الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

حاسب بالانتماء قبل ان تطلب حقوق المواطنه


الشعور بالانتماء للبلد لا ياتى هكذا ين ليلة وضحاها او عند كل موسم انتخابى (انتحابى)، ولا عند كل موسم للهجرة نحو الشمال او الجنوب حسب الحاله، او بقرار من احد الموظفين بمنح شهادة اقامه،  -وللاسف اننا لا نملك فريقا فى القسم الوطنى الاول- وانما هو عملية تفاعليه تمتد مدى الحياة فالقيم والتراث والثقافة واللغة ماهى الا مرحلة،   والولاء للارض والبلد و القبيلة والعرش والعائلة ماهى الا مرحلة اخرى بينما حب البلد والانتماء إليه شعور غريزي جبل الإنسان عليه وهوى متغلل فى سويداء القلب وليس عشق عابر نحن اليه عند هبووب نسمات الجنوب كما تقول "الخالة ام كلثوم"بل هو ابعد من ذالك اذ هو انتماء متبادل بين البلد و وابنه و قد قال رسولنا صل اللهم عليه وسلم "هذه طابة وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه "رواه مسلم فالجبل يحب الرسول واصحابه كما يحبه الرسول واصحابه وهذا يدل على انه ليس ضروريا أن يكون البلد مفعما بالجمال، فأرض عين صالح جرداء قاسية، ومناخها قاسٍ وجاف، ورياحها "تخرج الكذب على خبراء الارصاد الجوية..." و رغم ذلك تظل عين صالح تحبنا ونحبها، وقد كانت العرب والعجم قديما اظا سافرت حملت معها شئ من تربتها تستنشقه عندما يشتد بها الحنين .
اقول ما تقدم عشية الانتخابات المحلية التى لم تجلب لنا عبر التاريخ خيرا فعند بداية الانتخابات المحلية الاولى بدأ الشرخ وتفاقم عند بداية االانتخابات الوطنية وبعد مرور 40 سنة من ذالك مازالت دار لقمان على حالها، وقد نعذر وقتها اباءنا لان الكثرة منهم لم يولدوا فى المدينة وقد كان لكل منهم قصة "منهم من هرب الاطهاد، ومنهم من هام فى عشق فتاة ولم تعره اهتمام و منهم ومنهم...' وبالتالى كل واخد منهم كان يريد ان يثبت لنفسه او لغيره انه انسان كامل"اظن ان وقتها كان من امتلك قرطاسة جديدة لا يلبسها الا فى تمى او اولف والى دار ربعة دوروا يبنى دار فى متليلى والى ملك بعير يدى الطريق لاليزى" والنتيجة لم يكن لهم انتماء حقيقى لهذا البلد "وعلى تعبير اخينا عبدالقادر بلد البؤساء" وقد لا الوم الجيل الثانى لانه يمكن له ان يصاب بما  يسمى "أزمة الهوية" فيختلط عليه الانتماء والولاء، لكن لم استطيع ان اجد عذرا لهذا الجيل... الا ان عشاق هذا البلد الذين يحبهم ويحبونه سكتوا عن عدة اشياء كان يجب ان تقال فى وقتها وتركوا الساحة لاصحاب الانتماء الليلى او الانتماء الظرفى والذين يمسكون العصى من النصف او لنقل اصحاب  الانتماء النصفى هم من يقررون ، والسكوت عن هذه الاشياء وغيرها هى سبب بلوانا وقد قال اخوننا السودانيين "المسكوت عنه هو ما يفرقنا ويزيد فى انقسامنا "لان هذا الجيل هو ابن هذه الارض الطييبة احتضنته برمالها و دفئته بحرارتها، ولا يعرف ارض سواها والدليل هو غيرته على هذا البلد وتحسره على ما الت اليه من تقهقر والانسداد التى تقف امامه، فسكوت مجموعة الانتماء الحقيقى وتحكم أصحاب الانتماء الليلى فى الشان العام هو سبب فشل "البؤساء على حد تعبير عبدالقادر" فى التقدم بهذا البلد الصامد والذى اقول دائما انه اخر بلد يموت ان صحت نظرية "بن خلدون" ، والعمل السياسى لا يمكن ان ينجح فى ظل قيادة مجموعات محددة بل النجاح يكون فى قيادة الجميع لهذا البلد -"وما ادراك ماهذا البلد " فى فؤادى- ، وقبل ذالك يجب اجراء مصالحة -خارج برنامج الرئيس- مع الذات والتاريخ والجغرافيا و لا يتاتى ذالك الا بتوفر قدر كبير من الشجاعة والاستعداد الداخلى للمصالحة لطرح المسكوت عنه امام الجميع ومعرفة مواطن العلل وتشخيص الاصابه، وعندها لن تبقى الا مسالة الاعتراف المتبادل وهو العلاج.فمسألة الانتماء لهذا اللبلد هى اصل وكل مايلى ذالك من ولاء وتضحية وعطاء تابع لها ومتى وجد الاول لحق به االكل .

بالتوفيق للجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق