مجلة 'الجديد' من لندن: منبر عربي لفكر حر وإبداع جديد
مجلة عربية جامعة تصدر عن مؤسسة العرب للنشر تطمح إلى البحث عن مثقف جديد يصنع أدواته بنفسه كي لا يكون غريبا عن الناس.
ميدل ايست أونلاين
مجلة شهرية بنظرة مختلفة على الواقع الثقافي
لندن - يصدر الأحد القادم أول فبراير/شباط من لندن العدد الأول من مجلة "الجديد" التي يسهم فيها العشرات من المفكرين والمبدعين في عموم العالم العربي وخارجه.
والمجلة التي تحمل شعار (فكر حر وإبداع جديد) تخصص ملفا عنوانه "الربيع الدامي.. المثقفون والانتفاضات العربية" ويشارك فيه الجزائريان إبراهيم سعدي وربوح البشير والسوري إبراهيم الجبين والتونسيان فتحي المسكيني وأم الزين بن شيخة المسكيني وهي كاتبة وأكاديمية ترصد تحولات "الإرهاب" في عدد من الدول العربية.
وتقول أم الزين إن في بعض الدول العربية الآن "إرهابا من نوع خاص جدا. لا يقتصر على تفجير سريع لا يظهر مصمموه إلا على الشاشات الافتراضية بل صار الإرهابيون يتجولون في قلب العواصم العربية على ظهور الدبابات في شكل من الغزو البربري والوقاحة التشكيلية والهراء التشكيلي".
وتضيف أن ما تسميه المعجم الكلاسيكي لم يعد قادرا على "معالجة هذا الشكل من البربرية التي سقط فيها العالم الإسلامي... الأخطر هو أن كل حرب على الإرهاب تعمل على إعادة توليد الشر الذي تدعي استئصاله".
ويرى المسكيني أن الثورة تحولت منذ الانتخابات التي "سيطر عليها الإسلاميون في تونس ومصر إلى ورشة مزعجة على تحرير الحرية ما بعد الدكتاتورية من غير المؤمنين بها".
وتضمن بيان العدد الأول أن المجلة "تولد في خضم زمن عربي عاصف شهد زلزالا اجتماعيا وثقافيا وسياسيا مهولا ضرب أجزاء من الجغرافيا العربية وبلغت تردداته بقية الأجزاء"، في إشارة إلى الانتفاضات العربية التي اندلعت قبل أربع سنوات وأسقطت بعض الأنظمة الاستبدادية. ويرى مراقبون أنها نجحت في القضاء على فكرة توريث الحكم في جمهوريات العالم العربية.
ويضيف البيان أن مجلة الجديد، التي من المقرر ان يعقد القائمون عليها عددا من الندوات الفكرية بمشاركة واسعة من الكتاب والمثقفين العرب، "تولد لتلم بالجديد المغامر والمبتكر أدبا وفكرا وتكون منبره لئلا تبقيه يتيما. تعطيه الفرصة التي يستحقها المستقبل من الحاضر وتؤدي له واجب الجديد نحو الأجد.. منبر يدعو إلى استئناف المغامرة الفكرية والجمالية الخلاقة التي بدأتها الثقافة العربية في أبهى لحظاتها... ستعمل 'الجديد' في خطتها الشهرية على نشر المقالة الفكرية والأدبية والرأي والدراسة النقدية والفنية والشعر والقصص واليوميات وغيرها من ألوان الكتابة" بهدف حث الكتاب على مباشرة السجال ومغادرة ثقافة الكسل والانفتاح على الآخر داخل الثقافة العربية وخارجها.
ووصف البيان الحالة الثقافية العربية التي دفعت القائمين على المجلة الى التفكير في إطلاقها قائلا "كانت الثقافة العربية قد ودّعت منابرها الطليعية، الرصينة والمغامرة، وكادت أن تنقرض آخر المجلات التي شكلت منابر تلاقت على صفحاتها الأقلام المبدعة والأفكار القلقة والجديدة التي طرحت الاسئلة الجارحة وبشرت بالرؤى الحديثة وبالأفكار المتفاعلة مع معارف العصر وعلومه ومغامراته الأدبية والفكرية، فتحاورت وتساجلت، وأسهمت في تشكيل الوعي العربي المعاصر".
والمجلة التي تقع في 160 صفحة يرأس تحريرها الشاعر السوري نوري الجراح الذي قال إن المجلة ساحة "لجميع المبدعين مشرقا ومغربا.. ستكون 'الجديد' الطريق التي تلتقي عندها كل الطرق. ستعطي المرأة الكاتبة حيزا استثنائيا بوصفها الأكثر تضررا في المجتمع من جراء الاستبداد والظلامية معا".
وأضاف أن المجلة التي تصدرها مؤسسة "العرب" للنشر في لندن وتوزع في العالم العربي ستعنى "بفتح الملفات الشائكة والساخنة انتصارا للحرية".
ويقول الكاتب العراقي هيثم الزبيدي رئيس مجلس إدارة مؤسسة "العرب" في مقال عنوانه "نحو مثقف جديد" إن "المشهد الدامي" في العالم العربي أعجز كثيرا من المثقفين العرب على تقديم تفسيرات فكرية وإن بعضهم أمام هذه الحيرة لجأ إلى الصمت والانزواء في حين غير البعض "جلده".
ويضيف أن مجلة "الجديد" تصدر حاليا لتكون جسرا إلى المستقبل "ومنبرا مقترحا للأفكار التي يمكن أن تسهم في صناعة الوعي وصياغة أسسه"، مشددا على أن ما يسميه معركة الوعي "ليست سهلة".
ووضع بيان العدد الاول خطة شهرية للمجلة، قال انها تقوم على نشر المقالة الفكرية والأدبية والرأي والدراسة النقدية والفنية، والشعر والقصص واليوميات، وغيرها من ألوان الكتابة، وتتضمن حوارات مع كتاب ومفكرين عرباً وأجانب، في الثقافة والفكر والفنون البصرية والسمعية.
وأكد القائمون على المجلة انها "ستسعى ما أمكنها إلى حض الكتاب على مباشرة سجال حول شتى القضايا الشاغلة في الفكر والأدب والفن والاجتماع، فلابد لثقافتنا العربية أن تغادر كسلها وقعودها وتنتقل من (ثقافة المونولوغ) الى (ثقافة الحوار)، ومن التقوقع على الذات إلى الانفتاح على الآخر، داخل الثقافة العربية وخارجها".
ويضم العدد أيضا ملفا آخر عنوانه (الثقافة والمؤنث: الكتابة والمرأة والجتمع) يشارك فيه الجزائريان إسماعيل مهنانة وبقطاش مرزاق والمغربيتان سعاد مسكين وفاطمة الزهراء المرابط والسوريتان دارين أحمد ولينا هويان الحسن والتونسيات منيرة درعاوي وراضية الشهايبي وهدى الدغاري والعمانية فتحية الصقري والسعوديتان منيرة الأزيمع وأميرة كشغري التي ترى أن مفهوم النسوية لا يعني المطالبة بالمساواة مع الرجال "أو اعتبار الرجل معيارا تطمح المرأة للوصول إليه" ولكن النسوية تصور لعدالة الأوضاع الإنسانية.وتضيف في مقال عنوانه (ربيع العرب أم خريف المرأة) أن "ثورات الربيع العربي" أفرزت متغيرات وأدبا يكشر حاجز الخوف.
إلا أنها تبدي قلقا من تحول الربيع العربي إلى خريف في ما يخص حقوق المرأة ومكتسباتها وخصوصا الأنظمة الجديدة التي "تنتمي للإسلام السياسي".
وفتحت مجلة "الجديد" صفحاتها لكافة الكتاب، وقالت انها لا تميز لأسماء معروفة او شابة وأنها "لن تكون حكراً على الأسماء الشهيرة المعروفة، لمجرد أنها كرست نفسها عبر الزمن، لكنها ستسعى إلى أن تكون منبراً للنصوص والمنجز الفني والبحثي الرفيع قبل الأسماء، للخيال الطليق، وللجديد في كنهه وبنيته وتطلعه".