رواية تشعرك بالخوف والحزن .. الصراع الذي عانت منه البطلة هو نفسه الذي عانيت منه في بداية حياتي العملية .. مع اختلاف الظروف والملابسات وجعلتني الرواية اسال نفسي مرة اخرى ترى هل انتهت الاختبارات التي مريت بها لصالحي أم مازال القدر يخبيء لي اختبارات أخرى ربما تقلب حياتي واتحول مثلما يتحول الكثير ممن اعرفهم هذه الايام .. آه ياربي لطفك بنا إننا ضعاف لولا إمدادك لنا بالقوة اللازمة للنتصر على ضعفنا ونثبت على مبادئنا .. نفس التشابه بين أم سناءوأمي التي لم تصدقني وظنت أني عندما أحكي لها عما امر به إنما هو محض خيالات وليس واقع مؤلم أعيشه أنا وأبناء جيلي المسكين .. وسؤال آخر سألته لنفسي : ترى فعلا الناس هم أنفسهم تتغير فقط مظاهر الفساد ولكن ردود أفعالهم تجاهها واحدة على اختلاف الأزمنة ؟
يدهشني دائما الرائع يوسف إدريس بتوغله داخل النفس البشرية وتشريحه لها حتى أنه يشعرك أنه يتعاطف مع المخطيء ويلتمس له العذر ويلقي اللوم على الاستبداد الذي يفسد نفوس البشر !!
من أروع الجمل التي كتبها"إن المذنب لا يحسد البريء، إنه يكرهه ويحس به كأنه ضميره، وكأن الضمير هو الجزء البريء في قلب المذنب"
أدهشتني النهاية وصدمتني
كاتب قصصي، مسرحي، وروائي مصري ، حاز على بكالوريوس الطب عام 1947 وفي 1951 تخصص في الطب النفسي.
لما كانت الكيمياء والعلوم تجتذب يوسف فقد أراد أن يكون طبيباً. وفي سنوات دراسته بكلية الطب اشترك في مظاهرات كثيرة ضد المستعمرين البريطانيين ونظام الملك فاروق. وفي 1951 صار السكرتير التنفيذي للجنة الدفاع عند الطلبة، ثم سكرتيراً للجنة الطلبة. وبهذه الصفة نشر مجلات ثورية وسجن وأبعد عن الدراسة عدة أشهر. وكان أثناء دراسته للطب قد حاول كتابة قصته القصيرة الأولى، التي لاقت شهرة كبيرة بين زملائه.
منذ سنوات الدراسة الجامعية وهو يحاول نشر كتاباته. وبدأت قصصه القصيرة تظهر في المصري وروز اليوسف. وفي 1954 ظهرت مجموعته أرخص الليالي. وفي 1956 حاول ممارسة الطب النفسي ولكنه لم يلبث أن تخلى عن هذا الموضوع وواصل مهنة الطب حتى 1960 إلى أن انسحب منها وعين محرراً بجريدة الجمهورية وقام بأسفار في العالم العربي فيما بين 1956-1960. في 1957 تزوج يوسف إدريس.
في 1961 انضم إلى المناضلين الجزائريين في الجبال وحارب معارك استقلالهم ستة أشهر وأصيب بجرح وأهداه الجزائريون وساماً إعراباً عن تقديرهم لجهوده في سبيلهم وعاد إلى مصر، وقد صار صحفياً معترفاً به حيث نشر روايات قصصية، وقصصاً قصيرة، ومسرحيات.
وفي 1963 حصل على وسام الجمهورية واعترف به ككاتب من أهم كتّاب عصره. إلا أن النجاح والتقدير أو الاعتراف لم يخلّصه من انشغاله بالقضايا السياسية، وظل مثابراً على التعبير عن رأيه بصراحة، ونشر في 1969 المخططين منتقداً فيها نظام عبد الناصر ومنعت المسرحية، وإن ظلت قصصه القصيرة ومسرحياته غير السياسية تنشر في القاهرة وفي بيروت. وفي 1972، اختفى من الساحة العامة، على أثر تعليقات له علنية ضد الوضع السياسي في عصر السادات ولم يعد للظهور إلا بعد حرب أكتوبر 1973 عندما أصبح من كبار كتّاب جريدة الأهرام.
حصل على كل من وسام الجزائر (1961) ووسام الجمهورية (1963 و 1967) ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (1980 ) ،عضو كل من نادي القصة وجمعية الأدباء واتحاد الكتاب ونادي القلم الدولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق