الأحد، 16 فبراير 2014

باب وكتاب 2015: الشيطان والعرش: رحلة النبي سليمان إلى اليمن لـ فاضل الربيعي

كتاب الشيطان والعرش: رحلة النبي سليمان إلى اليمن لـ فاضل الربيعي

يضم الكتاب قصة رحلة النبي سليمان إلى اليمن ولقائه بالملكة بلقيس. حيث يضيف المؤلف ما نسج حول هذا اللقاء مما جاء في الميثولوجيا الإسلامية والإسرائيليات فهو يعتبرها تاريخاً حقيقياً اندثر تحت عدة طبقات من الأخبار والقصص الشفاهية لإضفاء طابع غرائبي على الأحداث. ويمثل الكتاب محاولة أولية لإزاحة جزء من ذلك الركام الذي يحجب التاريخ.

المقدمة





سيظل اللقاء الأسطوري بين النبي سليمان والملكة بلقيس واحداً من أكثر اللقاءات إثارة للخيال. وحتى بالنسبة لكتاب التاريخ فإن هذا الخيال يشكل لا محالة عنصراً أساسياً من عناصر اللقاء، يصعب إن لم يكن يستحيل إقصاءه أو تبريره على حد سواء. وما دام هذا اللقاء قد جرى في ظروف أسطورية مفرغة من أية ممانعات واقعية يمكن أن تكبح خيال المتلقي، او ان تفرض عليه شروط قراءة خاصة فقد ظلت القصة محتفظة بسحر لا يقاوم ومفتوحة باستمرار لضروب الشيطان والعرش شتى من التأويل. ولا ريب أن خلو سجلات البابليين والآشوريين والمصريين القدماء من أية إشارات لرحلة النبي سليمان إلى اليمن ولقائه بملكة تدعى بلقيس قد ساعد إلى حد بعيد على تكريس هذا البعد الخيالي وتصعيده. ثم جاءت الميثولوجيا الإسلامية لتضيف إلى القصة عناصر تشويق إضافية، مرة عبر تأكيدها القاطع بإن ملكة سبأ هي بلقس، ومرة عبر سردها لمكيدة الشيطان الذي اغتصب عرش النبي إثر زواجه من الملكة. وفي كل هذا تكفل الإخباريون الإسلاميون بوضع تفاصيل مدهشة عن اللقاء، فالزواج، فالمكيدة الشيطانية، التي انتظمت في سياق امتحان إلهي لعصمة النبي سليمان. ومع أن النص القرآني كان دقيقاً وصريحاُّ للغاية في سرده لقصة اللقاء وذلك عبر امتناعه حتى عن مجرد التلميح إلى كون اللقاء قد جرى مع بلقيس فإن الميثولوجيا الإسلامية واصلت دون أدنى تحفظ علمها المتقن: تزويدنا بكل ما يلزم من عناصر التلقي المصمم لأغراض تصعيد وتنشيط هذه الخيالية.
ولكن، وتحت تأثير ما اصطلح الاخباريون الإسلاميون على تسميته بـ (الإسرائيليات) جرى التسليم بمضمون ذلك اللقاء، بل وبتفاصيله الأسطورية ولم يعد ممكناً الادعاء بان ملكة سبأ ليست هي بلقيس الميثولوجيا، هذا بالرغم من صراحة النص القرآني وروايته الموثوقة.
واقع الحال أن المصدر الاخباري الذي قدم تأكيداً قاطعاً بمحتوى اللقاء الأسطوري وأطرافه كان التوراة، التي أوردت اسم النبي سليمان مقروناً باسم بلقيس. وقد طور الاخباريون اليهود في عصر الإسلام المبكر سلسلة من القصص والمرويات عن هذا اللقاء، بما أضفى عليه في النهاية، هذا القدر من الخيالية. إن حقل الميثولوجيا الإسلامية الذي ظل باستمرار حقلاً مفتوحاً أمام تقبل المرويات والأحاديث والقصص من دون السؤال عن مصدرها، أتاح حتى لرجال دين ثانويين وهامشيين أن يكونوا في عداد بناة أرضية ميثولوجيه إسلامية، متقبلة ومروج لها على نطاق واسع. والحال هذه، فإن أحداً من الإخباريين المسلمين لم يبد حرصاُ حتى ولو كان محدوداً في ضبط وتوحيد الروايات الميثولوجي اليهودية. على العكس من ذلك كان هذا الحقل يقدم بانتظام المواد والعناصر التي تتماهي عندها الحدود بين ما هو ميثولوجيا إسلامية وما هو إسرائيليات.
ولعل واحدة من أكبر العقبات التي تواجهنا في مقارنة الروايات مع بعضها البعض، والتدقيق في صدقية الرجال الذين يعرضون أنفسهم علينا كإخباريين موثوقين، تكمن في أن هؤلاء أنفسهم إنما يتحدثون عن (أساطير الأولين). أي أنهم ينقلون أخباراً عن رجال آخرين ينظر إليهم بفضل المسافة الزمنية الشاسعة التي تفصلهم عن ناقلي رواياتهم، على أنهم موغلون في القدم، وأن رواياتهم بالتالي إنما هي عن الأولين.

المحتويات

القسم الأول: ميثولوجيا الدنس والعذرية
1- كاهنة غمدان
2- مسالة منطق الطير
3- في سبأ
القسم الثاني: أحلام ضائعة
4- حروب شمر يرعش
5- رؤيا الملوك
6- تراجيديا الثأر

بيانات الكتاب





الاسم: الشيطان والعرش: رحلة النبي سليمان إلى اليمن
تأليف: فاضل الربيعي
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
الطبعة: الأولى
سنة النشر: 1996
عدد الصفحات: 264 صفحة
الحجم: 8 ميجا بايت
قراءة وتحميل كتاب الشيطان والعرش

تحميل كتاب الشيطان والعرش



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق