الاثنين، 2 مارس 2015

عالم المعرفة 417 : عصور نهضة أخرى - مدخل جديد الي الأدب العالمي pdf

عصور نهضة أخرى - مدخل جديد الي الأدب العالمي
Other Renaissances: A New Approach to World Literature
كثيرة تلك الكتب التي عالجت مصطلح "النهضة"، سواء النهضة الأوروبية الشهيرة التي نشأت في ايطاليا إبان القرنين الخامس عشر والسادس عشر أو تلك "النهضات الأخرى" التي تفجرت هنا وهناك في العالم غير الأوروبي، كالصين والبنغال شرقاً ونيوزيلاندا جنوباً وايرلندا والمكسيك بل والولايات المتحدة غرباً مروراً بنهضة عربية في الشرق الأوسط في مصر والعراق وغيرها.
لكن كتاب "عصور نهضة أخرى" الذي بين أيدينا يعتبر شديد الندرة من بين تلك الكتب

جميعهاً، يحتوي على أحد عشر فصلاً قام بتحريرها كل من "بريندا دين شيلدجن" أستاذة الأدب المقارن بجامعة كاليفورنيا ديفيز بالولايات المتحدة، و"غانغ تشو" الأستاذة المساعدة للغات الحديثة في جامعة ولاية لويزيانا، و"ساندر غيلمان" وهو أستاذ متميز في الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة إيموري في الولايات المتحدة الأمريكية، وقام بترجمته إلى العربية الدكتور علاء الدين محمود، وصدر عن عالم المعرفة في أكتوبر الماضي.
ويدعي محررو الكتاب أنه يقدم "مدخلاً جديداً" لدراسة الأدب العالمي، تحديداً ما عرف بأدب النهضة في مناطق مختلفة من العالم، مقابل أدب عصر النهضة الأوروبية المعروف، وبذلك يعيد منظور الكتاب _وفق محرريه_ صياغة مفهوم النهضة بحيث تصبح النهضة الأوروبية فكرة ملهمة وخلاقة بدلاً من كونها مجرد حقبة زمنية معينة في التاريخ، تتقاطع أطروحات المقالات التي تتناول دراسات مفصلة لمفهوم النهضة خارج سياق النهضة الإيطالية الأوروبية التي فصلت تاريخ أوروبا عن عصورها الوسطى مع مفاهيم أخرى، كالحداثة والثقافة والتحديث وما بعد الكولونيالية.
ركزت هذه الدراسة الفريدة والمتميزة التي احتواها الكتاب على الحركية متعددة الثقافات ومتعددة القوميات التي يتمتع بها مفهوم كالنهضة الأوروبية حيث تجاوز هذا المفهوم مكان نشأته الأوروبية وزمانها ليصل إلى ثقافات غير أوروبية استخدمت المصطلح نفسه، لكن بمعانٍ أخرى تقترب كثيراً أو قليلاً بل تبتعد أحياناً عما يعنيه المفهوم الأوروبي الأصلي.
في الفصول الأولى تم اعتبار مصطلح "النهضة" أداة كاشفة لكنها معيبة بشكل كبير بسبب التعقيدات الأيديولوجية الكامنة فيها، فإنه يمكننا النظر إلى "عصر النهضة" كمستوى من مستويات الاتساق التي تدعو أو تتطلب عقد مقارنات مع ظواهر أخرى متشابهة تحدث ضمن الإطار الزمني نفسه تقريباً، والكثير من الأبحاث أثبتت أن عصر النهضة لم يكن مجرد ظاهرة ثقافية بل أقرت اتصال النشاط الثقافي غير العادي بمجموعة معقدة من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والديمقراطية والمناخية وغيرها من الظواهر التي صنعت ظروف إمكانية حدوث الازدهار الثقافي في أوروبا.
والنهضة تمثل فترة متناقضة في دراسات الشرق الأوسط حيث تستدعي النهضة، والإحياء واليقظة، وكل الترجمات التقريبية التي استخدمت لوصف هذه اللحظة التاريخية التأصيلية لمحة رومانسية مثالية عن الانقطاع عن الأصول الثقافية والعودة إليها بدأ المثقفون العرب في استخدام المصطلح منتصف القرن التاسع عشر لوصف الإحياء اللغوي والثقافي الذي انتشر من مصر ولبنان إلى سائر العالم العربي في العقود الأولى من القرن العشرين.
وأوضحت كتابات بوركهارت أنه لم يخلُ التقليد القائل إن عصر النهضة سيغادر المستقبل من التباس حيث كان دعوة إلى تحمل المسؤولية أكثر منه انفلاتاً من القيود وفي النهاية وكما أدرك بوركهارت ما تركه عصر النهضة للإنسان كان عبئاً سيتمخض من خلال حمله وحده عن أي حالات من التجدد والإحياء المبدع –وأي عصور نهضة- قد تصدر من الآن فصاعداً عن جماعات البشر الذين لم يصبهم التجدد في عصر الحديد والصلب الذي يلوح في الأفق والذي كان عصره وعصرنا.
وفي خاتمة الكتاب وتحت عنوان "عندما لا يكون الجديد جديداً" كتب أن عصر النهضة إحدى اللحظات القليلة بين لحظات تسمية الأشياء لنفسها في التاريخ الثقافي، وبيد أن اختراع أي مصطلح لذاته ليس ضماناً أنه سيظل ثابتاً وراسخاً في معناه الأصلي المقصود ف"الحداثة" مفهوم نحته المحدثون من أواخر القرن التاسع عشر وحتى الوقت الحالي ويستخدمونه بطرق شملت خلال القرن الماضي فعلياً أي أيديولوجيا، اليوم الرجعية حديثة وكانت الطليعية حديثة، حتى الحركة الجمالية التي كانت حديثة في زمنها يمكن أن تصبح حديثة من جديد اليوم.
ولعل المطالبات بـ"أصالة" هذه المصطلحات مثل "الحديث" و"عصر النهضة" هي بالفعل ما تضفي قوة على قابليتها للتطبيق وبخلاف أسماء الحقب الزمنية التي أطلقت بأثر رجعي مثل "المذهب الإنساني" أو "العصور المظلمة" جعل الادعاء أن "عصر النهضة" نحته مفكرون شكلوا هذا العالم الجديد، مثل "بترارك" ذلك العصر أكثر قوة فالجديد ليس جديداً فحسب بل مفيد بشكل كبير.

مصدر المقالة : الثورة 
 
الكتاب :  عصور نهضة أخرى - مدخل جديد الي الأدب العالمي
المؤلف: 
بريندا دين شيلدجن -غانغ تشو - ساندر غيلمان Deen Schildgen, Gang Zhou, Sander L. Gilman
ترجمة : د.
علاء الدين محمود
سلسلة : عالم المعرفة 
الناشر : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت
الحجم : 9.4 م.ب.
عدد الصفحات : 378
معاينة الكتاب : Archive

 
 
↓ Download gulfup













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق