الكتاب عبارة عن عدة مقالات للدكتور مصطفى محمود .
اغلب المقالات سياسية،تتناول وضع المسلمين-في الوقت الذي كتب فيه الكتاب- والاضطهادات التي يتعرضون لها،والحال الذي آلت اليه اوضاعهم بسبب تصرفاتهم.
مقتطفات من الكتاب
الناس يفهمون الدين على أنه مجموعة الأوامر والنواهي ولوائح العقاب وحدود الحرام والحلال .. وكلها من شئون الدنيا .. أما الدين فشيء آخر أعمق وأشمل وأبعد .
الدين في حقيقته هو الحب القديم الذي جئنا به الى الدنيا والحنين الدائم الذي يملأ شغاف قلوبنا الى الوطن الأصل الذي جئنا منه والعطش الروحي الى النبع الذي صدرنا عنه والذي يملأ كل جارحة من جوارحنا شوقا وحنينا .. وهو حنين تطمسه غواشي الدنيا وشواغلها وشهواتها .
ولا نفيق على هذا الحنين إلا لحظة يحيطنا القبح والظلم والعبث والفوضى والاضطراب في هذا العالم , فنشعر أننا غرباء عنه وأننا لسنا منه وإنما مجرد زوار وعابري طريق , ولحظتها نهفو الى ذلك الوطن الأصل الذي جئنا منه ونرفع رؤوسنا في شوق وتلقائية الى السماء وتهمس كل جارحة فينا .. يا الله .. أين أنت ؟ .
ولحظة نخطئ ونتورط في الظلم وننحدر الى دركات الخسران فننكس الرؤوس في ندم وندرك أننا مدانون , مسئولون .. فذلك هو الدين .. ذلك الرباط الخفي من الحنين لماض مجهول .. وذلك الإحساس بالمسئولية وبأننا مدينون أمام ذات عليا .. وذلك الإحساس العميق في لحظات الوحدة والهجر بأننا لسنا وحدنا وإنما نحن في معية غيبية وفي أنس خفي وأن هناك يدا خفية سوف تنتشلنا وذاتا عليا سوف تلهمنا وركنا شديدا سوف يحمينا وعظيما سوف يتداركنا .. فذلك هو الدين في أصله وحقيقته وما تبقى بعد ذلك من أوامر ونواه وحرام وحلال وأحكام وعبادات هي تفاصيل ونتائج وموجبات لهذا الحب القديم .ولكن الحب هو رأس القضية .. وإذا غاب ذلك الحب فإن كل العبادات والطاعات لن تصنع دينا ولن تصنع متدينا مسلما كان أو مسيحيا أو يهوديا , وما كان الصليبيون الذين جاءونا طامعين .. على دين .. أي دين .. ولا كان سفاحو الصرب الذين يقتلون الأبرياء على أي ملة من ملل النصارى ولا كان إرهابيو اليوم الذين يفجرون القنابل مسلمين .. ولو صلوا جميعا ولو صاموا الدهر ولو أطالوا اللحى وقصروا الجلابيب وحملوا المصاحف ورتلوا الآيات .. ما بلغوا من الدين شيئا .
وهل بلغ النبي يحيى ( يوحنا المعمدان ) عليه الصلاة والسلام ما بلغه من نبوة إلا بذلك الحنان الذي كان يفيض منه , والذي قال فيه ربه : " وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا " ( 13- مريم ) فتلك كانت أركان نبوته ..
الحنان والزكاة والتقوى , ونبينا عليه الصلاة والسلام الذي كان يحتضن جبل احد ويقول : هذا جبل يحبنا ونحبه .. حتى الجماد كان موضع حب النبي وتوقيره . وهذا ابن عربي يقول : لن تبلغ من الدين شيئا حتى توقر جميع الخلائق , وهذا ربنا يقول عن المؤمنين : " أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى " ( 3- الحجرات ) فالقلوب هي دائما موضع الامتحان وحب الله وحب ما خلق وما صنع من أراضين وسموات ونبات وحيوان وبشر هو جوهر كل الديانات الحقة .. وهو
بيانات الكتاب
الاسم : الحب القديم
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار اخبار اليوم
عدد الصفحات : 139 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
تحميل كتاب الحب القديم
اغلب المقالات سياسية،تتناول وضع المسلمين-في الوقت الذي كتب فيه الكتاب- والاضطهادات التي يتعرضون لها،والحال الذي آلت اليه اوضاعهم بسبب تصرفاتهم.
مقتطفات من الكتاب
الناس يفهمون الدين على أنه مجموعة الأوامر والنواهي ولوائح العقاب وحدود الحرام والحلال .. وكلها من شئون الدنيا .. أما الدين فشيء آخر أعمق وأشمل وأبعد .
ولا نفيق على هذا الحنين إلا لحظة يحيطنا القبح والظلم والعبث والفوضى والاضطراب في هذا العالم , فنشعر أننا غرباء عنه وأننا لسنا منه وإنما مجرد زوار وعابري طريق , ولحظتها نهفو الى ذلك الوطن الأصل الذي جئنا منه ونرفع رؤوسنا في شوق وتلقائية الى السماء وتهمس كل جارحة فينا .. يا الله .. أين أنت ؟ .
ولحظة نخطئ ونتورط في الظلم وننحدر الى دركات الخسران فننكس الرؤوس في ندم وندرك أننا مدانون , مسئولون .. فذلك هو الدين .. ذلك الرباط الخفي من الحنين لماض مجهول .. وذلك الإحساس بالمسئولية وبأننا مدينون أمام ذات عليا .. وذلك الإحساس العميق في لحظات الوحدة والهجر بأننا لسنا وحدنا وإنما نحن في معية غيبية وفي أنس خفي وأن هناك يدا خفية سوف تنتشلنا وذاتا عليا سوف تلهمنا وركنا شديدا سوف يحمينا وعظيما سوف يتداركنا .. فذلك هو الدين في أصله وحقيقته وما تبقى بعد ذلك من أوامر ونواه وحرام وحلال وأحكام وعبادات هي تفاصيل ونتائج وموجبات لهذا الحب القديم .ولكن الحب هو رأس القضية .. وإذا غاب ذلك الحب فإن كل العبادات والطاعات لن تصنع دينا ولن تصنع متدينا مسلما كان أو مسيحيا أو يهوديا , وما كان الصليبيون الذين جاءونا طامعين .. على دين .. أي دين .. ولا كان سفاحو الصرب الذين يقتلون الأبرياء على أي ملة من ملل النصارى ولا كان إرهابيو اليوم الذين يفجرون القنابل مسلمين .. ولو صلوا جميعا ولو صاموا الدهر ولو أطالوا اللحى وقصروا الجلابيب وحملوا المصاحف ورتلوا الآيات .. ما بلغوا من الدين شيئا .
وهل بلغ النبي يحيى ( يوحنا المعمدان ) عليه الصلاة والسلام ما بلغه من نبوة إلا بذلك الحنان الذي كان يفيض منه , والذي قال فيه ربه : " وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا " ( 13- مريم ) فتلك كانت أركان نبوته ..
بيانات الكتاب
الاسم : الحب القديم
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار اخبار اليوم
عدد الصفحات : 139 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
تحميل كتاب الحب القديم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق