الأربعاء، 5 فبراير 2014

باب وكتاب 2015: لماذا يزداد الأثرياء ثراءً والفقراء فقرًا ؟! لـ مارك بوكانان

كتاب لماذا يزداد الأثرياء ثراءً والفقراء فقرًا ؟! لـ مارك بوكانان

يتحدث هذا الكتاب عن أننا لا نفكر ولا نتعرف إلا كبشر لكن في هذا الموضوع نجح مارك بوكانان المؤلف
من خلال أمثلة ونماذج من العالم المحيط بنا أن يقدم تفسير أفضل للسلوك الإنساني
ليعالج قضايا ومشكلات المجتمع بمنهج بالغ الرقى والوعي حيث الثورة القادمة في العلوم الإنسانية




المقدمة

لماذا يزداد الاثرياء ثراء في أوائل السبعينيات في القرن العشرين كان يبدو بديهياً تماما لمعظم الناس أن للاستمرار الملح للتميز العنصري في نيويورك وشيكاغو وغيرهما من مدن الولايات المتحدة صلة قوية بالعنصرية فالسود تقتصر إقامتهم على قطاعات في قاع المدينة يبعث فقرها اليأس بينما البيض في الضواحي المترفة المجاورة. وجرت دراسات كشفت عن تحيز عنصري واسع النطاق في مجال الأعمال: في التعيين والترقية والأجور، وكذلك في مجال النشاط العقاري، الذي شهد مساعي لإبقاء السود بعيداً عن الأحياء التي اختارها البيض لسكناهم. لقد بدا الربط بين العنصرية والتمييز غير قابل للإنكار. وحتى مع هذا فإن أحد علماء الاقتصاد المبرزين بجامعة هارفارد قد تساءل عما إذا لم يكن الجميع غافلين عن عامل أقل بديهية وإن كان أكثر أهمية؟ لقد تساءل توماس شلني عن احتمال كون التمييز –من حيث المبدأ-غير مرتبط بالعنصرية على الإطلاق؟
شرع توماس شلنج في استكشاف فكرته بأسلوب غير عادي مستخدما رقعة ذات مربعات –كتلك التي تجري عليها مباريات الشطرنج-وحفنة من العملات. كان المستهدف بمربعات الرقعة أن تمثل المساكن وبالعملات أن تمثل الناس: فمنها داكنة تمثل السود وأخرى أبهت تمثل البيض. وعلى الرقعة وضع شلنج أولا عدداً متساوياً من العملات الداكنة والباهتة مختلطة على نحو عشوائي وبالتالي تصور مجتمعا متحدا تماما ثم بدأ الباحث يحرك العملات فيما حلوها ليرى كيف يمكن لتركيب المجتمع أن يتغير مع الزمن. وكانت فكرة الباحث أن يقوم بمجرد افتراضات عن العوامل التي يمكن أن تؤثر في تنقلات الناس ثم يستخدم العملات ليرى ما يمكن أن يؤدى هذا إليه. في تجربة أولى أفترض شلنج أن الناس بما أنهم عنصريون سيغيرون مساكنهم إذا نظروا إلى جيرانهم ووجدوا شخصا ولو واحدا من العنصر الآخر، وإذ صب شلنج اهتمامه على كل من العملات واحدة تلو الآخر فقد طبق هذه القاعدة لكي يرى إذا ما ستظل العملة في مكانها ام ستنتقل الى واحد أخر من المربعات الخالية القريبة. وبما لا يدعو للدهشة وجد شلنج أن المجتمع يطبق التمييز سريعا، إذ تجمعت العملات البيضاء مع بعضها البعض وكذلك فعلت السوداء. العنصرية يمكن أن تكون هي السبب في التمييز. هنا: لا مفاجأة.
لكن إذا نظرنا إلى التمييز هل السبب فيه هو العنصرية بالضرورة؟ هذا سؤال مختلف وللإجابة عليه وضع شلنج تجربة ثانية في هذه المرة افترض ان كل أمرئ سيكون سعيداً جدا بالمعيشة على مقربة من أفراد نفس العنصر إلا أنه نزل على إرادة الطبيعة في أمر واحد هين: لقد فكر في أنه حتى المتسامحين عنصريا قد يؤثرون تجنب كونهم جزءا من أقلية بالغة. قد يكون لرجل أبيض أصدقاء أو زملاء من السود، ويكون سعيدا بالمعيشة في حي تغلب فيه نسبة السكان السود. وبالمثل تماما قد يؤثر ألا يكون واحدا من البيض الذين يعيشون هناك. هذا ليس ما نعده في العادة مسلكا عنصريا! في هذه التجربة افترض شلنج أن أيا من الناس سيظل حيث هو مالم يتلفت حوله ويكتشف أنه جزء من أقلية لنقل انها تمثل ثلاثين في المائة.
قد نتوقع أنه برضا الجميع عن الاتحاد النام بين العناصر، سيستمر ما كان بين السود والبيض أصلا من اختلاط.

بيانات الكتاب





الاسم: لماذا يزداد الأثرياء ثراءً والفقراء فقرًا
تأليف: مارك بوكانان
ترجمة: أحمد على بدوي
الناشر: ابن رشد
سنة النشر: 2010
الحجم: 6 ميجا بايت

قراءة وتحميل كتاب لماذا يزداد الأثرياء ثراءً والفقراء فقرًا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق