نجمة أغسطس...صنع الله ابراهيم
كرس صنع الله إبراهيم كتابين للحديث عن السد العالي مع اختلاف المضامين والمعايير المقيمة لكل منهما.. فالأول "إنسان السد العالي"، وهو ريبورتاج فج وركوب لموجة الناصرية العاتية في ذلك الوقت.. والثاني "نجمة أغسطس" رواية (تجرد الواقع من بداهته) على حد تعبيره.
ويفسر "صنع الله" ذلك الازدواج بعد عشرين عاما من صدور الرواية قائلا : "أعددت أنا وصديقي، كمال القلش، على عجل كتاب رحلات عن تجربتنا أسميناه إنسان السد العالي.. تعاملنا معه كواجب ثقيل يجب الانتهاء منه في أقرب فرصة، ولم يكن يختلف هذا الكتاب في لغته وبنائه عن الخطاب الدعائي السائد".
هذا الهاجس التوثيقي [ الحقيقي ]، مرة أخرى، هو الذي كان وراء المكون الرحلي -على اختلاف الكتابتين- في رواية صنع الله إبراهيم نجمة أغسطس أثناء توثيقه أو تقديمه لتحقيق متكامل عن السد وملابساته بحثا عن الحقيقة وبواسطتها أيضا. كتبها خلال دراسته في بداية السبعينات من القرن 20 بروسياالسوفياتية آنذاك.
وتتحدث هذه الرواية الصادرة لأول مرة عام 1974 عن التناقض بين صورة بناء السد المرسومة في وسائل الإعلام وبين الواقع القمعي اللا إنساني في مكان البناء، وتبرز أوجه التطابق بين جمال عبد الناصر وبين الملك الفرعوني رمسيس الثاني، الذي بنى معبد "أبو سمبل". فقد شيّد كلّ منهما لنفسه نصباً تذكارياً عبر أعمال بناء ضخمة. وعلاوة على ذلك تورد الرواية، في إضاءات إلى الخلف، ذكريات أكثر تفصيلاً تتصف بطابع السيرة الذاتية، عن إقامة في السجن، وعن صديق يذكر بالاسم، ألا وهو شهدي عطيّة الشافعي، كما تورد مقتطفات من كتاب حول ميكل انجيلو. وفي القسم الأوسط من الرواية، الذي يتراسل مع الجزء الأساسي من السدّ، يتمّ تكثيف كل مستويات المعنى، حيث تتشابك كل أنواع النصوص مع بعضها بعضاً دون تمييز.
للتحميل نجمة أغسطس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق