فروغ فرخزاد - مختارات من ديوان شعر الأسيرة
https://drive.google.com/file/d/0Bxu9nt7A-tWSaExlcTNESko3ZTQ/edit?usp=sharing
or
http://www.4shared.com/office/fu6VnVAPce/__-_____.html
or
http://www.mediafire.com/view/jjbecb4x4c3364v/فروغ_فرخزاد_-_مختارات_من_ديوان_شعر_الأسيرة.pdf
باتت الشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد معروفة لدى القارئ العربي، أكثر من كثير من الشعراء العرب. ثمة من يعزو ذلك إلى أهمية الشاعرة، وإلى الظروف التي أحيطت بها، والمعارك التي نشبت حولها بصفة شخصية، وحول بعض قصائدها التي نشرتها على مدار حياتها القصيرة (32 عاماً).
لقد تعرّف العرب عليها بعد أن حققت الكثير من الشعر ومن الشهرة في بلدها، وبعد وفاتها بسنوات طويلة (توفيت عام 1967). وكانت دائماً تُقدّم، سواء في الكتب التي صدرت حولها وعنها وتمت ترجمتها إلى العربية، أو في المقالات التي كتبت عنها، أو المختارات الشعرية التي نشرت لها في عدة دوريات عربية، على أنها شاعرة مجددة ومهمة وإشكالية. ولا أستطيع الجزم في ذلك كوني لم أقرأ لها بالفارسية – لغتها الأصلية لجهلي بها، وكون الترجمات العديدة لكتبها متفاوتة المستوى.
"الأسيرة" هو الديوان الأول الذي صدر للشاعرة عام 1953 وصدرت طبعة معدلة منه عام 1955. في هذه الفترة نشرت قصيدة بعنوان "أذنبت ذنباً مملوءاً باللذة" أثارت ضجيجاً هائلاً داخل العائلة الصارمة، فقد كان أبوها ضابطاً صارماً حتى في بيته، رغم ميوله الأدبية وولعه بالشعر وامتلاكه مكتبة عامرة، إلا أن تأثير المهنة عليه طغى على سلوكه كأب داخل منزله.. هذا الضجيج جعل الشاعرة تضطر لترك المنزل واستئجار غرفة مستقلة عن العائلة، وكانت هذه بدايات الظهور العملي للتمرد، الذي طبع حياتها وشعرها، كما يقول دارسو شعرها وحياتها.
اطلعت فروغ فرخزاد على التراث الشعري الغني والعامر للفرس، منذ سعدي وحافظ الشيرازي والآخرين الكبار، وبخاصة رائد الشعر الفارسي الحديث نيما يوشيج، والشعراء المعاصرين لها مثل أحمد شاملو وسهراب سبهري ومهدي إخوان ثالث وغيرهم.
ورد في مقدمة الديوان تعريف لشعرها، ووُصف بأنه ينطوي على ديناميتها الخاصة بها، فكل قصائد الديوان ممزوجة تقريباً بالحرارة والإثارة الداخلية والهيجان والمشاعر الحادة. تبحث الشاعرة في هذا الديوان عن شعور وذكرى، ألم وأمل ما تحرك به روحها وقلبها، وقد تجلدهما به. إن شعر فروغ فرخزاد الفارسية يشبه إلى حد كبير شعر شاعرات أمريكا الجنوبية الذي يتصف بالحرارة والمشاعر المتجسدة في أساسها الشعري، وخير مثال على هذا قصيدة "تمرد" التي استلهمتها من الشاعرة الأمريكية الجنوبية ألفونسينا استورني، وفيها:
"لا تضع على فمي أقفال الصمت
ففي قلبي حكاية لم ترو بعد
فكّ عن رجلي هذه الحبال
ففؤادي كسير مما جرى
***
إنني ذلك الطائر الذي منذ زمن بعيد
تراوده فكرة الطيران
انقلب نشيدي في الصدر الضيق إلى أنين
وأمضيت سنوات عمري في الأحزان".
لقد انعكست مرارتها الخاصة، ودمارها الشخصي، في هذا الديوان، حيث عاشت حياة، وإن كانت قصيرة، إلا أنها مضطربة اضطراباً عظيماً، لقد تعرضت للطلاق من زوجها، وحُرمت من رؤية ابنها الوحيد، وقد عبرت مراراً عن انسحاقها جراء ذلك، وتبنت طفلاً آخر، وتدخل أهلها وأصدقاؤها، بشكل سافر، في حياتها الاجتماعية، وشُنت عليها الحملات التي تناولت شخصها وأخلاقها، فاتهمت بتعدد العلاقات وما إلى ذلك... وذلك بسبب أن المجتمع الإيراني مجتمع محافظ، "مغلق، متظاهر بتقليد الغرب، إلا أنه في الواقع محروم أساساً من كل الحريات" كما ورد بتعبير للناقد الإيراني شمس لنكرودي في كتابه "التاريخ المفصل للشعر الحديث". وقد ظهرت هذه المعاناة، ليس في هذا الديوان فحسب، بل في عموم شعرها، وفي تجاربها السينمائية أيضاً. حيث عملت الشاعرة في السينما، وأعدت أكثر من فيلم، ونالت العديد من الجوائز العالمية عنها.
يصف الناقد شمس لنكرودي ديوان "الأسيرة" بأنه "مجموعة قصائد رومانسية تجمع بين الشكلين القديم والجديد، كُتبت تحت تأثير أشعار فريدون توللي وفريدون مشيري ونادر نادر بور". تقول الشاعرة في رسالة إلى إحدى المجلات قبل نشر هذا الديوان: "من بين شعراء إيران المعاصرين، أعتبر فريدون توللي أستاذاً لي، كما أحبّ كثيراً قصائد نادر نادر بور وفريدون مشيري، وأؤمن بها".
يجدر بالذكر أن ديوان "الأسيرة" (1955) مسبوق بمقدمة لشجاع الدين شفا، تحدث فيها كثيراً عن الجانب الأخلاقي للشعر، كما أكد كثيراً أنه ليس معلم أخلاق، واعتبر أن هذا الجانب هو الذي تتعرض الشاعرة بسببه لحملات المنتقدين، وهذا يدل على أن فروغ فرخزاد تعرضت إلى حملات مهينة بسبب ما يسمى "الجرأة" في طرح المواضيع في مجتمع مغلق ومحافظ كالمجتمع الإيراني. فقد اهتمت اهتماماً خاصاً بالتعبير عن الحب الجسدي، وليس الروحي فحسب ! واعتبرت، في تلك الآونة، أن علاقات الحب يجب أن تعمم.. وكان المجتمع الإيراني يرفض هذا الأمر بشدة (ولم يزل ، بطبيعة الحال) فأن تقول شاعرة:
" قلبك طاهر وثيابي ملطخة بالآثام
أنادم الغرباء في كل خلوة
منتش أنت من مدام قبلتي
ثملة أنا من الكأس والشراب"
وأن تقول:
"أنا الساقية في ملتقى السكارى
...
إن كنت تريد قبلة فخذ..."
وكذلك:
"جئت متأخراً، إذ فقدت نقائي
جئت متأخراً، فقد غصت في الآثام
ذبلت من عواصف الذل والعار الشديدة
ذويت كما الشمعة".
أن تقول هذا (عام 1954 كما ورد في أسفل القصيدة) فهو يعني أنها شاعرة انتحارية، وقد وضعت نفسها في مهب العاصفة.
على كل، يمكن أن يكون هذا الاهتمام الحسي بالحب، هو الذي جعل الكتّاب يوقظونها من موتها إلى الحياة، حيث أننا في عصر يمتاز ببروز الحسية في الحياة، وفي الحب على السواء على نحو لا يضاهيه إلا آداب اليونان القديمة العظيمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق