إن هذا المصطلح صالح لكل الفئات المحتاجة لنوع خاص من الرعاية، سواء كانت جسمية أو نفسية أو اجتماعية أو تربوية.
إن الإعاقة بكل صورها واحدة من القضايا الاجتماعية التي لم تقتصر آثارها على الأسرة فحسب بل إنها أرقت قطاعا كبيراً من المجتمع، ولذا أصبحت معالجة هذه المشكلة محط وعناية واهتمام الكثير حتى إن هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة اعتبرت عام 1981م عاماً دولياً للمعاقين .
ومع هذا فإن خدمات هذه الفئة في الوطن العربي ما زالت محدودة ومقتصرة على فئتي الإعاقة البصرية والسمـعية بل قد تكون في بعض دولها نادرة .
إن ميدان التربية الخاصة من الميادين التربوية التي واجه العديد من التحديات حتى برز الاهتمام به مؤخراً ، وأصبح يحتل مكاناً بارزاً كبقية الميادين التربوية والعلمية المختلفة .
إن التربية الخاصة تسعى لمساعدة غير العادين على تطوير مهاراتهم وقدراتهم كي ينموا أو يتعلموا، أو يتدربوا، أو يتوافقوا مع متطلبات حياتهم اليومية، أو الأسرية، أو الوظيفية، أو المهنية، وبذا يمكن لهم أن يشارك في عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية بقدر ما يستطيعوا وبأقصى طاقة ممكنة . بغض النظر عن مدى الإعاقة أو مستوى القصور في تطورهم .
لقد بدأ الاهتمام بهذه الفئة عن طريق إيجاد المشروعات والمبادرات التي تخدمها، وكذا الكوادر المدربة للقيام بدور يخفـف على الأقل من معاناتها .
ولما كانت ظاهرة الإعاقة ترتبط بمجموعة متشابكة ومعقدة من العوامل المؤثرة فيها، سواء الصحية أو الوراثية ، أو الثقافية أو الاجتماعية، فالواجب إذن عدم الاقتصار في الخدمات الوقاية لهؤلاء على الإجراءات التي تحول أو تقلل من احتمال حدوث الإصابة فقط، بل إن الواجب اشتمالها على حلول أخرى تحول دون تطور الإصابة إلى حالة من العجز أو تطور حالة العجز إلى حالة الإعاقة .
وعلى هذا فالتربية الخاصة هي نمط من الخدمات والبرامج التربوية تتضمن تعديلات خاصة سواء في المناهج أو الوسائل أو طرق التعليم استجابة للحاجات الخاصة لمجموع الطلاب الذين لا يستطيـعون مسايرة متطلبات برامج التربية العادية .
إن هذه البرامج لا تكون في نمط واحد لكل الحالات، بل إن كل فئة من ذوي الحاجات الخاصة تحتاج إلى نوع خاص من الوسائل التي تستطيع بها مسايرة غيرهم في التعلم والعمل، فما يحتاجه المعاق عقلياً يختلف في حاجياته عن المعاق بصرياً أو سمعياً أو حركياً ، فتختلف أنماط المعالجة نظراً لاختلاف حالات الإعاقة .
إن التربية الخاصة تعالج التباعد بين نمو هذا الطفل وبين نمو الطفل العادي ، فكلما زادت درجة التباعد كلما زادت الحاجة إلى أشكال مختلفة من التربية الخاصة كذلك تعالج درجة التباعد في النمو داخل الفرد نفسه، كما تعالج أثر العجز أو الإصابة على التحصيل في المجالات الأخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق