‏إظهار الرسائل ذات التسميات سامي الدروبي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سامي الدروبي. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 28 أبريل 2015

الأعمال الفلسفية الكاملة هنري برجسون pdf




Henri Bergsonهنري برغسون (18 أكتوبر 1859 - 4 يناير 1941)، فيلسوف فرنسي. حصل على جائزة نوبل للآداب عام1927. يعتبر هنري برغسون من أهم الفلاسفة في العصر الحديث، كان نفوذه واسعا وعميقا فقد اذاع لونا من التفكير وأسلوبا من التعبير تركا بصماتهما على مجمل النتاج الفكري في مرحلة الخمسينيات ولقد حاول أن ينفذ القيم التي اطاحها المذهب المادي، ويؤكد ايمانا لا يتزعزع بالروح.‏
حظي ابان حياته بشهرة واسعة الانتشار في فرنسا تؤثر في دوائر مختلفة: فلسفية ودينية وادبية حدث له العكس تماما بعد وفاته إذ حدث انصراف تام أو شبه تام عن فلسفته حتى صارت تقبع في ظلال النسيان ابتداء من نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اليوم خصوصا وقد اكتسحتها الوجودية تماما.‏

الثلاثاء، 24 مارس 2015

تحية تقدير للمترجمين صالح علماني وسامي الدروبي / مقال مختار

ننشر هذا المقال مقتبسا من المجموعة الاعلامية الرأي . موقعهاالرسمي تحية تقدير صغيرة للمترجمين العظام الذين ترجموا اهم الروائع العالمية للادب العربي  الممجدان صالح علماني وسامي الدروبي.


«صالح علماني وسامي الدروبي». ما الذي يمكن أن يجمع بينهما؟، وما الذي يمكن أن يُفرِّق في المسافة بينهما؟.

ابتداءً، أتمنى لصالح علماني طول العمر. وأترحم كثيرا جدّا على سامي الدروبي. وأحلم لصالح علماني أن يعبر المئة وأن يضيف لها سنوات. فجهد الرجل يستحق منا أن ننحني له طويلا حتى تقترب جباهنا من الأرض. ومع هذا لن نوفيه حقه إزاء ما قدّمه لنا من ترجمات عظيمة.

لا أعرف السبب الذي دفعني للمقارنة بينهما... هل لأن سامي الدروبي سوري؟ وصالح علماني حتي وقت قريب كان يعيش في دمشق؟.

ولا أعرف مسيره ومصيره بعد أن جرى لدمشق ما جرى لها، ولكن لديَّ ثقة أن إنسانا مثل صالح علماني صاحب مشروع حقيقي في الكتابة والحلم من أجل البشرية كلها لا بد أن يكيف نفسه مع أي ظروف يمكن أن تمر به أو أن تفاجئه.

جمع بينهما أن كليهما صاحب مشروع كبير في الترجمة، عمل عليه بدأب ومثابرة مثل النحلة التي تبني عشها وتفرز عسلها وترعى أعشاشها بقدر من الدقة لو حاولنا أن نتعلمها نحن البشر لوجدنا حلولا لكثير من المشكلات التي تواجهنا كل يوم.

لكن، من قال إننا نتمعن ما نراه وما نسمعه. وإننا نحاول أن نتعلم منه. إن مملكة النحل لها إيقاع جدير بأن ندرسه وأن نتفهمه وحتى أن نقلده.

كان سامي الدروبي، سفيرا لسورية في مصر بعد تجربة الانفصال المريرة. وعندما ألقى كلمته الشهيرة أمام عبدالناصر وهو يقدم له أوراق اعتماده، لم يكن يتصور أن يأتي عليه يوم يصبح سفيرا لسورية في مصر. بعد أن كانت سورية ومصر دولة واحدة اسمها الجمهورية العربية المتحدة.

وقد بكى سامي الدروبي وأبكانا وهو يلقي كلمته بين يدي جمال عبدالناصر.. ثم أقام في القاهرة وكان يترجم كل صباح.

ولذلك أنجز مشروعه الكبير... في ترجمة ديستوفيسكي بمؤلفاته الكاملة التي صدرت أول ما صدرت في هيئة الكتاب بالقاهرة، وقت أن كان يرأسها محمود أمين العالم.

وقد صدرت في ثمانية عشر مجلدا. وقد فقد المجلد التاسع عشر رغم أهميته الشديدة. فهو يحتوي على يوميات ديستوفيسكي كما دونها. ولم يتم التوصل إلى هذا المجلد حتى الآن.

ترجم أيضا سامي الدروبي جزءا من مؤلفات تولستوي.. ومات قبل أن ينجزها. وتولى مترجمون آخرون استكمال ما بدأه سامي الدروبي.

ثم إنه ترجم لنا الروائي اليوغسلافي المدهش إيفو أندريتش ورواياته البديعة: «جسر على نهر درينا، وقائع مدينة ترافنك، الآنسة، السجن»، ولولا سامي الدروبي ما عرفنا هذا الروائي اليوغسلافي غير العادي. خصوصا رواية عمره: «جسر على نهر درينا». وقد تنبه له سامي الدروبي وترجمه حتى قبل أن يحصل على جائزة نوبل في الآداب.

ثمة فرق جوهري بينهما، أن الدروبي كان يترجم عبر لغة ثالثة. التي هي الفرنسية. كان يجيدها ـ مثل أشقائنا من أبناء الشام ـ إجادة تامة.

أما صالح علماني فترجمته عن اللغة الأم، التي هي اللغة الإسبانية. ورغم التقائي معه أكثر من مرة، فلم تسنح فرصة لأسأله كيف عرف طريقه إلى هذه اللغة التي كانت غريبة غربة تامة وقت أن تعلمها وأجادها وترجم بها.

ترجم صالح علماني أكثر من مئة عمل أدبي، بعضها مجلدات كبيرة. ومن إنجازاته التي صدرت في كتاب وأرسله لي، القصص القصيرة الكاملة لجارثيا ماركيز. التي لا تخرج عن أربع مجموعات قصصية.. فيها كل ما أبدعه ماركيز في القصة القصيرة.

وكل قصة مدون أمامها سنة كتابتها. أول قصصه كانت: «الإذعان الثالث» من مجموعته الأولى: «عينا كلب أزرق» سنة 1947. وأحدث قصصه: «طائرة الحسناء النائمة» سنة 1982. ضمن مجموعته القصصية الأخيرة اثنتا عشرة قصة قصيرة مهاجرة. ومجموع ما كتبه في القصة القصيرة اثنتان وخمسون قصة. بعضها أقرب للنوفيللا.

يلاحظ أن قصص مجموعته القصصية الثانية: «جنازة الأم الكبيرة» مكتوبة كلها سنة 1962. وأول قصة فيها: «قيلولة الثلاثاء» يعتبرها ماركيز أهم قصة كتبها في حياته كلها. هكذا قال جارثيا ماركيز نفسه في مذكراته: «عشتها لأروي» التي كتبها ونشرها إبان حياته. وفيها كثير من الاعترافات المهمة بالنسبة لعملية الكتابة وأسرارها وخفاياها

قال لي صالح علماني: لم يبق من نتاج ماركيز في القصة القصيرة سوى قصة واحدة، نشرها في الصحافة ولم يضمها لأي من مجموعاته، ولهذا لم يضمها لمجلده. لأنه ملتزم بالقصص القصيرة التي نشرها ماركيز في مجموعات قصصية. صدرت على شكل كتب، أما ما نشر في الصحف، فمن الصعب ضمه لأي مجموعة أخرى. فقد كان هذا الحق لماركيز وحده، ولا يملكه أحد حتى لو كان من الورثة.

إنجاز صالح علماني شكل فضيحة مدوية كاملة الأركان لمافيا الترجمات في عالمنا العربي، لأنه يوجد في المكتبة العربية أكثر من عشر مجموعات من القصص القصيرة منسوبة لماركيز، عندما تقرأ مجلد صالح علماني، تكتشف أن القراصنة العرب قد استبعدوا قصصا من مجموعات وشكلوا مجموعات قصصية من عندياتهم، مع أن المجموعة القصصية كيان تجمعه روابط داخلية غير مرئية بين قصصه.

سمعت عبارة كان يرددها نجيب محفوظ كثيرا، بعد أن قالها لجمال الغيطاني في حواره الطويل معه: نجيب محفوظ يتذكر. هذه العبارة: «المتلفت لا يصل». وأستميح نجيب محفوظ عذرا وأقول: المتلفت لا يحقق شيئا. وصالح علماني يعرف ما يريد. وكيف يحققه بأكبر قدر من الإتقان والإخلاص والدأب والمثابرة. دائما ما أقول إن الترجمة خيانة للنص. وإن المترجم مهما كانت دقته نصف خائن لروح النص الذي يترجمه. إلا مع قلة قليلة من المترجمين الذين أشعر معهم بأن ترجماتهم إلى العربية جميلة. وأنها تعكس روح الكاتب التي أستشعرها من النص.

ومن هؤلاء المترجمين الأمناء: صالح علماني. الذي أعتقد أنه أفاد الثقافة العربية فائدة كبرى بكل حرف ترجمة. فالترجمة بالنسبة له رسالة. ودور. وعمل يقوم به، لأنه يحبه. ويعبّر عن نفسه من خلاله.

رأيته خلال زيارته الأخيرة للقاهرة ـ قبل فترة ـ ولذلك بعد أن تركته تذكرت أنني كنت أحب أن أسأله كيف خرج على قاعدة عمره في الترجمة عندما ترجم الديكاميرون لبوكاتشيو عن لغة ثالثة. لأن النص غير مكتوب بالإسبانية.

ومع هذا أشعر بالامتنان له أن مكننا من قراءة هذا النص المؤسس في لغتنا العربية. ورغم أننا قرأناه مترجما عن الإيطالية مباشرة للدكتور حسن عثمان. وصدر في ثلاثة مجلدات عن دار المعارف، فإن الترجمة التي قدمها صالح علماني عن لغة ثالثة لا تقل جمالا وعذوبة وإمتاعا عن الترجمة التي تمت قبل نصف قرن عن الإيطالية مباشرة.

السبت، 20 سبتمبر 2014

اقتباسات من رائعة الأبله- دوستويفسكي


اقتباسات من رائعة الأبله- دوستويفسكي
---------------------------------------------
مقال لمدونة العدمي المستنير .

اقتباسات من رائعة الأبله- دوستويفسكي 
الجزء الأول








" - مِنْ حُسنِ الحظ، على الأقل، أنَّ الإنسانَ لا يتألمُ مدةً طويلةً حينَ يُقْطَعُ رأسه.
-هذهِ الملاحظة التي ذكرتها أنتَ الآن تَخطرُ ببالِ كلَّ إنسان. ولتحقيقِ هذهِ الغاية إنما اخترعوا تلكَ الآلة، أعني المِقْصَلة. أما أنا فقد خطرتْ في ببالي في ذلكَ اليوم فكرةٌ أخرى إذْ تساءلتُ: " تُرى ألا يمكن أن يكونَ هذا أسوأ؟". ... فكِّرْ في الأمر: لننظرْ في التعذيبِ مثلاً. إنَّ الآلامَ والجروحَ والوجعَ الجسمي، إنَّ هذا كلَّهُ يشغلُ النفسَ عنْ عذابها وينسيها ما قد تُكابدهُ منْ هول، فلا يتألمُ المرءُ عندئذٍ إلا مِنَ الجروحِ إلى أنْ يموتَ منها. والألمُ الرئيسي، والألمُ الذي هوَ أشدُ الآلامِ قوةً قد لا يكونُ ألمَ الجروح، بل الألمُ الذي ينشأُ عنْ يقينِ المرءِ منْ أنهُ بعدَ ساعةٍ ثمَ بعدَ عشرِ دقائقَ ثمَ بعدَ نصفِ دقيقة، ثمَ الآنَ فورًا، ستتركُ روحهُ جسدها، وأنهُ لنْ يكونَ بعدَ تلكَ اللحظةِ إنسانًا، وأنَّ هذا أكيد، أنّهُ أكيدٌ خاصَة. فحينَ يَضعُ المرءُ رأسهُ تحتَ المِقصَلةِ البَتَّارَة، وحينَ يسمعُ انزلاقها فوقه، في ربعِ الثانيةِ ذاك، إنَما يشعرُ المرءُ بالخوفِ الأكبر. هل تعلمُ أنَّ هذا الذي أقولهُ ليسَ مستمدًا مِنَ الخيالِ فحسب؟ لقد ذكرهُ كثيرون. وإني لأبلغُ من قوةِ الاقتناعِ بهِ أنّني سأقولُ ُلكَ رأيي في هذا الأمرِ صريحًا كلَّ الصراحة. أنا أرى أنَّ قتلَ إنسانٍ بسببِ ارتكابهِ جريمةََ قتلٍ هو قصاصٌ لا تناسبَ بينهُ وبينَ الجريمةِ نفسها. إنَّ قتلَ قاتلٍ أفظعُ كثيرًا منْ جريمةِ القتلِ التي ارتكبها ذلكَ القاتل. إنَّ الإنسانَ الذي يقتلهُ القتلة، إذْ يذبحونهُ ليلاً في غابةٍ أو غيرها، يظلُّ إلى آخرِ لحظةٍ يأملُ أنْ ينجو. يروى عنْ مقتلوينَ أنهم ظلّوا، بعدَ حزِّ رقابهم، يأملونَ ويحاولونَ الفرارَ ويتضرعونَ سائلينَ الشَّفقةََ عليهم والرأفةََ بهم. أما في الإعدام فأن الأملَ الأخير، الأملَ الذي يجعلُ احتمالَ الموتِ أسهل َعشرَ مراتٍ يُنتزعُ منكَ "حتمًا". إنَّ صدورَ الحُكمِ واستحالةُ الإفلاتِ منهُ هما اللذانِ يجعلانِ العذابَ رهيبًا فظيعًا. صَدقني: ليسَ في الدنيا عذابٌ أشدُ هولاً من هذا العذاب. لو أخذتَ جنديًا فوضعتهُ في قلبِ المعركة أمامَ فوهةِ المدفع، ثم أطلقتَ عليهِ النار، لظلَّ يحتفظُ بالأملِ إلى آخرِ لحظة. أما إذا قرأتَ لهذا الجندي نفسهُ قرارًا يحكمُ عليهِ بموتٍ "مؤكد"، فإنَ هذا الجنديّ سيفقدُ عندئذٍ عقله، أو سيجهشُ باكيًا. مَنْ ذا الذي قررَ أنَ الطبيعة الإنسانية تستطيعُ أنْ تحتملَ تعذيبًا كهذا التعذيبِ دونَ أنْ تهوي إلى الجنون؟ فيمَ إيقاعُ أذىً يبلغُ هذا المبلغ مِنَ السوء والعقم؟ ربما كان يوجدُ في هذا العالمِ إنسانٌ حُكمَ عليهِ بالموت، وشُرِغَ في تعذيبهِ ذلك التعذيب، ثم قيلَ لهُ أخيرًا: "امضِ فقد صَدْرَ عفوٍ عنك". إنَّ في وسعِ هذا الإنسان أنْ يحكي لكم وأنْ يَقُصَ عليكم".


" يُخيَّلُ إليَّ أنَّ الإنسان، حينَ يداهمهُ هلاكٌ لا سبيلَ إلى تحاشيه، كانهيارِ منزلٍ فوقه مثلاً، إنما يشعرُ عندئذٍ برغبةٍ لا تقاومُ في أن يقعدَ مغمضًا عينيه، وليحدث ما يحدث! "


" إنَّ المرء لتبرأُ نفسهُ وتشفى حينَ يعيشُ مع الأطفال! "


" إنَّ أكبرَ إهانةٍ يمكنُ أن تُلحقها بإنسانٍ في عصرنا ومِنْ جنسنا هي أنْ تعنتهُ بأنهُ محرومٌ مِنَ الأصالةِ والإرادةِ والمواهبِ الخاصة، وأن تقولَ عنهُ: إنّهُ رجلٌ عادي" 


" إنَّ جوهرَ العاطفة الدينية مستقلٌ عنْ جميعِ البراهين، وجميعِ الأفعالِ السيّئة وجميعِ الجرائمِ وجميعِ مذاهبِ الإلحاد. إنَّ في هذهِ العاطفة شيئًا لا يمكنُ أنْ تنالهُ أدلّةُ الملحدين في يومٍ مِنَ الأيام. وسيظلُّ الأمرُ على هذا النحوِ أبدَ الدّّهْر"


" لماذا تخلقُ الطبيعةُ أفضلَ الناسِ لتسخرَ منهم بعدَ ذلك؟ هذا ما تعمدُ إليهِ الطبيعة: حينَ أظهرتِ البشرَ على الإنسانِ الوحيد الذي عُدَّ الإنسانَ الكاملَ في هذا العالَم، عهِدتْ إليهِ برسالةِ أنْ ينطقَ بأقوالٍ كانتْ سببًا في سفحِ دماءٍ بلغتْ مِنَ الغزارةِ أنها لو سُفحتْ مرّةً واحدةً لخنقتِ الإنسانية! إنها لسعادةٌ أنْ أموت! ذلكَ أنّني إذا لم أمتْ فقد يُطلقُ لساني كذبةً رهيبةً بدافعٍ مِنَ الطبيعة!... أنا لم أُفسدْ أحدًا.. لقد أردتُ أنْ أحيا لسعادةِ الناسِ جميعًا... أردتُ أنْ أحيا لاكتشافِ الحقيقةِ ونشرها... فماذا كانتِ النتيجة؟ لا شيء! كانتِ النتيجةُ أنكم تحتقرونني. هذا دليلٌ على أنّني غبيٌّ أحمق، على أنّني امرؤٌ لاخيرَ فيهِ ولا فائدةَ منه، وعلى أنّني قد آنَ لي أنْ أزول! وحينَ أزول، فلن أُخلفَ ورائي أيّة ذكرى: لن أتركَ أيَّ صدى، لن أتركَ أيََ أثر، لن أتركَ أيَّ عمل! لم أنشرْ أيَّ رأي، لم أُذِعْ أيّة قناعة! لا تضحكوا من غبيٍّ أحمق! انسَوه! انسَوا كلَّ شيء! أرجوكم أنْ تنسَوا! لاتكونوا قساةً!" 



من الأبله -الجزء الأول- ترجمة سامي الدروبي

السبت، 13 سبتمبر 2014

فلسفة الفن /بينيديتو كروتشه / pdf

المجمل في فلسفة الفن - بينيديتو كروتشه - ترجمة سامي الدروبي .



من الموسوعة العربية

يرى كروتشه أن الفن رؤية وحدس كموضوع خارجي (شيء أو شخص) أو كموضوع داخلي (عاطفة أو مزاج)، يعبر عنه الفنان باللغة أو اللون أو النغم أو الحجر، ولاينفصل التعبير عن الرؤية، حيث يمزج بينهما العمل الفني، ومن ثم يستوي القول إن الفن مضمون أو إنه شكل. والعمل الفني هو صورة ذهنية يؤلفها الفنان ويعيد متذوقو الفن تأليفها، وليس الفن سوى عرض الشعور مجسماً في صورة ذهنية. 
ولاينبغي الخلط بين الفن وبين المعرفة الجمالية التصورية، فالفن ليس سوى نشاط الروح، والجمال غير موجود في الطبيعة؛ لأن الجمال والفن فكرة واحدة من الممكن التعبير عنهما بلفظين مختلفين، وعلم الجمال[ر] هو العلم الذي يدرس تجلي الروح في جميع مظاهره والذي تعبر فيه الروح عن نفسها في أمثلة جزئية مجسمة.وليس المعنى الأخلاقي أو الديني في الأثر الفني هو الذي يُكّون الجمال، لأن الجمال لايوجد فقط في المضمون، إنما في الشكل والمضمون معاً، وهذه الرابطة تقوم في العاطفة والخيال معاً، باعتبارها تركيباً قبلياً للعيان الجمالي الحسي. ولا يوجد موضوع فني خارج الوحدة العضوية بين الخيال والعاطفة، والصورة الخالية من العاطفة هي شكل خاوٍ، وكذلك العاطفة من دون صورة هي مادة عمياء، فهنالك وحدة بين الخيال العقلي وبين التعبير عنه، فلا توجد صورة جميلة من دون ألوان وخطوط، كما لا توجد صورة موسيقية من دون نغمات وتوافقات، ويعتبر كروتشه أن الشعر هو الدرجة الأولى في الفن.
مارست فلسفة كروتشه الغنية تأثيراً قوياً في الفلسفة الإيطالية والأوربية برمتها، واحتلت أعماله مكانة بارزة في كلاسيكيات مثالية القرن العشرين، فكان له أثر كبير في معظم من أتى بعده من المفكرين والفلاسفة.


أو