اليوم هو العشرين من أكتوبر 2020، وحين تصلك رسالتي هذه، بعد يومين بالضبط من الآن، سأكون سجيناً أو جثة. إما سيقولون لك أن أباك مات بطلاً، أو ستقراً في الجرائد نبأ خيانتي الكبرى والقبض علي. أنا، الذي شاهدت بأم عيني صنوف الخيانة كلها، سيرمونني بدائهم وينسلوا، كما فعلوا من قبل، عشرات المرات. لم أحاول منعهم من قبل، لكني لن أدعهم يفلتون بفعلتهم هذه المرة. لا، ليس هذه المرة. هذه غضبتي، غضبة عمر بأكمله. غضبة ربما تكون الأخيرة، لكني لن أضيعها سدى. أخذت احتياطاتي، وعزمت ألا ألعب دور الضحية. وهذه الرسالة، قد تكون طوق نجاتي الأخير إن فشلت كل الاحتياطات الأخرى. فاحرص عليها، فقد تكون هي الفارق بين الخيانة والبطولة. (...) لا أحد يعلم بمحتوى شحنتنا هذه غير ستة أشخاص؛ رجل صيني واثنان من كوريا الشمالية، والرئيس القطان واللواء المنيسي وأنا. أو هكذا يفترض. لكن الحقيقة أن هذه السفينة الهادئة قليلة العمال والركاب ستجتاحها فرقة كاملة من البحرية الأمريكية في الرابعة صباح الغد: أي بعد أربع وعشرين ساعة بالضبط. الحقيقة أيضاً أني، أنا المترجم الصامت الذي لم يأخذ في عمره موقفاً حاداً، هو من أبلغهم. أنا الخائن
انا المترجم الرئاسى الموثوق به , الذى قضى عمره فى ردهات القصور , على متن الطائرات الرسميه او فى قاعات محظور الدخول اليها , جالسآ بين مقعدين يستمع ويترجم لشاغريهما مايقوله كل للاخر دون ان يكون له ان يقول .
انا الذى سمع الكثير زرأى الكثير , منذ التحقت بهذا القصر الاسطورى وانا شاب فى مثل عمرك وحتى صار حماى رئيسآ . كم سنه ؟
التحقت بالخدمه ثناء حرب تحرير الكويت فى بدايه العام 91 ونحن الان نقترب من نهايه عام 2020 , اى قرابه ثلاثون عامآ لم اتكلم دون ان يطلب منى الكلام , شاهد صامت على عائله ممتده من المؤامرات والصفاقات والخيانات والفتن , شهدت طرد الرئيس من القصر عند اندلاع الثوره الاولى , وشهدت الحكم العسكرى , ونجوت باعجوبه من الموت فى اثناء اقتحام القصر الرئاسى واحراقه فى الثوره الثانيه وشهدت الاحتلال والتفاوض والتخاذل وخيبه الامل وكنت دومآ شاهدا ……
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق