‏إظهار الرسائل ذات التسميات داريوش شايغان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات داريوش شايغان. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 14 ديسمبر 2014

ما الثورة الدينية لـ داريوش شايغان

يطرح هذا الكتاب إشكالية العلاقة بين الحداثة والحضارات التقليدية، ويبرز تفكك البنى القديمة للنظرة التقليدية للعالم، ويكشف عما لحق هذه البنى من تهديم منظم بسبب ظهور الحداثة، وبسبب تحجر هذه البنى ضمن "المأثور" الديني. وتمثل "الثورة الدينية"، في سياق هذه الإشكالية، علامة خطيرة على فشل وعجز مزدوجين: عجز الحداثة عن إقناع الجماهير المحرومة الطريحة على هامش التاريخ؛ وعجز التقاليد الدينية عن استيعاب ما عرفته العصور الحديثة من قطيعة مع الماضي .

مقدمة


على الرغم من أن كتاب ما الثورة الدينية ؟ الذي ظهرت طبعته الأولى سنة 1982 استوحى مادته من الاحداث التي هزت العالم آنذاك فإن محتواه يتجاوز
بكثير الإطار الضيق للاحداث و ينفتح على تصدعات الفكر الكبرى . و قد ابرز للعيان البنى القديمة للنظرة التقليدية للعالم كما كشف عما لحق هذا البنى من تهديم منظم بفضل ذلك الحدث التاريخي الهائل المتمثل في ظهور الحداثة .
لم يكن الكتاب يهدف منذ البداية إلى تقديم جرد وقائعي للاحداث بقدر ما كان يسعى إلى توضيح المأساة التي تختفي وراء الظواهر كما لو أننا نحاول عن طريق فينوميونولوجيا رؤى العالم النفاذ إلى ما الثورة الدينية مسرح الصارعات الثقافية الكونية . و تصبح الثورة الدينية في هذا السياق علامة خطيرة على فشل مزدوج سواء من حيث عجز الحداثة عن اقناع الجماهير المحرومة الطريحة على هامش التاريخ أم من حيث عجز التقاليد الدينية القديمة عن استيعاب ما عرفته العصور الحديثة من قطيعة مع الماضي و هكذا نجن بإزاء انبجاس نزعة ظلامية جديدة هي الظاهرة التي سميتها ادلجة المأثور الديني و يبدو الأمر و كأن الايديولوجيا أصبحت بصيغتها الاكثر بهتانا و الاكثر خرقا نقطة التقاء مستويات مختلفة من الوعي .
و يظل هذا المفهوم الاساسي فعالا دوما و يشكل مفتاح مستغلقات هذا الكتاب . و لم تنل الاحداق اللاحقة قط من فعاليته بل اشتد عوده بفعل كونه ينهل من واقع الحرمان العنيد و الفشل المتكرر فأصبح بذلك قادرا على التحول و على التكيف مع المستجدات . فعندما يتحول قاض جديد يحسب على العلمانية بين عشية و ضحاها إلى ممارس لليوغا و يعلن فجأة (( الجهاد )) فذاك ما يبين قدرة هذه (( الظاهرة الخبيثة )) على التلون مع بقائها مطابقة للجوهر الذي اسسها أي الوعي الزائف .
و لكن على الرغم من كل ذلك ينتابني احساس بأن الاشكالية التي يطرحها الكتاب لم تفهم آنذاك . و من اسباب ذلك أن هذه المحاولة كانت تشتغل على مستويات فكرية مختلفة ، دينية و فلسفية و سوسيولوجية . لم يكن الأمر اعتباطيا بل انه مرتبط بتشعب الموضوع نفسه . فنحن نعيش في عالم مستويات التمثل فيه متعددة فلم يعد من الممكن اختزال الاحداث إلى تفسير وحيد من دون السقوط إلى الاختزالية . و التعويل على مفاتيح معرفية أخرى ليس فقط امرا نافعا بل هو ضروري للاحاطة لتعدد معاني الاحداث الثقافية . فإذا كان القسم الأول من الكتاب يعالج موضوع البنى المتحجرة للمأثور الديني – و نكتفي بالاشارة إلى أن هذه البنى لا زالت تكيف وعي قسم كبير من الانسانية – مثل مفاهيم الموجود الأول و الرؤية الدورية للزمن و تطابق الإنسان مع الطبيعة و العالم المثالي للتحولات المتبادلة ، أي باختصار كل ما يكيف النظرة السحرية الشعرية للإنسان الرؤيوي فإننا نلج بقوة في المقابل و بداية من الباب الثالث مجال القطيعة الابستيمولوجية للازمنة الحديثة .

بيانات الكتاب

الاسم : ما الثورة الدينية
المؤلف : داريوش شايغان
الناشر : المؤسسة العربية للتحديث الفكري
عدد الصفحات : 319
الحجم : 6 ميجا
تحميل كتاب ما الثورة الدينية