كتاب الجنس أزواج وزوجات وأمور أخرى
عن الناس وللناس, للأزواج والزوجات, المخطوبين والمخطوبات, والذين يريدون التعلم والتعرف على أدق المشكلات المحيطة بالموضوع. كتاب غير حادش للحياء وغير صادم عن الجنس, تركيبة خفيفة الدم, رشيق الأسلوب, تتعامل مع المكتوم الذى لا يقال فتفصح عنه, وتتناول المستور فتكشفه وتنوره.المقدمة
(الجسد عقل عظيم) " جيل دولوز "الفلسفة Philo-sophie هي (محبة الحكمة)، حب وعشق وصداقة-Phiol للحكمة – Sophie. هذا النزوع العشقي للحكمة، هو الذي يدفعنا للتفكير في المعشوق والحبيب وشريك العمر، ليتحقق كمال الحكمة. ومحبة الحكمة تقوم على المودة والحوار مع الآخر واحترامه في اختلافه، لا أن نقرر ما هو الحق والصواب له أو نتحدث نيابة عنه. جوهر خطاب المحبة. Philia إذن، هو تبادل الكلام، الحوار (العتاب أيضا).
فالفلسفة هي أن نفكر معا، وأن نتحاور مع الآخر، سواء كان حبيباً أو صديقاً أو زوج، في إطار هذه المحبة. Philia .
والآخر هو أهم اكتشاف عرفه الإنسان، وهو وسيط الخروج من الذات وطريق العودة إليها، ومجالاً لاكتشاف النقص فيها وطريق امتلائها في نفس الوقت، وحسب جاك لاكان فإن الآخر هو البؤرة التي تتشكل داخلها الأنا الذي يخاطب الآخر الذي يستمع. ويبدو أن الجذر اللغوي لكمة يقول say ويرى see في اللغة الإنجليزية واحد. والحال نفسه في معظم اللغات الأجنبية، وكأن الحوار (الكلام) بين الأنا والآخر يقترن دائماً ( بالنور). وكلمة (نورني)، هي إحدى لوازم الكلام في بر مصر، حين يريد شخص ما أن يعرف ما خفي عنه، أو يسترشد برأي أو حكمة أو نصيحة، وحين يصيب الإنسان الهدف، يقال له الله ينور عليك. واللافت للنظر أنه رغم امتلاك الإنسان لحاسة البصر، فهو بحاجة إلى النور (أولا) كي يبصرا جيداً، ففي الظلام يتساوى الجميع من يمتلك حاسة البصر ومن يفتقدها على السواء، ومن هنا جاء المثل الشعبي البسيط والعميق (النهار له عينين)، وأيضاً جاء ارتباط النور والتنوير بالثقافة والعلم.
الإعلام اليوم، من قنوات فضائية وانترنت واتصالات عبر الأقمار الصناعية، أحضر العالم كله أمام مرمي ومشهد الجميع. وحفز الأفراد والشعوب على مقارنة أوضاعهم وأحوالهم بأوضاع وأحوال الآخرين باستمرار، وهو ما فتح الباب أمام الانسان العربي ليحلم أحلاما تفوق قدراته، ويحبط احباطا يفوق احتماله. وأصبحت المسافة بين الخيال والواقع، بين الرغبة وقلة الحيلة، هي مصدر المشاكل والأمراض الجديدة في المجتمع.
وعلى سبيل المثال، فقد عمم الإعلام، من خلال الاعلانات والفيديو كليب وبرامج المنوعات والأفلام، صورة معينة للأجسام وللجنس كفكرة طبيعية، وهو ما ولد رغبة جامحة في المحاكاة، وهي أحدي آليات الانسان الاساسية، للتغلب على النقص والقصور، وردم الهوة بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون. ان ابتكار صور معينة للأجسام والإلحاح على هذه الصور الهوليودية، فضلا عن الممارسات الجنسية غير المألوفة، جعل البعض – رجالا ونساء، صغارا وكبارا – ينتقل على الدوام من إحباط إلى احباط. في كل الأحوال، أصبح الجسد هو محور اهتمام الجميع، دون أن نفهم لغة هذا الجسد أو نتعلم أبجدياته ونحوه وصرفه، فضلا عن قوانينه ومنطقه. والواقع أنه لا وجود للجسد خارج اللغة التي تعبر عنه، والتي يعبر هو من خلالها وعبرها، فالجسد يسكن اللغة.
بيانات الكتاب
تأليف: خليل فاضل
الناشر: منشورات خليل فاضل
سنة النشر: 2009
عدد الصفحات: 322 صفحة
الحجم: 13 ميجا بايت