الثلاثاء، 29 يوليو 2014

الحبيب الافتراضى لــ غادة السمان

نصوص متفرقة بمواضيع عديدة.. جمعتها الفترة الزمنية مابين 2002 و2004..
اللغة فيها -كعادة نصوص غادة السمان- أكثر من رائعة بكل ما تحمله من تشبيهات فريدة..
أحب هذا النمط من الكتابة الذي يترك فيه الكاتب أفكاره ومشاعره تتدفق بعفوية دون قيود
مقتطفات من الكتاب
زمن الحبيب الافتراضي
أذعن لمنطق الألفية الثالثة في سان فرانسيسكو ,
أقف فوق المنصة الرجراجة الزلزالية تحت بقعة ضوء ...
وعلى عيني نظارات دنيا الحقيقة الافتراضية
الحبيب الافتراضى لــ غادة السمان لا شيء حقيقيا في ما أراه , لكنك وسيم وشهي داخلها .
أعياد الطفولة وأعمدة قصور القرن الماضي ,
حجر رملي يتفتت بين أصابعي ,
فأين المفر؟ الماضي رمال والمستقبل زئبق !
سماعتان على أذني .
الخلفية موسيقى " بروخنر " الصدئة النشازية , وصوت حفيدة ميكي ماوس في " ديزني لاند " ,
يرشدني كيف أغادر " موت لاند " الى " تخدير لاند " ...
حبيبي الافتراضي يتقدم شهيا , كالموت في سباق السيارات ,
حبيبي الافتراضي يتمدد على شاشة الإنترنت
ويخاطبني بصوت معدني بدلا من صوت الريح .
مع حبيبي الافتراضي أرحل على أجنحة ال " ويب " ,
في كوكب بلا أشجار ولا عصافير ولا ذاكرة ولا أطفال ,
لنشهد معا على انتحار القمر ...
النسيان الافتراضي للبنان
قالت الفراشة
للمصباح الذي انقطعت الكهرباء عنه في بيروت :
ما زلت أحبك , ولن أهجرك ...
وسأظل أحوم حولك حتى في ظلمتك !
شطرنج الحرية الافتراضية
ماذا تريد أن تعرف عني ؟ كم مرة مت ؟
سيرة ميتاتي بالتفصيل واحدة بعد أخرى وعددها ؟
الأرقام افتراضية مع امرأة دهرية وئدت عصورا ,
وجلدت زمنا وبيعت كجارية ,
وأحرقت على أوتاد الساحرات وجلدت ورجمت
وغادرت رمادها بعد ذلك كله ذات قطار ,
واستطاعت أن تكشف الفرح
ومتعة الرقص على ضفاف الرين والرون , والسين والسون ,
في مدن تجهل لغة بعضها ,
كأنها ولدت للتو في كوكب جديد تتعارف معه .
يكفي أن تعرف : أنني أحبك بميتاني كلها
وبحيواتي كلها وبأحزاني كلها وبأسراري كلها ...
وأنني شهرزاد التي لم يعد يطاردها سيافك
ولا تريد مطاردتك بسيفها الخاص
لثأر عتيق لها عليك أو على سواك ...
ببساطة : أريد أن أحبك على شطرنج الحرية الافتراضية ...
فهل ترضى ؟
القلعة الافتراضية
حين مزجت حبري بدموعي
وبالطر الذي يهطل من عيون الآخرين ,
اكتشفت مفاتيح قلعة الأبجدية !
الرسائل القديمة الافتراضية
قراءة رسائل الحبيب الميت , أمر مرعب كاستحضار الأرواح .. فحذار !
انه هنا وليس هنا
نقول ليتنا لم نفعل كذا وفعلنا ذاك .
وحدنا نعرف ما وراء كل كلمة حقا وكل فاصلة , وحدنا لا نزال نسمع نبضهم خلف كل نقطة
وحدنا يأتينا صوتهم نضرا من الورقة المتآكلة الصفراء
وحدنا نعرف الطعم الحقيقي للمرارة والندم والوهم :
طعم المستحيل
الذاكرة الافتراضية
لا وقت عندي لدفن موتاي , علي دائما أن أختار بين زمن التأبين وزمن الحب
وقد انحزت دائما لحضارة الضوء وهربت من دهاليز النفتالين , وحبيب عادي في اليد
خير من عشرة عباقرة افتراضيين في الذاكرة !
حبك موتي الافتراضي
حذار من حكايا الحب القديمة
لغم في لحم الذاكرة لا يمكن لخبير تعطيله
حذار من الذكريات فهي حرف جر الى التكرار
حذار من حبيب لا يزيده الزمن الا نضارة في القلب
" لم تزل ليلى بعيني طفلة , لم تزد عن أمس الا اصبعا "
حذار من زين الشباب
أيتها البومة المتوحدة كطفل على باب ميتم
اهربي بجرحك الى وكرك
داوي نفسك بجرعات كبيرة من اليأس
حذار من سم الأمل حذار
" فكل رجل يقتل من يحب " بحقن في الشريان من سم الأمل .
بيانات الكتاب
الاسم : الحبيب الافتراضى
تأليف : غادة السمان
الناشر : منشورات غادة السمان
عدد الصفحات : 157 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
تحميل كتاب الحبيب الافتراضى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق