كتب : د/ محمد سالم غنيم
اعزائي الكرام .. رواد المدونة
جائني استفسار من بعض الزملاء حول برمجيات النشـر المكتبي، والفرق بينها وبين برمجيات معالجة النصوص، وكذا التصنيف العام لهذه البرمجيات. وإليكم هذه التدوينة التي هي خلاصة لصفحات قرأتها، وخلاصة لخبرات من سبقنا في استخدام مثل هذه البرمجيات.
توجه فئة برمجيات النشر المكتبي ومقابلها بالإنجليزية Disk Top Publishing أساسًا إلى هؤلاء الذين يريدون إنشاء عمل إعلامي مقروء كصحيفة أو نشرة أو كتاب أو ما شابه، وهي برمجيات يستخدها أصحاب دور النشر المتخصصة والصحف العالمية ووكالات الإعلان. وبالطبع لا يجدون في معالجات النصوص التقليدية ما يبغون.
هذا ومن الجدير بالذكر أن معظم دور النشر أو حتى نسبة كبيرة منهم ما زالوا يستخدمون الحاسبات من نوع ماكنتوش، والذي كان متخصصًا لوقت قريب في مثل هذا النوع من الأعمال حتى وقت قريب، حتى زاحمه حاسبات IBM الشخصية ومتوافقاتها.
أما بالنسبة لبرامج النشر المكتبي فهي برامج تعد محدودة قياسًا بالبرامج الأخرى التي نرى لها بدائل كثيرة، ولعل السبب في ذلك هو أن هذه البرامج تكلفة البحث والتطوير بها عالية ، ومن تأتي أسعارها عالية أيضًا بالتبعية، وغالبًا ما تصدر ويصاحبها وحدة حماية مادية (دنجل) وتحتاج إلى مجهود من المستخدم ليتغلب على المشاكل التي يمكن أن يواجهها بدءًا من الكتابة فيها، وبخاصة الكتابة العربية التي قد تتطلب مكونات برمجية إضافية، وكذا جلب الصور، والتعامل معها بكفاءة، وانتهاء بفرز الألوان.
نماذج لبرمجيات النشر المكتبي في البيئة العربية
والبرامج التي توجد حاليًا على مسرح البرمجيات، والتي لها الاعتبار سواء في الدول العربية أو الدول الغربية بل وغيرها من الدول هي:
1ــ برنامج Quark Xpress وهو برنامج غني عن التعريف، ويحتل المكانة الأولى في الانتشار نظرًا للإمكانات الهائلة المتوفرة فيه، وإن كان من المتوقع أن يتهاوى أمام برنامج InDesign خاصة الإصدار الأخير الذي يدعم اللغة العربية. وبرنامج كوارك إكسبريس يأتي معه برنامج آخر اسمه إكس تي، والخير بمثابة برنامج تريب للأول، حيث تكم وظيفته الأساسية في إمكانية الكتابة باللغة العربية في برنامج كوارك، بالإضافة إلى بعض المزايا الخفيفة التي يضيفها للبرنامج، وانضمام هذا البرنامج المعرب إليه هو السبب في ارتفاع سعر كوارك إكسبريس الذي يبلغ سعره حاليًا ستة آلاف درهم في سوق البرمجيات بالإمارات فما فوق. ويجب ملاحظة أن التعريب لا يشمل قوائم كوارك إكبريس. والإصدار الأخير منه هو الإصدار الخامس.
2ــ البرنامج الثاني هو برنامج الناشر الصحفي وهو تطوير لبرنامج الناشر المكتبي، الذي كان عبارة عن برنامج أجنبي الأصل كان اسمه Ready set go تخلت عنه الشركة المنتجة، وتبنته شركة ديوان، وقامت بتعريبه، بعد ذلك ثم طرح بالأسواق، واحتل مكانة متميزة لفترة من الفترات نظرًا لتعريبه الكامل، وتطور البرنامج حتى وصل إلى ما يسمى حاليًا الناشر الصحفي ديباج، وفيه إمكانات كبيرة أيضًا، ولكنه لا يرقى بحال من الأحوال إلى قوة ومكانة برنامج كوارك إكسبريس. وسعر برنامج الناشر الصحفي حوالي ألف ومائتين درهم، وأما ديباج فسعره ألفان وخمسمائة درهم تقريبًا. وإصدارة الناشر الصحفي الأخيرة هي 7.2.3 وأما ديباج فإصداره هو 8.5.
3ــ البرنامج الثالث هو برنامج Page Maker وهو برنامج قوي، ولكنه لم يأخذ حظه في السوق العربية، بل ولم يحتل المكانة المنتظرة في السوق الأوربية بسبب نقص بعض الإمكانات فيه، ولعل من أشهرها عدم اشتماله على خاصة التدرج اللوني، وإن كان البرنامج قد تم تعريبه، ومعه مجموعة من الخطوط الجميلة جدًا، خاصة في إصداره الأخير 6.5 ففيه إمكانات تجعله يأتي بعد برنامج كوارك اكبريس.
4ــ البرنامج الرابع هو برنامج إن ديزاين InDesign ، وهو برنامج رائع بمعنى الكلمة. ومن واقع التجربة لهذه البرمجيات يؤكد البعض على تصنيف هذه البرمجيات من حيث الامكانات التي تقدمها، ويأتي على رأسها InDesign . هذه هي أهم البرامج التي تستعمل حاليا في النشر المكتبي ، والتي يمكن ترتيبها كما يلي:
الأول: إن ديزاين InDesign
الثاني: Quark Xpress
الثالث: Page Maker
الرابع: الناشر الصحفي (ديباج)
وأما بخصوص برنامج الكوريل درو فهذا البرنامج خطير بمعنى الكلمة، فيه العديد من المزايا والشركة المنتجة له من الشركات التي لها سمعتها في برامج الجرافكس، ولكنه في مجال النشر المكتبي لن يرقى إلى مثل هذه البرامج، وإن كان في مجال التصميم له شأنه الذي لا يخفى على المتعاملين معه.
وأما معالج النصوص الشهير ميكروسوفت ورد والمعروف اختصارًا باسم Winword فلا يصلح لهذه المهمة لأنه ليس برنامج نشر مكتبي، فهو معالج نصوص، وهناك بعض القضايا التي تنقصه، وإن كان من البرامج الضخمة جدًا ، ذات الإمكانات العالية كمعالج نصوص.
وجدير بالتنويه أن هناك برنامج للنشر المكتبي تنتجه ميكروسوفت يدعى ميكروسوفت ببلشر Microsoft Publisher ، وقد كان يصدر أحيانًا ضمن مجموعة سطح المكتب ، أو يصدر مستقلاً أحيانا أخرى. ولكن إمكاناته لا ترقى للاستخدام الاحترافي، ويكفى استخدامه في الأعمال البسيطة.
يجدر أيضًا القول بأن برنامج الناشر الصحفي .. كان سابقًا متوفرًا على أجهزة الماكنتوش فقط، أما الآن فله إصدارة تعمل على الحاسبات الشخصية من طراز IBM ومتوافقاتها .. فهو برنامج قوي ومتميز، ولكن ينقصه الكثير من الإمكانيات، ولكنه مناسب تمامًا لعمل صفحات الجرائد .. ولعل أهم مشاكله الأساسية تكمن في فصل الألوان، فإمكانيات فصل الألوان لديه ليست بقوة البرامج الأخرى مثل الكوارك والإنديزاين.
في حين تأتي مشكلة برنامج الكوارك اكسبريس الأساسية في عدم تعرفه على الخطوط العربية المثبته على الجهاز، ويحتاج للخطوط الخاصة بالملحق أرابيك أكس تي Arabic XT .. وجدير بالتنويه أن تكلفة البرنامج نفسه بسيطة، ولكن ما يرفع سعره هو ثمن البرنامج الملحق أرابيك اكس تي.
وقد ظل البرنامج لفترة طويلة متربعًا على عرش النشر المكتبي في العالم أجمع .. فهو مناسب لجميع أغراض النشر المكتبي من تصميم صفحات الجرائد والمجلات والبروشورات والمطويات، وكافة أنواع المطبوعات الأخرى .. كما يتمتع بقدرات كبيرة في عملية فرز الألوان وإعدادات قبل الطباعة.
بينما يأتي برنامج أدوبي إنديزاين .. Adobe InDesign الذي قامت شركة أدوبي بإطلاقه منذ وقت قريب، فإذا به سرعان ما يحتل مكانة الكوارك التي احتلها على مدي السنوات السابقة .. حتى أنه يلقب بـ قاتل الكوارك Quark Killer. فالبرنامج شبيه بكل برامجيات الأدوبي، فالمصمم الذي يعمل على كائن ما للصفحة في الفوتوشوب أو الإلستريتور لن يشعر بغربة عند تحوله للإنديزاين لإتمام تصميم الصفحة بالإنديزاين .. كما يتمتع بقدرات هائلة في فرز الألوان وإعدادات قبل الطباعة.
والأهم من ذلك هو قدرته على التعامل مع الخطوط العادية المثبتة على الجهاز .. ولا يحتاج للخطوط الخاصة بالبوست سكريبت والتي حصر الكوارك نفسه بها. كما يتميز بقدرته على قراءة كافة الملفات النصية بكل الإمتدادات .. حيث أنك يمكنك أن تقوم بجمع المادة الصحفية (متن الصفحات) على أجهزة بسيطة بالوورد أو حتى المفكرة، وتقوم باستقبال المادة كلها على برنامج الإنديزاين أثناء التصميم دون أدنى مشكلة توفيرًا للوقت والتكلفة.
والبرنامج الآن في الإصدارة الأخيرة CS3 عملاق بكل مافي الكلمة من معنى، ويستحق التجربة للحكم عليه.
برامج أخرى للنشر المكتبي .. عربية الأصل ..
(1) برنامج القلم: صدر في التسعينيات من القرن الماضي وكان يتمتع بالكثير من مميزات الناشر الصحفي (حيث كان الناشر يومها هو معيار النشر المكتبي في العالم العربي) ومصمم للعمل على أجهزة البي سي وتحت بيئة الويندوز .. ولكن الشركة المنتجة له تراجعت عن تطويره، وكأنها كانت تتوقع أن يكتسح الناشر المكتبي من أول إصدار للقلم.
(2) برنامج النشر المكتبي من صخر : قامت شركة صخر في التسعينيات أيضًا بإطلاق برنامج الناشر المكتبي الخاص بها .. وهو مشابه تمامًا لبرنامج الناشر الصحفي من ديوان .. ويتمتع بقدرات كبيرة في تصميم الصفحات، والتحكم بالأحرف وغيرها من معايير النشـر المكتبي .. وإمكانيات فرز الألوان قد أضيفت أيضًا .. ولكنه تراجع أيضًا، ولم نسمع عنه مذ ذاك.. أخيراً .. البرنامج الأمثل للتعامل معه في تصميم الصفحات للجرائد والمجلات هذه الأيام هو برنامج الإنديزاين .. ويفضل التعامل مع الإصدارة الأخيرة له حيث قامت الشـركة بمعالجة كثير من العيوب الموجودة في الإصدارتين السابقتين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق