موضوع الكتاب :
تتناول الكاتبة غادة سمان جهة جديدة لم يتم النظر إليها من قبل ، وهى ارتباط حياة الكاتب وموته بكتاباته ، فتسلط الضوء على كاتب اعتبر يوم توقفه عن الكتابة بمثابة اشعار اخير لانتهاء حياته ، حيث اعتبر ان كنزه الحقيقى كان فى نزعته لنشر كتبه
التى تترجم إلى كثير من لغات العالم ، ويسطع اسمه فى أذهان القراء ليرقد فوق هذا التل من الانجازات ويحجب ذلك الضوء الذى خرج يوما من بين مؤلفاته .
اوردت الكاتبة غادة سمان هذا الكتاب بين سلسلة لها من الكتب تحت عنوان " الاعمال غير الكاملة " بدلا من " الأعمال الكاملة " لتؤكد بذلك على الفكرة التى تحدثت عنها فى الكتاب وتشير بذلك أن الاعمال لا تكتمل إلا باكتمال حياة الإنسان أى بموته .
ليست فقط فكرة الكتاب التى تعد من اهم مزاياه ولكن اسلوب الكاتبة غادة سمان الذى يجذب القراء، واهتمامها بجمع الوان من الفنون فى كتاباتها من مقال و بورتريهات محاولة منها لتجسيد كلماتها فى ذهن القارىء وتجعلة يشعر بعمقها والقوة الكامنة بداخلها وما تحتوية من احاسيس ومشاعر مختلفة .
مقدمة الكتاب :
اطلقت الكاتبة غادة سمان على مقدمة الكتاب أسم " مصارحه " فقالت :
1- هذه الكتابات كانت من المفترض أن تنشر بعد موتى إن كان هنالك من يهمه ذلك .
كان من المفترض أن تبقى مجرد قصاصات صحفية عتيقه ومخطوطات لم تنشر فى حينها لأسباب مختلفة.
ولكنها احترقت فى الحرب اللبنانية الأولى 1976 -1974 واستهلكت منى ومن اصدقائى كثيرا من الجهد والوقت وقليلا من المال حتى استطعت استعادة أكثرها.
واليوم ، وأنا أعيش فى مدينة تتهددها ( حرب ما ) ثانية أشعر أن من حقى الحيلولة دون احتراق أوراقى مرة أخرى ... ولذا قررت نشرها ، ليس احساسا منى بأهميتها ـــ وهى قد تكون أو لا تكون كذلك ـــ ولكن بالدرجة الأولى لأننى لا أريد لها أن تحترق !.. فهى جزء من ماضىّ الكتابى ، وهى ككل ماضٍ لا يمكن إلغاؤه كما أنه لا يمكن تبـّنيه كلية ... وبطبعها ، سيكون لى فى بيت كل قارىء عربى من قرائى ملجأ يحمى حروقى من الإبادة .. وهو احساس جميل وحميم يغمرنى ويسعدنى .
2 - ليس هنالك فنان يرضى عن أعماله القديمة ـــ إلا فيما نذر ـــ ولست من هذه الندرة . أنا راضية عن محتويات هذه السلسلة ضمن الإطار الزمنى الذى كتبت فيه . لحظة كتبتها كنت باخلاص أشعر بأنه ليس بوسعى أفضل مما فعلت .
3 - أعتقد أن العمل الفنى كالخطيئة ، لا يمكن محو إثمها بعد ارتكابها ، وكالرصاصة لا يمكن استردادها بعد إطلاقها . ولذا فإننى لم أبدل شيئا يذكر . فالكلمة حين تكتب تخرج من يد الفنان مرة ، وحين تُنشر ، تخرج من يده مرتين وإلى الأبد . هذا بالإضافة إلى أننى قد لا أرضى فى غدى عما أرضى عنه فى يومى ، وهذا معناه ـــ لو أعدت باستمرار كتابة كل ما لا أرضى عنه ـــ أن أقوم بإصدار طبعة يومية جديدة لكتبى (!) وهو أمر مستحيل وخارج عن طاقة البشر .
4 - اللمسات الأخيرة التى أدخلتها فى بعض السطور لم تكن تحويرًا فى جوهرها بقدر ما كانت محاولة لمزيد من الاقتراب من جوهرها الأصلى .
5 - " الأعمال غير الكاملة " هو الاسم الذى قررت إطلاقه على هذه السلسلة بدلاً عن عبارة " الأعمال الكاملة " المتعارف عليها .
فهذه الأعمال ليست " كاملة " ما دامت حصيلة عمل بشرى ـــ مهما كان مبدعًا ـــ هذا أولًا .
وهى ليست " كاملة " لأننى لن أنشر كل حرف كتبته بل كل حرف أتصور أنه يستحق حدًا أدنى من الحرض ـــ أى مختارات من أعمالى ( ما عدا أعمالى القصصية التى ضمها الجزء الأول من هذه السلسلة ، والتى نشرتها كلها لأن بداياتى تسهم فى إلقاء الضوء على أعمالى الحالية والمستقبلية ، ولأن فعاليتى الأساسية تكمن ـــ كما أتصور ـــ فى كتابة القصة ) .
ثم أن هذه السلسلة هى بحق " الأعمال غير الكاملة " لأننى مازلت أنبض توقًا إلى كتابة الأفضل ، ويخيل إلىّ أن عبارة " الأعمال الكاملة " تنطبق على الذين اكتملمت حياتهم بالموت ، وذلك حظ لم يباركنى بعد !...
غادة السمان
الساعة 5:37 فجر 7/9/ 1978
فصول الكتاب :
الفصل الأول : مسرح الا معقول : أنا أتعذب ، فأنا موجود !
الفصل الثانى : فاوست توأمنا الشيطان
الفصل الثالث : سومرست موم يعلن نبأ وفاته !
الفصل الرابع : تينيسى وليامز يخاف حقاً من فرجينيا وولف !
الفصل الخامس : شتاينابيك : مات بالسكتة .. الأدبية ! ..
الفصل السادس : مورافيا : ملتزم لا " مستزلم " لـ " ماو "
الفصل السابع : ديسموند موريس : القرد العارى
الفصل الثامن : حديقة الحيوانات البشرية
الفصل التاسع : جون سايكس : لبنان البشع
الفصل العاشر : الاغتيال السياسى بطل هذه القصص
الفصل الحادى عشر : " الصوت اليهودى " هو القاتل
الفصل الثانى عشر : المناضل : عراف يحقق نبوءاته
الفصل الثالث عشر : نداء إلى أرامل الثوار !! ...
الفصل الرابع عشر : الحقيقة بطلة هذه المسرحية
الفصل الخامس عشر : الصيف بطل هذه القصص
الفصل السادس عشر : الحرب بطلة هذه القصص
الفصل السابع عشر : كواباتا : من " نوبل " إلى " لوليتا اليابانية " !
الفصل الثامن عشر : " قصة حب " بلا حب
الفصل التاسع عشر : ماوتسى تونغ الشاعر : قصيدة عن مرض البلهارسيا
الفصل العشرون : أونيل : الزواج الجديد ردة إلى البدائية
الفصل الواحد والعشرون : ماريو بوزو : كان مبدعاً وجائعاً قبل العراب
الفصل الثانى والعشرون : ريتشارد باخ : طيران إلى الحنان
الفصل الثالث والعشرون : جاليكو ، ودى سانت اكزوبرى : أدب طفولى عظيم دونما عنف أو جنس
الفصل الرابع والعشرون : روايات أم وثيقة إدانة؟
الفصل الخامس والعشرون : ديترويت بعد هوليوود : مجتمع استهلاكى يدهس ابناءه !
الفصل السادس والعشرون : الغرب يشهر بموسكو تحت ستار حرية الفكر
الفصل السابع والعشرون : يائيل دايان : " العرب هم النازيون الجدد"
الفصل الثامن والعشرون : تيار أدبى جديد فى الغرب : القدر يكتب !
الفصل التاسع والعشرون : القصة العلمية الخرافية : خرافية حقاً ؟
الفصل الثلاثون : هتشكوك : كشف الطبيعة البشرية فى لحظة رعب !
معلومات الكتاب :
اسم الكتاب : مواطنة متلبسة بالقراءة
المؤلف : غادة السمان
الناشر : منشورات غادة السمان
التصنيف : كتب أدبية
الحجم : 7.42 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق