عسكرة الحياة المدنية |
عسكرة الحياة المدنية : مذكرات الضباط في غير الحرب
يشتمل الكتاب علي مذكرات كل من
سمير فاضل ، حلمي السعيد ، أحمد طعيمة ، مصطفي بهجت بدوي ، رياض سامي.
مقدمة الدكتور الجوادي :
أستطيع أن افهم اداء الادارة العسكرية للمهام المدنية على نحو ما أفهم عمل هرومون الأدرالين واخواته في لحظات الازمات التى يمر بها الجسم البشرى حيث يتضاعف اداء اجهزة الجسم الى معدلات تفوق المعدلات الطبيعية اضعافا مضاعفة حتى يمكن لصاحب هذا الجسم
أن يجتاز الازمة التى مر بها أو مرت به. ولكن هذا الإفراز الزائد لهذا الهرمون الرائد والقائد لا ينبغى أن يستمر لأكثر من وقت قصير ،ولابد من ان تعود الأمور مرة اخرى الى الاحوال الطبيعية الهادئة التى يمكن للحياة فيها أن تسير من دون هذا الإجهاد الزائد ،ومن دون التكثيف ، ومن دون العصبية ،ومن دون معدلات التمثيل العالية. لعلى اضيف هنا ان الجم البشرى بطبيعة تكوينه المعجز كفيل بأن يستجيب للأدرنالين من ان لاخر .وهو نفسه الذى يفرز الأدرنالين وأخواته بقدرة الخالق عز وجل ،ولكنه لا يستطيع الحياة على الأدرنالين لا بصورة أبدية ،ولا بصورة دورية ،ولا بصورة مطولة نسبيا ،إنما هو يتقبل هذه الأوضاع ويتوائم معها في لحظات الأزمات وحسب ،ولكنه سرعان ما يرفض هذا الوضع اذا ما أريد له أن يستمر على هذه الاليات الطوارئية بفعل فاعل ،كأن يحقن بها الأدرنالين أو اخوته بصفة مستمرة ،وسرعان ما يعلن هذا الجسم البشرى المعجز في تكوينه وتركيبه وأدائه أنه عاجز عن ان يمضى تبعا لهذا الأسلوب الطوارئى في التشغيل ،وسرعان ما يقف الجسم البشرى نفسه القدرة على الاستجابة الطبيعية للأدرنالين ، ثم سرعان ما يفقد قدرته على إفراز الأدرنالين من تلقاء نفسه في أية ازمة طارئة .ذلك انه تحول بحكم هذا التدخل الخاطئ إلى نمط اخر غير النمط الطبيعى الذى يحس بالأزمات ويواجهها ،فكيف به وهو يعيش الأزمة بصفة أبدية ،كيف يمكن له أن يدرك حدوث أزمة جديدة أو يتصور أن هذا الذى يحدث من قبيل الازمة بينما في أزمة مستمرة حتى وإن كانت مفتعلة؟ هذا هو جوهر فكرتى عن أدارة بعض العسكريين للحياة المدنية في عهد الثورة وأظنها قد بدت واضحة وضوح الشمس وأظنها كذلك قادرة على تصوير ما حدث بالفعل ،وأظنها قادرة على أن تجنبنا في المستقبل القريب والبعيد اللجوء الى حلول مكررة من تلك الحلول التى لجانا إليها فخلقت لنا مشكلات كنا في غنى عنها .ومع هذا هإن من اشد الناس إعجابا بالعسكريين وعقلياتهم وأخلاقهم ،ولهذا فإنى أستعرض في هذا الكتاب مدارسات مطولة لافكار وعقليات نماذج متقدمة الاداء من هؤلاء العسكريين الذين تولوا بعض المسؤليات هى في الاصل من المهام المدنية في المجتمع.
أستطيع أن افهم اداء الادارة العسكرية للمهام المدنية على نحو ما أفهم عمل هرومون الأدرالين واخواته في لحظات الازمات التى يمر بها الجسم البشرى حيث يتضاعف اداء اجهزة الجسم الى معدلات تفوق المعدلات الطبيعية اضعافا مضاعفة حتى يمكن لصاحب هذا الجسم
أن يجتاز الازمة التى مر بها أو مرت به. ولكن هذا الإفراز الزائد لهذا الهرمون الرائد والقائد لا ينبغى أن يستمر لأكثر من وقت قصير ،ولابد من ان تعود الأمور مرة اخرى الى الاحوال الطبيعية الهادئة التى يمكن للحياة فيها أن تسير من دون هذا الإجهاد الزائد ،ومن دون التكثيف ، ومن دون العصبية ،ومن دون معدلات التمثيل العالية. لعلى اضيف هنا ان الجم البشرى بطبيعة تكوينه المعجز كفيل بأن يستجيب للأدرنالين من ان لاخر .وهو نفسه الذى يفرز الأدرنالين وأخواته بقدرة الخالق عز وجل ،ولكنه لا يستطيع الحياة على الأدرنالين لا بصورة أبدية ،ولا بصورة دورية ،ولا بصورة مطولة نسبيا ،إنما هو يتقبل هذه الأوضاع ويتوائم معها في لحظات الأزمات وحسب ،ولكنه سرعان ما يرفض هذا الوضع اذا ما أريد له أن يستمر على هذه الاليات الطوارئية بفعل فاعل ،كأن يحقن بها الأدرنالين أو اخوته بصفة مستمرة ،وسرعان ما يعلن هذا الجسم البشرى المعجز في تكوينه وتركيبه وأدائه أنه عاجز عن ان يمضى تبعا لهذا الأسلوب الطوارئى في التشغيل ،وسرعان ما يقف الجسم البشرى نفسه القدرة على الاستجابة الطبيعية للأدرنالين ، ثم سرعان ما يفقد قدرته على إفراز الأدرنالين من تلقاء نفسه في أية ازمة طارئة .ذلك انه تحول بحكم هذا التدخل الخاطئ إلى نمط اخر غير النمط الطبيعى الذى يحس بالأزمات ويواجهها ،فكيف به وهو يعيش الأزمة بصفة أبدية ،كيف يمكن له أن يدرك حدوث أزمة جديدة أو يتصور أن هذا الذى يحدث من قبيل الازمة بينما في أزمة مستمرة حتى وإن كانت مفتعلة؟ هذا هو جوهر فكرتى عن أدارة بعض العسكريين للحياة المدنية في عهد الثورة وأظنها قد بدت واضحة وضوح الشمس وأظنها كذلك قادرة على تصوير ما حدث بالفعل ،وأظنها قادرة على أن تجنبنا في المستقبل القريب والبعيد اللجوء الى حلول مكررة من تلك الحلول التى لجانا إليها فخلقت لنا مشكلات كنا في غنى عنها .ومع هذا هإن من اشد الناس إعجابا بالعسكريين وعقلياتهم وأخلاقهم ،ولهذا فإنى أستعرض في هذا الكتاب مدارسات مطولة لافكار وعقليات نماذج متقدمة الاداء من هؤلاء العسكريين الذين تولوا بعض المسؤليات هى في الاصل من المهام المدنية في المجتمع.
الكتاب : عسكرة الحياة المدنية
المؤلف: د.محمد الجوادي
المؤلف: د.محمد الجوادي
الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة
الحجم : 5 م.ب.عدد الصفحات : 531
معاينة الكتاب : Archive
طريقة الحصول على مدونة كاملة من هنا
تحصل على كامل المدونة من هنا
للمزيد من المدونات من هنا<
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق