"ليديا أنا أخشى المصير، لا شىء أكيد،
فى أيما لحظة قد يحدث لنا
ما يبدلنا بالكامل"
***
"دعك ليديا، من بناء المستقبل
فى الحيز الذى تشغلين، لا تُمنّى نفسك
بالغد. أكملى اليوم عملك بدون إبطاء.
لست مستقبلا أنت. من يدرى؟
بين القدح الذى تُفرغين والقدح نفسه
الذى تملئين قد يدُسّ
لك الحظ الهاوية.
***
على الجبين الفارغ ابيَضّ
شَعْر الشاب الذى كُنْتُه
عيناى تومضان أقل
فمى ما عاد جديرا بالقُبَل.
إن كنت ما تزالين على حبك لى،
فمن أجل الحب لا تحبينى:
معى ستخونيننى.
***
"دع الريح تمر
لا تسألها شيئا
ليس لها من معنى
غير أنها الريح التى تمر.."
***
لا يهمنا إلا قليلا
كل ما هو جدىٌّ
كل ما هو خطير.
ليترك الدافع الطبيعى للغريزة
مكانه للمتعة اللا مجدية
لأداء مباراة شطرنج جيدة
تحت الظل الساكن للأشجار.
ما نأخذه من هذه الحياة
الباطلة، مجدا أم شهرة، حبا أم علما،
ليس بأفضل من ذكرى
مباراة كسبناها
أمام لاعب جيد.
عبء هو المجد مثل حزمة ثقيلة،
الشهرة كالحُمّى،
الحب مُتعِب لأنه جدىٌّ،
العلم لا يتوصل إلى شىء أبدا،
الحياة تمضى وتؤلم...
أما لعبة الشطرنج
فتمسك بالروح كاملة، ولا تُكلّف إلا القليل
إن خسرت لأنها لا شىء
***
كُلٌّ يُنْجِز الغاية المُناطة به
ويرغب فيما يرغب فيه من غايات؛
فلا هو ينجز ما يرغب فيه
ولا هو يرغب فيما يُنْجزه.
كالأحجار بجانب الحجارين
يضعنا القَدَر. وهنالك نَبْقَى.
فليضعنا الحظ
حيث علينا أن نكون.
***
إرغب فى القليل: تملك الكل
إرغب فى لا شىء: تَكُن حرا
نفس الحب الذى يكنونه
لنا، يضطهدنا.
***
دع ما لا يخصك من رغبات،
ولو كان سارا،
حسبك رغباتك.
***
لن تكون ما أنت إياه،
لأن الزمن والصدفة
سيجعلانك آخر.
لماذا تصر إذن على أن تكون
ما لن تكونه؟
فرناندو بيسوا
أناشيد ريكاردو ريس
ت: المهدى أخريف