حادث مجلة “شارلي أبدو” ورواية Submission .. والرئيس المسلم القادم لفرنسا
المصدر : منتديات شذرات ادبية
صلاح لبيب
قبل ساعات قليلة من الهجوم الذي تعرضت له المجلة الفرنسية “شارلي إبدو” كان الرأي العام الفرنسي فى ترقب انتظارا للحدث الأهم الذي انشغلت به الكثير من وسائل الإعلام الفرنسية علي مدي الأيام الماضية والذي خصصت له مساحات واسعة فى القنوات والصحف وهو الصدور الرسمي لرواية الروائي الفرنسي زائع الصيت ميشال ويليبك والتي تحمل اسم “Submission” أو “استسلام” وهي رواية تتحدث عن مستقبل الإسلام فرنسا.
وقد قامت مجلة “شارلي أبدو ” بعمل دعاية لرواية ويليبك فى آخر عدد لها والأول فى عام 2015 حيث جاء غلاف المجلة يحمل رسما كاريكاتيرا للروائي الفرنسي وهو يقول ” سأصوم رمضان عام 2022″.
رواية ” استسلام” تحكي قصة فرنسا عام 2022 حيث سيصل زعيم حزب إسلامي إلي رئاسة البلاد وهو محمد بن عباس زعيم حزب الإخاء الإسلامي ” Muslim Fraternity” وهو حزب غير موجود الآن ولكنه سيؤسس فى عام 2022 ويفوز بن عباس بالانتخابات بعد عقده تحالفًا مع حزب نيكولا ساركوزي “الاتحاد من أجل حركة شعبية”، وحزب “الاتحاد الديمقراطي” والحزب الاشتراكي علي منافسته من حزب الجبهة الوطنية الممثل لليمين المتشدد “مارين لوبن”.
وبعد فوز زعيم حزب الإخاء الإسلامي تصبح فرنسا بلد متأسلم تدرس جامعاتها الطلاب القرآن وتجبر النساء على ارتداء الحجاب وتسمح للرجال بالزواج باكثر من زوجة واحدة.
وحسب الرواية أيضا ستشجع النساء على ترك اعمالهن مما يؤدي الى انخفاض معدل البطالة.. وسيصبح الحجاب الزي السائد، والحكومة تسمح بتعدد الزوجات. وتجبر الجامعات على تدريس القرآن كما سيتم تحويل جامعة السربون إلي الجامعة الإسلامية.
اما الشعب الفرنسي فسيعود الى سليقته منذ الحرب العالمية الثانية – حسب المؤلف - وهي التعاون مع المحتل ايا كان ويتقبل فرنسا المتأسلمة الجديدة.
ما تنشره هذه الرواية يغذي موجة الإسلاموفوبيا التي تجتاح دولا غربية عديدة الأمر الذي جعل البعض يري أن هذه الرواية تعد هدية عيد الميلاد لليمين المتطرف فى أوروبا خاصة فى فرنسا الذي ستساعده هذه الرواية فى دعم موقفه للعب علي مشاعر الخوف لدي الفرنسيين للفوز فى الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ولا شك أن هذه العلمية الإرهابية ستزيد من قوة وتمدد العنصرية ضد المسلمين.
ولكن كاتب هذه الرواية معروف عنه عدائه للإسلام فقد سبق وأن اتهم الإسلام بأنه “أغبي ديانة” ما دفع كبري المنظمات الإسلامية إلي رفع دعاوي قضائية ضده ولكن القضاء الفرنسي قام فى النهاية بتبرئته مستندا إلي حرية التعبير ولكن الأزمة التي تعاني منها فرنسا هي فى كونها تعمل جاهدة إلي منع أي نشاط معاد للسامية حتي لو أدي ذلك إلي قمع حرية التعبير بينما هي متساهلة جدا مع مثل هذا الرواية وغيرها من الأنشطة المعادية للمسلمين.
ففي يناير من العام الماضي منع وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس عرضا مسرحيا للفنان ديودوني مبالا يدعي ” الجدار” بحجة أنه معاد للسامية وأيدت المحكمة العليا الفرنسية القرار وهي نفس المحكمة التي برأت الروائي ميشيل ويليبك بعد أن اتهم الإسلام بأنه “أغبي ديانة” بحجة حفاظها على حرية التعبير !.
وقد سعي الفنان الفرنسي مبالا إلي التأكيد على أن حريته فى التعبير قد انتهكت بموجب قرار وزير الداخليه والمحكمة العليا بمعنه من عرضه المسرحي وقال “أنا ضد الصهيونية التي تستمد وجودها من كلمة معاداة السامية التي ترعب الناس، لكنني لست وحدي فكثير من اليهود في العالم يشاركونني هذا الرأي والنضال”.
الدراسات والاستطلاعات تشير إلي ارتفاع فى نسبة معاداة المسلمين داخل المجتمع الفرنسي ومنها الدراسة التي قامت بها مؤسسة التجديد السياسي التي يديرها دومينيك رييني والتي كان من نتائجها أن 51 في المائة من المستطلعين يرون أنه يوجد أكثر من اللازم من المغاربة والمسلمين في فرنسا، في حين أن 16 في المائة فقط يقولون الشيء نفسه عن اليهود. كما أن 35 في المائة يرون أن مكافحة معاداة السامية تحظى بأهمية أكبر من محاربة العنصرية.
الأمر الذي يدفعنا إلي القول بأن موجة العنصرية ضد المسلمين فى فرنسا والتضييق على ممارستهم لحرياتهم المدنية صارت شيئا مألوفا وأصبحت سياسة ممنهجة حتي لو كانت غير رسمية خاصة وأن الحكومة لم تتخذ إجراءات حقيقية من شأنها مواجهة هذه الحملات العنصرية غير المبررة ضد ملايين المسلمين الموجودين داخل المجتمع الفرنسي.
كاتب صحفي وباحث فى العلاقات الدولية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق