ينشر لأول مرة عبر الإنترنت حصرياً من مكتبة بيت الحكمة
لا لأدب عن عمّان: الحكومة تمنع بيع رواية أحمد الزعتري
بعد أسبوعين فقط على دخولها الأردن، يبدو أن رواية الكاتب أحمد الزعتري “الانحناء على جثة عمّان” الصادرة مؤخرًا عن المركز الثقافي العربي في بيروت ستلتحق بسابقاتها من الكتب الممنوعة في الأردن بأمر من الجهة الحكومية الوصية على شؤون الإنتاج الثقافي والإعلامي، هيئة الإعلام، وريثة دائرة المطبوعات والنشر.
مديرة مديرية المتابعة في الهيئة فاتنة الحياري أكدت على ما صرّح به مدير الهيئة أمجد القاضي لعمّان نت من أنها “لم تمنع الرواية” بل أمرت بـ”إيقاف نشر الرواية إلى حين تدقيقها وإجازة بيعها في الأردن”، وأن الهيئة “لم تقم بسحب أي نسخة من الرواية من سوق الكتب الأردني”. إلا أن مكتبة الأهلية للنشر والتوزيع التي وصلتها شحنة النسخ من بيروت بصفتها موزعًا للمركز الثقافي العربي أفادت بغير ذلك، إذ قالت إن النسخ صودرت، ولم يُمنع بيعها فحسب.
وبحسب قانون المطبوعات والنشر، تسحب الدائرة عددًا من النسخ من أي شحنة كتب تدخل الأردن من الخارج، يعاينها موظف في الدائرة ليرفع تقييمه لها في تقرير إلى لجنة تفحصه -أي التقرير لا الكتاب- وتقرر منع الكتاب أو إجازته. وخلال فترة المعاينة التي لا حدود قصوى لها، يمنع بيع الكتاب في السوق حتى البت بشأنه.
القاضي قرر أن الرواية لا يوجد منها أي فائدة وتسيء لمدينة عمّان، بينما أسهبت الحياري في الحديث عن الطرق التي تخدش الرواية بها الحياء العام
الاعتراضات على المحتوى التي قدمها الحياري والقاضي بناءً على تقرير تقييم الرواية رجّحت أكثر أنها لم تمنع “بعد”، لكن القرار اتُّخذ. القاضي قرر أن الرواية “لا يوجد منها أي فائدة” و”تسيء لمدينة عمّان”، بينما أسهبت الحياري في الحديث عن الطرق التي تخدش الرواية بها “الحياء العام”، قبل أن تقرر أنها “خالية تمامًا من الأدب والثقافة”.
تقرير تقييم الكتاب الذي حصل حبر على نسخة منه يذكر أن في الكتاب “إشارات عديدة إلى حركة الاحتجاجات في 24 آذار، وادعاءات قيام الأجهزة الأمنية مدعومة بالبلطجية بقمع اعتصام الداخلية”، كملاحظة يجب أخذها بعين الاعتبار عند منع الرواية أو إجازتها.
كما يرى التقرير أن في الرواية “إسقاطات خيالية على الواقع، ففيها تسمية للعديد من مناطق عمّان (..) حتى أسماء المعالم البارزة”، وهي معلومة ذكرتها الحياري كذلك في سياق تعداد سيئات الرواية.
احتواء الرواية على “ألفاظ جنسية” و”إساءة” الزعتري “للمغنيين الوطنيين” و”التهكم على الأغاني الوطنية كأغنية (بيرقنا العالي)”، كل ذلك كان بنظر الحياري “إساءات أخلاقية ووطنية” يبدو أنها ستستخدم لتبرير المنع. فوق ذلك، تلقي الحياري عبء المنع على الكاتب قائلةً إن “كاتب الرواية أردني الجنسية، وقيامه بطباعتها في لبنان دليل على معرفته المسبقة بأن روايته غير مطابقة للقوانين الأردنية”.
هناك خلل في أن يوجد من يفرض سقفًا للكتابة، ويضع حدًا للخيال.. والحياء العام يجب ألا يكون ذريعة لوضع حدود للإبداع
الزعتري علّق عبر فيسبوك قبل أيام على خبر منع بيع الرواية بالقول إن المنع “يعيدنا إلى حقيقة هشاشة النظام وسهولة تخلّيه عن وظائفه الطبيعيّة ليسمّيها: وطنيّة”، معتبرًا أن المنع أحيانًا سبب للاحتفال، لكنه ليس كذلك “أمام مثل هذه الدولة الهشّة”.
هناك خلل في القوانين نفسها”، يقول الزعتري لحبر. “هناك خلل في أن يوجد من يفرض سقفًا للكتابة، ويضع حدًا للخيال (..) والحياء العام يجب ألا يكون ذريعة لوضع حدود للإبداع”.
وإلى حين صدور قرار أخير بشأن المنع أو الإجازة، تقول الحياري إن لدى الهيئة معلومات بأن “بعض دور النشر الأردنية ستقوم باستيراد نسخ من الكتاب” وإن الهيئة قد تلاحق قضائيًا مستوردي الرواية وناشريها خلال هذه الفترة.]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق