الأربعاء، 14 يناير 2015

حركة طالبان من النشوء الى السقوط لـ محمد سرافراز

تسلمت حركة طالبان السلطة في أفغانستان عام 1994، وعلى وقع أحداث سبتمبر 2001 أسقطت الحركة، ومن البداية المفاجئة على يد مجموعة من طلبة المدارس الدينية إلى السقوط الدراماتيكي بفعل قوات التحالف تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، هناك أسرار كثيرة ولعبة كبرى مارستها أجهزة استخبارات وتقاطعت فيها مصالح دول كبرى، والنتيجة كانت تشويه صورة الإسلام السياسي عبر طرح "طالبان" كممثل لهذا الإسلام.

مقدمة


حركة طالبان هي حركة ميليشيوية اسلامية أفغانية وصلت إلى السلطة عام 1994 بعد انسحاب الاتحاد السوفياتي عام 1989 فسيطرت على المدن و المحافظات الرئيسية في افغانستان حتى اسقط النظام عام 2001 بعد احداث 11 ايلول / سبتمبر .
يعالج ( الدكتور محمد سرافراز ) في كتابه المهم ظاهرة من ظواهر الاسلام السياسي السني الحركي في كتابه : (( حركة طالبان : من النشوء حتى السقوط )) و يطرح الكاتب عدة اشكاليات من تشكل حركة طالبان من النشوء إلى السقوط تلك الحركة و وقوعها في فخ الجغرافيا السياسية للدول الكبرى و الدول الاقليمية القوية ، إلى أيديولوجيتها المسيطرة السفلية الوهابية إلى وقوعها في براثن الصراعات العرقية و المناطقية .
و تتميز قراءة ( الدكتور سرافراز ) بتعدد سياقاتها التاريخية و الجغرافية و تهدد مستويات التحليل السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الديني .
و يحلل ( سرافراز ) تطور الحركة و المقدمات التي أدت إلى نشوئها و دور الدول ذات المصالح في المنطقة كباكستان و السعودية و الولايات المتحدة في ايجاد حركة سنية متشددة تكون خطوة لمحاربة الاسلام السياسي الشيعي و مقدمة لسيطرة الدولة العظمى ، الولايات المتحدة ، على مصادر الطاقة الحيوية و طرق انتاجها و شحنها و تسفيرها ، كان من المفترض ان يقوم محور سني وهابي سلفي متشدد يقف في مواجهة حركات التحرر الاسلامي كالمجاهدين الافغان و الجمهورية الاسلامية في ايران .
و من الواضح كما يوضح ( الدكتور سرافراز ) ان قيام حركة طالبان كحال العديد من الحركات السنية السلفية الوهابية في العالم الاسلامي ، كما تمظهرت في حركة القاعدة بقيادة اسامة بن لادن ما هي الا تقاطع مصالح دول معنية و استخباراتها كباكستان و السعودية و الولايات المتحدة و غيرها . فهي توظف الدين و المذهب و العرق من أجل ضرب الحركات الاسلامية الام ، سواء كانت سنية أو شيعية ، خدمة لما تعتبره مصالحها الجيوستراتيجية و خاصة في ايجاد سد سني في مواجهة الدور المحوري للجمهورية الاسلامية و وقوفها في مواجهة المشروع الاميركي في العالم الاسلامي و في الوطن العربي .
لذلك ، ارتضت كل هذه الدول تشويه صورة الاسلام السياسي السني و الشيعي عبر طرح طالبنا كممثل للإسلام السياسي .
و يشرح ( الدكتور سرافراز ) عقائد هذه الحركة و يستخلص انها الاساس في تشويه صورة الاسلام المشرق . و هذه الحركة على خلاف ما يعتقده الكثير من كتاب المسلمين و غير المسلمين ليست حركة من حركات التحرر الاسلامي كالإخوان المسلمين و حماس و الجهاد الاسلامي و حزب الله ، بل هي حركة تقوم على فكر سلفي وهابي محافظ غير انساني و منغلق على الاخر ، حتى انه يكفر المسلمين الشيعة و لا يرتضي بالمذاهب السنية الاخرى . كان لمعاملة هذه الحركة لمواطنيها و خاصة النساء و تشددها في (( الطهورية )) فائق التأثير على صورة المسلمين في الغرب و اهتمام اعلامه بها . فحركة طالبان ، عقيدة و مجتمعا ، هي حركة أكثر تشويها للوهابية السلفية و مجتمعها المحافظ بل انها حركة بدائية متوحشة اساءت للمسلمين أنفسهم .

بيانات الكتاب

الاسم : حركة طالبان من النشوء الى السقوط
المؤلف : الدكتور محمد سرافراز
الناشر : دار الميزان
عدد الصفحات : 392
الحجم : 6.5 ميجا
تحميل كتاب حركة طالبان من النشوء الى السقوط

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق