‏إظهار الرسائل ذات التسميات ادب حداثي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ادب حداثي. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 6 مارس 2015

أدب الصمت: إيهاب حسن ترجمة: محمد عيد إبراهيم/ كاملاً

أدب الصمت: إيهاب حسن
ترجمة: محمد عيد إبراهيم



1

تبدو فكرةُ الطليعيين اليومَ بالغةَ البساطة. وقد خسرنا، بتعوّدنا على تحمّلِ الأزمة، حسَّ الثقةِ بالتوجّه. أيّ طريقٍ تلوح؟ فالأدب، يتحوّلُ ضدّ ذاته، ويتوقُ إلى الصمت، يمضي في تلميحاتٍ مقلقةٍ من الانتهاكِ(1) والرؤيوية(2). وإن وجِدَ طليعيٌّ في عصرنا، فقد ينوءُ بالكشفِ عن انتحارٍ. يأتي مصطلحُ "لا أدب" بإزاءَ "لا مادة"، للترميزِ فقط وليس انحرافاً لأشكالٍ، بل لنوايا وطاقةٍ تنقلبُ للخارج. فهل يكونُ المستقبلُ عندئذٍ، وبكاملهِ، شريداً وكارثةً لكلّ مَن يزاولُ الأدبَ؟   
مع أني لا أثقُ في أن الكلمةَ تُنهك إمكاناتِ الروح، إلا أني أعترفُ بأن الكارثةَ تذهب وتعود بترنيماتٍ حاذقة. ولقد زعمَ الصوفيون دائماً أن الكتابةَ هي سبيلٌ للخروج، وأن نهاياتِ الأشياء تؤذِنُ ببداياتِ الجديد ـ مفارقةٌ سلبية، كما ندّعي اليوم، لكنها صيغة للمفارقة برغم ذلك. فالصمتُ في الأدب ليس نذيراً بموتِ الروح، بالضرورة. 
هذه النقطةُ التي توضّح الأدبَ الجديد مختلفةٌ: فمهما كانت الجدّة حقاً فهي تتحاشَى المِعيارَ الاجتماعيّ والتاريخيّ والجماليّ الذي أعطى هُوِيةً للطليعيّ في فتراتٍ أخرى. إن قوةَ المراوغةِ أو الغيابَ، في الأدبِ الجديد، متطرّفةٌ في الواقع؛ فهي تضربُ في الجذورِ والتياراتِ، استعارياً، بصمتٍ رائع. لكن القوةَ نفسها، تتصاعدُ في الجذع والأوراق، لتنفجرَ بصخبٍ بابليٍّ(3) هائل. ما نسمعه أكثرُ هو صرخةُ الانتهاك، صوتُ الرؤيوية. ألمحَ كلٌّ من هنري ميللر(4) وصامويل بيكيت(5) إلى الصمتِ، فهما ثرثاران متسلّطان، وفيما بينهما، صدرَت ملاحظاتٌ كاملة عن الكلامِ الأجوفِ الجديد. وليس اقترانهما بذلك خيالاً طفيفاً. فقد وقفا كمرآةٍ تبدعُ خيالاً عصرياً، ثم انتهيا إلى تأمّل افتراضاتٍ غريبة. وبأسلوبِ الكلام القديم ذاته، صارا اليوم، من أكبرِ الطليعيين. 

النص كاملا هنا .

الترجمة وحقوق النص حقوق لمدونة جورج باتاي . كل الحقوق محفوظة .

الجمعة، 30 يناير 2015

قصص تفاعلية على موقع كم كلمة / مشروع جديد / مواقع مفيدة

قصص تفاعلية على موقع كم كلمة / مشروع جديد / مواقع مفيدة 
سهى أبو شقرا - العربي الجديد .


قد تكون الفرصة متاحة أمام من يكتب باللغة العربية، أو يرسم أو يصوّر، للمشاركة في نوع مبتكر من الكتابة القصصية الجماعية عبر المشروع الإلكتروني "كم كلمة" ليكون الفضاء الذي يتسع للكثير من المواهب. 

إحدى مؤسسات المشروع سيرون شاميكيان المُدرّسة والمتخصصة بتكنولوجيا التعليم، تصف الموقع الإلكتروني "كم كلمة" KAMKALIMA بأنه منصة تفاعلية للإبداع الجماعي، وتقول: "الاسم يعبر بالضرورة عن المضمون، فالمنصة هي المكان الذي يحتضن الأفكار والمشاركات والإبداعات باللغة العربية، والتي تقوم على مبدأ التفاعل والعمل الجماعي بين المشاركين". 

وتوضح شاميكيان، التي عملت في حقل التعليم على مدى 23 عاماً، أن المشاركة في كتابة قصة قصيرة أو رواية لا تعني أن الموقع سيستقبل قصصاً منجزة، أو روايات كاملة وينشرها، لأن فكرتنا للموقع مختلفة تماماً. وتضيف: "حتى لا نتحول إلى دار نشر إلكترونياً، فإن كتابة القصة على الموقع هي عبارة عن عمل جماعي، يكتبها أشخاص متعددون. فمن يبدأ كتابة إحدى القصص عليه الالتزام بألا تزيد مشاركته على 25 كلمة فقط، أي ما يعادل 300 حرف، فإذا وجد مشارك آخر أن لديه إضافة مكملة القصة فيزيد بدوره 25 كلمة، وهكذا تضاف المشاركات إلى أن يصبح لدينا قصة متكاملة". وتشير إلى أن المشاركات لا تنحصر بالكتابة، بل تتعداها إلى الصور والرسوم. فكل قصة تحتاج إلى رسام أو مصور لكي يكملها، والتي بدورها تخضع للتصويت، فإما تصبح جزءًا من العمل المكتوب، وإما تخرج من المنافسة. 

تعود نواة المشروع إلى نحو ثماني سنوات، عندما بدأت مجموعة من المدرّسات، تلاحظ لدى التلاميذ مشاعر اللامبالاة تجاه الكثير من القضايا والمسائل المحيطة بهم. وتتابع: "أردنا فكرة تمزج التعليم بالتكنولوجيا. واتفقنا جميعنا على أن فكرة موقع إلكتروني يعلم اللغة العربية وقواعدها سيكون مملاً بالتأكيد، وكان الإصرار على إيجاد طريقة مسلية وسريعة واجتماعية ومفيدة في الوقت نفسه". 

وتقول: "قبل أن تتحول فكرتنا إلى موقع إلكتروني، وكانت تحمل في البداية اسم "ألِّف" حملناها في مايو/أيار 2014 إلى منتدى أم آي تي للمشاريع العربية الناشئة MIT Enterprise Forum Arab Startup Competition، وكانت المفاجأة بأن فكرتنا لاقت الإعجاب والترحيب، وفزنا بلقب Best Women Entrepreneurs من بين نحو خمسة آلاف فكرة كانت مطروحة في المنتدى". 

وتلفت شاميكيان إلى أن الإطلاق الأولي للموقع سيكون يوم 31 يناير/كانون الثاني (غداً) بحضور مجموعة من الإعلاميين والمختصين، الذّين سيساهمون في دعم المنصة عند إطلاقها رسميًا، وذلك يوم 19 فبراير/شباط المقبل. وسبق تحديد موعد الإطلاق الكثير من الاستعدادات والعمل على التفاصيل، ومنها طريقة المشاركة فيه وشروط المشاركة. 

لم يحسم القيمون على "كم كلمة" طريقة نشر الأعمال الرابحة من قصص أو روايات أو أية مشاركات أخرى من صور ورسوم، لكن سيرون تقول: "بانتهاء القصة يتم تحويلها إلى مكتبتنا والتي ستكون متاحة أمام المشاركين والزوار. ومخزون مكتبتنا سينشر لاحقاً إما في مجلات أو في كتب إلكترونية... هذه المرحلة سابقة لأوانها".

«إنسان آلي» مؤلف للروايات

«إنسان آلي» مؤلف للروايات حلم اقترب تحقيقه



«الاقتصادية» من الرياض
تسير التكنولوجيا والتطورات الإلكترونية في هذا العصر بسرعة صاروخية ربما يعجز الإنسان عن تداركها ويتأخر كثير منا عن ركابها فبعيدا عن أفلام الخيال العلمي الذي غزت العالم من خلال السينما الأمريكية يأتي لنا باحثون يعملون على استخدام الذكاء الاصطناعي لتأليف روايات وقصص قصيرة، ويأتي السؤال الذي يطرح نفسه هل سنرى يوما مؤلفا آليا صنعه الإنسان وأدخل له حياته عبر أوامر إلكترونية.
يؤكد راي كيرزويل، مدير قسم الهندسة في شركة "غوغل" الأمريكية، بأن أجهزة الكمبيوتر ستكون أكثر ذكاء من أي إنسان بحلول عام 2029.
 
 
 
ويعتقد "ستيفن هوكينغ" و"إيلون ماسك"، مؤسسا شركتي "باي بال" و"تيلسا"، أن كيرزويل محق في رأيه. وفي بداية هذا العام، كان هوكينغ وماسك من بين الموقعين على خطاب مفتوح يدعو إلى تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، وذلك في ضوء التهديد الذي يشكله ما يسمى بالانفجار المعلوماتي.
وتأتي رواية جورج أورويل "1984"، لتؤكد لنا الفكرة، حيث نرى فيها "العمال" تقرأ كتبا ألفها إنسان آلي، لكن تلك الآلة لن تستطيع أن تحل محل الكاتبة الكندية مارغريت آتوود، على سبيل المثال.
يرى كيفين واريك، أستاذ علم المستقبليات، أن أجهزة الكمبيوتر ستكون قادرة على ذلك قريبا. وعلى المشككين في ذلك أن يتذكروا أن واريك تنبأ بظهور الطائرات بدون طيار وهناك برامج نجحت في كتابة قطع شِعرية، أو ما شابه ذلك، منذ عام 1983 عندما ألّف برنامج يدعى "راكتر" كتاباً تجريبياً باسم "لحية الشرطي نصف نامية".
ووجدت بعض الأجهزة لتكتب روايات كاملة – إلا أنه لن يروق لك قراءتها في الزمن المنظور وهذا الجهاز من ابتكار مجموعة من الخبراء العالميين في مجال التعلم الآلي والبحث عن المعلومات على شبكة الإنترنت وابتكار الأساليب الروائية والمجازية والفكاهية، على رأسها سيمون كولتن من كلية غولدسميث في جامعة لندن.
ويعمل الجهاز عن طريق ابتكار سيناريوهات بمختلف الأشكال الإبداعية، وبأنماط أدبية تراوح ما بين نمط والت ديزني إلى نمط فرانز كافكا، وكل ما عليك هو اختيار الأسلوب الأدبي، وبضع تفاصيل أخرى من قائمة معدّة سلفا، قبل أن يصدر الجهاز محاولاته الإبداعية.
ما يقوم به هذا الجهاز حاليا هو ضرب من المحاولة والخطأ، فعند اختيار نمط كافكا على سبيل المثال كأسلوب للتأليف، تميل النصوص التي ينتجها الجهاز إلى محاكاة نمط كافكا في الكتابة إلى حد ما.
وفي النهاية، فإننا نتجه للأعمال الأدبية لكي نعمق فهمنا للحالة الإنسانية، كما يستمد العمل الأدبي سحره من الخبرات الحياتية والعاطفية التي عاشها الكاتب، بالإضافة إلى إبداعه بالتأكيد. وحتى لو تطورت الحواسيب لتكون قادرة على معرفة مذاق الطعام بالنسبة للطفل أو الإحساس بأول شعاع للشمس في فصل الربيع بعد شتاء طويل، فإنها لن تكون قادرة على إدراك تلك الأحاسيس مثل البشر، ونتيجة لكل ذلك، لن يستطيع أي روبوت أن يجاري كاتباً قصصياً.

الخميس، 29 يناير 2015

التغريد شعرا . موقع يحول تغريداتك الى شعر منظوم . - لا يدعم العربية

"POETWEET"موقع برازيلي يحول تغريداتك لـ"قصائد شعرية"




أصبح بإمكان المستخدمين ترجمة تغريداتهم إلى أشعار بفضل موقع برازيلي جديد "Poetweet" أو "تغريدات شعرية" صمم خصيصًا لذلك، من خلال تحويل النصوص المكتوبة على تويتر إلى قصيدة شعرية أو مقطوعة موسيقية.

ودون الحاجة إلى التسجيل في الموقع، يتيح تحويل تغريداتك إلى أبيات شعرية، وبإمكانك الاختيار بين عدة أشكال للمقاطع الموسيقية الشعرية. 

ووفقًا لموقع "ذي نيكست ويب" الإلكتروني التقني، كل ما عليك هو كتابة التغريدة التي تريد تحويلها والانتظار قليلاً لحين انتهاء الموقع من معالجتها، وتقديمها في قالب شعري ساحر.

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

دار «الكرمة» تعيد نشر روائع الأدب المصري منذ أربعينات القرن الماضي / خبر

دار «الكرمة» تعيد نشر روائع الأدب المصري منذ أربعينات القرن الماضي




سعيا لتثقيف الأجيال الجديدة وإمدادها بروائع الأدب المصري، أصدرت دار «الكرمة» للنشر سلسلة جديدة بعنوان «مختارات الكرمة»، تعنى بنشر المنسي والنادر من الكتب العربية، وتركز بصفة خاصة على الكتب التي اختفت من المكتبات، ولكنها ما زالت مهمة وممتعة ويبحث عنها القراء الجادون.
«الكرمة» دار نشر عربية تأسست عام 2013 بالقاهرة، وتنشر كتبا عربية ومترجمة. وقد بدأت الدار الشهر الماضي بنشر 4 عناوين تمثل باكورة المختارات، إذ صدر عن السلسلة رواية «مليم الأكبر» لعادل كامل، وهو الأديب الذي حصل على الجائزة الأولى لمجمع اللغة العربية عام 1943. وتحتوي طبعة «الكرمة» على المقدمة التي كتبها عادل كامل عن الأدب العربي، والتي وصفها شكري عياد بأنها «باكورة من بواكير الحداثة»، واعتبرها خيري شلبي «أهم بيان حداثي في تاريخ الأدب العربي الحديث»، ويلي الرواية نص نجيب محفوظ عن «عادل كامل، والحرافيش، والأدب»، الذي قال فيه إن عادل كامل كان في طليعة جيله من حيث الجودة والامتياز، هذا الجيل الذي ضم: عبد الحميد جودة السحار، وعلي أحمد باكثير، ومحمود البدوي، ويوسف جوهر، وحسين عفيفي، وأحمد زكي مخلوف، وأن كامل هو من دعاه للانضمام إلى الحرافيش.
والرواية بحوار مجازي مع شخص يدعى «مليم» نشأ يجول الحي بصحبة أبيه، بائع الجرائد ثم الزهور والمخدرات. حياة هانئة حرة قضاها مليم، إلى أن دخل أبوه السجن، فقرر أن يزاول عملا شريفا. وعلى الرغم من نياته الطيبة، انتهى مليم أيضا وراء القضبان، بسبب سذاجة خالد، ابن الباشا، الثائر على أبيه ومجتمعه.
بعد الخروج من السجن يعمل مليم في «القلعة»، حيث تعيش خلية شيوعية متنوعة من الهامشيين والمنظرين، فتعود الحياة إلى خفتها، ويعود مليم إلى النصب البريء بمساعدة صديقته الرسامة. وعندما يلتقي مليم بخالد مجددا يستدرجه بحيلة إلى القلعة، فيغرم خالد بالرسامة وبوهم الحياة البوهيمية، لكن الأقدار ستؤدي بكل منهم إلى حيث لم يتوقع. وهي رواية ممتعة، تصور بسخرية لاذعة التمرد المزيف والثقافة الفارغة، وأحلام التغيير.
وتضم سلسلة المختارات واحدة من أعذب المذكرات العربية، وهي «مذكرات جندي مصري في جبهة قناة السويس»، لأحمد حجي، الذي استشهد عام 1972، وهي أول مذكرات نشرت لجندي مصري عادي، وكانت رقابة السبعينات في مصر قد منعتها، وهي سيرة ذاتية ليوميات حرب الاستنزاف تسجل حماس الجنود ومشاعرهم تجاه العدو ومعاناتهم مع الغارات الجوية والبرد والصحراء وكيف كانوا يرون واجبهم تجاه أرض مصر. وتعكس المذكرات مشاعر هذا المجند ومعايشته لأجواء الحرب وقسوتها واستشهاد زملائه. وقد كتبت بلغة سردية تصور بدقة أحداث تلك الفترة: «الجمعة 19 ديسمبر 1969.. على الرغم من أن القمر كان قد استكمل استدارته، وعلى الرغم من أن أشعته كانت تلون كل ما يحيط بنا في المنطقة باللون الفضي، فإن ذلك لم يحرك مشاعرنا في شيء مثلما تتحرك مشاعر الكتاب والفنانين والشعراء. فمع ضوء القمر عرفنا أن طيران العدو سوف يأتي ليلقي حمولته من (النابالم) على مواقعنا في الجبهة... كان الخندق ضيقا وكنا أكثر من عشرة جنود نتكوم فيه ملتصقين بعضنا ببعض، حتى نحمي أنفسنا من البرد الزاحف علينا من سيناء ومن البحيرات الممتدة خلف مواقعنا العسكرية». والمؤلف يروي أيضا حكايات جمعت الجنود المسلمين والمسيحيين وكيف استشهد مجندان، أحدهما مسلم والآخر مسيحي، وقد كان الجميع يظن أنهما توأمان، وكانا الأكثر مرحا داخل المعسكر.
و في الأربعاء 5 أغسطس (آب) 1970 كتب المجند الشهيد أحمد حجي: «في الجبهة يولد الإنسان الجديد، يولد بين اللهب وأمام رصاص البنادق الآلية، وشظايا الدانات والقنابل، وتحت طائرات العدو المغيرة، هنا يجب على الإنسان أن يتخذ موقفا واضحا محددا، إما أن يخاف ويجبن، وإما أن يقف في شموخ، دون أن تهتز منه شعرة واحدة، وفي الجبهة شاهدت ميلاده مع الاشتباكات اليومية بيننا وبين العدو».
ومن الروايات التي نفدت طبعاتها منذ زمن طويل، رواية إدريس علي «دنقلا»، وهي من أهم وأجمل ما كتب عن مأساة النوبة وأهلها. رواية إدريس علي المؤلمة والصادقة عن مأساة النوبيين تدور حول عوض شلالي الذي ناضل لسنوات مع المصريين من أجل الحرية ورفع الظلم، فيقضي 10 أعوام في عذاب السجون المصرية، وعندما يهرب إلى السودان يحاول إعادة مجد مملكة كوش النوبية وعاصمتها المتألقة دنقلا، ولكنه يواجه بتوجس النوبيين أنفسهم من مشروعه، فيسافر إلى أوروبا 9 سنوات يعيش فيها قصة حب مع امرأة فرنسية، تجبره تقاليد عائلته على تركها والزواج بحليمة، التي كانت تهتم بأمه الفقيرة العمياء، فيقرر عوض أن يسافر مجددا إلى غير عودة، ليترك حليمة وحيدة، فتتمرد على مجتمع تقاليده لا ترحم.
وكذلك رواية «الشبكة»، التي اعتبرها الكثيرون أروع ما كتبه شريف حتاتة، وهي رواية لاذعة ومشوقة وممتعة عن مصر في الثلاثين سنة الماضية. وقال عنها الروائي يوسف القعيد: «من الروايات المظلومة... نص جميل... تتفوق حتى على أعمال شريف حتاتة التالية لها».
إنها رواية لاذعة ومشوقة وممتعة عن مصر في الثلاثين سنة الماضية. في هذه الرواية السياسية المثيرة يقرر المناضل اليساري خليل منصور خليل، بعد تجربة السجن المريرة، أن ينسحب من العمل العام، ثم يعمل في شركة للأدوية، ويتزوج ويعيش في هدوء وسعادة، إلا أنه سرعان ما يجد نفسه متورطا في إضراب للعمال الذين يرفضون بيع الشركة لشركة عالمية، فيطرد من الوظيفة. وفي هذه الظروف السيئة يتعرف خليل على الشابة الأميركية «روث هاريسون»، وتنشأ بينهما علاقة حب قوية، فيترك من أجلها زوجته وطفله. ولكن يتضح له في ما بعد أن لها علاقات مريبة بأجهزة دولية. وعندما تكتشف جثة «روث» في فراشها يتهم خليل بقتلها، فيجد نفسه واقعا في شبكة غامضة ومعقدة من العلاقات والفساد السياسي والمخابراتي والاقتصادي المحلي والعالمي.
ومن المنتظر أن تصدر «الكرمة» 9 إصدارات أخرى، من بينها: «النزول إلى البحر» لجميل عطية إبراهيم، و«شخصيات حية من الأغاني» لمحمد المنسي قنديل، و«حديث شخصي: أربع تنويعات - بدر الديب»، و«ملك من شعاع» لعادل كامل، و«الرحلة» لفكري الخولي.


الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

وجوه إيمان مرسال.. مؤمن سمير


وجوه إيمان مرسال.. مؤمن سمير

مصدر المقال : موقع كَتَبَ .

وجوه إيمان مرسال.. الأخت التي تكمن خلف التفاصيل


كان الزمن بدايات تسعينات القرن الماضي وبداية مرحلتي الجامعية عندما سمعت اسمها للمرة الأولى مقترناً باسم ادوار الخراط، والحقيقة أنني لم أحفل بها بقدر ما أشرت بعيني وقلبي لإدوار.. كنت ساعتها مبهوراً بألعابه اللغوية وثقافته الجبارة وتعدد مناحي عطاءاته من إبداع – لم أجرؤ أيامها على الاعتراف بأني لا أستوعبه جيداً وأَمَلُّ منه بسرعة لكني أُجِلُّ هذا الإبداع إكباراً و( مَنْظَرَةً ) أيضاً !- ونقد أدبي ونقد تشكيلي وترجمة الخ الخ.
كتب ادوار عن ديوان إيمان الأول “اتصافات” الصادر عام 1990 في جريدة الحياة اللندنية سنة1991.. وهو الديوان الذي تستطيع أن تجد فيه الآخرين بسهولة ولا تجد إيمان إلا قليلاً، لكنها سرعان ما تظهر بكامل أناقتها ووهجها وألقها الذي سيدوم طويلاً – في العام1995 مع ديوان “ممر معتم يصلح لتعلم الرقص” الصادر عن دار “شرقيات” التي ارتبطت بعد ذلك ومن قبل ذلك بقليل – بالنص الجديد.
كنت في المنتصف بين أسوار الجامعة العالية وبين الشمس الحارقة اللاهبة التي لا ترحم المكونة من الأسئلة الشاقة واهتزازات اليقين والبرد والعطش النفسي، ولم تكن الجامعة تعني لي بالضبط إلا ثلاثة أشخاص مهمومين وقلقين على الدوام، رغم أن الأمل يحدوهم في فهم العالم والتعاطي معه بوعي: الروائي الراحل محمد ربيع، والشاعر والقاص حاتم جعفر، والثالث زائغ النظرات المرتعش الدائم الذي هو أنا.. مَدَانا وأُفُقنا له حدود ضيقة ومتسعة في آنٍ واحد: الكتب، وشباب حزب التجمع الغاضبين من مهادنة الحزب، وأكرم ألفي الشاب ضئيل الحجم الذي كان يقود الحركة الثورية في بني سويف حتى اعتقل في زنزانة واحدة مع الفنان عز الدين نجيب، في اضطرابات قانون الملكية الزراعة، ورسم له بورتريهاً رائعاً في مجلة روزاليوسف علقناه على باب الجامعة ولم يصمد إلا 17 دقيقة بالضبط، قبل أن يمزقه حرس الجامعة.. ووائل توفيق الذي كان يحاول مع رفعت السعيد أن يحصل لنا على دعم لاستمرار نشراتنا التي كنا نقوم بتصويرها وتوزيعها وكان ساعتها يرفض وهو يضحك.
وفي القلب من محاولاتنا المحمومة لالتهام كل ما تقع عليه أعيننا وتدبير الكتب، الممنوعة والمصادرة والغالية بالاستعارة والتصوير، كنا ندرك ثلاثتنا أننا نريد أن نكتب وفقط.. ربيع يصل إلى قناعة بكتابة ساخرة تقلب كل ما هو رسمي ومحترم ومهذب.. وحاتم وأنا بعدما ملأنا (أجندات كاملة) بقصائد متأثرة بالسبعينيين قررنا أن نضع كل هذا في (كرتونة) بعيدة، وأن يكتب كلٌ منا قصائد بلا أي ماضٍ ولا قناعة مسبقة.. هكذا في الهيولى الفني.. يعني يَئِسنا من أنفسنا فقلنا نمسك بقلمٍ حر وأكثر خفة ونرى ماذا سيكتب، بشرط وحيد هو أن نكتب أنفسنا وأجسادنا وحيواتنا نحن، التي نحسها ونشمها ونلمسها.
وهكذا كتبنا قصائد مقشرة، بسيطة، بلا أي أردية ومعاطف وزخارف لغوية.. تشتبك مع تفاصيلنا الصغيرة التي من لحم ودم، بلا أي تجريدات وذهنيات وبهلوانيات شكلية أرهقتنا نحن قبل أي أحد.. ولكن المفارقة أن شجاعتنا وثوريتنا خانتنا بعد عدة محاولات لعرضها على آخرين.. صرنا نخشى أو نخجل أحياناً.. لا مجازات رصينة براقة ولا لغة فخمة ولا كلمات متوهجة (تسند النصوص) ولا إيقاع على الإطلاق.. (ذَكِّرْنِي بآخر مرة يا حاتم ؟ أظن قالوا إنها مجرد خواطر..).. الأوغاد.. إلى أن هلَّت فوق الفَتيَيْنِ شمسان، لمَّا تصادف أن قرأنا في إحدى المجلات عرضاً لديوانين صدرا عن دار شرقيات هما “ثمة موسيقى تنزل السلالم” لعلي منصور و”ممر معتم..” لإيمان مرسال.. كان الأمر بمثابة كوبٍ من النبيذ من على مائدةِ آلهةٍ لا تعرف الكرم.. حيث فوجئنا أن كتابتنا تشبه النماذج المطولة المعروضة في المجلة.. ولم نُكذِّب خبراً وانتظرنا أول شارات النهار ونزلنا القاهرة وتهنا كثيراً حتى عدنا بنسخة من كليهما، التهمناهما ونحن نسير في الشوارع ونصطدم بالبشر والحوائط الوهمية.. وهكذا أحسسنا أن كتاباتنا اكتسبت مشروعية ما وسبباً حقيقياً للوجود بوجود أصدقاء وسِرْبٍ ما، على وجه الدقة.. ورغم أن الاثنيْن ينتميان إلى جيل الثمانينات السابق علينا – الحقيقة أن منصور أكبر في العمر كثيراً وبدأ في النشر مبكراً جداً – وأنهما نشرا قصائد تفعيلية كثيرة، إلا أنهما صارا وردتين في عروة الكتابة الجديدة، ليس فقط بالنسبة لنا وإنما بالنسبة للتسعينيين جميعاً..
(بعد فترة من الكتابة تحررتُ من فكرة التقسيم الجيلي وصرت أتعامل مع كل شاعر على أنه مشروع في حد ذاته، لا يمتلك ألقاً أو إخفاقاً بسبب كونه في حركة ما أو مرحلة عمرية ما أو في تيار أو اتجاه معين، رغم أهمية هذا في إدراك مداخل التجربة.. بل يرجع الأمر في الأساس له هو، لشاعريته وديوانه الكبير الذي يحوي سمت اكتماله وضفاف شواطئه أو على العكس السِكَّةِ الضيقة لمقبرته.. وأصبح كل ما أحكيه وغيره، وكل ما نسعى لمعرفته من نميمة فنية أو حتى نقد رصين، رتوشاً هامة جداً “حول” التجربة وليست هي التجربة.. تلك التي يتكفل بها النص والنص وحده وهذا هو اختباره الدائم والوجودي..) وسأنحرف عامداً عن البهي علي منصور، الذي سار في دربه المميز وكتابة قصائد تندهش من مفارقات الكون والتاريخ والنفوس، وتبحث عن كل ما هو صافٍ وشفاف خلف السطوح إلى أن وصل في أعماله الأخيرة لغايته، وهي مناوشة الروح التى يراها مظلومة ببقائها مدفونةً خلف الجِلْد.
تجربته الروحية العميقة تلك، ومقدماتها الظاهرة منذ البداية، وضعته في موقع “الحكيم” والأخ الأكبر – رغم مرونة نصه وديناميكيته – بالنسبة لنا.. أما إيمان فاحتلت موقع الأخت، الصاحبة التي كانت من سنوات تجلس معنا على نفس (التختة) والتي يمكن أن تجري وتسبقنا وظلها الصغير يسبق ظلنا، فلا نغضب أبداً بل نضحك ونمد لها أيادينا خوفاً من أن يمسها العابر بهوائه الساخن، بينما تراقب هي وتختزن بكل مكر:
“جيد
أن أُعيدَ تأمُّل صور الطفولة
فقد أُزيحُ فكرتي المستقرة
عن أنني كنتُ مشروعاً جميلاً لشخصٍ آخر
أفسَدَتْهُ رهاناتي الناجحة”
تنتمي إيمان لفئة من البشر والمبدعين يتحلون بنفس سمات ورتوش “الأيقونة” أينما حلُّوا وفي أي مرحلة.. كل ديوان يصدر لها نتلقفه ببهجة تليق به.. “المشي أطول وقت ممكن” 1997، “جغرافيا بديلة “2006”، “حتى أتخلى عن فكرة البيوت” 2013 الذي قطَّرت فيه الشعر حتى غيَّر جلدهُ وظهر في أهاب السرد وهيئته وفي ريش الحكي ونسيمِهِ:
“المرأةُ المكتئبة التي تتحرك في المشهد ليست فقط امرأة وليست فقط مكتئبة، إنها تلك المغنية المعتزلة، أنتم تعرفون قصتها، المخبولة“
لما حَصُلَت على الدكتوراة سَعِدْتُ فعلاً، ولما أنجبَت ولداً كنت أقول لكل من أقابله من الأصدقاء (إيمان خَلِّفت..) حتى عندما حدثت أزمة اتهامها بالتطبيع لم أهاجمها وتعاطفت معها رغم خرقها لثابتٍ برَّاق وحقيقي.. نصوص إيمان هي جِلْد جيلنا ونظارته الشمسية ثم نظارته للقراءة.. الجيل المغترب الأبدي:
“(أنا وأصدقائي في عزلة) هو العنوان الذي فتحَ به الله عليّْ“جيل سقوط اليقينيات والحكايات الكبرى وأزمته الحقيقية الكامنة في أن أحداً لم يحنُ عليه تشاؤماً أكثر من أي شئ آخر، لأنه الابن المتولد عن الخراب الملون وأفاعيه، الذي اضطر للغرور والضجيج والادعاء بأنه الأهم بعد الرواد، وكونه لم يتحرر نهائياً كما ظن وادعى، بعدما انزاح المطلق واليقيني والثابت من على كاهله وإنما لم يلقَ إلا الفراغ والواقع بفجاجته.. الجيل الذي كان بارعاً في اختراع موضات من قبيل كتابة الجسد، ونفي الأيدولوجيا، وباترونات التفاصيل الخ الخ لأن المسكين كان يريد عن طريقها أن يحيا أطول، فتلقف حظه الذي أتى به في لحظات التحول الدراماتيكية في العالم وهو خائفٌ وبردانٌ ومتفائلٌ في نفس الوقت، مما جعله مرتبكاً دائماً وحزيناً بدون تصنُّع:
“أنا التي تركتُ بلداً في مكانٍ ما لأتمشى في هذه الغابةِ
أحمل جثةً لم ينتبه لغيابها السِربُ..” 
قصائد إيمان التي تبحث عن رفة عينٍ بسيطة وحرة هي قصائدنا.. تمردها هو بيوت مرايانا المخدوشة.. أسئلتها الوجودية هي جرحنا، ووحدتها هي سِرُّنا.. شجاعتها في البوح هي طموحنا.. حتى النكهة الأيدلوجية السارية في كتابتها تأتي وكأنها تعوض تجريدنا لهذا الجانب.. حكمتها الناقصة دوماً هي حكمة من فوجئ بشعيراته البيض وتعايش معها بسرعة بأن تخلى عن النظر في المرآة واستبدله بالتحديق في كفه.. النوستالجيا الفاضحة تحت تنورتها هي حنيننا المجهض كل يوم:
“(ميت عدلان) قريتي العزيزة الجميلة، وطني الذي يزورني كل ليلة في الكوابيس..”
إيمان بنت الهامش، والعابرة لجيليْن على الأقل، هي أكثر الناس اشمئزازاً من فكرة الهالة والبريق.. وتقول في حواراتها إنها لا تملك مشروعاً ولا تقصد ولا تريد.. ولكن الحقيقة أنها بسبب يقينها هذا كسرت الحواجز بين الشاعر والدور والصديق والصاحب.. نصوصها لا تطمح إلا لصداقةٍ مع قارئٍ أو صاحبٍ أو إنسانٍ بعيدٍ يشبهها:
“لماذا لا تأتي ؟
أشكُّ في حزنكَ
أنت واقفٌ ما زلتَ على قدميكَ
أنيقٌ بلا تحَفُّظ..”
ويبدو لا تزال تنجح في ذلك.