الأربعاء، 18 يونيو 2014

الهذيان والأحلام فى الفن لــ سيجموند فرويد

يتطرق للأحلام وأنها قد تكون رغبات محققة وأننا حين نجيء للكشف عما تنطوي فهذا لا يقف بنا على
حالة الشخص النفسية من وقت قريب بل وفي زمنه النائي
 

مقتطفات من الكتاب




في حلقة كان يسود فيها الاعتقاد بأن كاتب هذه السطور قد حل في ابحاثه الغاز الحلم الرئيسية ثار الفضول ذات يوم بصدد الاحلام التي لم تحلم قط حقا أي تلك التي يغزوها الروائيون الى ابطالهم الخياليين . و قد تبدو فكرة اخضاع هذه الفئة من الاحلام للتمحيص و الدراسة فكرة باعثة على الدهشة و غير ذات جدوى و لكنها لن تبدو بلا مسوغ اذا ما نظرنا اليها من زاوية معينة . فالافتراض بأن الحلم معنى وبأنه قابل للتأويل لم يدخل بعد في عداد المعتقدات العامة الشائعة . فرجال العلم و معهم غالبية اهل الادب تفتر ثغورهم عن ابتسامة ساخرة اذا ما عليهم احدهم تأويل حلم من الاحلام . و الخرافة الشعبية غير المبتوتة الصلة بمأثور العصر القديمة هي وحدها التي تأبى ان تكف عن الايمان بقابلية الاحلام للتأويل . و قد واتت مؤلف (( علم الاحلام )) الهذيان والأحلام فى الفن الجرأة لينحاز الى صف العصور القديمة و الخرافة الشعبية و لو على كره من اهل العلم الوضعي . لكن هذا لا يعني بحال من الاحوال انه يقر للحلم بالقدرة على التكهن بالمستقبل و سبق العلم به و الحال ان اماطة اللثام عن المستقبل كانت في كل آن و زمان الهدف الذي يصبو اليه بنو الانسان و يركبون اليه – عبثا – كل وسيلة و مطية . و مع ذلك ما كان يسع المؤلفون ان يقطع الجسور بين الحلم و المستقبل لان اجتهاده وجده في التأويل كانا قد اظهرا له ان الحلم يمثل رغبة متحققة للنائم و الحال انه لا يسع احدا ايضا ان ينكر ان غالبية الرغبات تشرئب بالنظر نحو المستقبل .
لقد قلت ان الحلم رغبة متحققة . و من لا يخشى ان يتبحر في كتاب عويص و من لا يسأل المؤلف ان يبسط او يخفف مسألة معقدة مراعاة لكسل في نفسه و على حساب الحقيقة و الدقة فما عليه الا ان يرجع الى كتابي (( علم الاحلام )) ليقبس منه ادلة كثيرة على الفرض الذي افترضه و من المحقق في هذه الحال ان الاعتراضات التي كانت قائمة لديه بكل تأكيد ستسقط و تتهاوى من تلقاء نفسها .
لكن لعلنا استبقنا الامور بعض الشيء . فلم يئن الاوان بعد لنقرر ان يكن معنى جميع الاحلام هو تحقيق رغبة ام انه ايضا و في اكثر الاحيان ارهاص قلق ، مشروع ، جدال داخلي ، الخ . و لنتساءل بالاحرى عما اذا كان للحلم من معنى و عما اذا كان في وسعنا ان نغزو اليه قيمة سيرورة نفسية ما . العلم يجيب قائلا : (( كلا )) و يعلن ان الحلم محض سيرورة فيزيولوجية لا تستوجب ان نبحث وراءها عن معنى او عن مدلول ان عن نية . فالامر لا يعدو ان يكون امر تنبيهات بدنية تهز اثناء النوم حبال الالة النفسية فتدفع نحو سطح الوعي تارة بهذه الصورة و طورا بتلك مجردتين من كل تلاحم نفسي . و عليه ما الاحلام الا اختلاجات و ليست بحال من الاحوال خلجات معبرة عن الحياة النفسية .
في هذه المساجلة حول تقييم الحلم يقف الشعراء و الروائيون على ما يبدو في صف العصور القديمة و الخرافة الشعبية و مؤلف علم الاحلام . فهم حين يجعلون الابطال الذين ابدعتهم مخيلتهم يحلمون يتقيدون بالتجربة اليومية التي تدل على ان تفكير الناس و انفعاليتهم يستمران في الاحلام و لا يكون لهم من هدف غير ان يصوروا من خلال احلام ابطالهم حالاتهم النفسية . و الشعراء و الروائيون حلفاء كرام على أي حال و من الواجب تقدير شهادتهم حق قدرها لانهم يعرفون فيما بين السماء و الارض بأشياء كثيرة لا تجروء حكمتنا المدرسية على ان تحلم بها بعد .

بيانات الكتاب



الاسم : الهذيان والأحلام فى الفن
تأليف : سيجموند فرويد
الترجمة :  جورج طرابيشي
الناشر : دار الطليعة
عدد الصفحات : 116 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت

تحميل كتاب الهذيان والأحلام فى الفن 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق