كانت كلمات الكتب شديدة التباين مع كلمات لغتي الأولى. فالإشارة لغة حية، معاصرة، لغة إيمائية بصرية، تشتمل على أشكال يدوية، أوضاع يدوية، تعبيرات وجهية، وحركات جسمانية. ولأصوغها ببساطة، أجد أنها أكثر اللغات جمالاً، وفورية، وأكثرها قدرة على التعبير، ذلك أن الجسد بأكمله يندرج داخلها. الإشارة كصورة، تعادل ألف كلمة. إشارات والديّ كانت تمضي عبر يديهما ووجهيهما وجسديهما لتصبّ مباشرة في وعيي. وهكذا، كوني طفلاً لم أتلقَ اللغة تلك المتكونة من سلسلة وحدات متقطعة تضاف إلى أفكاري. بل امتصصت معنى الإشارة ككل، مرة واحدة، من خلال عينيَّ.