الكتاب عبارة عن بحث محترم جداً من د. راغب .. جمعه من مصادر كتير جداً .. بيبدأ من سقوط الخلافة وحتى 2011 ..
مقتطفات من الكتاب
مقدمةيعتقد بعض المؤرخين أو كثير منهم أن هناك مبالغة في تقدير دور الفرد في تغيير حركة التاريخ فينظرون إلى التغيير على انه نتاج حركة (( المجتمع )) أو (( الشعب )) ثم يترأس هذا التغيير فرد قد ينسب اليه ظلما النجاح كله ..
هذه الرؤية و إن كانت تحرص على عدم هضم حقوق الشعب و الامة الا انها تغفل امرا انا اعتبره من السنن التي وضعها الله في الارض لكي تنظم حياة الناس و هذا الامر هو أن الله خلق بعض البشر القليلين الذين لهم قدرة باهرة على قيادة الجموع و الذين يستطيعون تحريك الطاقات الكامنة في داخل كل انسان فيحدث التغيير .. نعم يشارك الكثيرون في التغيير لكن من الذي دفعهم إلى المشاركة و من الذي حول سلبيتهم المقيتة إلى ايجابية منتجة و من الذي دفعهم إلى التضحية و البذل بل و من الذي رسم لهم الطريق الذي يسيرون فيه و وضع لهم الاهداف التي ينبغي أن يسعوا إلى تحقيقها ..
انه هذا (( الفرد )) الموهوب الذي تكون سعادة الجيل بظهوره و يكون نجاح التغيير بدخوله إلى حلبة الصراع ..
و إلى هذا المعنى اشار رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) اكثر من مرة في احاديثه و تربيته للمسلمين فهو الذي قال : (( إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة )) .
و هو يعتبر الصديق اثقل من الامة بكاملها و كذلك يعتبر عمر اثقل من كل الامة اذا خلا منها الصديق و الكلام نفسه بالنسبة لعثمان بن عفان و ذلك كله في الحديث الشريف الذي قال فيه : (( رأيت قبيل الفجر كأني اعطيت المقاليد و الموازين ، فأما المقاليد : فهذه المفاتيح ، و اما الموازين : فهذه التي تزنون بها فوضعت في كفة و وضعت امتي في كفة فوزنت بهم فرجحت ثم جئ بأبي بكر فوزن بهم فوزن ثم جئ بعمر فوزن بهم فوزن ثم جئ بعثمان فوزن بهم فوزن ثم رفعت )) .
و بالمنهج نفسه قال ابو بكر الصيدق في حق القعقاع بن عمر التميمي : (( لصوت القعقاع في جيش خير من الف رجل )) . و عندما امد عمر بن الخطاب عمر بن العاص بجيش اضافي ليساعده في فتح مصر زود هذا الجيش بأربعة رجال قال عنهم : (( إني قد امددتك بأربعة آلاف رجل على كل الف رجل منهم رجل مقام الالف )) . و هم : المقداد بن عمرو و عبادة بن الصامت و الزبير بن العوام و مسلمة بن مخلد ، و عندما تمنى كانت امنيته رجالا امثال ابي عبيدة فقد قال عمر بن الخطاب لجلسائه : تمنوا . فتمنوا فقال عمر : لكني اتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل ابي عبيدة ابن الجراح .
و حفل التاريخ الاسلامي بعد جيل الصحابة بالمئات من الرجال الذين غيروا من مسار التاريخ و صنعوا مجدا هائلا للامة منهم على سبيل المثال لا الحصر كان قادة الدول مثل : عمر بن عبد العزيز و هارون الرشيد و عبد الرحمن الداخل و عبد الرحمن الناصر و ألب رسلان و عماد الدين زنكي و نور الدين محمود و صلاح الدين الايوبي و يوسف بن تاشفين و سيف الدين قظز و محمد الفاتح و غيرهم .
بيانات الكتاب
تأليف : راغب السرجان
الناشر : اقلام للنشر والتوزيع
عدد الصفحات : 357 صفحة
الحجم : 8 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق