج لم يكن يعرفه. ولكن الرجل أجابه: “بالتأكيد.” وجلس، وبدأ الناس بالتوافد إليه بجميع أنواع الأسئلة. “هل لديك كتب أودن الشعرية؟” “هل تكفي عشرون فرانك لهذا الكتاب؟” ولم يعد جورج إلا بعد أسبوع.
أناييس نن كانت من أشهر الشخصيات الصديقة للمتجر. كتبت في يومياتها سنة 1954 عن جورج وعن المتجر: “وهناك قرب نهر السين كان متجر كتب، ليس كبقية المتاجر، ولكنه يشبه بعضًا منها. يبدو كمنزل أوتريللو، أسسه ليست راسخةً تمامًا، نوافذه صغيرة، ومصاريعه مجعّدة. وهناك كان جورج ويتمان النحيل ذو اللحية، القديس بين كتبه، يعيرها للزوار، يؤوي أصدقاءه المفلسين في الطابق العلوي، ليس متلهفًا للبيع، يجلس في آخر المتجر، في غرفة صغيرة مزدحمة، على طاولة وبجانب موقد غاز صغير. كل من جاؤوا لأجل الكتب، مكثوا للحديث، بينما يحاول جورج كتابة الرسائل، وفتح البريد، وترتيب الكتب. درج صغير بشكل لا يصدق، دائري ملتف، يؤدي إلى غرفة نومه، أو إلى غرفة النوم الاشتراكية، حيث كان ينتظر هنري ميلر وزوارًا آخرين كي يمكثوا فيها.
كان الأحد هو يوم جورج المفضل. في الصباح، يستيقظ ويصنع البانكيك لضيوفه. كان أبي رجلًا لا ينسى. مازلت أتذكر عندما كنت طفلة كيف كنت أتبعه في الصباح الباكر حتى نصل إلى المتجر، ليخرج مفاتيحه الضخمة ويغني للزوار كي يستيقظوا من نومهم، “استيقظوا وأشرقوا، الأجراس تدق …” كنا نسير عبر الأجساد النائمة التي تغطي تقريبًا كل بقعة في المتجر، وأحيانًا كان يتوقف ليصرخ في وجه أحدهم، “ماذا بك، هل أنت مخبول؟” ثم يلتفت ويغمز لي. وعندما نمر بقسم كتب الأطفال، كان يشير في كل الاتجاهات ليريني جمال المكان: “أترين، هنالك سبب جعلني أضع هذه المرآة هنا.” وكان على الستائر أن تكون مائلة نحو الجانبين وليس في المنتصف، كي تبدو وكأنها ستائر خشبة مسرح. “الكتب عمل الخيال، أليس كذلك؟ لذلك على متجر الكتب أن يعكس الخيال.”
لقد ولدت في فندق في الشارع المقابل للمتجر، وهناك عشت طفولتي. ثم عدت سنة 2002 لأعرف أبي أكثر ولأقضي معه الوقت في مملكة الكتب هذه. كنت قد بلغت الثانية والعشرين وكان يحاول أن يعلمني في تلك الفترة كل ما أحتاج معرفته عن بيع الكتب وعن طريقته المميزة في إدارة المتجر. وبعد الكثير من الجدال والضحك الذي خضناه معًا والنقاشات الحادة التي خضناها بسبب أفكاري الحديثة للمتجر (بقي المتجر دون هاتف حتى سنة 2003)، جعلني جورج أتولّى مسؤولية إدارة المتجر وترك العمل ليرتاح في شقته. وكتب على إحدى نوافذ المتجر من الخارج: “لكل دير راهب يشعل المصابيح عند حلول الليل. لقد كنت هذا الراهب طوال الخمسين سنة الفائتة. الآن حان دور ابنتي لتقوم بهذا الدور.”
ظهر المتجر في عدد من الأفلام منها فيلم “Midnight in Paris” وأيضًا فيلم “Julie & Julia” و”Before Sunset”.
شكرًا لكل من زار وساند المتجر طوال هذه السنوات. رواية جورج، مازالت تُكتب، ونحن ممتنون لكم جميعًا لاستمراركم بقراءتها.

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

الأربعاء، 13 أغسطس 2014

القراءة والكتابة في حياتك..وحياتي.. سعاد العنزي

القراءة والكتابة في حياتك..وحياتي.. سعاد العنزي


مقتبس عن مدونة متن


 (١)


لم اخترت دراسة الأدب؟هل تستمتع في القراءة؟هل لديك مشاكل وصعوبات عندما تقرأ؟إذا كان كذلك، فماهي هذه الصعوبات؟ماهو نوع الكتابة الذي تفضل أن تكتبه؟كم هي مهمة القراءة في حياتك؟ كم هي مهمة الكتابة في حياتك؟  هل تفضل أحدهما على الآخر بشكل أفضل؟لو أخذت لحظة عودة إلى الوراء، ستجد إن التقسيم بين القراءة والكتابة أسست بطفولتك المبكرة؟ القراءة هي النشاط الذي كان بتقليدية أكثر مرئية في المنزل. ممكن أن يكون أحد أفراد أسرتك قرأ لك قصة قبل النوم أو شجعك للنظر إلى الصور. أنت من الممكن أن تتذكر أبواك يقرآن مجلة أو جريدة في وقت التسلية. أقوى ذاكرة لك للكتابة من الممكن أن تكون أسست في المدرسة. في دراستها لمعرفة القراءة والكتابة في الحياة الأمريكية وجدت إن الوالدين يفقدان الثقة في الكتابة، رغم إنهما قد تعلما القراءة منذ زمن. وجدت إن خبرة الآباء الكتابية بدأت مع الوظيفة، بشكل محتمل خارج المنزل. أو مع الأعمال: كتابة قائمة التسوق أو دفع الفواتير. أيضا لاحظت عندما تنشأ الكتابة في المنزل فهي غالبا مرتبطة بالفقد والحزن. على سبيل المثال: الأطفال كتبوا الرسائل لأحد أبويهما الغائب من خلال انفصال أو مشارك بحرب.باختصار هي وجدت إن القراءة توحي بالدفء والتعايش مع المنزل، بينما الكتابة مرتبطة بالسرية. مذكرات خفية تعبر عن الحزن والضيق. الناس من كتاباتهم الخطية إلى تعبيراتهم اللفظية، يتذكرون كتاباتهم كاستقبالهم لعقوبة سيئة في المدرسة. كان أحيانا مصدرا للضيق لمن قابلتهم عندما يتذكرون العقوبات التي وقعت عليهم عندما كانوا أطفالا، بسبب كلمات غير لائقة، على الكتب أو الحوائط. رغم إن دراستها قديمة، إلا إن اجابات العينات في المقابلة كانت إيجابية ومختلفة.الاكتشافات الجديدة في المواقع والهواتف والانترنت غيرت المقاربات للكتابة و طباعة الكتابة أصبحت مرئية أكثر في وقت الفراغ.إرسال الرسائل الهاتفية لأصدقائك، والدخول في غرفة دردشة، وإرسال الإيميلات هي طرق غير رسمية لممارسات الكتابة قدمت للمنزل. مما يجعلنا نلاحظ إن علاقتنا مع الكتابة كأمم وشعوب ليست جيدة ونحن في مرحلة التكوين الأولى ، الطفولة.                              

   ****************                                 

     (٢)

أنا مثلا تعلمت القراءة في المدرسة في المرحلة الابتدائية، والكتابة كانت صعبة بالنسبة لي خصوصا والواجبات المدرسية تطلب منا التكرار. لم تتحسن علاقتي في الكتابة إلا في نهاية المتوسطة وبداية الثانوية، لدرجة إن مدرساتي يميرن كتابتي من غيرها.مفهوم القراءة بمعناه الحقيقي لدي لم يبدأ إلا بدخولي الجامعة ، منذ السنة الأولى وقد تولعت في عالم الكتب. وأول قراءاتي كانت كتب توفيق الحكيم.وكانت أول انطلاقة حقيقية لي هي كتابة صحفية طلبني أن اكتبها د. عبدالله العوضي عن نقد الراهن العربي، فكتبت مقالة وقصة،وقدتم نشرهما في جريدة الراي. بعدها بالضبط طلب مني الاستاذ مدحت علام محرر الصفحة الثقافية في الراي أن أكتب نقدا، وكانت أولى بداياتي النقدية ومشاغباتي أسئلة الوعي.اليوم أشعر بأن الكتابة هي متنفسي وتطهير لروحي وتحويل لما يدور في ذهني.ولكن أيضا نشأت عملية مصاحبة للكتابة، وهي النشر وأن تكون مقروءا، فالكتابة تحتاج إلى قارئ، والقارئ أحيانا عنيد وأحيانا أخرى مشاغب، وفي الغالب هو صامت.الكتابة والقراءة يحتاجان وعي ، والتزام، وجرأة، وفهم ، ورسالة إنسانية وأخلاقية.




* الجزء الأول مترجم من كتاب:

دراسة الأدب الإنجليزي.

* الجزء الثاني: تجربة شخصية.