‏إظهار الرسائل ذات التسميات فن تشكيلي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فن تشكيلي. إظهار كافة الرسائل

السبت، 28 فبراير 2015

رينوار ... أبي لـ جان رينوار * pdf

رينوار ... أبي لـ جان رينوار 







جان رينوار ، (المولود في 15 من سبتمبر 1894م - 12 من فبراير 1979) كان مخرج أفلام وكاتب سيناريو وممثلاً ومنتجًا ومؤلفًا فرنسيًا. وكمخرج وممثل، قام بعمل أكثر من أربعين فيلم من حقبة السينما الصامتة وحتى أواخر ستينيات القرن الماضي. وعادة ما يعتبر النقاد أفلامه الوهم العظيم (Grand Illusion) (1937) وقواعد اللعبة (The Rules of the Game) (1939) من بين أفضل الأفلام على الإطلاق. وكمؤلف، فقد كتب سيرة ذاتية مميزة لوالده، وهو الرسام بيير أوجاست رينوار، بعنوان رينوار، والدي (Renoir, My Father) (1962). وتم تصنيف رينوار من خلال اقتراع أجراه نقاد معهد السينما البريطاني (BFI) تحت عنوان سايت أند ساوند (Sight & Sound) كأفضل رابع مخرج على الإطلاق



الكتاب، هو ذكريات ابن، ملأى بالحنين، عن أبيه في خريف عمره، دوّنها عندما بلغ هو نفسه هذه المرحلة من العمر. عمراهما المتقدمان أنتجا، بشكل مؤثر، مزيجاً مؤثراً من الحنين للماضي.
غلب على كتاب «أبي رينوار» طابع المرح واتسم أحياناً باللهجة الفظة، التي ميّزت أفلام ما بعد الحرب لجان رينوار، أكثر مما اتسم بالجدّة النقدية لأفلامه العظيمة، مثل «الوهم الكبير» و«قواعد اللعبة» لكن حين يبلغ الكتاب زمن أحداث الحرب الأولى، يأخذ طابعاً أكثر مباشرة. ربما لأن جراح جان التي أصيب بها في رجله، جعلته يتعاطف أكثر مع حالة أبيه الصحية. لا يمكن للمرء أبداً أن ينظر ثانية بلا مبالاة إلى رسوم وبورتريهات رينوار، بعد أن يقرأ ذكريات جان عن معاناة أبيه الكارثية من مرض الروماتزم. بالرغم من عجزه، فإن رينوار نادراً ما توقّف عن الرسم.
إنه وصف مثير للمشاعر، ذاك الذي يصف فيه جان محاولات أبيه المبكرة في تفادي مرض الروماتزم، الذي شلّ في النهاية يديه، عندما كان يلعب البيلبوكية (لعبة كرة القَرْن)، وحين لم يعد هذا ممكناً صار يستخدم جذعاً خشبياً ناعماً.

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

امرأتان ونافذتان / فن تشكيلي / ادب






امرأتان ونافذتان

الثلاثاء, 25-نوفمبر-2014

علوي السقاف - 


الصورة الأولى: لوحة "فتاة أمام النافذة" لسلفادور دالي رسمها في 1925. والفتاة في اللوحة هي آنا ماريا، أخت دالي، التي كانت موديله الوحيد قبل أن تزيحها غالا، التي ملأت لوحاته وحياته أيضاً.
الصورة الثانية: لقطة من فيلم اللبنانية نادين لبكي "سكر بنات" اختارتها المخرجة كملصق دعائي لفيلمها الروائي الأول الذي أنجزته عام 2007، والفتاة التي أمام النافذة هي "ليال" الشخصية الرئيسية في الفيلم، لعبت دورها المخرجة نفسها.
في الصورتين لا نرى وجه المرأة، لأن "آنا" و"ليال" توليان ظهريهما لتكشف كل منهما –بانثناء- الرجل اليمنى التي لا تلامس الأرض إلا بمشط القدم وبالملابس التي تلتصق بالجسد وتنحسر عن ساقين عاريتين- امرأة فتية وحركة جسد فتي ومثير.
يقول مدير التصوير، سعيد شيمي، في كتابه "سحر الألوان من اللوحة إلى الشاشة: "الفنون تؤثر بعضها على بعض، ودائماً الفن الأحدث يتأثر بالأقدم (...). ولقد حظي فن الرسم بالترحيب الأكبر من المخرجين ومديري التصوير في الاستبيان والمرجعية لأعمالهم الفنية". مؤكداً أن الكثير من السينمائيين "تكون أفلامهم حواراً بين الكلمة والصورة، ومواجهة بين فن السينما وفن الرسم (سعيد شيمي: سحر الألوان، ص 272، 275).
وعليه فالبناء التكويني لصورة ملصق الفيلم، الذي يكاد يتطابق مع لوحة دالي، يشير بالضرورة إلى أن مرجعية لبكي التشكيلية في لقطة "ليال أمام النافذة" كانت لوحة دالي "فتاة أمام النافذة".
وعندما اختارت المخرجة هذه اللقطة، بالذات، من بين كل لقطات الفيلم لتكون الملصق الدعائي للفيلم وبالتالي أيقونة ملازمة لاسم الفيلم ومنتشرة على لوحات الإشهار وعلى سيديهات (CD) الفيلم، كانت حتماً تقصد أن تلفت انتباهنا إلى لوحة دالي، بما يفرضه تشابه الصورتين من استحضار الذهن لنافذة وظهر أنا ماريا فور مشاهدة نافذة وظهر "ليال". هذا الاستحضار هو بداية أو عنوان رسالة لبكي. فيما تفاصيل الرسالة تكمن في الفروق البسيطة والمهمة، التي بين الصورتين.
في الصورة الأولى: نظرة فتاة دالي تغطي مجالاً أرحب من شباك مفتوح على مصراعيه؛ فتاة "تتجه وتشرف بجسدها وحواسها نحو الخارج" (أثير محمد علي: نساء من موقع الإمبراطور الالكتروني)؛ فتاة واثقة لا تخشى تأثير العالم الخارجي الذي يغمر الغرفة بالضوء، والفتاة بزرقة منارة؛ "كتلة من الأزرق الفيروزي المتموج بالضوء تكلل امرأة "المنظر من النافذة يطل على البحر الذي طالما يجلب غرباء؛ لكن فتاة دالي لا تخشى ذلك، فالرسام عكس "في زجاج النافذة جزءا من مشهد الخليج، كأنه يؤكد على حضور صورة البعيد في المدى القريب" (السابق)، أو حضور الخارج في الداخل، والداخل في الخارج.
في الصورة الثانية: "ليال" تختلس النظر، إلى خارج لا نراه، من فتحة صغيرة في شباك مغلق. "ليال" ترى خارجا لا يراها ولا نراه، لكننا نشعر به من خلال الضوء الذي يتسرب من فتحات ضيقة في النافذة المغلقة. "ليال" تتوق إلى الخارج، لكن أمامها عوائق وموانع من تخطي حدود عالمها الداخلي المحافظ، لذا تتلصص على الخارج، والتلصص فعل يمارس في الخفاء، وبه نكشف آخرين لا يروننا ولا يكشفوننا، دلالة على ازدواجية حياتها: حياة محافظة ظاهرية، وحياة أخرى باطنية تخفي نوعا من أنواع السلوك المقموع والمجرم أخلاقياً في بيئتها.

في الصورة الأولى امرأة غربية واثقة.
وفي الصورة الثانية امرأة شرقية حائرة.