‏إظهار الرسائل ذات التسميات احمد خالد توفيق. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات احمد خالد توفيق. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 10 يوليو 2014

عن قوة الضعف


احمد خالد توفيق
مجلة الشباب - يوليو 2014

لو كانت الحياة تسير بمنطق القوة فحسب، لما كان للضعفاء أي فرصة للوجود.  ولتحقق هذا الخليط الدارويني النيتشوي النازي من الأفكار، حيث ينقرض الضعفاء بلا توقف، وفي النهاية نصل إلى الرجل مكتمل القوة .. السوبرمان القادم فوق جثث الملايين الذين لم يصمدوا. 

قال لي صديقي ساخرًا وهو يتحسس عويناته:
ـ"الحمدلله أنني اخترت الزمن الصحيح .. لو جئت منذ مليون عام فلم أكن لأظفر ببيت أو زوجة أو طعام. كان الأقوياء سيقهرونني، وكنت سأمضي باقي حياتي مذعورًا فوق غصن شجرة. دعك من أن عويناتي ستتهشم في أول ثلاث دقائق !"
طبعًا سيظل على غصن الشجرة بعض الوقت إلى أن يأتي قرد ليركله ويأخذ مكانه. 

عندما كنت طبيبًا مقيمًا،  كان لي صديق أنجب طفلة أصيبت بحالة بسيطة من صفراء حديثي الولادة، واستدعى الأمر نقل بعض الدم لها.  كانت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل عندما كنت أزورها في حضّانة المستشفى بعد نقل الدم، وأتبادل المزاح مع أبيها، عندما ظهر طبيب الأطفال وهو صديق مشترك، سألني عن فصيلة دمي. فقلت بلا اكتراث:
ـ"أو موجب .. لماذا تسأل ؟"

لم أدر إلا بطبيب الأطفال يجرني من ساعدي جرًا نحو بنك الدم، ثم يقول للفني الذي أرهقه السهر، ويفتح عينيه بصعوبة:
ـ"صحته طيبة كالثيران .. لا تخش شيئًا.. خذ منه ما تريد من دم "

وتم إجراء توافق الدم مع عينة دم يحتفظ بها الفني في الثلاجة.. كان هذا قبل عصر إجراء أبحاث التهاب الكبد والإيدز طبعًا، لهذا كان المريض يتلقى الدم فور التبرع به. 

انغرست إبرة التبرع بالدم الغليظة في وريدي .. آي .. ورأيت الدم الأحمر القاني يتدفق إلى الكيس... فقط لو استطعت أن أفهم !

عدت مع طبيب الأطفال إلى الحضّانة، فرأيت طفلة رضيعة لونها كلون الليمون، وجوارها تذكرة تحمل اسم (شيماء). ورحت أراقب الممرضة وهي تعلق كيس الدم وتبدأ عملية نقله إلى الجسد الصغير..  دمي يسري في هذا الجسد الذي لم يقض على الأرض سوى يوم أو اثنين ..

الآن صار من حقي أن أفهم، فقال لي طبيب الأطفال بطريقة روتينية ملول:
ـ"حالة فقر دم متقدمة . أنيميا تكسيرية .. كدنا نفقدها وكنت أبحث عن أحمق له ذات الفصيلة.. الحمدلله أنني وجدت واحدًَا عند الفجر"
كل هذا جميل ولكن أين أهلها؟
ـ"لا نعرف .. لقد تركوها واختفوا .. فقط أطلقوا عليها اسم شيماء"

كان الشيء الصغير يقرقر وينظر لنا بعينين تائهتين، وأقسم أنني شعرت بأن صفرتها تزول بالتدريج.  شعرت بأنني فخور وأن يومي لم يضع هباء.. من يبالي بهذا الدم ؟.. عندي الكثير منه، أما هي فيكفيها ربع لتر على الأكثر وهو ما أخذوه فعلاً..

في اليوم التالي جاء صديقي ليتفقد ابنته الرضيعة، زميلة شيماء في الحضانة .. وجد أنها – شيماء – لوثت ثيابها ولم تجد الممرضات كافولة، فأخذن من الكوافيل التي اشتراها لابنته.  مع الوقت صار لشيماء نصيب في كل شيء : الكوافيل .. الرضعات .. الثياب .. المال أيضًا لأنه ترك للعاملات مالاً يشترين به ما تحتاج له، من دواء أو ألبان .. إلخ

لم يظهر أهلها قط،  لكنها صارت أختًا لابنة صديقي وصار كل شيء يُقسم على الاثنتين. لا أعرف مصيرها بعد ذلك، لكني شعرت بقشعريرة لا شك فيها.

لماذا دخلت أنا الحضّانة في ذلك اليوم  وذلك الموعد؟.. لقد كنت مجرد أداة لتبقي هذه الرضيعة حية. إنها في حجم صفحة هذه المجلة، لكن الله سخرنا لها أنا وصديقي والممرضات وطبيب الأطفال. تريد دمًا فلا تفتش عنه مذعورة في بنوك دم وزارة الصحة، إنما يأتيها وهي مستريحة هانئة .. تريد كوافيل فلا تبتاعها بل تأتيها ببساطة حيث هي .. هناك قوة أعظم وأكبر ترعى هذه الصغيرة، وإلا لكانت ملقاة تلتهمها الكلاب في أقرب كومة قمامة.

عندما عملت في قسم الأطفال في مستشفى عام كبير في طنطا،  كانت هناك في العنبر رضيعة ترقد في فراش وحدها، وقد كتب على تذكرتها هذا الاسم الكئيب: (لقيطة  - مجهولة الأب والأم)... ليس هذا عنوان رواية عبد الحليم عبدالله المؤثرة، لكنها الحقيقة.  طفلة أخرى وجدوها على كومة قمامة جوار المستشفى. هناك ترقد وتنظر للسقف غير عالمة بالورطة التي فيها، ولا تدري كم هي مثيرة للشفقة. من أقسى الأمور ألا يدرك المرء فداحة ما خسره بينما الآخرون يدركون  .. ليس لها سند من أي نوع في الحياة.. هي كائن منبوذ جاء بالخطأ في لحظة لذة محرمة، وقد كان ثمن إصلاح الخطأ هو حياتها. عندما تكتب قصيدة ساذجة فأنت تمزق الورقة وتلقيها بعيدًا .. فعل الأبوان هذا على نطاق أكبر.  فقط لن تتعذب القصيدة ولن تقضي العمر عاجزة عن معرفة هويتها.

كان هناك في مستشفانا مختص شهير في طب الأطفال تؤمن به الأمهات كأنه ساحر قبيلة ، وكان يمر معنا على الأسرة في العنبر، هنا رأيت الأمهات يلاحقنه طالبات منه أن يفحص هذه الطفلة كما فحص أطفالهن. رأيتهن يحطن به بشراسة ليتأكدن من أنه يمارس الفحص (بذمة). وفيما بعد عرفت أن هناك من تكفلت برضاعة الطفلة من ثدييها، ومن تولت تبديل ثيابها، ومن تولت التربيت عليها لتنام ..  لقد صارت هذه التعسة الدقيقة تملك ألف أم.
هل تبناها أحد ؟.. هل وجدت الخلاص ؟.. لو ظلت حية فهي في الثلاثين من عمرها اليوم. 

هل تريد مثالاً آخر ؟
القط الصغير التعس المتسخ الذي وجدته تحت سيارة في شارعنا، فابتعت له بعض اللبن وحملته إلى بيتنا شاعرًا بالإثم والخطيئة .. هذا السيناريو يتكرر بالحرف كل عام، وزوجتي لا تطيق أي فوضى في البيت .. لا تتحمل أن ترى علبة ثقاب في غير موضعها.  وفي كل مرة أقول لها:
ـ"إذن تخلصي منه أنت ما دمت تجدين الأمر سهلاً"


ومن قال إنه سهل؟.  سرعان ما تكتشف أنها لا تملك قسوة أتيلا ملك الهون أو أبي لهب .. بعد لحظات كما يحدث في كل عام، تسمع صوت الماء يتدفق في الحمام وصراخ الشيطان الصغير بينما هي تحممه، وتطلب مني أن أبتاع زجاجة (لايسيد) لقتل البراغيث، وتضع قطرة مضاد حيوي في عينيه الملتهبتين، ثم تصطنع له (بزازة) من قطارة دواء.. تجففه وتحتضنه لتعطيه وجبته الأولى وهي لا تكف عن لومي وتقريعي على هذه العادة البذيئة .. عادة اصطحاب قطط الشارع إلى البيت.

بعد أيام يصير القط كل شيء في حياتها، وتملأ الثلاجة بالسمك المجمد، ويصير في المطبخ سمك مسلوق كريه الرائحة دومًا، دعك طبعًا من وعاء امتصاص فضلات القط ..

يغدو القط أهم فرد في الأسرة بمرور الوقت، وفي الغالب يهرب بنفسه عندما ينضج جنسيًا فنحن لا نجسر على طرده أبدًا..

هذا القط الصغير الهش قد نجح في استعباد شخصين بالغين، ليقوما له بكل شيء وليطعماه ويتخلصا من فضلاته.   هذه القوة الكاسحة التي لا اجد لها تفسيرًا..

هذا هو ما أعنيه بقوة الضعف .. ثمة كائنات هشة يبلغ من ضعفها أنها قوية جدًا، وأنها قادرة على ترويض المردة.  انعدام الحيلة قد يبلغ مبلغًا يحرك الجبال. في عالم الأدب والفن تحضرني أمثلة بديعة.  هناك للأديب الأمريكي العظيم ناتانييل هوثورن قصة ساحرة – لا أذكر اسمها للأسف – عن فتاة قبيحة واهنة فقيرة، تغرق نفسها في النهر .. ينقذها سيد وسيم قوي ويجففها ويحملها لبيته إلى جوار النار. تنظر له في ثبات وتكرر: "أنت ستحبني .. أليس كذلك ؟"

تكرر هذا الرجاء وهو لا يرد، "أنت ستحبني .. أليس كذلك ؟.. هه ؟... ". إلى أن يقع في النهاية تحت سطوة عينيها النافذتين الواسعتين وضعفها .. وتنتهي القصة به وهو يضمها إلى صدره. لقد استسلم !

في قصة ستيفن زفايج البديعة (حذار من الشفقة)،  نرى قصة طريفة أخرى. النصاب اليهودي يخدع امرأة ساذجة بريئة فيجعلها تتخلى له عن كل ممتلكاتها، زاعمًا أنه يستثمرها لها،  وهي تشكره على أن الله أرسله لها ..  هذه الحمقاء لا تدرك أنها صارت معدمة وأنها سوف تتسول لقمتها غدًا. والأدهى أنها تشكره على نبله وتقول له إنه قديس. لقد قضت عليه تمامًا!...ينظر لنفسه في المرآة، إلى وجهه الشاحب المصفر وعينيه الغائرتين، ثم يرى وجهها الصبوح المفعم بالسعادة فيدرك كم أن الله يحبها ويبارك براءتها، بينما هو ملعون كإبليس .. لا يجد شيئًا يصلح به غلطته سوى أن يتزوجها ليرعاها !!

هناك فيلم أمريكي تلفزيوني بديع (قصة واقعية) عن كاتبة تصاب بداء ألزايمر اللعين – اسمه ألزايمر من فضلك و (ال) ليست أداة تعريف !! –  وفي حفل تكريمها يصاب عقلها بالشلل نهائيًا وتنسى القراءة .. تقف حائرة تنظر للجمهور بعينين ذاهلتين، هنا يتقدم زوجها ليضمها لصدره ويكمل هو قراءة الخطاب. سوف تبكي وأنت تراها منكمشة حائرة تنظر للناس، وليس لها من أي سند في العالم سوى الحب .. لا شك عندك في أن هذا الزوج سوف يفديها بحياته نفسها لو اقتضى الأمر. 

قوة الضعف .. هذا هو ما أكرره ... 

ليست هذه بالطبع دعوة لأن نكون ضعفاء.. لكنها دعوة لأن نتذكر القوة الكامنة في الحب والعطف. الحنان يسري في الاتجاهين، وكما نمنح الحنان للآخرين فإننا نتلقاه في اللحظة ذاتها، كالمعادلات ذات الاتجاهين التي كنا ندرسها في حصة الكيمياء. هناك قوة ربانية عليا تحمي الضعفاء وترعاهم، بشرط ألا يزول الحب والرحمة من قلوب الآخرين .. لا أجد تفسيرًا أفضل من هذا لطفلة المستشفى (شيماء) التي نالت دمي وكافولات ابنة صديقي، ولا الرضيعة التي فازت بألف أم ، ولا القطة التي سخرت زوجين بالغين لخدمتها. ربما أستطيع كتابة هذه الفكرة بشكل أفضل وأكثر تماسكًا فيما بعد.

الاثنين، 7 يوليو 2014

حكايات النوم أحمد خالد توفيق

سمعت الكثير من حكايات ما قبل النوم، لكني — على قدر علمي — لم أسمع حكايات النوم نفسه من قبلُ. سأعترف لك أنني أحب النوم وأحترمه كفَنٍّ راقٍ، لكني لم أمارسْه ببراعةٍ قط … أعرف أشخاصًا ينامون وهم يستكملون كلامهم معك، ومن ينامون بمجرد أن يميل رأسهم بزاويةٍ أقل من ٩٠ درجة. يعني لو صارت الزاوية ٨٨ درجة لتعالى شخيرهم باعتبارهم في وضعٍ مناسبٍ للنوم. كان هناك لغم دبابات ألماني يعمل بهذه الطريقة. هؤلاء هم أنقياء الضمير الأطهار، وهم يختلفون كليةً عن الأوغاد مُثْقَلِي الضمير مثلي على ما يبدو.
تعلمت دومًا منذ طفولتي أن أهاب ساعات الليل؛ لأنها تحمِل الأرقَ والشعور بالوحدة وسط الآخرين الذين يُجيدون فن النوم ويتعالى شخيرهم … أنا مختلف … هكذا تقول لي ساعات الوحدة القلقة في الظلام. دعك من أنني من البؤساء الذين يراقبون عملية النوم ويتربصون بقدومه، والنوم فراشة لا تهبط على كَفِّكَ أبدًا إلا عندما تَغفُل عنها. مهما كنت مرهقًا أو محتاجًا إلى النوم فمن المستحيل أن يتم الأمر بسلاسة، وبما أنني ضمن العصابيين بامتياز؛ فإن ثنية واحدة في المُلاءة تكفي لتجعل حياتي جحيمًا. تتمنى أن تتعلم شيئًا من القطط، والقطط — كما تعلم — خبيرة نوم متخصصة فيه، وتعرف كيف تنعم بكل ثانية منه، ثم تنهض وتتمطى وتصحو مفعَمة بالنشاط، بينما تصحو أنت من النوم كأنما مَرَّتْ على جسدك دبابة بانزر. تعلَّمْتُ التعامل مع المنوِّمات منذ وقتٍ قريبٍ جدًّا، ولكن المشكلة هي أنك ستجدها حلًّا بارعًا سهلًا، ولن تنام بعدها تلقائيًّا أبدًا. لفترةٍ تحمَّس الناس للميلاتونين الذي يفرزه الجسم الصنوبري، وعرفنا أن أساتذة اليوجا الهنود يبدءون يومهم بشرب كوب من بَوْلهم؛ لأنه يحوي تركيزًا هائلًا من الميلاتونين، وهي مادة قادرة على ضبط إيقاع النوم والوصول إلى حالة «النيرفانا». كلنا تناسَيْنا موضوع البول هذا وأخذنا أقراص الميلاتونين ليلًا، وصحونا شاعرِين بأننا كُنَّا في خلاط أسمنت. لو كانت هذه هي النيرفانا فلتذهب للجحيم.
عرفت امرأة كانت تقول لي إنها كلما شعرت بالأرقِ نهضت لتتناول لُقمة خبز كبيرة … تتوقف اللقمة في بلعومها فتختنق ويرتفع ثاني أكسيد الكربون في دَمِها … وهكذا تنعم بالنوم في كل ليلة! طريقة عنيفة ولا تروق لي جدًّا. هناك طريقةُ عَدِّ الغنم في الظلام، وهي طريقة لم تُفلح معي قط؛ لأنني كنت أتخيل شكل الغنم وشكل القرون وشكل الحاجز بدقة بالغة … النتيجة هي توتُّر مفرط …
منذ أعوام لم نكن نسمع عن توقُّف التنفُّس أثناء النوم Sleep apnoea، ثم اخترع الأطباء هذا المرض كما اخترعوا السرطان والإيدز، وصار هناك مختبر نوم، وعرَفنا هذه الكارثة التي تصيب أشخاصًا كثيرين، وبصفةٍ خاصة البدينين والمدخنين. هذا البائس يصحو من نومه مذعورًا عشرات المرات أثناء النوم لأن نَفَسَه قد انقطع، ثم يعاود النوم. الفكرة هي أنه لا يذكر هذا عندما يصحو صباحًا، لكنه يعاني كل أعراض الانقطاع عن النوم؛ فرأسه يوشك على أن ينفجر من الصداع، وهو يشعر بخمول شديد، وغالبًا ما يفسر هذا بالاكتئاب أو تأثير أم العيال النكدية … سوف يحاول تذكُّر اسم ابن خالته لكنه عاجز عن هذا. طبعًا قيادة سيارة في حالةٍ كهذه معناها حادث ينتظر أن يحدث. كل اضطرابات النوم والساعة الداخلية تقود لحوادث … لاحظوا في الغرب أن تقديم الساعة — كما في المواعيد الصيفية — يضاعف حوادث المرور لمدة ٣ أيام تالية.
لاحظت أن معظم المصابين بمرض توقُّف التنفس أثناء النوم يعانون ارتفاع ضغط الدم والبدانة. والتشخيص يتم عبر ما يسمى مختبر النوم الذي يراقب سلوك المريض وهو نائم. العلاج جراحة معقَّدة لانتزاع سقف الحلق الناعم، أو جهاز تنفُّس له ضغط عالٍ يتنفس منه ليلًا.
في قصة الجاسوسية الممتعة «٣٦ ساعة» التي كتبها رو آلد دال، يقوم النازيون بتعذيب العميل الأمريكي بايك عن طريق حرمانه من النوم. هناك جندي يقف جواره ويركله أو يضربه أو يسكب ماءً باردًا عليه كلما أوشك على النوم. النتيجة هي أن العميل يدخل في حالة معقَّدة بين النوم واليقظة Hypnagogia فلا يعرف إن كان ما يدور حوله حقيقيًّا أم خرافة. يصير مستعدًّا للاعتراف بأي شيء.
منذ عام ٢٠١٠ انتشرت قصة مخيفة على شبكة الإنترنت تحكي عن تجرِبة مماثلة قام بها السوفييت، ولا شك أنك تعرفها من الفيس بوك؛ لأنها منتشرة بين الشباب جدًّا. نظرًا لسُمك الستار الحديدي وولع السوفييت بالغموض، فإنه من السهل أن تصدق أي شيء. تحكي القصة عن قيام الباحثين السوفييت عام ١٩٤٠ — في ذروة الحرب العالمية الثانية — بإبقاء خمسة سجناء متيقظين لمدة ١٥ يومًا، وذلك عن طريق غاز منبِّه معين اسمه «غاز نيكولاييف». لم تَكُنْ هناك دوائر كاميرا مغلقة؛ لذا كان التفاهُم يتم معهم عن طريق الميكروفون وعبر زجاج النافذة السميك. في الغرفة كان كل ما يلزم للحياة لمدة شهر؛ مِن كتبٍ وماءٍ وطعامٍ، لكن لا أَسرَّة.
مضت التجربة في سلامٍ أول خمسة أيام، وطبعًا كان الخمسةُ سجناءَ حرب. لا يمكن أن تتخيل أن يتطوع أحدهم لهذا الخبال. بعد خمسة أيام بدأ السجناء يتكلَّمون عن الظروف القاسية التي قادتهم لهذا الوضع … بدأت أعراض البارانويا، وبدأ كلٌّ منهم يهمس في الميكروفون عارضًا الاعتراف على زملائه.
بعد تسعة أيام بدأ الصراخ من أحدهم … ظل يصرخ من أعماق قلبه ثلاث ساعات حتى مزق أحباله الصوتية … المرعب ليس الصراخ، بل كوْن أي واحد من رفاقه لم يُبالِ بما يحدث كأنهم لم يسمعوا. راحوا يمزِّقون الكتب ويلوِّثونها ببرازهم ثم يلصقونها على فتحات الغاز. في اليوم الرابع عشر لم يعُد السجناء يستجيبون … برغم النداء المتكرر عليهم في الإنتركوم. هكذا اضْطُرَّ مصمِّمو التجربة إلى دخول الغرفة بعدما هدَّدوا السجناء بالقتل لو حاولوا الهرب. كانت النتيجة هي أن صوتًا هادئًا رد على التهديد: «لا نريد الخروج من هنا.»
تم اقتحام الغرفة وضخوا فيها الهواء النقي وطردوا الغاز … لكنهم سمعوا السجناء يتوسلون كي يبقى الغاز في الغرفة. فوجئ الجنود بأن هناك أربعة سجناء أحياء من خمسة … ليسوا أحياءً بالمعنى الحرفي للكلمة. لقد انتزعوا بعض قطع لحم الميت وسَدُّوا بها البالوعة، فارتفع الماء الدامي في أرض الزنزانة. كان معظم الناجين يعانون من تمزُّق قطع لحم من أفخاذهم وأذرُعهم. واضحٌ أن معظم هذه الجروح تمت بأصابعهم هُم؛ أي إن كل واحد مزَّق لحمه بنفسه. تمضي القصة أكثر لتزعم أن الضلوع والرئتين كانت ظاهرة لدى الأربعة، وكذلك أعضاء ما تحت الحجاب الحاجز. من الواضح أنهم كانوا يتغذَّوْن على لحمهم الخاص. من الغريب أن السجناء قاوموا بشدةٍ محاولات أخْذهم من الغرفة، وانتزعوا حنجرة جندي سوفييتي وشريان فخذ جندي آخر … لقد كانت التجربة قاسية على الجنود أنفسهم لدرجة أن خمسة منهم انتحروا في الأسابيع التالية. أما عن السجناء الباقين فقد نُقِلُوا لمصحة نفسية وهم لا يَكُفُّون عن طلب الغاز، وكانت هناك استحالة في تخديرهم لإجراء جراحة … لم يستجيبوا للمخدِّر بأي شكل، وأحدهم مَزَّق الحزام الذي يربطه لمنضدة الجراحة. أحد المرضى راح يضحك أثناء الجراحة لدرجة أن الجرَّاح لم يستطِعِ العمل. كان السجناء يرغبون في مزيدٍ من الغاز ليظلوا متيقِّظِين. للقصة نهاية درامية حول أحد العلماء الذي قَتل السجناءَ رحمةً بهم، ثم قتل القائد السوفييتي بعدما ألقى أحد السجناء كلمة بليغة حول: «أنت تتساءل من نحن … أنت تخشانا لأننا الجنون الكامن فيك والذي يحاول أن يخرج … إلخ … إلخ.»
هذه الخطبة الأخيرة كانت كافية لتهدم مصداقية القصة لديَّ؛ جوُّها مسرحي أكثر ممَّا ينبغي.
قالت مواقع التدقيق في الخرافات إن هذه القصة خيالية نشرها موقع مختص بالقصص الغريبة اسمه «كريبي باستا»، ويقال إن مؤلفها يُسمِّي نفسه «صودا البرتقال». سرعان ما تتسرب هذه القصص الخرافية لتصير أخبارًا يعتقد الناس أنها حقيقية … بل هم يرغبون في أن تكون حقيقية.
على الأقل مهما كان المرء ضحية للأرقِ فلن يبلغ الأمر هذه الدرجة من السوء، ولن يلتهم لحم فخذَيه. هذه مزية سماع القصص المرعبة. راقت لي هذه القصة، ليس لأنها مخيفة، بل لأنها نواة رواية ممتازة يمكن وضع خطوطها العريضة. نسيت طبعًا أن أقول لك إن بدء الكتابة والاستذكار طريقتان ممتازتان كي يأتيَ النعاس، هكذا سقط القلم من يدي وأنا أحاول رسم خطة الرواية، وهكذا حَلَّت هذه القصة الخرافية مشكلتي الخاصة!

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

قهوة باليورانيوم … أحمد خالد توفيق

قهوة باليورانيوم

يتكون الكتاب من عدة مقالات نقدية ، ساخرة ، تنبش فى فكر كل إنسان ، وينبش الكاتب فى حياته هو شخصياً ، عارضاً للقرآء مقتطفات من حياته .

يتميز أسلوب الكاتب بالفكاهه ، والنقد وإن كان النقد هذا أحياناً ما يوجهه هو إلى نفسه ، أو إلى تصرفاته فى بعض من المواقف التى تعرض لها فى حياته .

من يحب المقالات الساخرة ، سيجد جل متعته بهذا الكتاب الذى يحتوى على المقالات القريبة من قالب الحياة اليومية لكل مواطن مصرى أو عربى يعيش فى هذا المجتمع .

مقدمة الكتاب :

المنطقة 51 .. مخلوق روزويل .. دوائر المحاصيل .. الاختطاف .. الأطباق الطائرة .. مسدسات الليزر ..

هذه هى مفردات ثقافة الفضاء التى يحملها كل منا فى عقله منذ بداية القرن العشرين تقريباً ، وهى ثقافة صارت مجمدة جداً وقوية جداً . عام 1898 كتب هـ .ج . ويلز قصته ( حرب العوالم ) فصار الأمر مفروغاً منه ، وصار الناس يرون الكائنات الفضائية فى كل مكان . انتشرت مجلات الخيال العلمى وقصص الخيال العلمى ، وسادت ثقافة الأطباق الطائرة . سوف يأتون من المريخ بالذات .. سوف يكون لونهم أخضر ولهم ثلاث أعين وهوائى على رأسهم ومسدسات تطلق عصارة خضراء .. إنهم أوغاد يريدون احتلال الارض لأن مواردنا ما زالت بكراً بالنسبة لمواردهم ..

ظهرت مجلات سوبرمان ومعها صار الكون يعج بالكواكب ..

هذا كوكب زوس وهنا كوكب بلغور وهذا كوكب يوتان .. هذا كوكب سكانه غير مرئيين وهذا كوكب سكانه يطيرون .. وهذا كوكب سكانه يتنفسون النوشادر .. الخ .. كل الكائنات الفضائية كانت تراقبنا بجهاز الرصد ولهذا كلهم يجيدون لغتنا ( أى لغة ؟ .. طبعاً هى الإنجليزية ) .. استكملت أفلام الخيال العلمى المهمة ، ثم بدأ كثيرون يلتقطون صوراً لأطباق طائرة ، وبدأ الفضائيون يخطفون البعض .. البعض الذين يعودون ليحكوا عن أجهزة غريبة وحقن عجيبة اخترقت أجسادهم .. فى الوقت نفسه راح الفضائيون يرسمون دوائر محاصيل لا يعرف أحد الغرض منها ..

فيما بعد اجتاحت مسلسلات ستار ترك وغيرها أذهان الناس .. عملية غسيل مخ دامت عقوداً حتى صارت الكائنات الفضائية فى كل مكان ، ثم جاءت أفلام حرب الكواكب .. معها صار كل طفل يعرف تاريخ الامبراطورية والقوة ولوك سكاى ووكر ودارث فيدر . هذه شخصيات واقعية أكثر مننا جميعاً .

فصول الكتاب :

الفصل الأول : أين ذهب الجميع ؟

الفصل الثانى : رمضان جانا

الفصل الثالث : حارس البوابة

الفصل الرابع : قصة مرعبة

الفصل الخامس : أماركورد

الفصل السادس : مرحباً بكم فى سيرك ( أبو شفة )

الفصل السابع : خداع النفس فن

الفصل الثامن : قرب الجبل امرأة مرحة

Mekarrenn Mefarrenn الفصل التاسع :

الفصل العاشر : تاريخ للكبار فقط

الفصل الحادى عشر : كائنات مهددة بالانقراض

الفصل الثانى عشر : لا تقرأ هذا المقال

الفصل الثالث عشر : مقال مثير للغرائز

الفصل الرابع عشر : مقالات نقدية

الفصل الخامس عشر : بحب السيما

الفصل السادس عشر : إنفكتوس : أنا قبطان سفينة روحى

الفصل السابع عشر : 711

الفصل الثامن عشر : إميلى : عشق التفاصيل الصغيرة

الفصل التاسع عشر : تان تان

معلومات الكتاب :

اسم الكتاب : قهوة باليورانيوم

المؤلف : د. أحمد خالد توفيق

الناشر : دار ليلى كيان كورب للنشر والتوزيع

الحجم : 14.73 ميجا بايت

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الجمعة، 8 فبراير 2013

حكايه الغرفه 207 …. احمد خالد توفيق

541084507لمحبي أدب الرعب


ستيفن كنج :

" بالإضافة إلي قصص دفن الأحياء ،


علي كل كاتب رعب أن يقدّم قصة واحدة علي الأقل عن غرف الفنادق المسكونة ،

لأن غرف الفنادق أماكن مخيفة بطبعها .

تخيل كم من الناس نام في الفراش قبلك ؟ كم منهم كان مريضاً ؟

كم كمهم كان يفقد عقله ؟

كم منهم كان يفكر في قراءة بضع آيات أخيرة من الكتاب المقدس

الموضوع في درج الكومود بجوار الفراش

قبل أن يشنق نفسه في خزانة الملابس بجوار التليفزيون ؟
بالفعل غرف الفنادق أماكن مرعبة . وأكثرها إرعاباً هي الغرفة 207 .
.
في هذه الغرفة تحتشد أشنع مخاوفك التي داريتها حتي عن نفسك منذ كنت طفلاً ..


في هذه الغرفة يتلاشي الحاجز بين الحقيقة والوهم ..

بين المخاوف المشروعة والكابوس ..

في هذه الغرفة يتلاشي الحاجز بين الماضي والمستقبل ..

وبين ذاتك والآخرين .. لا تتلصص ولا تختلس النظر عبر ثقب المفتاح ..

فقط فلتدر مقبض الباب في هدوء وحذر ..

ولتدخل الغرفة رقم 207

Capture

تحميل روايه حكايه الغرفه 207

Capture2

الأربعاء، 6 فبراير 2013

قوس قزح … احمد خالد توفيق

coswx5

أحمر ..برتقالى .. أصفر .. أخضر ..أزرق .. نيلى .. بنفسجى.
اليوم نحكى لك كيف أن قوس القزح قد يكون مخيفا ..
كيف تصير الألوان مرعبة أو على أقل تقدير ليست كما وجدت فى خيالات طفولتنا ..
أحمر ..برتقالى .. أصفر .. أخضر ..أزرق .. نيلى .. بنفسجى.قوس قزح ..


وسبع قصص تحكى عن الألوان ..


سبع حكايات عن قوس قزح .

4

تحميل المجموعه القصصيه قوس قزح