الفكر التربوي عند ابن خلدون وابن الأزرق |
لقد حظيت العملية التربوية والتعليمية في الاسلام ومن المسلمين بما تستحقه من عناية واهتمام باعتبارها المعوّل عليه في تنشئة وتكوين الانسان الملم وفي حفظه الاسلام. ولم يكن ما نالته بأقل ممّا نال الفقه، اللغة، العلم والفلسفة.
لما كان الاسلام قابل الاحتواء واستغراق كافة الاتجاهات الفكرية من فقه، أدب، فلسفة، وعلم، كان للتربية والتعليم ايضا عناية
واهتمام من كافة هذه القطاعات الفكرية على اختلاف اتجاهاتها: القطاع الفقهي، الأدابي، والفلسفي. لما كان الاسلام قابل الاحتواء واستغراق كافة الاتجاهات الفكرية من فقه، أدب، فلسفة، وعلم، كان للتربية والتعليم ايضا عناية
ومن الطبيعي، ان يكون لكل قطاع من هذه القطاعات ميدانه، مكوناته، ومعطياته المختلفة عن الاخر. لذا حاولنا من خلال هذه القطاعات الاطلالة على كل منها في مجاله، وعبر تطوره في المكان والزمان. فكان لنا، حسب التسلسل التاريخي لما تركوه من تراث مكتوب.
ابن خلدون: شخصية فذة في عالم الفكر .لقد ترك تراثا واثرا في مجالات شتى ؛ ولا يمد الكتاب والدالاسين بمعين لا ينضب لدراساتهم ولافكارهم في جوانب مختلفة :
_ فمنهم من قدمه كعالم واضع الاسس الموضوعية لعلمي التاريخ والاجتماع.
_ ومنهم من قدمه كمؤرخ دون الحقائق التاريخية لمجتمع وعصر معينين.
_ ومنهم من قدمه كفيلسة؛ بنظرته الشمولية , وبتفسيره للظواهر الحضارية والتارخية.
_ ومنهم من قدمه كعالم في الاقتصاد , بارائه ونظرياته الاقتصادية والمعيشية .
_ ومنهم من قدمه كعالم في الاقتصاد , بارائه ونظرياته الاقتصادية والمعيشية .
_ ومنهم من قدمه صاحب اراء فقهية وجتهادات في الشريعة والملة .
_ ومنهم من قدمه كمتصوف , لسلوكه الصوفي في الحقبة الاخيرة من حياته ,لما قدمه للصوفية والمتصوفة من مسالك وتحليلات .
وهكذا لم يبق مجال من مجالات الفكر ,الا وكان الابن خلدون منه نصيب وموقف. ولا يعني هذا ان ابن خلدون قد استنفد وان معينه قد نضب. فلا يزال الباحثون يجدون عند هذا المفكر , الكثير والجديد.
وهكذا لم يبق مجال من مجالات الفكر ,الا وكان الابن خلدون منه نصيب وموقف. ولا يعني هذا ان ابن خلدون قد استنفد وان معينه قد نضب. فلا يزال الباحثون يجدون عند هذا المفكر , الكثير والجديد.
ابن الأزرق : هو أبو عبدالله، محمد، بن علي، بن الأزرق، الحميريّ، الأصبحي، الأندلسي، الغرناطي، المالقي. ولد ببلدة “مالقة” عام 831 هـ – 1428م، وهي إحدى ولايات غرناطة آنذاك على عهد ملوك بني نصر، وقد سقطت هذه البلدة بأيدي الإسبان سنة 892 هـ – 1487م .
نشأ ببلدة “مالقة” فبدأ بحفظ القرآن الكريم وبعض المصنفات العلمية والأدبية، حسب عادات أهل الأندلس في طريقة التربية والتعليم المتبعة عندهم، وقد نشأ في بيت علم ودين وعفة وهذا ما دفع به أن يهتم اهتماماً كبيراً بالأخلاق والسلوك.
أبرز شيوخه هم، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البدوي، قاضي “مالقة” تلا عليه القرآن بتلاوة ابن كثير، وأبي عمرو محمد بن محمد ابن منظور وعنه أخذ العربية والفقه والفرائض والحساب.
إن أهمية ابن الأزرق تبرز في عطائه العلمي في كتابة الفريد “بدائع السلك في طبائع الملك” وموضوعه السياسة العقلية والشرعية والاجتماع البشري، وقد احتوى القسم الأكبر منه على الأخلاق والممارسات التطبيقية التي مرّ عليها ابن خلدون مروراً محدوداً فكان مكملاً لمقدمته.
شغل ابن الأزرق طوال حياته أربع وظائف اثنتان رسميتان، هما القضاء والسفارة واثنتان تطوعيتان هما التدريس والإفتاء.
توفي في القدس يوم الإثنين السادس عشر من شوال سنة تسع وتسعين وثمانمائة 899 هـ – 1491م، حيث أقام بها نحو الشهر وهو يتعاطى الأحكام بعفة ونزاهة من غير تناول شيءٍ من الناس.
الكتاب : الفكر التربوي عند ابن خلدون وابن الأزرق
السلسلة : موسوعة الفكر التربوي الاسلامي
المؤلف : عبد الأمير شمس الدين
الناشر : الشركة العالمية للكتاب
عدد الصفحات : 280
الحجم : 3.1 م.ب.
معاينة الكتاب : Arcive
↓ Download Archive
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق