كتاب "أصوات مراكش" أقرب إلى معمار موسيقي شديد الرهافة والدقة والجبروت في آن معاً، ونحن على امتداد صفحاته نجد أنفسنا حيال ثلاث حركات متمايزة ومتناغمة وتجسد روح العمل.
مقدمة
" انها كتابة تمنح موضوعها سيولة تتيح لأجزائه أن تنتقل وتتقاطع وتتوالد وتتىلف , انها كتابة يلعب الهواء الحر بين سطورها , تقرأ على ايقاع التنفس الصباحي " .بهذه الكلمات أختتم ما يمكن أن نصفه بأوفى محاولة للرحيل في النسيج العقلي لالياس كانيتي بقلم عربي .
مع ذلك فان الانبهار والاحساس بالمفاجأة الذين يضخانها لم يقتصرا على صاحب هذه الكلمات وحدها وانما كمنا في الحقيقة في صلب الجانب الأعظم من
تضم أعمال كانيتي رواية طويلة , ثلاث مجموعات من المقالات دراسة هائلة للظاهرة الجماهيرية استغرق اعدادها ربع قرن من الزمان , مسرحيات عدة وسيرة حياة ذاتية مع ذلك فحينما أعلنت لجنة جائزة نوبل فوز الياس كانيتي بأعظم جائزة للآداب في العالم , تساءل النقاد والكتاب الاختصاصيون على امتداد العالم في غير قليل من الحيرة : من الرجل ؟ وما أعماله ؟ حين صدرت رواية كانيتي الموسومة " أوتو دافي " لأول مرة عام 1935 مفجرة , في اطار من الكوميديا السوداء هجوما بالغ العنف على الفاشية وموجهة نقدا شديد المرارة للقوى التي ساهمت في انهيار النزعة الانسانية الليبرالية , صدر قرار فوري بحظر تداولها في ألمانيا وقدر لها أن تنتشر كاللهب في سبع عشرة دولة , لكن ناشر الترجمة الانجليزية في لندن حيث يقيم مؤلفها أسقطها من قائمته في عام 1978 خلال المراجعة الدورية المعتادة ولم يقدر لأعماله التالية أن تجتذب اهتمام الكثيرين من النقاد أو الكتاب , دع جانبا القراء الأمر الذي ترك الكاتب البلغاري المولد وسط ظلال , جانبه محاولة الرحيل عبرها عقب فوزه بجائزة نوبل بقوله : " من يرد الالهام بشيء عني قعليه بقراءة كتبي " .
غير أن مذكرات كانيتي الموسومة " اللسان طليقا " لا تفض أسرارها بسهولة للقارئ وانما تدعو لرحلة طويلة عبر شعاب وعرة .
ولد كانيتي عام 1905 في بلغاريا ثم انتقلت أسرته عقب ذلك الى انجلترا تلقى تعليمه في هذه الأخيرة وكذلك في النمسا وسويسرا وألمانيا وحصل على درجة الدكتوراة في الكيمياء من جامعة فينا عام 1929 غير أنه قرر أن يشق مجرى حياته في عالم الكتابة ورغم تملكه لناصية ثماني لغات الا أنه آثر دائما الكتابة بالألمانية التي كانت لغة الحديث في أسرته وحتى عقب نفيه من فينا في 1983 اثر قيام النازي بضم النمسا واصل الكتابة بالألمانية ورغم حصوله على الجنسية البريطانية واقامته في لندن منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية , فما يزال يكتب بالألمانية حتى اليوم .
يسود أعمال كانيتي شعور عنيد بالخصوصية الفردية المتدافقة بالأفكار وتدل كتبه على نطاق هائل من الاهتمامات لكنها تفصح كذلك عن انضباط عقلي صارم قل نظيره في عالم فكري يميل الى طرق أقصر الدروب والى الانقياد من الاستسهال الى التسيب بحجة مواكبة ايقاع الحياة عند المنعطف الرابع للقرن العشرين .
بيانات الكتاب:
الأسم: أصوات مراكشالمؤلف: الياس كانيتي
الناشر: (لمؤسسة العربية للدراسات والنشر
عدد الصفحات: 184
الحجم: 2 ميغا بايت
تحميل كتاب : أصوات مراكش
روابط تحميل كتاب أصوات مراكش
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة