‏إظهار الرسائل ذات التسميات مختارات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مختارات. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

رسالة طالبة في المرحلة الثانوية إلى جورج أورويل

ديڤي آرتشاريا
ترجمة: محمد الضبع
تقوم مكتبة الكونغرس بدعوة النشء الذين تراوح أعمارهم بين التاسعة والثامنة عشرة للمشاركة في كتابة رسائل موجهة إلى كبار الكتّاب والروائيين، موتى كانوا أم أحياء.
وقد ذهبت جائزة هذا العام إلى ديڤي آتشاريا، وكانت تخاطب في رسالتها الروائي الإنجليزي الشهير جورج أورويل قائلة: “لماذا قمت بنشر كتبك تحت تصنيف روايات الخيال؟ كيف للخيال الذي تتحدث عنه أن يكون الواقع الذي يحدث خارج بيتي كل يوم!”.
هذه رسالة ديڤي إلى جورج أورويل:
"كنتَ على حق، كنتَ على حق، كنتَ على حق، أنا آسفة لأنني لم أتوصّل لهذا الفهم من قبل، أشعر بأنني حمقاء وأنا أكتب إليك، لماذا قمت بنشر كتبك تحت تصنيف روايات الخيال؟، كيف للخيال الذي تتحدث عنه أن يكون الواقع الذي يحدث خارج بيتي كل يوم!!، يجنح الناس دائمًا للحديث بغضب عن طغاةٍ وهميين، والحقيقة أن الواقع المرير الذي نخافه ونشمئز منه يلتفّ حولنا ويُشيّد فوقنا من دون أن نشعر، وقريبًا لن تتبقى سوى قلعة واحدة، سوى معقل أخير يحطم كل أمل للحب أو العاطفة الإنسانية، ويسجن داخله كل مواطن بشري بسلاسل القانون دون مبالاة. قرأت روايتك "مزرعة الحيوان" عندما كنت صغيرة - لم أفهمها حينها، كنت أظنها مجرد حكاية مسلية، في كل يوم أرى فيه القمع على شاشات الأخبار، في الشوارع، وفي منزلي، في كل يوم أرى فيه المستضعفين وهم يحاولون إسقاط حكّامهم، لقد كنت أشبه بالعمياء في السابق، ولكنني تداركت ما فاتني وعدت للتأمل، عدت لتأمل الناس والأمكنة، لتأمل الدوافع وردود الأفعال، حاولت أن أجمع ما استطعت من قطع عالمي المتناثرة باتباع الخريطة التي أبدعتها أنت، ثم ظهرت روايتك "1984" وكانت المفتاح الذي أدار القفل في عقلي، وسمح لي باكتشاف الحقيقة، بالعثور على الحذر الذي كنت بحاجة إليه، رأيت أوجه القساوسة في أحقر البشر، رأيت النفاق، رأيت خطط التخويف، شركات الدعاية الكبرى، ورأيت الجنون، رأيت الألم، رأيت الإرهاب الحقيقي كما هو، ورأيت الأكثر هولًا منه، والأكثر إماتة ورعبًا.
والآن ماذا سأجد عندما أغامر وأخرج من جنتي الصغيرة؟ طائرات تحوم من دون طيّارين حول المنطقة، هواتف ترصد كل حركة، محادثات مسجلة للبحث عن أدنى شبهة، ورغم كل هذا يبدو أن الجميع يشعر بالرضا!. الفضائح تنتشر فجأة، وتختفي فجأة، أصبحنا نحلم بالعيش في عصر يسيطر عليه الأبطال الخارقون والرجال أصحاب المسدسات والأسلحة، ليوقفوا كل هذا الدمار في لمح البصر.
أنا يا سيدي، لا أؤمن بفساد كل عناصر المجتمع، ولا أعتقد أن علينا محوها وتحطيمها، أنا أحب هذا العالم، وأريد حمايته، أنا أقول: (كما كنت تقول دائمًا) على البشر أن يحذروا ويراقبوا عالمهم بدلًا من الانشغال في أداء واجباتهم وإفراغ متعهم فقط، وهذا ما دفعني إلى كتابة رسالتي إليك - لأقول لك: (للمرة الأخيرة) إنك كنت على حق، كنت على حق عندما كتبت مؤلفاتك، على حق عندما فعلت كل ما فعلت لجعل العالم مكانًا أفضل، وها أنا ذا أبدأ أولى خطواتي في عالم الكتابة، وأصف العالم من حولي كما كنت تفعل، أتمنى أن أصبح مثلك، متأملةً تسير وتروي قصصها للجميع، وتحاول أن تساعد هذا العالم علّه يستجيب، إنك ملهمي، وكلماتك سيتردد صداها في هذا العالم لقرون مقبلة … وداعًا الآن”.

مقتبس عن مدونة محمد الضبع .كل الحقوق محفوظة . 2014

ضبابُ حزيران (من مجموعة أشبهكَ كدمعتين 2014)

ضبابُ حزيران (من مجموعة أشبهكَ كدمعتين 2014)


1 حزيران 2014

الخائفون على الطبيعة لا يعرفون 
أنّ شفتيكَ عند الفجر
عصفورٌ سعيدٌ يرقص على جبهتي وشعري
وفراشةٌ ملوّنة تتنقّل بين جفنيّ 
ونحلةٌ نشيطة تستريح على شفتيّ 
وهي تخطّط لتتذوّقَ أنواعَ الرحيق...
***
2 حزيران 2014

ليلة السبت وخارطة الطريق: 
في حديقة منزلي 
تلك التي يسهل الوصول منها إلى غرفتي
قمرٌ وعريشةٌ ونبتةُ حَبَق تناديك
***
3 حزيران 2014

حين يأتي المساء، يطيب لي أن أخلع ذاتي لأرتديك
***
4 حزيران 2014

يدُك، يدُك الجميلة الرقيقة
ليتها لا تكتب على جسدي الليلة 
ليتها تعزف!
***
5 حزيران 2014

يبقى قانون العمل مجحفًا إلى أن يضع فيه المشرّع بندًا يجيز لي التغيّب بداعي الرغبة في البقاء معك!
***
6 حزيران 2014

الإنسانْ خَزْنِةْ سرارْ
والقِفِلْ جِنْزارْ
جوّاتْ حالو
مَسَكّرْ ومخنوقْ
وَلَمّا لْغيابْ
يِعنّ ع بالو
بيصيرْ صندوقْ
نايمْ بِقَلْبْ صَندوقْ
***
7 حزيران 2014

إنت والصبح متّفقين عليي 
بس تفتح عينيك بيطلع الضو!
***
8 حزيران 2014

الضبابةُ فستانُ عرسي
والغيمةُ طرحتي 
والعريس هواء
***
9 حزيران 2014

كتبت مرّة: لا شيء كالحبّ يجعلنا نتصرّف بغباء
اليومَ أضيف: لا شيء كالحبّ يجعلنا نخاف، متى وجدناه صورةً طبق الأصل عن أكثر أحلامنا صدقًا!
***
10 حزيران 2014

أستعدّ للسهرة معك،
شعري المبلّلُ منثورٌ على كتفي العارية
والعطرُ خلف أذني يهمس لي:
خفّفي الليلة من التفكير 
فهذا الرجل هو الجواب عن كلّ أسئلتك!
***
11 حزيران 2014

في بداية علاقتنا شغله الهمّ الفلسطينيّ... فانتظرت معه أن نرجع يومًا إلى القدس العتيقة
بعد ذلك، صارت الحرب اللبنانيّة شغله الشاغل... فانتظرت معه يرجع يتعمّر لبنان...
الآن، يقلقه الوضع السوريّ والانهيار العراقيّ... فماذا أفعل؟
***
12 حزيران 2014

البلد على كفّ عفريت، وخطوط النار ترتسم
ليتني صغيرة كي ألعب بأمان بين خطوط كفّك!
***
13 حزيران 2014

ضِحكتَكْ صَوْتْ الجَرَسْ
وكِنيستي قَلْبَكْ
***
14 حزيران 2014

ليلة السبت:
قميصك الأزرق يناديني نحو الأعمق
***
15 حزيران 2014

الكاتب أكثر الناس وحدة، يتركه الناس بسهولة، لاقتناعهم بأنّه قادر على خلق أشخاص آخرين ليحكي معهم
***
16 حزيران 2014

مذ تعلّمت الأبجديّة وأنا أكتب عنك وإليك
*** 
17 حزيران 2014

ماذا لو كان ما أشعر به نحوك ليس حبًّا؟ ماذا لو كان أكثر؟
***
18 حزيران 2014

طالع ع بالي فلّ... لعندك 
***
19 حزيران 2014

قال لها: أنتِ جبانة! تهربين من ممارسة الحبّ!
قالت له: أنت جبان! تهرب من التمرّس في الحبّ!
***
20 حزيران 2014

التوقُ 
مرحلةُ ما بعد الشوق
***
٢١ حزيران 2014

أطول نهار في السنة فقط لأنّك لست هنا
أقصر ليلة في السنة؟ بل أطولها لأنّك هناك
***
22 حزيران 2014

الطفلة التي فيّ لا تخاف من الحرب ، ولا من الليل ، ولا من الذئب في الغابة ،
الطفلة التي فيّ تخاف من أن تُفلِت يدُك يدَها .
***

23 حزيران 2014

طالع ع بالي اليوم نتخانق ت ردّلك كلّ بوسات مبارح، وتردلّي كلّ الغمرات
***
24 حزيران 2014

قالت لي المرآة:
لا تكوني جرعة زائدة من الشغف!
قلت لها: أنا القائلة ما من شغف بدوام جزئيّ!
قالت لي وهي تبتسم بمكر: لذلك أنت تتحدّثين معي الآن!
 ***
25 حزيران 2014

بسببك صرت أريد أن أتعلّم من أين تؤكل الكتف
كتفك التي أطيّبُها بقبلتي 
ولا أثقلُ عليها بهَمّي
***
26 حزيران 2014

أنا كتير بحبّ إمّك، أكترْ ما إنت بتحبّها يمكن، 
ع الأكيد أكتر، 
ومِش مُهمّ هيي تحبّني أو لأ
بحبّها كتيرْ لأنّها بيومْ من الإيّام طلبتلك وقالتلك: 
الله يبعتلكْ بنت تعذّبك مِتْلْ ما عَمْ تعذّبني 
 ***
27 حزيران 2014

لا الليلُ لنا
ولا النهار
لا الريحُ
لا المطر
لا غمزةُ القمر
نحن لنا الغبار
وحنينُ الشجر
لضحكةِ المنشار
 ***
28 حزيران 2014

رشفة القهوة معك الآن شرفةٌ يطلّ منها الله على العالم وهو يبتسم.
 ***
29 حزيران 2014

أحبّ نعاسَكِ، همس لي
فطار النوم من عيون الليل
***
30 حزيران 2014

نكايةً بالنظام أعشق فوضى سريرنا
نكايةً بالظلاميّين أحبّ أن نمارس الحبّ عند إطلالة الصباح
نكايةً بمدّعي الإيمان أرغب في مئة عام من حبّك... بلا زواج
نكايةً بالسفّاحين المجرمين سأنجب منك مليون قصيدة 
فدعني أوقظك في هدأة هذه الساعات بهمسة تدعوك إلى فنجان قهوة لمناقشة خطّط الصمود والتصدّي! 


مدونة ماري القصيفي .كل الحقوق محفوظة 2014.