لابد لدراسة أفلاطون من قراءة "محاوراته" التى وضع فيها فلسفته وآراءه ونظرياته ومنهجه فى البحث.. ولكن "المحاورة" نمط خاص من الكتابة الأدبية.. وقراءتها ليست بالأمر اليسير, فهى لم تكتب لتقرأ كما تقرأ الكتب. انها "تنتمى إلى نوع من الأدب خاص جدا. ومنذ زمن بعيد ونحن لا نعرف كيف نكتبها أو كيف نقرؤها".
مقتطفات من الكتاب
لابد لدراسة افلاطون من قراءة (( محاوراته )) التي وضع فيها فلسفته و آراءه و نظرياته و منهجه في البحث .. و لكن (( المحاورة )) نمط خاص من الكتابة الادبية و قراءتها ليست بالامر اليسير فهي لم تكتب لتقرأ كما تقرأ الكتب . انها (( تنتمي الى نوع من الادب الخاص جدا . و منذ زمن بعيد و نحن لا نعرف كيف نكتبها او كيف نقرؤها )) .
و محاورات افلاطون (( مسرحيات )) رائعة و نماذج بديعة للمحاورات الادبية الحقيقية لما لهذا الفيلسوف الكبير و الاديب العظيم من (( موهبة ادبية و ثروة لغوية و جزالة في الاسلوب و جمال في الوصف و قدرة عبقرية خالقة )) .
و الاستاذ الكسندر كواريه في الجزء الاول من كتابه هذا (( مدخل لقراءة افلاطون )) يشرح و يفسر لنا ماهية المحاورة و طريقة قراءتها و دور القارئ فيها و مشاركته لشخصياتها . ثم هو يعرض علينا ثلاثا من محاضرات افلاطون (( السقراطية )) هي : مينون و بروتاجوراس ، و تيتانوس .. و لكنه لا يقدم لنا عرضا و لا شرحا لهذه المحاورات و انما هو يعرفنا بشخصياتها الدرامية و يتناول بالتحليل ما جاء بها من فلسفة افلاطون و منهجه الجدلي في البحث .
و في الجزء الثاني من الكتاب يتحدث الاستاذ كواريه عن (( السياسة و الفلسفة ) عند افلاطون .. و للسياسة كما نعلم شأن خاص عن اليونان و بالاخص عند الاثينيين ، (( و اولى بذلك و لا شك الشاب الارستقراطي افلاطون بن اريستون الوعود بحكم مولده بخدمة المدينة و حمل اعبائها )) . ثم هو يعرض آراء افلاطون في المدينة الكاملة و المدن غير الكاملة و نظم الحكم المختلفة و ما جاء عن ذلك في محاورة (( الجمهورية )) : (( اقيم مؤلفات افلاطون ( و اطولها ايضا ) التي تشتمل على كل شيء : اخلاق و سياسة و ميتافيزيقيا و تربية و فلسفة تاريخ و اجتماع )) .
يتكلم الايتاذ كوارية عن كل ذلك لا بطريقة الكاتب الاديب و هو حقا كاتب و اديب و لكن بطريقة المحاضر الحاذق القدير : اسلوب رائع مرح انيق و الفاظ جزلة مترادفة و عبارات محكمة متكررة يلح بها على قرائه ليطمئن الى حسن فهمهم و وعيهم .
و لا شك ان في قراءة هذا الكتاب فائدة محققة لطالب الفلسفة و لكل محب للفلسفة بل و لكل مثقف يهمه الاطلاع على قبس من الفكر اليوناني القديم الذي مازال ينير لنا طريق حاضرنا او كما يقول الاستاذ كواريه في خاتمة كتابه : (( من اجل هذا كان درس افلاطون و كانت رسالة سقراط التي بلغتنا عبر الاجيال تحمل الينا معنى يتفق و الحاضر )) .. و (( ان رسالة افلاطون مليئة بالتعاليم الجديرة بالتأمل ابان الازمات التي تهز كيان العالم )) .
فالى ابناء الوطن العربي جميعا اقدم هذا الكتاب . عبد المجيد ابو النجا
بيانات الكتاب
تأليف : ألكسندر كواريه
الترجمة : عبد المجيد أبو النجا
الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب
عدد الصفحات : 200 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق