الأربعاء، 14 يناير 2015

الشرق الأدنى القديم مصر والعراق لـ عبد العزيز صالح

يدعو مؤلف الكتاب -وهو من المشهود لهم بالكفاءة والأقتدار فى تخصصه- القارئ أن يبحر معه فى تاريخ الشرق الأدنى القديم -مركزاً على مصر والعراق- ذلك الشرق الغامض الساحر الذى مازال وحى استلهام العديد من الكتابات كأنه كنز لاينفد ومعين ثرى لاينضب....وقد أشفق المؤلف -أيما إشفاق- على قارءه, فى هذه الرحلة التى امتدت لعشرين فصلاً كاملة فى أن يعرض عليه ذلك العرض الصافى الضافى الشامل لكل ما قد يقف بذهن القارئ من تساؤلات...

مقدمة


تاريخ بلاد النهرين القديم هو اقرب ما يقرن بتاريخ مصر القديم من حيث السبق الزمني و الثراء المتنوع و الطابع المتميز و اتصال التطور في مجالات الفكر و المادة معا . و كان فيما بقى ظاهرا من آثار العراق و ما اتت به قصص التوراة عن الاشوريين و البابليين و علاقاتهم بمناطق فلسطين و العبرانيين ثم ما سجله الرحالة و المؤرخون الاغريق و الرومان الكلاسيكيون عنهم و عنها ما اثار الحديث الشرق الأدنى القديم مصر والعراق إلى محاولة كشف النقاب عن اثار بلاد العراق و تاريخها القديم . و أخذ تطلعهم هذا يكتسى بطابع الجدية منذ اواخر القرن الثامن عشر حين استرعت بقايا النصوص المسمارية العراقية و الفارسية القديمة انظار اللغويين و عمل بعضهم على نسخها و النشر عنها مما مهد لمحاولات أولية شتى لقراءتها و معرفة رموز كتابتها منذ اوائل القرن التاسع عشر .
و قد أثمر الاتجاهان معا بجهود عدد من الرواد الكبار و منهم هنري رولنسن و ف. شبيجل و جورج ف . جروتفند و اخرون و يسرت لهم جهودهم الاستعانة بنصوص معينة تصادف ان سجلت مضامينها قديما بأكثر من لغة واحدة مثل نصوص بهستون التي سجلت انتصارات الملك دارا الاول بكل من اللغات : الإلامية أو العيلامية العتيقة و البابلية السامية و الفارسية القديمة مما يسر عقد المقارنات بين ألفاظها و الاستعانة بالواحدة منها في فهم مترادفاتها الاخرى و مقارنتها بنصوص إصطخر ( برسوبوليس ) للملك أخشويرش الاول .
و بلغت أمثال هذه المحاولات بوكير النجاح منذ اواسط القرن التاسع عشر و أدى هذا النجاح بدوره مع نشاط الرحالة الاوروبيين في وصف الاثار القائمة و تصوريها إلى تشجيع المتاحف العلمية و الجمعيات العلمية الاجنبية الثرية على تبني علميات الكشف عن الاثار في العراق و فتح الابواب لتقبل ما يحصل الافراد عليه من الاثار في نظير مكافآت سخية .
و قد تركز الاهتمام في بداية امره على شمال العراق على امل البحث عن اثار مدن نينوي و اشور و نمرود ذات الشهرة التاريخية الواسعة و بدأ هذا العمل كالعادة نفر يوصفون بالمغامرين أكثر مما يوصفون بالباحثين و منهم بول إميل بوتا الذي تنقل بنشاطه السريع من تلال نينوي إلى تلال . و كان لما كشفه كل منهما من قصور الملوك الاشوريين العظام و مقتنياتها القديمة دوي عالمي كبير و تشجيع لغيرها على سلوك السبيل نفسها . و قد عمل رعيلهم الاول في ارض بكر و بوسائل بسيطة و بخبرات متواضعة ، و كانوا سيهدفون اساسا استخراج اكبر عدد من الاثار الفنية و الثمينة في أقصر وقت مستطاع و بأقل كلفة ممكنة حتى يشبعوا رغبتهم في الشهرة و المال و يشبعوا نهم المتاحف الاجنبية و أصحاب المجموعات الخاصة . و كانوا بوسائلهم هذه اكثر جناية على اثار العراق من زملائهم الاجانب المغامرين الاوائل الذين علموا في مصر ؛ فقد كفل للاثار المصرية نصيبها من المنعة تشييد معظم مبانيها الرئيسية بأحجار صلبة متنوعة و تماسك موادها الاخرى نتيجة لصيانتها في رمال الصحراء و في مناخ جاف على العكس من اثار العراق التي شيدت غالبية مبانيها من اللبن و الاجر و شيد أقلها بالحجر الجيري و الألباستر و قلت مناعة موادها الاخرى نتيجة لرطوبة ارضها مما كان يتطلب من الباحثين عنها دراية كافية بوسائل التنقيب العلمي عن الاثار و وقايتها و حفظها و هو مالم يتوافر كثيرا لأوائلهم الامر الذي افضى إلى تصدع و تفتت كثير من الاثار الصغيرة التي اكتشفوها بمجرد تعرضها للعوامل الجوية الخارجية .
بيانات الكتاب
الاسم : الشرق الأدنى القديم مصر والعراق
المؤلف : دكتور عبد العزيز صالح
الناشر : مكتبة الانجلو المصرية
عدد الصفحات : 906
الحجم : 22 ميجا
تحميل كتاب الشرق الأدنى القديم مصر والعراق

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق