الأحد، 24 يوليو 2011

مميزات الكتابة على السرير


مقال لروبرت مكروم

ترجمة: أمير زكى
مايو 2011

***

فى واحدة من مقابلاتها للترويج لكتابها الجديد (قصة غير مروية) عن الحياة الأخرى للأميرة ديانا، كشفت مونيكا على أنها تفضل الكتابة على السرير، وهذا يضعها مع هذه المجموعة المثيرة للاهتمام: إديث وارتون، ونستون تشرشيل، كوليت، ومارك توين. فجميعهم كانوا يكتبون على السرير.

أن تقول إنك تكتب على السرير أقرب إلى أن تقول إنك تعامل الكتابة بقدر ما من اللا مبالاة، ولكنى أعرف على الفور أن هناك من بين الكتاب البريطانيين المعاصرين أ. ن. ويلسون الذى يدعم هذا الاختلاف الطريف والذى يحب الكتابة على السرير. لا بد من وجود آخرين بالطبع خاصة فى عصر اللابتوب.

الأمر ليس دوما سهلا، الراحل جورج أورويل كان يضع الآلة الكاتبة على السرير ليدق المسودة الأخيرة لرواية 1984، تحدثت مرة مع طبيب كان يعالجه فى جلاسكو وكل ما كان يتذكره عنه هو صوت الدق ودخان السجائر الكثيف الصادرين من غرفة أورويل. 

الكتابة على السرير لا تعنى بالضرورة الراحة أو الترف، أعتقد أن لها ميزة سيكولوجية أيضا. فإن كتبت على السرير فى الصباح الباكر (مثلما أفعل عادة) فأنت ترتاد جزءا مثيرا من الوعى، منطقة ما بين الحلم واليقظة، جزء منك لا يزال فى كهف الظلال الموجود بعالم الأحلام، وجزء آخر يحاول أن يتوافق مع الضوء الحاد للواقع. الخليط غالبا ما يصبح مثمرا وملهما.

من المشهور أن مارسيل بروست كان يكتب دائما على السرير، وغالبا فالفقرات الملتوية المترددة فى (فى البحث عن الزمن المفقود) تحمل علامة هذا المكان الصامت المنعزل. ولم يكن فقط يكتب على السرير، بل كانت غرفته مبطنة بالفلين ليحصل على الهدوء.

بالنسبة لبعض الكتاب فالعمل فى المطاعم مثلا أو الأوتوبيسات هو نوع من التعذيب. شخصيا أعتقد أن القراءة والكتابة على السرير هو أمر مثير ومريح، وهذا خليط جيد.

مُدوِنة أخرى، ليز سكوايرز، كتبت إلىّ: "القراءة هى نشاط حميم؛ حوار بين الكاتب والقارئ. إنها علاقة حقيقية. لذلك فهى نشاط خليق بخصوصية وحميمية السرير. أليس هذا هو المكان الذى نفضل أن نتلقى مكالماتنا الحميمية فيه؟ لماذا تكون القراءة مختلفة؟، وأيضا فالسرير مكان مريح يجعل جلسة القراءة وضعا مثاليا لقراءة الكتب الصعبة والمخيفة والمزعجة. السرير والكتاب رفيقان مثاليان. وهناك شىء أخر، ففى حياتنا المنشغلة يظل الوقت الوحيد الذى نتفرغ فيه لأنفسنا هو الساعة التى نقضيها على السرير قبل النوم. نحن لا نوقف الساعة لنقرأ خلال اليوم – إلا لو كنا فى قطار أو على طائرة ربما – السرير هو المكان الوحيد الذى نسمح فيه لأنفسنا برفاهية أن ننغمس فى كتاب، وحيث يسمح لنا الآخرون بالقراءة بدون إعطاء النصيحة السلبية القاسية التى تدعونا لعمل شىء أكثر إفادة".

أعتقد أن ما قالته صحيح. بالنسبة للكاتب فأن تكون على السرير فهذا يعنى أنك فى حجرة انتظار النوم، انتظار عالم الأحلام، هذا يكون مفيدا جدا أيضا. كم مرة ذهبت إلى النوم وأنا أعانى من مشكلة لم تحل على الورقة، لأجدها عند استيقاظى قد اختفت بشكل سحرى. ستيفن كينج يشير إلى ذلك، بشكل فيه بعض الغموض، على أنه لعب "الصبية فى القبو" (هذا الذى يعرف أيضا باللا شعور).

أخيرا، وعند نقطة ما فعلى المرء أن يقوم، تشرشل الذى كان يكتب على السرير كان يكتب أيضا واقفا، وكذلك همنجواى، وكذلك، على ما أعتقد، جونتر جراس. فإن كان الأمر خيارا بين المنضدة والوسادة فسوف أختار دوما المكان المريح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق