إنه مجموعة من معارك ضارية حاول الكاتب التصدى فيها لكثير من جوانب القبح التى اصبحت تحاصرنا من كل اتجاه .. ولقد كان حلم الشاعر عنده ومازال يتغنى دائماً بالجمال .. وللجمال .. خاصة أن الشاعر فاوق جويدة يعتبر وطنه من أجمل الأوطان
مقتطفات من الكتاب :
فى حفل وداع بسيط وبلا ضجيج أو صخب وبلا لافتات أو قصارى زرع من تلك التى تستأجرها الوزارات فى المناسبات الوطنية وغير الوطنية ... وبلا أفواج من النستقلين والمودعيين الذين تمتلىء بهم كل يوم شاشات التلفزيون قررت بيني وبين نفسي أن أقيم حفل وداع بسيطا للراحل العظيم كوبرى أبو العلا ...
ولا أدرى ما هو السر الذى يربط بينى وبين كبارى القاهرة العريقة ..ابتداء بكوبرى عباس وتاريخه الحافل مروراً على كوبرى الجامعة .. بكل رصيد الذكريات فيه .. ثم قصر النيل .. وصولاً إلى أبو العلا .. كلها كانت تمثل عند جيلى سنوات العمر الجميل ..
شهدت أحلام صبانا عندما جئنا من أقاصى قرى مصر إلى قاهرة المعز بكل صخبها وضجيج الناس فيها .. كانت أحلامنا يومها بعرض هذا الكون اتساعاً .. وكانت جميعاً أحلاماً بريئة وجريئة تسبح فى عالم من المجردات .. أن نصير كتاباً او شعراء أو أصحاب فكر وقضايا .. أن تكون لدينا مكتبة فيها أحدث ما أخرجت المطابع .. أن نرى النيل أكثر عطاء .. وأن نرى الناس أكثر رقياً .. كنا بسطاء .. وكانت الحياة بسيطة مثل أحلامنا , قوية مثل عزائمنا .
حمل كوبري ابو العلا كثيراً من ذكريات شبابنا .. مشينا عليه ونحن نردد " هلت ليالى القمر " .. " ياللة كان يشجيك أنينى " .. " غلبت أصالح فى روحي " .. ومعه عشنا أجمل لحظات عمرنا مع صوت أم كلثوم .
وفيه غنينا النهر الخالد .. والجندول وهمسة حائرة .. وطفنا مع عبد الوهاب .
ثم كانت الليالى .. وفى يوم فى شهر فى سنة . وصافينى مرة .. ونغنى والمغنى يطول مع العندليب ...
ومع كوبرى أبو العلا كانت الاحداث العظيمة فى حياتنا .. وكانت أيضاً الجراح العميقة .. على كل المستويات فى السياسة .. وفى الحلم ... وفى الحب ...
مشينا عليه ونحن نردد هتافات الثورة فى أمجادها .. وبكينا ونحن نداوى جراحها وجراحنا فى انكسارها .. وشاهدنا عليه وجوها كثيرة .. من اخد بيدنا .. ومن نصب علينا .. ومن باع لنا " الترماى " رغم أننا نقف فى منتصف النهر العريق ..
بيانات الكتاب :
الأسم : قضايا ساخنة جداً
تأليف : فاروق جويدة
الناشر : دار غريب
الحجم : 3 ميجا