الجمعة، 19 سبتمبر 2014

وحدها القراءة كانت مبرري للبقاء





وحدها القراءة كانت مبرري للبقاء



أسفة أنا لا أستطيع أن أكون حيادية ، لا أستطيع أن أقدم بطاقة كتاب وأنسحب ، لست نادلـة أود أن يعرف كل شخص ،كيف بدأت بالقراءة ؟و كيف استمتعت جدا بها؟ كيف خرجت من أفق ضيق إلى اخر أكثر رحابة ؟ كيف حزمت حقائبي كل ليلة لأكون مع (غادة السمان ) في غربتها أو على شاطئ كوباكابانا مع( باولو كويلو ) أو في الأعماق مع ( أوسكار وايلد) ؟! كنت معهم بكيت معهم ، وابتسمت معهم ، سافرت معهم ، جلست معهم في محطات القطار ،و تهت معهم في براري روسيا ، شاركتهم حفلاتهم الراقصة، وخضت معاركهم الخاسرة ، في جنونهم وعبقريتهم، أينما حلوا وحيثما رحلوا، كنت معهم

بذاكرة ملساء لا تحفظ إلا ما استعصى على الإنزلاق عدت إلى تجربتي الأولى مع القراءة ،بعيدا عن مدارس التدجين ،وعن أكاذيب التاريخ ، وعن المسالك المتعرجة للجغرافيا ، أتذكر جيدا ذلك المساء الذي قرأت فيه (الأجنحة المتكسرة) الصفحة تلو الأخرى دون توقف ، ذابت الكلمات في روحي ، كل حرف كتب باحساس صادق ،كنت أحشو قلبي قبل عقلي، فالقراءة لجبران ارتواء عن حق

القراءة لا تحتاج الى معاهد أو جامعات أو مدرجات بامكاننا القراءة في أي مكان و أي زمان

اليوم وضعت نصب عينيَّ أن لا أؤطر ذائقة المتلقي ، لأستقر في النهاية على عدد معين من الكتب، يسعدني أن أقدمها لرواد مقهى الكتب تعميما للنفع و الفائدة .

(سيجيء الموت وستكون له عيناك ) لجمانة حداد :

قد يتساءل البعض عن السبب الذي دفعني لهذا الاختيار، والمكتبة العربية زاخرة بأمهات الكتب ، أهو اختيار عشوائي وعبثي ؟! بباسطة شديدة الكتاب قادر على خلق فوضى حسية لدى القارئ ، كتاب صادم نوعا ما ، يستحق أكثر من وقفة ، توافرت فيه كل عوامل الدهشة، ولا غرابة حيث عمدت الكاتبة جمانة حداد إلى جمع توليفة من شعراء العالم الذين اختاروا إنهاء حياتهم بطريقة مأساوية ، و الأهم قامت بترجمة عدد كبير من القصائد عن لغات مختلفة

إقتباس

(متى بدأ ذلك؟ وكيف؟ ولماذا؟؟؟ أنا نفسي لا اعرف ... بزغوا جميعا ذات غفوة: الفونسينا، فلاديمير، اميليا، بول، سيلفيا، خليل حاوي، تيسير سبول، تشيزاري، جان بيار، بزغوا جميعا وجاءوني في المنام)

من هي جمانة حداد ؟

من دون أن تترك فرصة لأحد ليرسم تفاصيل حياتها على مزاجه الخاص، كتابها ( الجيم ) يعطي لمحة عن جمانة المرأة والشاعرة و المتمردة والعاشقة

وتفتتحه ب :

أنا اليوم السادس من شهر كانون الأول من سنة ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعين،

أنا الساعة الأولى بُعيد الظهر ،
صرخات أمي تلدني ،
صرخاتُها تلدها،
رحمُها تقذفني لأخرج منّي،
عَرَقُها يحقق احتمالي



الكتاب الثاني رواية ( اعترافات كائن ) ل ابراهيم حسيب الغالبي


بطل الرواية ( ثائر مجدول ) الخارج من السجن بجسد معطوب وعقل مضطرب ورجولة مبتورة ، وبلا أي مستقبل في بلد يعاني ويلات الحرب


استطاع الكاتب ابراهيم حسيب الغالبي ببراعته ، تصوير الحالة النفسية للبطل الذي يرمز للمواطن البسيط المسحوق ﺇبان حكم حزب البعث

اقتباس


(كانت المرة الثانية التي استحم فيها مند عودتي ،ورغم رغوة الصابون الكثيفة والتي كررتها كمن يكرر لعبة مسلية لم أصل الى جلدي ولم أفلح في أن أفتح مسامة من مساماته المغلقة، ظل قابعا تحت طبقات من لون خادع لون أضافوه لتزوير سمرتي الشروقية الفاتحة... )

الكتاب الثالث رواية ( يوميات محكوم عليه بالاعدام ) ل فيكتور هيكو

تعد هذه الرواية من روائع الأدب العالمي للكاتب الفرنسي (فيكتور هيجو ) ،وقد نشرت أول مرة من دون ذكر اسم المؤلف،صور الكاتب من خلاله الحالة النفسية ،و التشوهات الروحية التي تطال المحكوم عليه بالإعدام قبيل التنفيذ.


الكتاب الرابع ( أحلام على قائمة الانتظار) ل نبال قندس


النوعية خواطر

كتاب عاب عليه البعض كونه يكرر تجربة (أحلام مستغنامي )لكني استمتعت جدا بفصوله و بكلماته


اقتباسات 


يقولون مواليد الشهر الواحد متشابهون كثيرا،ا

وكنا نحن المثال الذي يشذ عن هذه القاعدة،

لم نتشابه يا سيدي،

ﺇلا في هذا الحب الذي قرع أبواب قلوبنا





الكتاب الخامس ل أولي كومندا سانتغيرات ترجمه فؤاد رفقة


(نحن محكومون بالشعر ،كما هولاندا محكومة بالبحر، وكما قمم الهملايا محكومة بالثلج ) ولهذا جاء الكتاب الخامس وهو مختارات شعرية للكاتبة الألمانية أولي كومندا سانتغيرات كتاب من 141 صفحة عن (دار صادر) 



اقتباس


سوف أمد لك يدي،

مثل كتاب مفتوح

و أنتظر،

إن كنت تضع فيهما

سطح قلبك الخارجي

بأقل

لا أقدر أن أعيش








الهوامش


وحدها القراءة كانت مبرري للبقاء عبارة شهيرة للكاتب ألبرتو مانغويل جاءت في كتابه( une histoire de lecture)

رواية ( الأجنحة المتكسرة ) ل الفيلسوف جبران خليل جبران


نحن محكومون بالشعر ،كما هولاندا محكومة بالبحر، وكما قمم الهملايا محكومة بالثلج نزار قباني









أتمنى لكم قراءة ممتعة

بشرى رسوان 

في سبتمبر 2014

























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق