الأربعاء، 14 يناير 2015

المستنيرون لـ جلال آل أحمد

يتناول آل أحمد قضية المستنيرين من أبعاد وزوايا مختلفة، ويعود إلى اللغة ليناقش الأساس اللفظي للكلمة (روشنفكران) ويراجع التاريخ لينقب عن أصول هذه الطبقة الاجتماعية الثقافية في إيران قبل الإسلام وبعده. ورغم أنه يخصص فصلاً لاستعراض واقع وطبيعة المستنير الغربي الذي يعتبره المثال الأصلي الذي استنسخ عنه المستنير الإيراني، لكن كتابه عموماً يختص بقضايا المستنيرين في إيران ودورهم في الحياة الإصلاحية والسياسية الإيرانية.

مقدمة


لكل مهنة أو صناعة في أي مجتمع مراتب يندرج فيها الانسان حسب ما تسمح به استعداداته و مواهبه فهناك المبتدئ ثم المتعلم قم العامل فرئيس العمال فأستاذ مساعد فأستاذ .
المستنيرونو هنالك لكل واحد لكل من تلك المراحل خصوصياتها و دلالاتها على درجة المهارة و على ما حصلة الشخص من ثقافة . فهي معروفة لسائر افراد المجتمع و هي واضحة الدلالة لي انا المعلم و بالنسبة  للتلميذ و حتى بالنسبة لبائع النفط أو لرئيس شركة نفط أو لهيئة النفط و سواء للسجان أو للمسجونين .. هي اذن تعبيرات و مصطلحات لا تنطوي على أي نوع من الغموض بل هي حية نابضة نرددها كل يوم مئات المرات و لها دلالاتها المحددة في الحياة ، و تتعامل بأساليب مختلفة مع كل مرتبة من مراتب هذ الحرف . كأن يكون هناك مثلا : مدخنة مسدودة أو باب حجرة يصعب فتحه أو حوض مكسور فتذهب إلى دكان الحداد أو النجار أو ما شابه ذلك و تقول : أريد ان ترسلوا صبيكم فلدينا عمل بسيط . و في هذه الاحوال لا يكون هناك داع لاحضار المعلم .
و في المجال التعليمي و الثقافي كذلك هناك سلسلة من المراتب و الدرجات تبتدئ من الطفل في الروضة ، ثم التلميذ في المدرسة الابتدائية ، فالمتوسطة ( الاعدادية ) فالمرحلة الثانوية ، ثم الطالب في مرحلة التعليم الجامعي ... الخ . فالمعلم في هذه المراحل معلم له درجاته المهنية التي لا تدل على مستوى المعلومات و الشهادات التي حصل عليها فحسب بل و تشير إلى مستوى معيشته و حالته الاقتصادية .
و كما يوجد تشابه لفظي بين الاستاذ الجامعي و الاستاذ في الحرفة . فإنه يجب علينا ان نأخذ في اعتبارنا الفرق بين هذين اللفظين من الناحية اللغوية . حيث يطلق على الاول " استاذ " و على الثاني " اسطى " أو في سلسلة المراتب الصوفية الذي تبذل جهود كبيرة لكي يجعلوا منه اماما و الباب المرتجى " و لها برنامجها الاذاعي " " باقة ورد " و لها عباراتها الفجة " يا هو – يا حي " .
فهناك مدن العشق السبعة التي خاضها العطار بداية من سلوك وادي الطلب ، ثم العشق ثم المعرفة ثم الاستغناء ثم التوحيد ثم الحيرة ثم الفقر و الفناء ... و كلها مقامات و درجات معينة و يجب قطعها للوصول من اللاشيء و اللامعنى إلى معرفة الذات ، أو في سلسلة المراتب الدينية حيث توجد درجات بداية من ( مقلد ) حتى ( مجتهد ) و ( مرجع ) و هي درجات بمهام و وظائف لكل شخص في كل مرحلة من مراحل الشعور الديني .

بيانات الكتاب

الاسم : المستنيرون
المؤلف : جلال آل أحمد
الناشر : المجلس الاعلى للثقافة
عدد الصفحات : 326
الحجم : 6.5 ميجا
تحميل كتاب المستنيرون

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق