الأحد، 2 سبتمبر 2012

التيدكلت 4

 الزناته... وحقهم المهضوم فى عين صالح
  من المتعارف عليه ويكاد يصل الى درجة الثبوت القطعى بان منطقة تيدكلت من التسمية العامه الى تسمية المناطق بربرية امازيغية (ان صح التعبير)، وهذا يعنى ان اول من سكن هذه المنطقة هم البربر ، لكن لم يتفق احد (او لا يريدونن الاتفاق )عن اى قبائل البربر هى . ويذهب معظم الرواه والحكاواتيين الى ان التوارق هم اول من سكن المنطقة ، ومن المفارقات العجيبة انهم حكوا مرة ان "صالح" هو اخو" تين هنان " (والى يوقف المخ) ان يحدث هذا فى القرن الخامس الميلادى اى : فى وقت كانت العرب لا تسمى صالحا وذالك منذ زمن النبى صالح ، فى حين لم يشر احدا لا من قريب ولا من بعيد الى ان سكان عين صالح القدامى كانوا من قبائل زناته، مع ان الدلائل تشير بل تكاد تنطق بذالك فكل تسمية لمنطقة من المناطق بعين صالح لها تؤام بمنطقة قوراره ، فالساهله هنا وهناك والبركة والشضه واقبور ولمطارفه واجدل ...وغيرها، كما ان معظم النشاطات صورة طبق الاصل لمنطقة قوراره "زراعة تعتمد على النخيل ومروية بمياه الفقاره ، كما العادات والتقاليد والحياة الاجتماعية متشابهة الى حد ما و اما العمران فحدث ولا حرج ومازالت القصبه القديمه فى قصر العرب ودروب "اجدل" فى قصر المرابطين تذكرك بالقصر القديم فى تيميمون والقصور المجاوره لها لم يعد ينقصها الا رائحة "الزطله " التى منعت زراعتها والمتجارة بالشمه فى وقت الاستعمار -كل هذا و"صالح" اخو "تين هنان".
والاعجب من كل هذا ان "زناتة" ليبيا وتلمسان الى قوراره هى قبائل لها انساب ضاربه فى التاريخ الا "زناتة" عين صالح جدهم كلب (لا حول ولا قوة الا بالله) وهذا تهذيبا حتى لا يقال امام الصغار انهم ابناء زنا وهذا لا يقبله عاقل ...الا اذا وقع هذا الزنا فى الجيل الثانى الذى يلى الطوفان واذا كان كما يقولون لماذا لم يسمونهم باضياف الله او المحللين او اسم كناية فالعرب القحة لا تعجزها الاسماء ، لماذا اختير لهم اسم  زناته؟ الجواب بسيط هو ان التسميه كانت موجودة قبل وجود من اطلقواالتسميه ،كانت موجوده عندما سميت "تيدكلت" ،و"أقاز"،و"تزرزايت"،و"تقازه" ، كانت موجوده عندما كان "افكر"و "انفيف"و "افراق"، لكن كما هو شائع فى عين صالح "الى ما تلقى منين تدخل ليه فرخوا" وهذا ما حدث واتذكر هنا قوله تعالى :"إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر" اذ لا يخلوا عين صالح من المفكرين المقدرين .
ومن العجائب ان عربنا من الجبل الاخضر بليبيا (موطن الزناته الاصلى ، ومرابطينا من ليبيا وتيط وقورارة(موطن الزناته )، فهل مناطق زناته المعروفه  الى اليوم كانت مصدر هجرات معظم القبائل الا قبائل زناته؟ وكأن البيضة مصدر الخروف (سبحان الله).
وانقل هنا  شئ عما قيل فى قبائل زناته لمن يهمه ان يعرف حتى من زناتة عين صالح انفسهم الذين اراهم يقلبون وجوههم شطر المشرق والمغرب فمرة مرابطين لهم طار ومرة توارق ومرات لا ادرى ماذا؟ :

"مما هو معروف أن زناتة هي إحدى مجموعتين كبيرتين من المجموعات البربرية التي سكنت الجزائر قبل الفتح الإسلامي , والمجموعة الأخرى صنهاجة , وهي مجموعة عرفت بالاستقرار , ويتبع كلاً منهما قبائل كثيرة , ومن خصائص زناتة أنه كان يغلب عليها الترحال , ولهجتها تختلف عن سائر اللهجات البربرية الأخرى , وكان غالبها بالمغرب الأوسط أعني الجزائر اليوم , حتى كان يقال عنه وطن زناتة , والملفت للنظر أنه إذا كان الزناتيون وعددهم كثير بهذه المناطق , وبنو هلال الذي جاؤوا هذه المنطقة عددهم محدود فكيف توارى الزناتيون بهذه السرعة ؟ , وأصبح معظم السكان يقولون إنّهم ينتسبون للشرف ؟ , وقد جرى العرف في بعض مناطق بلادنا وأقصد ( الجزائر ) على إطلاق وصف الزناتي على من ليس بشريف النسب ,, انظر تاريخ ابن خلدون 7/2 , وتاريخ إفريقيا الشمالية لشارل أندري جوليان , النسخة المعربة : 2/207 و208 ومواقع القبائل العربية والبربرية في الجزائر في مطلع القرن السادس عشر الميلادي في كتاب حرب الثلاثمائة سنة لأحمد توفيق المدني : 93 و 94 و95 , ودور زناتة في الحركة المذهبية في المغرب الإسلامي , لمحمد عميرة . 

قال ابن خلدون :"وعقد معد لبلكين بن زيري على حرب زناتة، وأمده بالأموال والعساكر، وسوغه ما تغلب عليه من أعمالهم فنهض إلى المغرب سنة إحدى وستين، وأوغر بالبرابرة منهم وتقرى أعمال طبنة وباغاية والمسيلة وبسكرة وأجفلت زناتة أمامه. وتقدم إلى تاهرت فمحا من المغرب الأوسط آثار زناتةولحق بالمغربالأقصى.
واتبع بلكين آثار الخير بن محمد وقومه إلى سجلماسة، فأوقع بهم وتقبض عليهم، فقتله صبراً وفض جموعهم، ودوخ المغرب وانكص راجعاً. ومر بالمغرب الأوسط فاستلحم بوادي زناتة ومن إليهم من الخصاصين، ورفع الأمان عن كل من ركب فرساً أو أنتج خيلا من سائر البربر. ونذر دماءهم فأقفر المغرب الأوسط من زناتة، وساروا إلى ما وراء ملوية من بلاد المغرب الأقصى "
المجلد السابع / ص 37/38

وقال أيضا : " ثم نهض يوسف بن تاشفين بنفسه في جموع المرابطين سنة ثلاث وسبعين، فافتتح تلمسان، واستلحم بني يعلى، ومن كان بها من مغراوة، وقتل العباس ابن بختي أميرها من بني يعلى. ثم افتتح وهران وتنس، وملك جبل وانشريش وشلف إلى الجزائر، وانكفأ راجعا وقد محا أثر مغراوة من المغرب الأوسط ".
المجلد السابع صفحة 62.

ومن ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

زناتة قبيلة أمازيغية، قبائل زناتة:بنو يفرن، لواتة، زيانيون، مرينيون، مغراويون... قبيلة زناتة من أقدم قبائل الليبية التي هاجر معظمهم نحوى تونس والجزائر منذو (2000) عام وما زالت بقاية القبيلة موجودة اليوم في ليبيا، وكذلك مدينتهم العريقة والقديمة (الزنتان) حيث كانت تمد الزناتي خليفة بجنود في معركتهم في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي ضد قبائل بني هلال (سيرة بنو هلال)".

 فهل لعنة حرب زناته  للهلاليين والعداء الابدى من طرف الصنهاجيين لا تزال تطارد زناتة عين صالح ؟ الذين لا يزالون خائفين من البطش فى زمن حماية الاقليات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق