التحميل
تلخيص كتاب : العالم مسطح لتوماس فريدمان
التلخيص من مدونة يوتوبيا الرابط .
تمهيد :
الكاتب يصور لنا جدلية معينة تقول بأن العالم اليوم بات مسطحا نتيجة للتطور التكنلوجي و ثورة الإتصالات الحديثة في العالم ، إن هذا التغيير الكبير لابد و أن له افرازات و نتائج ، بعضها ايجابية و الأخرى سلبية . يقوم فريدمان بأخذنا برحلة حول العالم من الهند إلى الصين مرورا بالشرق الأوسط ، ليرصد لنا هذه الاإفرازات و ليحلل نمط العلاقات التي تتكون حاليا في ظل التغيير ، فنجده يروي لنا قصصا و أحداث جرت له، أو أخبرت له من قبل أهم الشخصيات في شتى الميادين فهو صحفي ذائع الصيت في الولايات المتحدة و له معارف كثيرة و مهمة في بقع عديدة من العالم مما فتح له الأبواب لالقاء نظرة للعالم عن قرب و هو يدعي بأن ما توصل له بعد كل هذه المقابلات و الرحلات بأن عالم اليوم عالم مسطح ، عالم تتساوى فيه الفرص لظهور من كان أكثر قدرة على التغيير و مواكبة التقدم العلمي و التكنلوجي ، و أهم من كل هذا بأن العالم الجديد يبرز من يتحلى بشجاعة التخيل ، فمن كان قادر على التخيل يمكنه أن يبدع ، و من أبدع تملك العالم .
لذا كمواطن أمريكي نرى فريدمان يحث أبناء وطنه على التمسك بالعلم و أن يتخصصوا ضمن المواد العلمية كالرياضيات و الهندسة و هي المواد التي تشغل الجانب الأيسر من دماغ الانسان ولكن في نفس الوقت فريدمان يحرص على تشديد على أهمية التخيل و الإبداع اللذان يقعان ضمن الجانب الأيمن من الدماغ و يمكن تنمية و تعزيزه بالفنون و الآداب . ففي عالم يقدم فيه المواطن الهندي أو الصيني الخدمات التي يتطلبها الجانب الأيسر من الدماغ بسعر أرخص كالقيام بأعمال البرمجة أو المحاسبة فإن على المواطن الأمريكي أن يحرص على أن يقدم ما لا يكون متواجد في السوق و هو القدرة على الابتكار و الابداع .
فريدمان كما سبق و أن أشرت صحفي لذا فهو يستخدم أسلوب التشويق و الاثارة ليشد انتباه القارئ فأغلب عناوين الفصول و الأبواب أقرب لان تكون مانشيت ، أي أنه يستخدم عبارات مختصرة و غير مفهومة لشد انتباه القارئ و لحمله على انهاء ما بدأ قرائته ، كذلك نرى بأن كتابة فريدمان لا تتسم بالتكلف و هي قريبة من الانسان العادي ، فهو يخاطب جيل اليوم الذي يبدأ نهاره بتفقد رسائله الإلكترونية المرفقة في خدمة الهوتميل أو الياهو ، و الذي يقوم بالتجمع في مواقع البلوجات و الماي سبيس ، و الذي يستخدم البلاك بيري و الآيبود كجزء من حياته اليومية . فريدمان يفسر لنا هذا المنظر و يحلل تبعاته على عدة مستويات ، فلمنظر الانسان الحامل لجهاز البلاك بيري و المتصل بجهاز الآيبود و المرتدي للباس الوطني الأفريقي على سبيل المثال معنى و دلالات كثيرة و معقدة اقتصادية ، اجتماعية ، سياسية ، ثقافية و في شكلها المتطرف قد تكون لنا شبكات عالمية ارهابية بالنسبة له , فمن الجهة الاجتماعية الثقافية على سبيل المثال تعني بأن الأفراد حول العالم أصبحو أكثر قدرة على التصال ببعضهم البعض ، و تعني بنفس الوقت بأن الأفراد الجالسين في نفس المكان و الزمان حقا قد لا يكنو مفتوحين للتفاعل مع بعضهم البعض نتيجة لحل التكنلوجيا التي تجعل البعيد مكانا يصبح قريب , و يبعد القريب !
و يضرب في ذلك مثل رحلته إلى فرنسا اذ أن السائق الفرنسي من الأصول الأفريقية وقف هنالك في المطار حاملا اسم فريدمان ، كان السائق يستخدم السماعة المتصلة بجهاز الهاتف من خلال البلوتوث و كان يتكلم مع شخص ما طوال فترة وجوده مع فريدمان ، بل أنه و في سيارة الأجرة قام بتشغيل أحد الأفلام على شاشة العرض الصغيرة المركبة في بداية السيارة ، فما كان من فريدمان إلا و أن فتح جهاز " اللاب توب" و أخذ يكتب أحد مقالاته و استخدم جهاز الآيبود ليمنع نفسه من سماع المحادثة و صوت الفيلم الذي كان يعرض على شاشة العرض داخل السيارة . ان هذا الموقف حسب تحليل فريدمان قرب البعيد و الذي من الممكن أن يكون والد السائق الفرنسي ذو الأصول الأفريقية و الذي من الممكن أن يكون يتصل بابنه من أفريقيا ، و بنفس الوقت أبعد القريب و الذي كان يجلس على بعد ثلاثة أقدام من السائق و هو فريدمان .
و الجدير بالذكر أيضا في حديثنا عن كتاب توماس فريدمان أن نذكر بأنه في بداية بعض الفصول يقتبس قولا مأثورا لأحد الشخصيات البارزة يبدأ فيه الفصل منهم ألبرت أنشتاين ، السيد ونستون تشرشل ، ونرى كذلك اقتباس للنبي محمد –ص- و كان خاص بالحث على العلم!
تلخيص الكتاب :
الكتاب يتكون من 635 صفحة دون الدليل ( index) و لاعتراف و الامتنان (acknowledgment ) و مقسم ل7 عناوين رئيسية تتفرع منها سبعة عشر عنوان فرعي و الكتاب الملخص هو الطبعة الثانية المعدلة من الكتاب الذي كان يحتوي أصلا على خمسة عشر فصلا .
العالم كما يراه فريدمان مر بثلاث مراحل من العولمة : الأولى كانت منذ عام 1492 -منذ أن اكتشف كلومبوس الطريق التجاري البحري الذي يصل ما بين العالم الجديد و العالم القديم- إلى حوالي 1800 ، و يقول بأن الدولة هي اللاعب الرئيسي في زمن العولمة 1.0 مفسرا بأن الدولة في هذه الفترة كانت تسعى لأن تكون الأقوى من خلال استحواذها على أكبر قدر من أسباب القوة " العضلية " كما يصفها الكاتب ، فالدولة تقاس بحجم السكان ، مساحة الأرض ، و المواد الخام التي تملكها و تحاول أن تتفاعل مع العالم على هذا الأساس و هو الأمر اللذي قلص حجم الكرة الأرضية من كبير إلى متوسط . في المرحة الثانية كما يطلق عليها الكاتب 2.0 يكون الملعب ملك للشركات متعددة الجنسيات ، فالأشخاص يتصلون بالعالم الخارجي من خلال شركتهم التجارية و يحددها فريدمان كفترة زمنية منذ 1800 إلى 2000 إلا أن هذه المرحلة من العولمة تم مقاطعتها interrupted في فترة الكساد الكبيير و الحربين العالميتين الأولى و الثانية و في هذه المرحلة كان البحث عن الأسواق و الأيدي العاملة labor ، و هي المرحلة الذهبية للإقتصاد العالمي اذ أنها تزامنت مع ثورة الاتصالات الحديثة و بها تقلص حجم العالم من متوسط إلى صغير . المرحلة الثالثة و هي 3.0 و اللتي بدأت في 2000 و مستمرة حتى الآن اللاعب الأساسي فيها هم الأفراد ! فكل فرد قادر اليوم على الاتصال بالعالم و يستطيع أن يستفيد من شبكة الاتصال التكنلوجية و الاقتصادية المتداخلة في العالم و هو الشأن الذي قلص العالم من حجم صغير إلى حجم متناهي الدقة tiny . لقد توصل لهذه النتيجه تحديدا عندما كان في مكتب السيد / ناندان نليكانز nandan nilekani رئيس احدى أهم الشركات الهندية في مجال الاتصالات المعلوماتية ، ففي اثناء انتظارهما لفريق التصوير لبدئ مقابلة كان فريدمان يجريها لصالح قناة الديسكفري discovery channelأطلق ناندان تعبيرا بقي راسخا في عقل فريدمان اذ أنه قال : " Tome , the playing field is being leveled "[1] ان الترجمة الحرفية لهذه العبارة هي " توم ، ان ساحة اللعب استوت أي أصبحت متساوية " و القصد من التعبير هو القول بأن التنافس قادم من الهند ، فلم يعد هنالك أناس على الهضبة و أناس يقبعون اسفل الجبل ، هنالك تساوي في اقتناء الفرص اليوم و لا يوجد مسافة تفصل ما بين الدول . في هذه اللحظة استوعب توماس بأن ما يحاول السيد نيليكاني قوله فعلا هو : إن العالم مسطح!
و أهم خاصية في العالم المسطح حسب ما يقوله فريدمان بأن المنافسة محتمله من أي بقعة في العالم و ليدلل على استنتاجه نرى فريدمان يتكلم عن كيف أن مراكز الاتصال ” “ the call up centers التابعة للشركات الأمريكية قد انتقلت من الولايات المتحدة إلى الهند بحثا عن العمالة الرخيصة و القادرة على الانتاج ، فكل ما يحتاجه الموظف في الهند لأن يزاول عمله في الولايات المتحدة اليوم عبارة عن جهاز حاسوب آلي و اتصال بشبكة الانترنت ، لذا فإن معظم الأعمال التي تتميز بالروتينية و البساطة كالرد على استفسارات العملاء " مراكز الاتصال" ، أو أعمال المحاسبة - ففي الولايات المتحدة كل مواطن يتعامل مع الضرائب و هنالك العديد ممن يستعينون بشركات أمريكية تقدم خدمة توفير محاسب للمواطنين يسوي لهم ميزانياتهم ، و فريدمان يشير إلى أن هذا المحاسب الأمريكي يعطي جزء من العمل المكلف له لمحاسب هندي و في نهاية النهار يتم تجميع الميزانية و يتم تسليمها لاصحابها . - كذلك من الوظائف التي يتم ترحيلها للهند هي عملية تشخيص المرض من خلال قراءة الأشعة ، فبسبب التقدم التكنلوجي أصبح ارسال هذه الصور عبر ماسحات ضوئية للصور للهند ممكن ، و يوجد بعض المستشفيات التي يصنفها فريدمان من المستوى المتوسط و المتواضع ممن يريدون زيادة الانتاجية فيقومون بارسال الصور في الليل بتوقيت الولايات المتحدة مما يعني بانه النهار في الهند و يتم العمل عليه و اعادة ارساله مما يعني بأن المستشفى قد ضاعف عدد ساعات العمل من خلال استغلال التكنلوجيا الحديثة . كذلك فإن عملية الحصول على مدرس خاص لأبناء المواطن الأمريكي لم تعد عملية مكلفة في عالمنا المسطح فالمدرس الهندي مستعد لتقديم دروس خاصة باسعار زهيدة عبر استخدام شاشة الحاسب الآلي ليتم التفاعل المرئي بين الطالب و المدرس و الهيدسيت – جهاز يسمح للطالب و المدرس بأن يتفاعلا بالصوت- و يجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الدروس الخصوصية يستخدم فيه نوع خاص من البرامج تستخدم فيها القلم الضوئي و الذي يسمح للطالب بان يحل المسائل و الواجبات بطريقة تحاكي الورقة و القلم العادي المستخدم في الفصل .
فريدمان يرينا وجه جديد للعولمة ويجادل بان القانون الاقتصادي القائل بان "البضائع ممكن أن يتم تبادلها في العمل التجاري من و إلى أي بقعة في العالم لكن الخدمات فهي لا تستهلك إلا في نفس المكان اللذي تنتج به "[2] قد ثبت بأنه قد تم اختراقه و يضرب مثلا بان قصة الشعر و هي خدمة لا يمكن استهلاكها إلا من خلال التواجد في نفس مكان انتاجها من الممكن اليوم شبه تصديرها من خلال نقل مركز الاتصال من الولايات المتحدة للهند و هكذا عندما تريد قص شعرك يتم أخذ طلبك بالهند و هو جزء من الخدمة الكلية التي التي تتضمن أخذ الموعد و مواصفات قصة الشعر و قص الشعر فعلا . ففي بنجلور – الهند راتب الموظف اللذي يؤدي نفس وظيفة نظيره في البلدان الرأسمالية يساوي خمس راتب الأخير [3] و هذا الأمر من شأنه تحفيز هجرة الوظائف إلى هذه الأماكن .
بعد أن بين فريدمان الخطر القادم من الهند و التنافس الذي سيتعرض له المواطن الأمريكي في المستقبل على وظائف العمل التي يتم تصديرها للهند، ينتقل بنا لتوكيو ليخبرنا عن وقائع لقائه هذه المرة مع السيد kenichi ohmae المستشار السابق لشركة mckinsey في اليابان * و صاحب شركة ohmae & associates حاليا و ألخص فحوى مقابلته بالقول بأن المصلحة التجارية حتمت على اليابان بأن تنسى خلافاتها التاريخية مع الصين و أن تستغل الخدمات الصينية الرخيصة و المتقنة مثل البرمجة و تحول الداتا من خام إلى داتا ديجت ، إن دليان – الصين dalian اليوم تمثل لليابان ما تمثله بنجلور – الهند للولايات المتحدة . و لتعزيز استنتاجاته يذهب فريدمان للعراق لزيارة الجيش الأمريكي و لقد ذهل بمستوى التكنلوجيا و القدرة على اتصال القواعد العسكرية مع مركزها في الولايات لمتحدة اذ أنه و بسبب تكنلوجيا الأقمار الصناعية بات من السهل أن تنقل و تستقبل الصور الحية مع وجود شريط متحرك في أسفل الشاشة التي تنقل الخبر يسمح للمعنيين بالأمر بمناقشة هذه الصور سواء كانوا في العراق أو الولايات المتحدة . فالمؤتمرات و المقابلات الحية أصبحت لا تتطلب بالضرورة وجود الطرفين في نفس المكان بصورة مادية ويذكر الكاتب المفاوضات التي تمت ما بين سلطنة عمان و الولايات المتحدة كمثال اذ أن وزير التجارة و الصناعة العماني / مقبول بن علي سلطان لم يغادرمسقط لعقد اتفاقية تخص ازالة الحواجز التجارية و التعريفات ، و لم يستقبل وفد امريكي لبحث الاتفاقية بل تمت الإجراءات عبر the video conference أي المؤتمر المرئي .
القوات العشر التي سطحت العالم :
فريدمان يرصد 10 أسباب جعلت عالمنا ينتقل من مرحلة العولمة 2.0 إلى 3.0 و يطلق عليهم اسم " العوامل المسطحة للعالم " و هم :
1- عامل التسطيح الأول :" 9-11-89 : موجه جديدة من الإبداع : عندما تهدم الجدران و تصعد النوافذ " [4]. يقصد هنا سقوط حائط برلين فهو بسقوطه أسقط انقسام العالم الأيدلوجي و سمح للعديد منهم من التخلص من نظام جعل الأغلبية " متساوية بالفقر " ليتحولوا لنظام جعل العالم " غير متساوية بالثروة " و ذلك وحد العالم . أما صعود النوافذ فيعني بها فريدمان صعود شركة ميكروسوفت التي أتت ببرنامج التشغيلwindows 3.0 في 22-5-1990 أي بعد 6 أشهر من سقوط حائط برلين و الذي ساعد على انشار الحواسيب الشخصية .
2- عامل التسطيح الثاني : "9-8-95 : موجه جديدة من الإبداع : عندما بدأت الشبكة بالتفرع و النت سكيب اتجهت للعلانية "[5] . الشبكة التي يقصدها توماس فريدمان هي الشبكة العنكبوتية i.e www : world wide web التي أتى بها عالم الحواسيب البريطاني تيم بيرنيرز و لقد صمم أول موقع الكتروني مرفق بالشبكة العنكبوتية عام 1990 ، هذا العامل ساعد كل من امتلك حاسب شخصي بأن يتمكن من مشاركة ما يود قوله حول العالم ولكنه احتاج متصفح انترنت net browsers ليتمكن من البحث عن هذه الملفات و المواقع الاكترونية و هكذا ظهر النيت سكايب و الذي كان أول معالج بحث في العالم و هكذا سهل عملية التعامل مع النت و نقلنا خطوة نحو العالم المسطح .
3- عامل التسطيح الثالث : تدفق برامج العمل : في السابق كان الشخص الذي يستخدم برنامج تشغيل a مثلا لا يمكنه أن يتصل بمن يستخدم برنامج b إلا أن أتت برامج العمل و أعطت مقدرة للحواسيب بأن تتكلم مع بعضها البعض أدى لخلق a platform على حد تعبير فريدمان أي رصيف يسمح للأعمال بأن تزدهر و أن تتدفق من ككل أنجاء العالم إلى كل أنحاء العالم .
4- عامل التسطيح الرابع : التحميل uploading : يقصد بالتحميل هنا المقدرة على ارفاق ما تتنتجه كمبرمج أو مصور أو مخرج أو كاتب ..إلخ ضمن موقع إلكتروني معين دون تكبد أي تكلفة و لا يتطلب الأمر كونك متمرس و خبير في أمور الحاسوب . فتقنية التحميل فتحت آفاق للعمل التطوعي المجاني و بذلك ضربت بعض الشركات المبرجه . فاليوم على سبيل المثال برنامج حماية الحاسوب من الفيروسات antivirus program لم يعد محتكر من قبل الشركات المبرمجه فهنالك اشخاص تعد هذا النوع من البرامج و بكفاءة عالية و ترفقه بالشبكة العنكبوتية و تجعله في متناول الجميع مجانا مما يضرب شركات البرمجة . و أما عن الدافع الذي يجعل البعض يتطوع ليقدم هذه الخدمات المجانية لجمهور المتعاملين مع الإنترنت يقول فريدمان بانه شعور الشخص بأنه يريد أن يتطلع العالم على مقدرته و مواهبه to get acknowledge كما أن الغالبية تشعر بالحماس لمجرد التفكير بتحدي شركة عملاقة مثل ميكروسوفت و ذلك يدفع المزيد و المزيد من المبرمجين الشباب لنشر برامجهم و اعمالهم بالمجان.
5- عامل التسطيح الخامس : outsourcing تعرف في merriam-webster dictionary على أنها : to procure (as some goods or services needed by a business or organization) under contract with an outside supplier [6]
6- عامل التسطيح السادس : الانتقال لما وراء الشواطئ off shoring " الركض كالغزلان و الأكل كالأسود" [7] :
يقصد بها قدرة صاحب المشروع في أي مكان بأن يستفيد من العمليات الانتاجية و الصناعية الزهيدة في دول أخرى و ذلك بحثا عن التكلفة المنخفضة . فريدمان يعتقد بأن الصين بعد دخولها في منظمة التجارة العالمية WTO في 11-ديسمبر- 2001 [8] و بعد أن تتخطى بعض العقبات السياسية ستكون الأسد ، و على الجميع الركض لكي لا يتم قتله على يد هذا العملاق الاقتصادي فعلامة " صنع في الصين " اليوم تشير إلى أن هنالك أعداد كبيرة من المستثمرين حول العالم تقصد الصين بحثا عن المصنع الرخيص و الأيدي العاملة الرخيصة .
7- عامل التسطيح السابع : supply chaining : ترجمتها الحرفية تعني : سلسلة المزود : و لشرح معناها يضرب لنا فريدمان مثل لما يحدث في شركة مخازن wal-mart المحدودة ، فالمنتجات تصل لبوابات الشركة داخل صناديق مختلفة الأحجام ، يتم فرزها بواسطة أشعة حمراء لقراءة شفرة المنتج ثم و بواسطة آلات و أذرع صناعية يتم توزيع المنتجات على أرفف الشراء ، و عندما يأتي المستهلك و يحمل أحد هذه المنتجات للكاشير فإن الشفرة تعطي اشارة للبلد المصنع الذي قد تكون الصين أو الهند أو أي دولة أخرى لتقول لها بأن هنالك طلب على هذا المنتج لذا الرجاء اعادة صنعه و تصديره لوول مارت مرة أخرى و هكذا نرى بأن هنالك سلسلة مترابطة لأن الصين ستطلب هي الأخرى مواد خام لاعادة صنع المنتج المطلوب و في نهاية اليوم المنتج الذي تم شراؤه في الأمس سيحل محله منتج جديد اليوم بسبب هذه القدرة على الترابط .
8- عامل التسطيح الثامن : insourcing هي عكس الoutsourcing فإذا كانت الأولى تعني اقتراض خدمة معينة من قبل مصد خارجي ، الinsourcing تعني اقراض الخدمة لطرف خارجي ، على سبيل المثال شركة توشيبا المصنعه لأجهزة الحاسوب النقالة the laptop قد فوضت خدمة اعادة اصلاح منتجاتها لل ups و هي عبارة عن شبكة تزويد كبيرة تقوم بمختلف الخدمات من ايصال البريد إلى إيصال طلبات المطاعم الخارجية مثل مطعم بابا جونز للبيزا و هي كذلك تقوم بتوفير خدمة اصلاح أجهزة التوشيبا العطلانة .
9- عامل التسطيح التاسع : informing- الإعلام : و يقصد بها فريدمان القدرة على التزود بالمعلومات باي وقت و عن أي شيء بفضل محركات بحث مثل Google – msn – yahoo ، هذه الخاصية ساعدت العالم على أن يكون أكثر تسطيحا . و يعرض لنا فريدمان في هذا الجزء مجموعة من الرسائل موجه لشركة Google الأولى تحكي قصة شخص راودته بعض الشكوك تجاه شخص آخر لذا قام بطباعة اسمه في محرك البحث قوقل و اكتشف أن له سوابق في النصب و الاحتيال . قصة أخرى تسرد وقائعها فتاة كانت تحتاج لأن تتواصل مع مجموعة من الناس لا تتكلم لغتها لذا ما كان منها إلا و أن استخدمت قوقل لترجمة ما تريد قولة و بالفعل فهم الطرف الآخر ما تريد قوله . القصة الثالثة تروي كيف أن قوقل ساعدها بأن تلتقي بزوجها ، فهي مواطنه أمريكية و انتهى بها الأمر لأن تتزوج شخص من المكسيك .
10- عامل التسطيح العاشر : steroids " المنشطات " : يقصد بها الأجهزة الشخصية الحديثة مثل أجهزة الهاتف النقال الحديثة المزودة بخاصية الاتصال بالانترنت ، و أجهزة الآيبود ، و المذكرات الشخصية سهلت التعامل مع الحاسوب و سهلت حياة العديدين حول العالم و جعلت السؤال التالي يصعد من مختلف بقاع الأرض : هل تسمعني الآن ؟ هل من الممكن أن نعمل مع بعض الآن ؟
هذه العوامل ال10 ساعدت على تسطيح العالم ، الكل اصبح نظير للكل حسب وجهة نظر فريدمان ، فالتكنلوجيا ساعدت على تقصير المسافات و على تنمية الوعي لدى مواطنين العالم لذا فالمنافسة قادمة ، و الفرصة سانحة لأي دولة لأن تقوم بأعتلاء قمة العالم لذا فإن فريدمان يحرص على توجيه أبناء بلده لما أسماه : الوظائف المحصنة فاما أن تتجهوا للوظائف شديدة التخصص ، أو أن تتجهوا للوظائف التي تتطلب تواجدكم الشخصي في مكان العمل ، أو أن تعملوا ضمن ما أسماه وظائف الطبقة الوسطى الجديدة و هي أعمال تتطلب أن تكون ملما بآخر المستجدات العلمية و بذلك تكون قد استحقيت أن تحافظ على وظيفتك . فريدمان لا يؤيد سياسة العزلة كردة فعل على تسطح الكرة الأرضية و يشير أنه حسب معطيات اليوم فإن الولايات المتحدة لاتزال تمتلك الفرصة الأكبر بأن تظل معتلية عرش العالم ، لذا عليها ان تبقى في اللعبة ، و يضرب فريدمان مثال يوضح ايجابات و سلبيات استمرار الولايات المتحدة بسياسة الانفتاح فيقول :
لو أن الكرة الأرضية مكونة من دولتين فقط ، الولايات المتحدة الأمريكية و الصين . و ليكن عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية 100 بينما عدد سكان الصين 1000 . من أصل 100 أمريكي هنالك 80 شخص مستوى تعليمه عالي ، و في المقابل هنالك 80 من ال 1000 صيني كذلك مستوى تعليمه عالي ، و البقية أصحاب حرف متواضعة . يقول فريدمان في ظل فتح الاقتصاد الصيني مع الأمريكي نجد بأن ال ب 80 شخص الأمريكي سيندمجون مع ال80 شخص الصيني ليكونوا لنا قوة عمل = 160 شخص ذو تعليم عالي لكن بنفس الوقت هذا الانفتاح سيخلق سوق مركب و كبير حجم و يستوعب هؤلاء ال160 شخص الكفئ و ذو الانتاج العالي و سيكون عليهم طلب بسبب ندرتهم و كفائتهم . في اليد الأخرى نرى بأن هنالك 920 صيني ذو حرف متواضعة سيتنافس ضد 20 أمريكي ذو حرفة متواضعة مما سيخلق توجه لاستخدام العمالة الصينية الزهيدة و الامتناع عن تعيين العمالة الأمريكية . و هكذا نرى بأن الاندماج كان لصالح الولايات المتحدة و أنه قضية ال20 شخص أمريكي يجب التعامل معها من خلال تحصينهم و ليس مساعدهم على الهروب و الانغلاق على الذات .
ففريدمان يحث ابناء وطنه للعمل بجهد أكبر ذلك لأنه يلاحظ تكاسل و تخاذل من قبل المواطن الأمريكي ، فبعد سقوط الاتحاد السوفيتي خسرت الولايات المتحدة منافسها الذي حفزها لأن توصل رجل لسطح القمر ، بعد هذا السقوط بدأ العداء الأمريكي بتخفيف سرعته ولكن فريدمان موجود لينبهه و ليقول له : الصينيين يقولون بان الثروة لا تظل في نفس المكان لمدة ثلاث أجيال متعاقبة ! ان المنافسه قادمة لذا بدل من أن تخفف سرعتك عليك بمضاعفة جهدك لكي تبقى في المكان الذي أنت فيه . و ينشر فريدمان في كتابه دراسة تبحث في أعمار العاملين في ناسا و نتيجة الدراسة بان عدد كبير من علماء ناسا سيتقاعدون في 2010 وأن المتقدمين لوحدة الفضاء الأمريكية ناسا لا تكفي احتياجاتها . [9]
كذلك في عالم مسطح فإن الدول النامية بحاجة لوقفة صادقة مع الذات ، تحتاج لاعادة اكتشاف مقدراتها و أن تدفع ببلدانها لمزيد من الانفتاح و لأن تعمل على تعديل حكوماتها ، على هذه البلدان الاهتمام بمستوى التعليم و عليها أن توفر البيئة المناسبة و البنى التحتية و الأدوات القانونية المناسبة التي تسهل للأفراد بأن يثبتوا قدراتهم مع الانفتاح على العالم لأن المنافسة دائما تحفز الأعمال التجارية لأن تزدهر في أي مكان في العالم . فلكل دولة نقاط ضعف و نقاط قوة و على الدول النامية اعادة تعريف نقاط قوتها و التركيز عليها . و يتكلم فريدمان كذلك عن الثقافة المنتشرة بدول العالم الثالث و يشير إلى أن هنالك ثقافات لا تستطيع استيعاب التغيير كغيرها من الثقافات و هوينوه بأنه لا يرجع سبب تخلف هذه الدول لثقافتها ولكنه يشير إلى أن الاعتقاد بأن الثقافة لم تؤثر على أرقام التنمية هو أمر ساذج ! [10] و يحذر فريدمان بان الدول التي تستطيع ثقافتها أن تختزل التغيير و أن تواكب العصر و تغيراته اليوم في الأرجح بأنها سيتم تخطيها بسهولة في عالم الغد . و يذكر فريدمان المثل العربي الشعبي القائل " أنا و أخي على ولد عمي و أنا وولد عمي على الغريب " ليقول بأن نمط الثقافة هذا يجب أن يتغير ففي العالم الجديد أنا و أخي وولد عمي أصدقاء لكن أنا و أشخاص آخرين في اماكن متفرقة في هذا العالم تربطنا مصالح تجارية معينة تدفعنا لمزيد من التعاون .
فريدمان يضرب لنا مثال على صعوبة تغير بعض الدول النامية بمصر التي لم تتغير معالمها العمرانية منذ 1974 و حتى 2004 حسب مشاهدات فريدمان ، بينما زار دول أخرى و لم يصدق درجة التغيير الهائل الذي رصدها . فريدمان يرجع السبب إلى غياب الرؤية المستقبلية المعززة للمصلحة العامة و لغياب رغبة المجتمع الجادة و التفاني نحو تحقيق التغيير .
كذلك يجادل فريدمان بأن العولمة لن تمحي ثقافات العالم ، سيكون لثقافة الولايات المتحدة أثر كبير نعم نظرا لانها أكبر دولة. ولكن الهندي سيظل يأكل الكاري و يزاول عبادته الخاصة ، بنما ستظل المرأة الهندية محافظة على لباسها التقليدي " الساري" و يرجع فريدمان السبب لقوة التحميل the uploading و هي القوة الرابعة التي سطحت العالم ، ففريدمان يشير إلى أن مقدرة اخراج الأفلام أو كتابة النصوص و الأغاني و تبادلها عبر الإنترنت حول العالم ساعد على تعزيز الثقافات و تمسك الجميع بثقافته ، فالشعوب عندما سمحت لها الفرصة بأن تتخلط ببعضها البعض فضلت أن تستخدم التكنلوجيا الحديثة في تعزيز هويتها الذاتيه و هو أمر ممكن رصده من خلال أخذ محطة zee tv الهندية كمثال فهي تقدم روح و جوهر الثقافة الهندية بشكل جديد تتماشى مع العصر الجديد .
و شبه فريدمان العالم في المستقبل القريب بمدينه كبيرة و أن هنالك شوارع كثيرة ، الأمريكيون سيكونون محاطين بأسوار عالية و سيتمكنون من الحصول على العناية الجيدة ، بينما سيكون الآوربين في غرفة الانعاش و يتم تمريضهم على يد الأتراك ، أما الشارع الصيني سيكون مليئ بالحياة و العمل ، و الهندي ستكون شوارعه قذره لكن القاطنين فيه متصلين بالعالم عبر تليفوناتهم و أجهزة حواسيبهم النقالة ، بينما يكون شارع العرب زقاق مظلم فيما عدا بعض الدول العربية .
و في حديثه عن العولمة يشير فريدمان إلى أن تكنلوجيا الاتصال الحديثة شأنها شأن أي شيء آخر في العالم يمكن أن تستغل بطريقة سلبية ، فعلى سبيل المثال الكاميرات المرفقة مع الهاتف النقال صارت تستخدم لخرق خوصوصيات الناس و التقاط صورهم دون علمهم ، و المواقع الإلكترونيه منها من يروج لأفكار كراهية هدامة ، كذلك فإن عمليات الارهاب و القاعدة قد استغلت هذا العالم الجديد و نظمت نفسها ضمن آلياته و قدراته لذا فإنها وصلت لأن تضرب أكبر دولة في العالم . و هذا الأمر و إن كرهه كل أمريكي لكنه في مقابل الإيجابيات التي يؤمنا العالم المسطح تعتبر ثمن زهيد . فريدمان يعتقد بأن على الدول المتقدمة أن تشجع التخيل في الدول النامية و لكن بنفس الوقت لابد و أن تحرص على ألا يصيب أي أحد الضرر من جراء تلك الخيالات .
كذلك في عملية تلخيص الكتاب لابد و أن أذكر بأن :
فريدمان في هذا الكتاب أتى بنظرية جديدة تفسر سلوك الدولة الصراعي و التعاوني و يسميها the dell theory of conflict prevention لقد توصل لهذه النظرية من خلال رصد كل العمليات التصنيعية التجارية التي تمت لكي يتم صناعة جهاز الحاسوب الذي استخدمه لطباعة كتابه هذا the world is flat و هو من نوع dell و هذا يفسر سبب تسميتها the dell theory . ممكن أن نقول بأنها النسخة المطورة من نظرية فريدمان التي أتى بها عام 1999 و المسماه نظرية الماكدونالد و التي تقول بأن الدول التي تمتلك فرع لسلسلة مطاعم مكدونالد الشهيرة لا تدخل في سلوك صراعي مع دولة أخرى تمتلك فرع ماكدونالد ، و لقد وجهت انتقادات لفريدمان مفادها أن لبنان و اسرائيل تمتلكان أفرع لمكدونالد ودخلت في سلوك صراعي ولكنه تصدى لهذا الانتقاد بالقول بأن الحرب لم تكن بين دولة لبنان و دولة اسرائيل و انما كانت بين اسرائيل و حزب الله لذا فإنها تصنف ضمن الحروب الأهلية و لا تبطل صحة نظريته . في النسخة المعدلة يقول فريدمان بان التفاعل بين الأطراف التي كانت تتسم بالتوجس و التوتر مثل نمط العلاقة بين الطرف تيواني و الصيني تحولت "في اللحظة الأخيرة" [11]على حد تعبير فريدمان لعلاقات سلسلة الامداد supply chain و التي تقترح بأن هنالك علاقات مصلحة مشتركة تمنع الطرفين المشتركين بسلسة امدادات من أن يدخلوا في سلوك صراعي .
- فريدمان ذكر بأن البلدان التي لا تمتلك مصادر طبيعية تجعلها غنية تعمل بشكل اكبر لاستغلال كل طاقاتها و توظيهم بشكل سليم ، كما أنه يتكلم عن حاجة الولايات المتحدة لأن تتحول من استهلاك البترول إلى انتاج نوع آخر من الطاقة يسميها الطاقة الخضراء و هي مستمدة من الرياح و أشعة الشمس و حركة المياه .
- في نهاية الكتاب فريدمان يؤكد على اهمية التخيل و يحث أبناء وطنه على اطلاق العنان لخيالاتهم ، الجيل الأمريكي الجديد عليه أن يكون ملئ بالأحلام الواعدة بدل من الذكريات الأليمة التي خلفها يوم الحادي عشر من سبتمبر . وللتأكيد على أهميتها يقتبس فريدمان قول لمن عده التاريخ من أهم شخصياته ألا و هو أنشتاين اذ قال : إن الخيال أهم من المعرفة .[12]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق