الاثنين، 4 نوفمبر 2013

عبقرية محمد لــ عباس محمود العقاد

عبقرية محمد لــ عباس محمود العقاد

كتاب في غاية الإنسانية والتعمق والفكر والثقافة والتأدب والرقى اللغوي والسمو الفكري والبحثي، فالعقاد هنا لا يسرد السيرة المحمدية، لكنه يشير إلى عبقرية سيد الخلق، خير الأنام، المصطفى المختار محمد بن عبد الله عليه صلوات الله وسلامه

المقدمة

فسيرى القارئ أن "عبقرية محمد" عنوان يؤدى معناه في حدود المقصودة، ولا يتعداها. فليس الكتاب سيرة نبوية جديدة، تضاف إلى السير العربية والإفرنجية، التي حفلت بها المكتبة المحمدية حتى الآن، لأننا لم نقصد وقائع السيرة لذاتها في هذه الصفحات، على اعتقادنا أن المجال متسع لعشرات من الأسفار في هذا الموضوع، ثم لا يقال إنه استنفد كل الاستنفاد.


وليس الكتاب شرحاً للإسلام أو لبعض أحكامه، أو دفاعاً عنه، أو مجادلة لخصومه ... فهذه أغراض مستوفاة في مواطن شتي، يكتب فيها من هم ذوها ولهم دراية بها وقدرة عليها.
عبقرية محمد إنما الكتاب تقدير "لعبقرية محمد" بالمقدار الذي يدين به كل إنسان، ولا يدين به المسلم وكفى، بالحق الذي يثبت له الحب في قلب كل إنسان، وليس في قلب كل مسلم وكفى.
فمحمد هنا عظيم، لأنه قدوة المقتدين في المناقب التي يتمناها المخلصون لجميع الناس ...
عظيم، لأنه على خلق عظيم...
وإيتاء العظمة حقها لازم في كل أونه وبين كل قبيل. ولكنه في هذا الزمن وفى عالمنا هذا ألزم منه في أزمنة أخرى، لسببين متقاربين لا لسبب واحد: أحدهما أن العالم اليوم أحوج مما كان إلى المصلحين النافعين لشعوبهم وللشعوب كافة ... ولن يتاح لمصلح ان يهدى قومه وهو مغموط الحق، معرض للجفوة والكنود.
والسبب الآخر أن الناس قد اجترأوا على العظمة في زماننا بقدر حاجتهم إلى هدايتها. فإن شيوع الحقوق العامة قد أغرى أناسًا من صغار النفوس بإنكار الحقوق الخاصة، حقوق العلية النادرين الذين ينصفهم التمييز، وتظلمهم المساواة. والمساواة هي شرعة السواد الغالبة في العصر الحديث.
ولقد جار هذا الفهم الخاطئ للمساوة على حقوق العظماء السابقين، كما جار على حقوق العظماء من الأحياء والمعاصرين، ثم أغرى الناس بالجور بعد الجور غرورهم بطرائف العصر الحديث، واعتقادهم أنه قد أتى بالجديد الناسخ للقديم في كل شيء. حتى في ملكات النفوس والأذهان، وهي مزية خالدة لا ينسخ فيها القديم الجديد.
يرون أن البخار يلغى الشراع، وربما كان الاختراع السابق أدل على القدرة، وأبين عن الفضل من الاختراع الذي تلاه، ولم يكن ليتلوه لولا ما تقدم عليه.


وينظرون إلى أقطاب الدنيا كأن الأصل في النظر إليهم أن يتجنوا عليهم ويثلبوا كرامتهم وليثوبوا إلى الاعتراف لهم بالفضل إلا مكرهين. بعد أن تفرغ عندهم وسائل التجني والسلب والافتراء.
هذه الآفة حطة تهبط بالخلق الإنساني إلى الحضيض، وتهبط بالرجاء في إصلاح العيوب الخلقية والنفسية إلى ما دون الحضيض.
فماذا يساوى إنسان لا يساوى الإنسان العظيم شيئاً لديه؟ وأي معرفة بحق من الحقوق يناط بها الرجاء إذا كان حق العظمة بين الناس غير معروف. وإذا ضاع العظيم بين أناس، فكيف لا يضيع بينهم الصغير؟ ...
لهذا كان تقدير محمد بالقياس الذي يفهمه المعاصرون ويتساوى في إقراره المسلمون وغير المسلمين، نافعاً في هذا الزمن الذي التوت فيه مقاييس التقدير.
إنه لنافع لمن يقدرون محمداً، وليس بنافع لمحمد أن يقدروه، لأنه في عظمته الخالدة لا يضار بإنكار، ولا ينال منه بغى الجهلاء، إلا كما نال منه بغى الكفار.

بيانات الكتاب

الاسم: عبقرية محمد
تأليف: عباس محمود العقاد
السلسلة: سلسلة العبقريات
الناشر: نهضة مصر
الحجم: 5 ميجا

أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

تحميل الكتاب مجاناً



قراءة الكتاب اونلاين

أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق